علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

كشف المستور

لا أحد يحب الكوارث الطبيعية أو يتمناها لأنها تحدث دماراً هائلاً فيما بناه الإنسان، ولكن في عالمنا العربي الكوارث الطبيعية تكشف المستور، فالأمطار التي هطلت على أجزاء من العالم العربي خصوصاً الخليج كشفت المستور، إذ أوضحت أن بنيتنا التحتية ضعيفة رغم الغنى الفاحش، والناس تعرف أن الدولة صرفت ملايين الدولارات في البنية التحتية ولكنهم اكتشفوا أن البنية التحتية رديئة، وهذا هدر في المال والاقتصاد ولا أعرف على وجه اليقين أين الخلل؛ هل هو في مصممي المشاريع أم منفذيها أم متسلميها؟ أم أن هناك رشى تصل إلى جيوب بعض المتنفذين ما يجعلهم يتسلمون مشروعاً ما بأقل من مواصفاته المصممة، ويكفي أنه في جدة تُسلم مشروع تصريف السيول عبارة عن أغطية دون أن توجد تحت الأرض مجارٍ، وهذه جريمة كبرى لولا معرفة من قام بها أنه سينجو من العقاب لما عملها.
تخرج علينا بين فينة وأخرى أقوال وتبريرات مثل أن السيول في هذا العام أتت فوق معدلاتها، بينما قنوات تصريف السيول صممت لاستيعاب كميات محددة، ومثل هذه التبريرات لا يمكن تصديقها، فلو كانت البنية التحتية قوية فإن السيول مهما كانت ستستوعبها المصارف ولو بعد ساعات. والأدهى والأمر من ذلك أن مواقع التعثر تحدث كل عام وفي المكان ذاته ولا جهة تقوم بإصلاحها أو التصرف لمنع حدوث ذلك في عامنا المقبل، ويبدو أن الجهات الحكومية ترقد في سبات عميق.
لن أطيل عليكم وسأضرب لكم مثلاً يتكرر في مدننا العربية، فبجوار بيتي في الرياض وعلى طريق عامة نسميها في مدينتنا الطريق الدائرية يوجد مستنقع يمتلئ كل عام، وللأمانة فإن الشرطة تقوم بإقفال الخط بواسطة سياراتها ما يحذر الآخرين، وهو جهد مشكور من الشرطة. وأنا متأكد أن هذا المستنقع يمكن إصلاحه بنحو 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار) ما يحافظ على وقت الشرطة وممتلكات المواطنين. وأعلن من هذا المنبر أنني على استعداد للتبرع لإصلاح هذا الخلل متى ما سلمتني أمانة الرياض (ما يعرف بالبلدية) مخططات الطريق ومخططات مصارف السيول، لأنني متأكد أن هناك مجموعة من المهندسين سيتعاونون معي عبر التطوع. هذا مثل لمدينة عربية وهو ينطبق في جميع مدننا ما يجعلنا كل عام نخسر اقتصادياً عبر فقدان سيارات أو منجزات أو حتى بشر تجرفها السيول. فمتى نقوم في مدننا العربية بإصلاح أي خلل تكشفه لنا الكوارث الطبيعية؟ للأسف أخطاء التنفيذ تنكشف لنا كل عام ولا أحد يقوم بتعديلها ولو قمنا كل عام بتعديل جزء من هذه الأخطاء لتغير شكل مدننا.
لا أحد يحب الكوارث الطبيعية أو يتمناها لأنها تحدث دماراً هائلاً فيما بناه الإنسان، ولكن في عالمنا العربي الكوارث الطبيعية تكشف المستور، فالأمطار التي هطلت على أجزاء من العالم العربي خصوصاً الخليج كشفت المستور، إذ أوضحت أن بنيتنا التحتية ضعيفة رغم الغنى الفاحش، والناس تعرف أن الدولة صرفت ملايين الدولارات في البنية التحتية ولكنهم اكتشفوا أن البنية التحتية رديئة، وهذا هدر في المال والاقتصاد ولا أعرف على وجه اليقين أين الخلل؛ هل هو في مصممي المشاريع أم منفذيها أم متسلميها؟ أم أن هناك رشى تصل إلى جيوب بعض المتنفذين ما يجعلهم يتسلمون مشروعاً ما بأقل من مواصفاته المصممة، ويكفي أنه في جدة تُسلم مشروع تصريف السيول عبارة عن أغطية دون أن توجد تحت الأرض مجارٍ، وهذه جريمة كبرى لولا معرفة من قام بها أنه سينجو من العقاب لما عملها.
تخرج علينا بين فينة وأخرى أقوال وتبريرات مثل أن السيول في هذا العام أتت فوق معدلاتها، بينما قنوات تصريف السيول صممت لاستيعاب كميات محددة، ومثل هذه التبريرات لا يمكن تصديقها، فلو كانت البنية التحتية قوية فإن السيول مهما كانت ستستوعبها المصارف ولو بعد ساعات. والأدهى والأمر من ذلك أن مواقع التعثر تحدث كل عام وفي المكان ذاته ولا جهة تقوم بإصلاحها أو التصرف لمنع حدوث ذلك في عامنا المقبل، ويبدو أن الجهات الحكومية ترقد في سبات عميق.
لن أطيل عليكم وسأضرب لكم مثلاً يتكرر في مدننا العربية، فبجوار بيتي في الرياض وعلى طريق عامة نسميها في مدينتنا الطريق الدائرية يوجد مستنقع يمتلئ كل عام، وللأمانة فإن الشرطة تقوم بإقفال الخط بواسطة سياراتها ما يحذر الآخرين، وهو جهد مشكور من الشرطة. وأنا متأكد أن هذا المستنقع يمكن إصلاحه بنحو 100 ألف ريال (26.6 ألف دولار) ما يحافظ على وقت الشرطة وممتلكات المواطنين. وأعلن من هذا المنبر أنني على استعداد للتبرع لإصلاح هذا الخلل متى ما سلمتني أمانة الرياض (ما يعرف بالبلدية) مخططات الطريق ومخططات مصارف السيول، لأنني متأكد أن هناك مجموعة من المهندسين سيتعاونون معي عبر التطوع. هذا مثل لمدينة عربية وهو ينطبق في جميع مدننا ما يجعلنا كل عام نخسر اقتصادياً عبر فقدان سيارات أو منجزات أو حتى بشر تجرفها السيول. فمتى نقوم في مدننا العربية بإصلاح أي خلل تكشفه لنا الكوارث الطبيعية؟ للأسف أخطاء التنفيذ تنكشف لنا كل عام ولا أحد يقوم بتعديلها ولو قمنا كل عام بتعديل جزء من هذه الأخطاء لتغير شكل مدننا.