مهرة سعيد المهيري
TT

مشروعات مغرضة ضد نهضة السعودية

يريد المغرضون أن يربحوا من السعودية إعلامياً ما كانوا قد خسروه عندما واجهتهم بلاد الحرمين الشريفين بالفعل على الأرض. فالهجمة الإعلامية المتواصلة للنيل من المشروع النهضوي السعودي إنما تريد أن تجهض النهضة، وأن تمنع قيام مشروع عربي إنقاذي يواجه جملة المشاريع المتربصة بالمنطقة.
الإسلام السياسي في محور هذه الهجمة، وإن تعددت أوجهه وأغراضه. فالجار الصغير الذي يحاول أن يفلت من المقاطعة، يستخدم أدواته الإخوانية التي تحملها عربته الإعلامية الكبيرة. صار البعض يتهكم إن كان مسمى مثل قناة «الجزيرة» يصلح أن يطلق على القناة، وأن من اللازم تغيير الاسم إلى «هستيريا» أو «خصومة». فقد غاب الخبر الآخر تماماً، وما عادت القناة إلا وهي تقدم خبراً واحداً معاداً ومكرراً لا هدف له إلا النيل من السعودية.
توقفت عقارب الأحداث في ساعة الجار الصغير؛ لأنه وجد أن الفرصة متاحة، على الأقل من وجهة نظره أو بقراءة فريق العلاقات العامة الذي يحركه إعلامياً في الغرب، لقطع الطريق على مشروع الإصلاح العميق في السعودية. المشروع الذي عماده التنمية ومنع الفتن، أي أنه على الضد من أهداف الجار الصغير أو أهداف «إخوانه».
وجه الإسلام السياسي الآخر هو المشروع التخريبي الإيراني. فمنذ التسعينات وإيران تعزز من مشروعها الخاص لتغيير ثوابت المنطقة من خلال خلق صراع مذهبي يهد كل ما بنته الدولة الوطنية الحديثة. ولن يفوت مراقب أن يلاحظ أن احتلال العراق عام 2003 فتح الباب على مصراعيه لكي تقوم إيران بتغييرات عميقة في النسيج الاجتماعي والسياسي في المنطقة. وليس من باب المجازفة القول إن مشروع تصدير الثورة الذي أطلقته إيران عام 1979، صار اليوم مشروع هيمنة مترامي الأطراف نراه في لونه الفاقع في لبنان واليمن، لكنه متسلل في كل مناحي الحياة في الشرق الأوسط، بل ولدى الجاليات العربية المهاجرة في الغرب. مشروع الأمير محمد بن سلمان العربي هو آخر ما تريده إيران؛ ولهذا حركت كل ماكنتها الإعلامية للنيل من المشروع ومن صاحبه وراعيه. وإذا كان التحالف العربي قد تحرك على الأرض لمحاصرة التمدد الإيراني في جنوب الجزيرة العربية، فإن إيران المترقبة نتائج العقوبات الأميركية عليها، سخّرت الإعلام للإساءة السعودية وقيادتها.
درة تاج الخراب هم الإخوان. فقد هالهم أن تساعد السعودية، ومعها الخيّرون من دول المنطقة، في منح المصريين فرصة تصحيح مسار التغيير في بلادهم بعيداً عن مشروع الخراب الإخواني. هذا ثأر من السعودية ومن قيادتها معاً. ولهذا؛ فإن كل مجاميع الإخوان تشتغل ليلاً ونهاراً لتشويه صورة السعودية. وهم إذ يراهنون على ذاكرة جمعية ضعيفة لكي يُنسُوا الناس أن قرار مواجهة الإخوان اتخذ في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله -، فإنهم يربطون أزمتهم اليوم في الصرامة الاستثنائية التي واجه بها الأمير محمد بن سلمان مشروعهم. أحزابهم التي تتخفى وراء مسميات لا علاقة لها بها، لا تريد أن تترك العدالة السعودية تأخذ مجراها وتتحرى وقائع قضية خاشقجي، وأن تصدر أحكامها وفق شرع الله، كما وعدت القيادة السعودية لكي يحاسب المسؤول.
كل هذه المشاريع تريد أن تصبح السعودية ضعيفة وغير قادرة على مواجهة التهديدات، كما خططت لتفعل بمصر، وهي نفسها المشاريع التي أخذت بالعراق وسوريا وفلسطين واليمن إلى حال البؤس الذي نراه.
إنه إعلام يريد النيل من الإنجازات السعودية الماثلة أمام أنظاره على الأرض.
السعودية أكبر منهم، وأكبر من مشاريعهم ومؤامراتهم. والقيادة السعودية التي ترى شعبها وهو يلتف من حولها، تعرف سخافة حملة التهريج التي تسعى إلى النيل منها ومن نهضتها.
* كاتبة إماراتية