الحساء... أشكال وألوان تفتح الشهية

رفيق فصل الشتاء

شوربة الطماطم (فيسبوك)
شوربة الطماطم (فيسبوك)
TT

الحساء... أشكال وألوان تفتح الشهية

شوربة الطماطم (فيسبوك)
شوربة الطماطم (فيسبوك)

في لبنان يعرف بطبق «الشوربة» الذي يزوّد متناوله بالدفء في فصل الشتاء. ويعتمد هذا الطبق المعروف بالعالم العربي بالحساء في شهر رمضان. فإضافة لاعتباره فاتحاً للشهية، يساعد هذا الطبق على إفراز العصارات الهاضمة داخل المعدة، مما يسهم في هضم الوجبة الرئيسية بشكل سليم.

يمكن لطبق الحساء أن يوفّر للجسم العناصر الغذائية اللازمة للحفاظ على الصحة والتخلّص من السموم في الجسم. وتشير الدراسات حول هذا الطبق إلى أنه يسهم في ترطيب الجسم، وكذلك في تخسيس الوزن إذا ما تم تناوله قبل الوجبة الرئيسية، فيخفف من تناول كمية طعام أكبر تترجم بسعرات حرارية أقل بنسبة 20 في المائة.

شوربة العدس (فيسبوك)

أشهر أنواع الحساء في العالم

يشهد هذا الطبق شهرة عالمية بحيث يستحوذ على اهتمام الغربيين بشكل كبير، فيدخلونه على لائحة طعامهم اليومية، ولا سيما عند وجبة العشاء. ومن أشهر أنواع الحساء في العالم «دال» الهندية بالكمّون والكزبراء والكركم. أما مكونها الرئيسي فهو العدس.

وفي إيطاليا تلاقي الـ«منيستروني» شهرة واسعة. وتتألف من خلطة خضار مع حبوب المعكرونة الصغيرة. أما حساء «ميزو» الياباني فتتألف مكوناته من الفطر الأسود والطحالب وأوراق نبتة الـ«كومبو». وفي كوبا يشتهر طبق حساء الفاصولياء السوداء. وهو بمثابة خليط من الفاصولياء السوداء والثوم المهروس مع الأوريغانو والكمّون.

ونصل إلى الحساء الأخير في هذه اللائحة والمشهور جداً في فرنسا. هو طبق حساء البصل المغمور بكمية من جبن الـ«غرويير» السويسري على سطحه.

شوربة الدجاج (فيسبوك)

لبنان وأطباق الحساء الأشهر

لكل منطقة في لبنان طبق الحساء المفضل عند أهله. وعادة ما يتأّلف من الخضار مع لحم البقر أو الدجاج. ولكن قرى أخرى في الشمال وجبل لبنان يعتمد سكانها على طبق حساء الحمص أو العدس على مائدتهم. فيما أهالي بيروت يتنافسون على صنع أطباق حساء الفطر أو الإيما.

- شوربة الإيما: الطبق المفضّل عند البيروتيين

يعدّ طبق شوربا الإيما المفضّل عند أهل العاصمة اللبنانية. ويتناولونه خلال شهر رمضان المبارك كما في باقي أيام فصل الشتاء من كل عام. ويحضّر مع الكفتة والأرز ومعجون الطماطم. ولتحضير هذا الطبق يلزمنا نصف كيلو كفتة ونصف كوب أرز ومثله من الشعيرية، وملعقة طعام من زيت الزيتون وكذلك من معجون البندورة المذوب في القليل من المياه.

في المرحلة الأولى يتم تقسيم كمية الكفتة إلى كريات صغيرة جداً بحجم حبوب الفستق، ومن ثم يتم قليها في الزيت بوعاء على النار حتى تحمرّ من جميع الجهات.

ترفع الكفتة من الوعاء ونسكب فيه نحو ليتر ونصف الليتر من المياه، ونتركه على نار قوية حتى درجة الغليان، عندها نصبّ في الوعاء نفسه كمية الكفتة والأرز والشعيرية ومعجون الطماطم، وكذلك رشة ملح وفلفل حسب الرغبة. وعندما ينضج الأرز يمكن تقديم هذا الطبق على مائدة الطعام.

- شوربة العدس الأصفر: لذيذة ومغذية

يعدّ هذا الطبق نباتياً بامتياز ويرتكز على مكونين أساسيين هما العدس الأصفر والبصل. ولتحضيره يلزمنا بصلة مفرومة وكوب من العدس الأصفر المقشور. ويمكن إضافة حبة واحدة من البطاطا وأخرى من الجزر المقطّعين.

في وعاء على النّار نضع زيت الزيتون ونضيف البصل والثوم. ثم نضيف باقي المكونات من جزر وبطاطا وبندورة وعدس. ومع رشة ملح وفلفل أسود نغمر المكونات بالمياه. نترك الحساء يُطبخ على النّار ثم نطحن جميع المكونات مع بعضها ونقدّمها ساخنة مع رقائق الخبز المحمّص والليمون.

- شوربة الدجاج: الأشهى في موسم الشتاء

تلجأ ربات المنازل إلى تحضير طبق حساء الدجاج مع الأرز بشكل مستمر، فيرافق باقي أطباق الطعام على المائدة ولا سيما في فصل الشتاء. وعادة ما تقوم بصنعه إثر تحضير طبق يتألف من لحم الدجاج، فتبقي على قطع من الدجاج المطبوخ جانباً كي تستخدمها مع مرقها للشوربة.

لتحضير هذا الطبق يتم وضع نحو 4 أكواب من المياه في وعاء. نضيف الجزر والكراث والبصل والكرفس وصدر الدجاج ومكعب المرق والأعشاب. نترك المزيج حتى يغلي وينضج الدجاج لنحو 20 دقيقة. ومن ثم نرفع الدجاج من المرق ونفرمه قطعاً صغيرة، لنعيده من ثم إلى وعاء المرق ونحرّكه.

يمكننا فيما بعد إضافة قطع الخضار المقطعة التي نرغب بها. ويمكن الاستغناء عنها من خلال استخدام نصف كوب من الأرز في الحالتين. وبعد نضج المكونات، يتم تقديمه على المائدة مزيناً بالبقدونس المفروم. وكذلك يمكننا إضافة حبات اللوز المحمّص عليه، فيضفي طعماً لذيذاً على الطبق.

- شوربة الحمصّ: الأشهر في طرابلس

تتفنن ربات المنازل في مدينة طرابلس بتحضير طبق حساء الحمص. فهو يعدّ من الأطباق الخفيفة التي تحتوي على العديد من العناصر الغذائية. فتمدّ الجسم بالطاقة وتشعر متناولها بالشبع.

طريقة عمل شوربة الحمص تستلزم ربع كيلو حمص مسلوق أو معلّب. وكذلك إلى فصي ثوم مفرومين وبصلة مقطعة صغيرة، ورشة ملح وكمون وعقدة صفراء وكزبراء يابسة وعصير حبة واحدة من الليمون الحامض. نقوم بتشويح الثوم في ملعقة من الزبدة أو الزيت حسب ما نرغب. ثم نقوم بإضافة الكزبراء اليابسة عند شم رائحة الثوم ويقلب بشكل جيد.

نقوم بإضافة البصل ويقلّب بشكل جيد، لنضيف إلى الخليط كمية الحمص المسلوق. بعد غمرها بالمياه نضع الملح والكمون والعقدة الصفراء وعصير الليمون والكرفس حتى الغليان. وتقدّم الشوربة على المائدة ساخنة مع خضار الفجل الطازج.


مقالات ذات صلة

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

مذاقات الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

الطواجن من الأطباق الشهيرة خلال شهر رمضان المبارك على المائدة العربية، حيث يتجاوز مفهومها تجمع العائلات حولها، إلى الشوق لروائح الماضي وأساليب الطهي التقليدية.

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات البطاطس المشوية بالنعناع من شيف علي عبد الحميد (الشرق الأوسط)

كيف تحضر «السناكس» بطريقة صحية؟

تظل «السناكس» أو المأكولات المسلية الصحية هي النصيحة الذهبية للطهاة، وخبراء التغذية ومدربي اللياقة البدنية؛ لدورها في زيادة الشعور بالشبع

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات يمتد زوما دبي على طابقين (غافريل باباديوتيس)

«زوما» في قائمة أفضل مطاعم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حافظ مطعم «زوما» في دبي على مكانته محتلاً بذلك المرتبة الـ19 كأفضل مطعم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحسب جوائز «أفضل 50 مطعماً» التي استضافتها أبوظبي أخيراً.

جوسلين إيليا (دبي)
مذاقات مأكولات ريفية (مزرعة العزبة الفيسبوك)

مطاعم ومزارع مصرية تراهن على «الطعام الريفي»

من الوصفات العائلية التقليدية التي توارثتها الأجيال، إلى الأطباق الريفية البسيطة التي صمدت أمام اختبار الزمن، يمكن لمحبي المطبخ المصري، استكشاف القصص والتقاليد

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة السفرة التي تزينها شجرة الزيتون (الشرق الأوسط)

«سفرة مريم» في دبي يكمل قصة «بيت مريم»

لم يكن الأمر مستغرباً عندما وقع خيار «جائزة أفضل 50 مطعماً في الشرق الأوسط وأفريقيا» على سلام دقاق ليتم تتويجها كأفضل طاهية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2024

جوسلين إيليا (دبي)

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)
الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)
TT

الشيف أحمد الزغبي يسترجع نكهات الماضي بطريقة عصرية

الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)
الشيف أحمد الزغبي يستعيد نكهات الطواجن اللبنانية على المائدة المصرية (مطعم Aura)

الطواجن من الأطباق الشهيرة خلال شهر رمضان المبارك على المائدة العربية، حيث يتجاوز مفهومها تجمع العائلات حولها، إلى الشوق لروائح الماضي وأساليب الطهي التقليدية.

وتعد الطواجن جزءاً أساسياً من المطبخ اللبناني الكلاسيكي، فلها طريقتها الخاصة في الطهي، حيث تبدأ عملية تحضيرها باستخدام أواني الفخار التقليدية في المناطق الريفية، ثم تدخل إلى الفرن وتُطهى على نار هادئة.

في القاهرة؛ وفي رحلة لاستعادة نكهات الماضي، يقدم الشيف اللبناني أحمد الزغبي، طواجن بلاده بطريقة جذابة، جامعاً بين التقاليد الأصيلة وابتكارات الطهي المعاصرة، ليقدم مزيجاً على المائدة المصرية وزوارها من العرب والأجانب، حيث تتلاقى داخل طواجنه النكهات المنزلية الغنية بلمسات عصرية لتكون خفيفة على المعدة.

وخلال شهر رمضان، ومن خلال قائمة طواجن متنوعة، يقدم الشيف اللبناني تجربته لزوار فندق «فور سيزونز فيرست ريزيدانس»، وتحديداً داخل مطعم «Aura»، المتخصص في الطعام اللبناني، عاكفاً على وضع فلسفته في الطهي، التي تجمع بين تاريخ المطبخ اللبناني وخبرة الطهي الحديثة.

يبدأ الشيف الزغبي، حديثه مع «الشرق الأوسط»، بالإشارة إلى أن الطواجن جزء من التراث اللبناني، موضحاً أن أسماء الطواجن بمكوناتها الأساسية (الدواجن واللحم والسمك) تختلف في مكونات إعدادها من منطقة لأخرى داخل لبنان، وقد تقدم بأسماء مختلفة من محافظة لمحافظة، إلا أنها تشترك في طريقة الطهي داخل الأفران التقليدية، والتحضير البطيء لضمان أقصى درجات النكهة والنضج، مبيناً أنه استلهم من هذا التراث مجموعة منتقاة من الطواجن لتقديمها في مصر، لا سيما على مائدة الإفطار الرمضانية، مازجاً فيها بين التقاليد والعصرية واللمسة الراقية.

ويقول: «دائماً أفكر في طرق جديدة ومبتكرة لتحضير الطواجن، حيث أجمع أحياناً بين طريقتي إعداد من منطقتين مختلفتين ودمجهما، أو الجمع بين المكونات التقليدية بطرق إعداد غير تقليدية، أو اختيار اسم طاجن معروف مع تغيير المكونات».

يؤمن الشيف بأنه لا شيء يعبر عن شهر رمضان أكثر من مذاق الطواجن التي تتجاوز الحاضر إلى الماضي، مؤكداً أن ابتكاراته بها تعد مغامرة يخوضها لترك انطباع جيد لدى زبائنه. ولتحقيق ذلك، تضم قائمة طواجنه 5 أنواع مختلفة لكي تلبي جميع الأذواق. يأتي أولها طاجن الجمبري بالهريسة مع الزيتون الأخضر والبطاطس والفلفل الرومي ودبس رمان، وهو مناسب لمحبي المأكولات البحرية، الذين يبحثون عن نكهة أصيلة ومثالية، ومختلفة على المائدة الرمضانية في الوقت نفسه.

والثاني هو طاجن اللحم المطبوخ بالقرع والخضار، وهو يعتمد على اللحم البتلو، الذي يتم شواؤه بداية على الجريل مع البصل، لمنح الطاجن نكهة أعمق، ثم يضاف في الطاجن القرع والخضراوات المتنوعة، حيث ينضج داخل الفرن على نار هادئة.

وطاجن اللحم البقري مع الحمص والجزر، المكون من قطع اللحم البقري المقطّع المشوي مع المشروم والجزر والبصل، وما يميز هذا الطاجن أنه يغطى بطبقة عجين، ثم يدخل إلى الفرن، وعند تقديمه يصاحبه «شو»، حيث تتم إزالة هذا الغطاء من جانب أحد الطهاة ليتصاعد منه البخار الكثيف من الطاجن، ما يحفز المتذوق.

النوع الرابع في قائمة طواجن الشيف الزغبي هو الدجاج بالخرشوف مع البازلاء والجبن، الذي يعد أكثر الطواجن ابتكاراً بحسب الشيف، حيث يجمع مكونات من ابتكاره، عبر دمجها مع بعضها البعض مكوناً منها الطاجن، الذي يعد غنياً بالفيتامينات المفيدة للجسم، لا سيما مع وجود الخرشوف بفوائده الصحية المتعددة.

وأخيراً، يأتي طاجن الموزة الضأن مع ورق العنب والكوسة، الذي يناسب عشاق المذاق التقليدي الأصيل على مائدة رمضان لكن بلمسة عصرية، وهو طاجن يتسم بنكهته القوية، لا سيما مع وجود لحم الضأن بمذاقه اللذيذ والغني بالبروتينات، والذي يقدم مع صلصة الزبادي.

ويبيّن الشيف أنه بجانب الرهان على الحفاظ على المذاق الأصلي، فإنه دائماً يراعي جذب عين المتذوق عبر الألوان، وذلك من خلال الاهتمام بنوع «الصوص» المستخدم مع كل طاجن، فإلى جانب قدرتها على إكساب الطاجن مزيداً من المذاق الشهي، فهو يوظفها لعمل تنوع لوني. على سبيل المثال يقدم طاجن الجمبري مع الصوص الأحمر، بينما في طاجن لحم العجل بالقرع والخضار فيقدم مع خليط مرق اللحم المائل للون البني، فيما يقدم الصوص الأصفر مع طاجن الدجاج بالخرشوف المائل للون الأخضر بفضل مكوناته. ويعقب الشيف اللبناني على ذلك، قائلاً: «هذا التنوع اللوني يحوّل الطواجن إلى فن حقيقي، ويجعل وراء كل طاجن قصة نرويها من خلال المذاق والألوان».

تقدم جميع الطواجن مع حساء القرع، الذي يلائم فصل الشتاء لقدرته على التدفئة، وكذلك يناسب الصائمين، حيث يهيئ المعدة بعد ساعات طويلة من الصوم على استقبال أصناف الطواجن.

يقدم الشيف الزغبي قائمة الطواجن يومي الخميس والجمعة، ما يجعلها مثالية لتجمعات العائلة والأصدقاء، تماماً مثل فكرة تقديمها في المنازل اللبنانية والمصرية، حيث تناسب التجمعات والولائم الرمضانية.