مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

القوة العظمى

مصيبة المصائب التي تحل على أي بلد هي (الشعارات)، التي رفعها العساكر بانقلاباتهم.
تخيلوا كيف كان سيصبح حال تلك البلاد لو لم يحكمها هؤلاء الانقلابيون أنصاف المتعلمين؟!، خصوصاً أنها كانت مهيأة لتنمو فيها بذرة (الديمقراطية)، لأنه كان فيها أحزاب وبرلمانات وصحف ومعارضة - صحيح أنها لم تكن تخلو من الأخطاء، ولكن مع مزيد من التجربة والإصلاح سوف تنعدل المسيرة وتنمو.
وتجد الانقلابي عندما يستولي على الحكم لا يترك الكرسي إلاّ بعد أن يموت أو يقتل أو يزيحه منه انقلابي آخر.
وكل الشعوب طوال حكمهم لا تتغذى إلا على الشعارات والوعود وافتعال الحروب العبثية، وكل بلد منها يسير من (حفرة إلى دحديرة).
ولكي لا أكون ظالماً فليست بعض بلاد الشرق الأوسط وحدها هي التي ابتليت بتلك الشعارات، فهناك بلاد أجنبية أخرى ابتليت بنفس المصائب، غير أنها عندما حالفها الحظ وانزاحت عنها الغمّة، تنفست الصعداء وانطلقت نحو الصعود.
فكيف أصبح حال الصين الآن بعد أن قبرت الكتاب الأحمر لماو تسي تونغ مع ثورته الثقافية، وكيف أصبح حال روسيا بعد الاتحاد السوفياتي، وفيتنام بعد هوشي منه، وإندونيسيا بعد أحمد سوكارنو، وكوريا الجنوبية عندما حكّمت عقلها؟!
والآن ما زالت كوبا تتمسح بجثة فيدل كاسترو، وما زالت إيران تحكمها (العمائم)، وما زالت كوريا الشمالية تحكمها العائلة الماركسية (الملكية) التي توارثها الابن من الأب إلى الجد.
وها هي فنزويلا تتخبط من هوغو شافيز إلى نيكولاس مادورو ويا قلبي لا تحزن.
وأريد أن أركز في هذه العجالة على فنزويلا بالذات لأنها هي التي لعبت بعقلي وعاطفتي معاً.
تصوروا أن هذا البلد الذي يقبع تحت أرضه أكبر مخزون نفطي في العالم، تعيش عاصمته في ظلام دامس، وأن هناك ما لا يقل عن أربعة ملايين نازح وهارب يعيشون كلاجئين في البلاد المجاورة، ولو لم تغلق الحدود مع كل من البرازيل وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وبيرو، لهرب نصف سكانها منها، وكل هذا حصل بسبب الشعارات الجوفاء.
ولكي أهدئ اللعب قليلاً أقول: إن قلبي مع تلك الدولة التي تمتلك قوة عظمى لا تضاهى، ألا وهي قوة الجمال النسائية، هل تعلمون أن 6 من ملكات جمال العالم وكذلك 6 من ملكات الكون فنزويليات؟! وآخرهن هي (Luna - Sol)، وهي البنت التي جمعت في اسمها الشمس والقمر في آنٍ واحد.
هذه هي التي أفرش لها جناح الذل، وبعدها أنسل مثلما تنسل الشعرة من العجين.