تيم كولبان
كاتب من خدمة بلومبيرغ.
TT

حرب التكنولوجيا

إن لم تكن قد عرفت، فإن هناك حرباً تجارية طاحنة ومستمرة الآن.
وبصرف النظر عن كل ما يُقال هنا وهناك عن الحمائية الضرورية أو التوازنات التجارية المهمة، فإن أكثر ما يثير القلق والمخاوف بين الولايات المتحدة والصين هي المنافسة على النفوذ الجيوسياسي وعلى التكنولوجيا.
ولذلك؛ في حين أن الاضطرابات الراهنة على صعيد التجارة الدولية قد ترجع بآثار سيئة على الاقتصاد العالمي، كما هو الحال في أي حرب من الحروب، فإن الفائزين الحقيقيين في هذه الحرب هم صناع الأسلحة.
ومن ثم، تحولت شركة «إيه إس إم إل هولدينغ» الهولندية إلى واحدة من أبرز وسطاء الأسلحة في هذا النوع الجديد من المعارك والحروب.
كانت الشركة الهولندية المذكورة، والعاملة في مجال صناعة الطابعات الضوئية وأشباه الموصلات، قد أعلنت أول من أمس (الخميس) عن تعزيز عائداتها المتوقعة لعام 2020 بنسبة 18 في المائة وصولاً إلى مبلغ 13 مليار يورو (14.85 مليار دولار)؛ الأمر الذي يدعمه سيناريو النمو المعتدل للأسواق.
من شأن الصين أن تبدأ في إنتاج أكبر كمية من المنتجات الجديدة بحلول عام 2020، وهي تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم في ذلك بعد كوريا الجنوبية من حيث النفقات. ولقد أشير إلى التكنولوجيات الجديدة مثل الجيل الخامس، والذكاء الصناعي، والقيادة الذاتية، والبيانات الهائلة، كبعض من المساهمين الرئيسيين في الجهود الجديدة.
وليس من قبيل المصادفة أنه في حين كانت الصين من البلدان المتخلفة في مجال التكنولوجيا، فإن هذه الفئات التي تدرجها شركة «إيه إس إم إل هولدينغ» الهولندية على قوائمها هي أيضا القوائم نفسها التي يحظى ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم بالفرصة السانحة لمواكبة ومباراة، وربما تجاوز، الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى فيها.
وفي واقع الأمر، من المتوقع للصين أن تقود الجهود العالمية من حيث عدد مصانع أشباه الموصلات التي بدأت في إنشائها عام 2017 وتنتهي عام 2020، حيث تحتل المرتبة الثانية عالمياً في ذلك بعد كوريا الجنوبية من حيث الإنفاق الصناعي، وفقاً إلى مجموعة «سيمي» الصناعية.
يستغرق الأمر عاماً ونصف العام إلى عامين تقريباً لأجل تركيب وتثبيت المعدات في مصنع من المصانع الجديدة؛ مما يعني إفساح المزيد من المجال لمزيد من الإنفاق لما بعد عام 2020. وبالنظر إلى كرة التوقعات البلورية، تتوقع شركة «إيه إس إم إل هولدينغ» أن تتراوح الأرباح في عام 2025 بين 15 و24 مليار يورو. ووفقاً لأعلى المعايير، فإن هذا يعني النمو المتوسط بنسبة 13 نقطة مئوية؛ وهو ما يتسق على نحو تقريبي مع المتوقع إنجازه خلال السنوات الخمس حتى حلول عام 2020.
بيد أن هذا، من على سطح الأحداث، لا يبدو من الأمور الجيدة بحال. لكنها من الصناعات الدورية للغاية؛ ولذلك فإن حقيقة أن شركة «إيه إس إم إل هولدينغ» تتنبأ بعقد كامل من النمو المستمر لهو من الأمور غير المعتادة في مثل هذه المجالات.
يعقد الرئيس الصيني شي جينبينغ العزم على قيادة بلاده نحو الاستقلال التكنولوجي الكامل، مع إتاحة الإمكانات المالية الضخمة لبلوغ هذه الغاية. وفي الأثناء ذاتها، فإن الخصوم القدامى، مثل شركة صناعة أشباه الموصلات التايوانية، وشركة «سامسونغ إلكترونيكس» الكورية، وشركة «إنتل كورب» الأميركية، وشركة «ميكرون تكنولوجي» الأميركية، سوف يبذلون كل ما في وسعهم للبقاء في المقدمة.
الأمر الذي يجعل الوقت مناسباً تماماً للعمل في مجال معدات الرقاقات الصناعية.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»