علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

صديقي سالم

كنت أتحدث مع الزميل والصديق سالم الغامدي مدير تحرير صحيفة الرياض سابقاً، ولمن لا يعرف صحيفة الرياض هي واحدة من كبريات الصحف السعودية، كان الحديث ودياً وفي مناسبة اجتماعية جمعتنا، ومن الطبيعي أن يتطرق الحديث للسؤال عن العائلة، لا سيما أنه قبل أن يكون زميلاً في شارع الصحافة كان زميلاً في قسم الإعلام، فأجابني أن عائلته بخير ولكنه يفتقد اثنين من أبنائه اللذين يدرسان في الصين من الطبيعي أن أفغر فمي وتبدو علامات التعجب على محياي وأبادره بالإجابة فوراً في الصين يا سالم!
بادرني بقولة اللغة الصينية ستكون لغة الإعمال مستقبلاً قلت لعل ذلك سيكون صحيحاً ولكن اللغة الإنجليزية تغني عنها كما أن اللغة الصينية لغة صعبة ابتسم صديقي سالم، وأردف لقد قلت أخي علي أنها صعبة وأنا أضيف أنها ليست مستحيلة وأبشرك، ابناي قد أنهيا تعلم اللغة الصينية نطقاً والآن هما يشرعان بتعلم الأبجدية الصينية ليتعلما من خلالها الكتابة، رجوت الله أن يوفق أبناءه وذكرت له أنني أركز على تعليم أبنائي اللغة الإنجليزية، لا أعرف لماذا تذكرت هذه القصة بيني وبين صديقي سالم، ولكن قد يكون ذلك تداعي معاني نتيجة قرار القيادة السعودية تعليم اللغة الصينية في مناهجنا التعليمية أعرف أن الإنسان إذا تعلم لغة غير الإنجليزية أنه سيكون مميزاً عن الغير، ومثالاً لذلك أن ابن عمي كان يدرس في اليابان وأثناء زيارة الملك سلمان لليابان انضم ابن عمي إلى طاقم المترجمين وكذلك تعلم زميلنا في قسم الإعلام عبد العزيز تركماني اللغة اليابانية وأصبح سفيراً للسعودية لدى اليابان ويبدو أن اللغة ميزته كي يحصل على هذا المنصب.
أعود لكم مرة ثانية إلى صديقي سالم حيث ذكر لي أن ابنيه أمضيا سنتين في تعلم نطق اللغة الصينية فقط وأظهر حماسة في أن تعلم ابنيه للغة الصينية سيميزهما وأن تعليمي لأبنائي لا يأتي بجديد، ضحكت وكان ذلك أشبه برهان بيننا لم يعلن فهل سبق صديقي سالم عصره في إدراك أهمية اللغة الصينية أم أنه استقرأ عظمه الصين الاقتصادية من خلال موقعة مدير تحرير لصحيفة الرياض وقربة الطبيعي من الأخبار. لا أعرف حقيقة من كسب الرهان أنا أم صديقي سالم، لذلك أترك لكل قارئ كريم أن يضع نهاية هذا المقال وفق تصوراته الشخصية مع دعائي لأبنائي وأبناء صديقي سالم بالتوفيق والسداد ولا أضيف جديداً إذا قلت إن من يخرج عن السرب العام سيكون مميزاً ويحتاجه مجتمعه.