إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

النزيف المهبلي وسن اليأس

• ما أسباب النزيف المهبلي بعد بلوغ سن اليأس من الحيض، وبما تنصح؟
سليمة م. - الرياض

- هذا ملخص أسئلتك حول الشكوى من ذلك لدى والدتك، وهو أحد الجوانب الصحية المهمة، التي يكثر السؤال عنها، وتجدر الإحاطة بالمعرفة عنها. ولاحظي أنه عادة ما يتم تشخيص بلوغ سن اليأس من الحيض عند انقطاع الطمث بشكل متواصل لمدة عام لدى المرأة التي فوق سن 45 عاماً من العمر. وبالعموم، فإن حصول أي نزيف من المهبل بعد هذا، يحتاج إلى فحص من قبل الطبيب، وذلك حتى لو أن ذلك النزيف (ما بعد سن اليأس) حدث لمرة واحدة فقط، أو أنه بكمية صغيرة من الدم أو البقع أو الإفرازات الوردية أو البنية، أو أنه ليس لدى المرأة أي أعراض أخرى، أو كانت غير متأكدة إذا ما كان الإفراز الذي لاحظته هو دم أم لا. أي أن النزيف المهبلي بعد بلوغ سن اليأس، ليس أمراً طبيعياً ويجب أن يقيمه الطبيب. وثمة عدة أسباب وراء هذه النصيحة الطبية في ضرورة الاهتمام بهذا الأمر ومراجعة الطبيب من أجله، وذلك حرصاً على سلامة المرأة وصحتها، خصوصاً إذا كان عمرها فوق 55 عاماً.
وعند مراجعة الطبيب والإجراءات الروتينية في الفحص الإكلينيكي، والتأكد من أن مصدر النزيف ليس المسالك البولية أو المستقيم، يتم إجراء عدد من الفحوصات، كالتصوير بالأشعة ما فوق الصوتية لفحص الحوض، التي وفق نتائجها قد يتم إجراء فحوصات أخرى.
ويمكن أن تكون هناك عدة أسباب للنزيف المهبلي ما بعد بلوغ سن اليأس، ومن أكثر الأسباب شيوعاً هو التهاب وترقق سُمْك البطانة المهبلية (أو ما يُعرف بالتهاب المهبل الضموري) أو التهاب وترقق سُمْك بطانة الرحم (أو ما يُعرف بضمور بطانة الرحم)، وهي الحالات الناجمة عن انخفاض مستويات هرمون الأستروجين الأنثوي في الدم.
وقد يكون السبب أحد أنواع الأورام الحميدة في عنق الرحم أو الرحم، أي نمو غير طبيعي في الأنسجة تلك، ولكن غير سرطاني مثل الأورام الليفية الرحمية والزوائد اللحمية الرحمية. كما يمكن أن يكون حصول زيادة في سماكة طبقة بطانة الرحم السميكة نتيجة لتلقي العلاج التعويضي بالهرمونات البديلة، أو نتيجة لارتفاع مستويات هرمون الأستروجين، أو بسبب زيادة وزن الجسم.
وفي حالات قليلة وغير شائعة، قد يكون سبب النزيف المهبلي في تلك المرحلة من العمر وجود ورم سرطاني غير حميد، بما في ذلك سرطان بطانة الرحم و«ساركوما الرحم» وسرطان عنق الرحم أو سرطان المهبل. ومن أجل هذا الاحتمال الضعيف، يأخذ الأطباء جانب الحيطة في ضرورة الاهتمام بحالة النزيف المهبلي بعد بلوغ سن اليأس، لتفادي مضاعفات تأخير معالجة الحالة.
ومن أجل ذلك أيضاً، تكون المعالجة وفق نوع السبب الذي أدى إلى حصول ذلك النزيف المهبلي. ولو كان سبب النزيف وجود أورام حميدة في عنق الرحم، يتم إزالتها. وقد لا تحتاج حالة ضمور بطانة الرحم أي علاج، وربما ينصح الطبيب باستخدام كريم موضعي أو تحاميل مهبلية تحتوي هرمون الأستروجين.
وفي حالات زيادة سماكة طبقة بطانة الرحم، أو ما يعرف بفرط تنسّج بطانة الرحم، يتم تقييم نوع تلك الزيادة في تكوّن أنسجة بطانة الرحم. وبالتالي وفق ذلك النوع: إما أن لا يتم تقديم أي علاج، أو يُنصح بدواء هرموني (كأقراص دوائية يتم تناولها عبر الفم أو يتم إدخالها إلى الرحم مباشرة كعلاج موضعي)، أو قد تتطلب الحالة استئصال الرحم جراحياً، وربما إزالة الرحم وعنق الرحم والمبايض. وفي حالات سرطان الرحم، غالباً يتطلب الأمر استئصال الرحم.

الحساسية ولحميات السلائل الأنفية

• لماذا تنشأ اللحميات الأنفية وهل العلاج هو بالجراحة؟
محمد حميد - جدة

- هذا ملخص أسئلتك حول حالة الربو لديك وتكوّن لحميات السلائل الأنفية لديك وتسببها بمشكلات في التنفس. ولاحظ معي أن لحميات السلائل الأنفية هي عبارة عن نمو نسيجي غير سرطاني يتدلى من بطانة تجويف الأنف أو من بطانة الجيوب الأنفية. ولذا تتخذ شكلاً أشبه بحبات العنب أو الدموع في داخل تجويف الأنف. وهي تظهر نتيجة لحصول التهابات مزمنة في مجاري التنفس بالأنف، إما بسبب مرض الربو أو العدوى الميكروبية المزمنة والمتكررة في الأنف أو الجيوب الأنفية، التي تستمر فترة تتجاوز ثلاثة أشهر، أو وجود أحد أنواع الحساسية كالحساسية من أحد أنواع الأدوية كالأسبرين وغيره.
وهذه اللحميات الأنفية قد تكون صغيرة أو كبيرة الحجم، ولكنها في الوقت نفسه كتل نسيجية لا تحتوي على إحساس عصبي فيها، وبالتالي قد لا توجد لها أي أعراض ولا يشعر المرء بها عندما يكون حجمها صغيراً. ولكن عندما تكون كبيرة في الحجم أو يكون عددها كثيراً، قد تتسبب بسد الممرات الأنفية، ما قد يُؤدي إلى مشكلات في التنفس، وفقدان حاسة الشم، وسهولة حصول تكرار العدوى الميكروبية في الجيوب الأنفية. ولذا تشمل الأعراض الشائعة لالتهاب الجيوب الأنفية المزمن واللحميات الأنفية، أعراضاً مثل ضيق مجاري التنفس بالأنف، ورشح سيلان الأنف، والعطس، وزيادة تسريب السوائل المخاطية إلى خلفية الحلق والسعال بسبب ذلك، وتدني قدرات الشم، والشعور بضغط آلام الوجه والصداع. وبالتالي على المدى المتوسط، قد تؤدي لحميات السلائل الأنفية إلى عدد من المضاعفات كانقطاع النفس أثناء النوم، وتفاقم نوبات الربو، وتكرار التهابات الجيوب الأنفية.
وعند مراجعة الطبيب، وإجرائه الفحوصات الإكلينيكية، قد تتطلب لحميات الأنفية تلقي بخاخات أنفية تحتوي على أدوية من الكورتيزون لتقليص حجم تلك اللحميات. وفي حالات عدم الاستجابة العلاجية بعد مدة ثلاثة أشهر، أو أن حجم اللحميات كبير، قد ينصح الطبيب باستئصالها جراحياً. وغالباً تتحسن الأعراض بالعملية الجراحية، ولكن يجدر تذكر أن تلك اللحميات قابلة لتكرار النمو، ما يتطلب الاهتمام بالمراجعة لدى الطبيب وتلقي الأدوية التي يصف تناولها والوسائل الوقاية الأخرى التي ينصح بها.


مقالات ذات صلة

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
صحتك من اليسار: القلب السليم مقابل القلب المصاب بالرجفان الأذيني (غيتي)

تتبُع الرجفان الأذيني باستخدام ساعة ذكية؟ تجنّبْ هذا الفخ

يعاني الملايين من الأميركيين من الرجفان الأذيني - وهو اضطراب سريع وغير منتظم في إيقاع القلب يزيد من خطر المضاعفات القلبية الوعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية

جولي كورليس (كمبردج - ولاية ماساشوستس الأميركية)
صحتك الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يُمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين
TT

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19» نُشرت أحدث وأطول دراسة طولية عن الأعراض الطويلة الأمد للمرض أجراها باحثون إنجليز في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال Great Ormond Street Hospital for Children بالمملكة المتحدة بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ مثل جامعة لندن ومانشستر وبريستول. وأكدت أن معظم الأطفال والمراهقين الذين تأكدت إصابتهم بأعراض كوفيد الطويل الأمد، تعافوا بشكل كامل في غضون 24 شهراً.

أعراض «كوفيد» المزمنة

بداية، فإن استخدام مصطلح (أعراض كوفيد الطويل الأمد) ظهر في فبراير (شباط) عام 2022. وتضمنت تلك الأعراض وجود أكثر من عرض واحد بشكل مزمن (مثل الإحساس بالتعب وصعوبة النوم وضيق التنفس أو الصداع)، إلى جانب مشاكل في الحركة مثل صعوبة تحريك طرف معين أو الإحساس بالألم في عضلات الساق ما يعيق ممارسة الأنشطة المعتادة، بجانب بعض الأعراض النفسية مثل الشعور المستمر بالقلق أو الحزن.

الدراسة التي نُشرت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الحالي في مجلة Nature Communications Medicine أُجريت على ما يزيد قليلاً على 12 ألف طفل من الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً في الفترة من سبتمبر(أيلول) 2020 وحتى مارس (آذار) 2021، حيث طلب الباحثون من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم، تذكر أعراضهم وقت إجراء اختبار «تفاعل البوليمراز المتسلسل» PCR المُشخص للكوفيد، ثم تكرر الطلب (تذكر الأعراض) مرة أخرى بعد مرور ستة و12 و24 شهراً.

تم تقسيم الأطفال إلى أربع مجموعات على مدار فترة 24 شهراً. وتضمنت المجموعة الأولى الأطفال الذين لم تثبت إصابتهم بفيروس الكوفيد، والمجموعة الثانية هم الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية في البداية، ولكن بعد ذلك كان نتيجة اختبارهم إيجابية (مؤكدة)، فيما تضمنت المجموعة الثالثة الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية، ولكن لم يصابوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً، وأخيراً المجموعة الرابعة التي شملت الذين كانت نتيجة اختبارهم مؤكدة في البداية ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قام الباحثون باستخدام مصطلح كوفيد الطويل الأمد عند فحص بيانات ما يقرب من ألف طفل من الذين تأكدت إصابتهم بالمرض ووجدوا بعد مرور عامين أن نحو 25 - 30 في المائة فقط من إجمالي المراهقين هم الذين لا يزالون يحتفظون بالأعراض المزمنة، بينما تم شفاء ما يزيد على 70 في المائة بشكل كامل. وكان المراهقون الأكبر سناً والأكثر حرماناً من الخدمات الطبية هم الأقل احتمالية للتعافي.

25 - 30 % فقط من المراهقين يظلون محتفظين بالأعراض المزمنة للمرض

استمرار إصابة الإناث

كان اللافت للنظر أن الإناث كن أكثر احتمالية بنحو الضعف لاستمرار أعراض كوفيد الطويل الأمد بعد 24 شهراً مقارنة بالذكور. وقال الباحثون إن زيادة نسبة الإناث ربما تكون بسبب الدورة الشهرية، خاصة أن بعض الأعراض التي استمرت مع المراهقات المصابات (مثل الصداع والتعب وآلام العضلات والأعراض النفسية والتوتر) تتشابه مع الأعراض التي تسبق حدوث الدورة الشهرية أو ما يسمى متلازمة «ما قبل الحيض» pre-menstrual syndrome.

ولاحظ الباحثون أيضاً أن أعلى معدل انتشار للأعراض الطويلة الأمد كان من نصيب المرضى الذين كانت نتائج اختباراتهم إيجابية في البداية، ثم أصيبوا بالعدوى مرة أخرى لاحقاً.

قال الباحثون إن نتائج الدراسة تُعد في غاية الأهمية في الوقت الحالي؛ لأن الغموض ما زال مستمراً حول الآثار التي تتركها الإصابة بالفيروس، وهل سوف تكون لها مضاعفات على المدى الطويل تؤدي إلى خلل في وظائف الأعضاء من عدمه؟

وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في ضرورة معرفة الأسباب التي أدت إلى استمرار الأعراض في الأطفال الذين لم يتماثلوا للشفاء بشكل كامل ونسبتهم تصل إلى 30 في المائة من المصابين.

لاحظ الباحثون أيضاً اختلافاً كبيراً في الأعراض الملازمة لـ«كوفيد»، وعلى سبيل المثال هناك نسبة بلغت 35 في المائة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم في البداية، ثم أصيبوا مرة أخرى بعد ذلك، لم تظهر عليهم أي أعراض على الرغم من إصابتهم المؤكدة تبعاً للتحليل. وفي المقابل هناك نسبة بلغت 14 في المائة من المجموعة التي لم تظهر عليها أي أعراض إيجابية عانت من خمسة أعراض أو أكثر للمرض، ما يشير إلى عدم وضوح أعراض كوفيد الطويل الأمد.

هناك نسبة بلغت 7.2 في المائة فقط من المشاركين عانوا بشدة من الأعراض الطويلة الأمد (5 أعراض على الأقل) في كل النقط الزمنية للدراسة (كل ثلاثة أشهر وستة وعام وعامين)، حيث أبلغ هؤلاء المشاركون عن متوسط خمسة أعراض في أول 3 أشهر ثم خمسة في 6 أشهر ثم ستة أعراض في 12 شهراً ثم خمسة في 24 شهراً بعد الإصابة، ما يؤكد ضرورة تقديم الدعم الطبي المستمر لهؤلاء المرضى.

بالنسبة للتطعيم، لم تجد الدراسة فرقاً واضحاً في عدد الأعراض المبلغ عنها أو حدتها أو الحالة الصحية بشكل عام ونوعية الحياة بين المشاركين الذين تلقوا التطعيمات المختلفة وغير المطعمين في 24 شهراً. وقال الباحثون إن العديد من الأعراض المُبلغ عنها شائعة بالفعل بين المراهقين بغض النظر عن إصابتهم بفيروس «كورونا» ما يشير إلى احتمالية أن تكون هذه الأعراض ليست نتيجة للفيروس.

في النهاية أكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الدراسات الطولية لمعرفة آثار المرض على المدى البعيد، وكذلك معرفة العواقب الطبية للتطعيمات المختلفة وجدوى الاستمرار في تناولها خاصة في الفئات الأكثر عرضة للإصابة؛ أصحاب المناعة الضعيفة.

* استشاري طب الأطفال