أنواع السعال ووسائل معالجتها

أسبابها تتعدد بين العدوى وأمراض الجسم

أنواع السعال ووسائل معالجتها
TT

أنواع السعال ووسائل معالجتها

أنواع السعال ووسائل معالجتها

علينا أن نتعرّف على أعراض السعال حتى نعلم متى ينبغي علينا تلقي العلاج. والسعال أنواع:
سعال جاف، وسعال رطب، سعال تطول مدته... وهي كلها أعراض لحالة أو حالات مسببة له. ما معنى كل نوع من السعال، وكيف يمكن للطبيب التمييز بينها؟ يعتمد الأمر على نوع ومدة استمرار السعال.
السعال الرطب
السعال الرطب wet cough هو الذي ينتج عنه مخاط من الرئتين أو الجيوب الأنفية. يعطي هذا السعال انطباعاً بأنه رطب، وقد يصاحبه صوت أزيز أو رنين وضيق في الصدر عن التنفس. يكون السبب وراء الكثير من أنواع السعال الرطب هو الإصابة بعدوى مثل نزلة برد، أو إنفلونزا، أو التهاب الشعب الهوائية، أو ذات الرئة. تقول الدكتورة جيسيكا ماكانون، أخصائية أمراض الصدر في مستشفى «ماونت أوبرن» التابعة لجامعة هارفارد: «في حالة التهاب الشعب الهوائية الحاد يظهر السعال سريعاً ويختفي في النهاية من تلقاء ذاته». على العكس من ذلك، فإن بعض أنواع السعال الرطب يكون مزمناً ويمتد لفترة طويلة، وقد تكون أسبابه على سبيل المثال:
* تنقيط (أي قطرات) أنفي خلفي، : ينتج ذلك عن تحرك المخاط في الحلق أو الحساسية أو وجود مسببات حساسية في الهواء، أو نزلة برد، أو عدوى في الجيوب الأنفية. ويوضح الدكتور أحمد سيداغات، أخصائي أنف أذن وحنجرة في مستشفى ماساتشوستس لأمراض العيون والأنف التابعة لجامعة هارفارد: «ينقط المخاط على الحنجرة مما يحفز حدوث سعال لمنع انتقال المخاط إلى الرئتين».
* داء الانسداد الرئوي المزمن: تقول الدكتورة جيسيكا: «علامات الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن هي حدوث سعال رطب، وصعوبة في التنفس، وأزيز عند التنفس». كذلك من الممكن حدوث عدوى متكررة في الجهاز التنفسي، أو إرهاق، أو بلغم زائد.
* توسع الشعب الهوائية: في هذا المرض يتجمع المخاط في جيوب تشبه البالونات، ولا يمكن طرده من الرئتين بشكل كامل.
* عدوى بكتريا مايكو غير الدرنية Nontuberculous mycobacteria infection: هو (متفطرة لاسلية) مرض قريب من مرض السل وهو غير معد. يمكن أن يصاحبه شعور بالإرهاق، وفقدان في الوزن، وشعور المريض بشكل عام أنه ليس على ما يرام.
السعال الجاف
السعال الجاف (الذي لا يحتوي على بلغم) هو رد فعل طبيعي لشيء ما يثير تهيج الحلق مثل أحد ملوثات الهواء. قد يكون السعال الجاف مؤقتاً أو مزمناً وينتج عن أي مما يلي:
* مرض الارتجاع المعدي المريئي: يحدث هذا عندما تكون العضلة الدائرية التي تفصل بين الحجاب الحاجز والمعدة ضعيفة ومتراخية مما يؤدي إلى ارتداد العصارات الهضمية الحمضية من المعدة وهو ما يثير تهيج بطانة المريء، والتكوينات داخل الحلق مما يؤدي إلى حدوث السعال.
* الربو: كثيراً ما يصاحب هذا النوع من السعال أزيز عند التنفس، وضيق في الصدر والتنفس تتباين حدته زيادة ونقصاناً. أحياناً يسبب الربو فقط سعالا جافا مزعجا، خاصة مع ممارسة التمرينات الرياضية، أو استنشاق هواء بارد فجأة.
* حساسية الأعصاب: قد تكون الأعصاب التي تثير حدوث السعال حسّاسة بدرجة كبيرة بسبب تضرر ناتج عن مرض عصبي، أو جراحة، أو إصابة.
* أعراض جانبية لعقاقير: توجد بعض العقاقير التي تتسبب في سعال مزمن كعرض من أعراضها الجانبية، ومنها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مثل «إنالابريل» (فاسوتيك)، وليسينوبريل (برينيفيل وزيستريل)، حيث تؤدي إلى حدوث سعال مستمر لدى 20 في المائة من الأشخاص الذين يتناولونها.
* قصور القلب: تتسم هذه الحالة بتكون السوائل في الرئتين مما يؤدي إلى انقطاع النفس.
* سرطان الرئة: قد يصاحب السعال المرتبط بسرطان الرئة فقدان في الوزن ودم في البلغم.
أنواع السعال الأخرى
* السعال النباحي. يبدو صوت السعال النباحي Barky cough مثل نباح الفقمة، ويسمى خانوق (ذبحة لوزية) في حالة الأطفال، ويحدث عندما يتسبب فيروس في تورم الشعب الهوائية. تقول دكتور جيسيكا: «قد يحدث السعال النباحي في حالة البالغين بسبب عدوى أو مرض تنهار فيه القصبة الهوائية أو الشعب الهوائية مع التنفس».
* السعال الديكي (الشاهوق). عادة ما تنقطع أنفاس الأطفال المصابين بالسعال الديكي بعد نوبة طويلة من السعال. وعندما يستنشقون نفساً عميقاً بعد ذلك، يصدر عنهم صوت مثل الصياح. وقد يعاني البالغون المصابون بالشاهوق من نوبات سعال صعبة تبدو وكأنها بلا نهاية.
نصائح طبية
إذا صاحب السعال حمى، أو انقطاع في التنفس، أو ألم في الصدر، أو دم في البلغم، ينبغي أن تخضع للفحص فوراً. من جهة أخرى، توصي دكتورة جيسيكا بالانتباه جيداً للأعراض، حيث تقول: «إذا لم تتحسن الأعراض، أو إذا استمر السعال لأسابيع كثيرة، ينبغي عليك الاتصال بطبيب الرعاية الأولية». أحيانا يكون من المطلوب تصوير الصدر بالأشعة، أو إجراء فحص للتنفس.
من طرق علاج السعال معالجة الحالة المسببة له. على سبيل المثال إذا كان داء الارتجاع المعدي المريئي هو السبب المرجح، «فربما نحاول أولا منع ارتجاع الحمض باستخدام العقاقير» كذلك يقول دكتور كايل ستولر، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد. ويضيف قائلا: «إذا استمر السعال، سوف نبحث عن أسباب أخرى». وتؤكد دكتورة جيسيكا أن الصبر هو الحل، حيث توضح قائلة: «كثيراً ما يحتاج السعال المزمن تجربة طرق علاج مختلفة لمعرفة أي منها يجدي نفعاً».
* رسالة هارفارد الصحية
خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

صحتك تظهر الخلايا المناعية في الدماغ أو الخلايا الدبقية الصغيرة (الأزرق الفاتح/الأرجواني) وهي تتفاعل مع لويحات الأميلويد (الأحمر) - وهي كتل بروتينية ضارة مرتبطة بمرض ألزهايمر ويسلط الرسم التوضيحي الضوء على دور الخلايا الدبقية الصغيرة في مراقبة صحة الدماغ (جامعة ولاية أريزونا)

فيروس شائع قد يكون سبباً لمرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص

اكتشف الباحثون وجود صلة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس شائع وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

كم عدد الزيارات السنوية للطبيب حول العالم؟

وفق تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية

صحتك أكواب من الحليب النباتي بجانب المكسرات (أرشيفية - إ.ب.أ)

دراسة: النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب

تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تساهم المكسرات والأسماك الدهنية والخضراوات والفواكه في رفع مستويات الكوليسترول الجيد (أرشيفية- جامعة ناغويا)

أفضل الوجبات الصحية للعام الجديد

خلص خبراء إلى أن أفضل وجبة غذائية لعام 2025، هي الوجبة «المتوسطية» التي ترتبط بالعادات الغذائية لسكان منطقة حوض المتوسط.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

TT

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

أعادت الأخبار المتواترة عن انتشار الإصابة بفيروس «HMPV» إلى الأذهان المخاوفَ من حدوث جائحة عالمية جديدة تهدد الصحة وتتسبب في توقف عجلة الحياة مماثلة لجائحة «كوفيد» قبل 5 سنوات.

فيروس تنفسي معروف

الحقيقة أن هذا الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي ليس نوعاً حديثاً من الفيروسات، لكن تم اكتشافه في عام 2001. وهناك بعض الآراء العلمية ترى أن الإصابة بالفيروس بدأت في منتصف القرن الماضي، لكن لم يتم رصدها قبل بداية الألفية الماضية.

ويشتق اسم الفيروس من الحروف الأولى باللغة الإنجليزية لجملة «الفيروس المتحور الرئوي البشري» (Human Metapneumovirus) التي تشير بوضوح إلى تأثيره على الجهاز التنفسي. ويطلق عليه علمياً: «فيروس التالي لالتهاب الرئة البشري» (الاسم العلمي: Human metapneumovirus) ومختصره «HMPV».

نحو 10 % من الأطفال يُصابون به دائماً

خلافاً للتصور العام لم يكن المرض نادراً وانتشر فجأة، وفي الأغلب هناك نسبة تتراوح بين 7 و10 في المائة من الأطفال على وجه التقريب تصاب به قبل بلوغهم عمر الخامسة ولكن يتم التعامل معه كما لو كان نزلة برد عادية.

وبالرغم من بساطة المرض فإن الإصابة تكون شديدة العنف في بعض الأشخاص، خصوصاً الذين يعانون من أمراض صدرية مزمنة مثل الربو الشعبي والسدة الرئوية المزمنة (COPD)، ويحدث لهم التهاب القصيبات الهوائية والتهاب رئوي حاد.

الأعراض

في الأغلب تكون الأعراض في الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، وتشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف والعطس والسعال، ويمكن سماع الصفير، ويلاحظ ارتفاع بسيط في درجة الحرارة واحتقان في الحلق. ومعظم الحالات تكون خفيفة ولا تستمر أكثر من أسبوع.

ولكن الأطفال الصغار (أقل من 6 شهور) والبالغين فوق سن 65 عاماً والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة لحدوث مضاعفات وانتقال المرض إلى الجزء الأسفل من الجهاز التنفسي.

انتقال الفيروس

مثل معظم الفيروسات التنفسية، ينتشر فيروس «HMPV» من خلال استنشاق الهواء الملوث بالفيروس، سواء بشكل مباشر عند التعرض لرذاذ شخص مصاب عن طريق السعال والعطس والقبلات، أو التعرض غير المباشر لهذا الرذاذ عند المصافحة أو ملامسة الأسطح والأشياء الملوثة مثل الهواتف أو مقابض الأبواب أو لوحات مفاتيح المصاعد.

طرق الوقاية من العدوى

وهي الطرق نفسها التي كانت متبعة في جائحة «كوفيد»، والأمراض التنفسية بشكل عام، مثل البعد عن الزحام والتجمعات وتجنب القرب من أو لمس الأشخاص المصابين وارتداء الكمامة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وغسل الأيدي جيداً باستمرار بالماء والصابون. ويفضل عدم تناول الطعام إلا بعد طهيه بشكل جيد، وتناول الغذاء الصحي والفيتامينات التي من شأنها أن تعزز المناعة مثل فيتامين سي والزنك.

ويجب على الأشخاص المصابين بالمرض الحرص على سلامة الآخرين تبعاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية (WHO) بضرورة البقاء في المنزل للمصابين بنزلة برد وتغطية الفم عند السعال وتجنب لمس الآخرين.

المعرضون أكثر للمضاعفات

بجانب الرضع وكبار السن، الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، أو من أمراض من شأنها أن تضعف المناعة مثل المصابين بالأورام المختلفة والذين يتناولون علاجاً مثبطاً للمناعة بسبب الأمراض المناعية.

التشخيص

في الأغلب يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والأعراض الإكلينيكية التي تُعطي صورة جيدة عن حدة المرض، وفي حالة استمرار الأعراض أكثر من أسبوعين يمكن عمل أشعة على الصدر أو مسحة من الأنف أو الحلق وتحليلها في المعمل لرصد الفيروس.

العلاج

يكون موجهاً بشكل أساسي للأعراض مثل علاج خافض الحرارة، وتناول السوائل بشكل عام باستمرار لمنع الجفاف والسوائل الدافئة في حالة احتقان الحلق. ويمكن استخدام المسكنات البسيطة مثل «الباراسيتمول» في حالة الشعور بألم، وفي الأعراض العنيفة مثل ضيق التنفس وسرعته أو عدم القدرة على التنفس بسهولة يجب الذهاب إلى المستشفى.

وحتى هذه اللحظة لا توجد أي بيانات من المنظمات الطبية في الصين أو منظمة الصحة العالمية تشير إلى حدوث إصابات عنيفة بشكل جماعي من المرض أو وفيات بشكل وبائي.