نوح سميث
كاتب في «بلومبيرغ»
TT

المجازفة وسعر الفائدة

إن حلقة النقاش الجديدة عبر الإنترنت لـ«الرابطة الاقتصادية الأميركية» تعطي العالم الخارجي لمحة خاطفة عن الطريقة التي يتحدث بها خبراء الاقتصاد فيما بينهم عن موضوعات السياسة المهمة. أحد الأمثلة كان الحوار الذي استهله أوليفر بلانشارد، البروفسور بمعهد مسيتسوشيتس للتكنولوجيا كبير خبراء الاقتصاد، والذي انضم إليه كثير من كبار الباحثين البارزين؛ الموضوع هو ما إذا كانت أسعار الفائدة المنخفضة قد تسببت في مخاطر أكبر من المحتمل.ومع ارتفاع سعر الفائدة أخيراً، ربما لا يكون للسؤال تلك الأهمية الملحة، لكن السؤال كان ضرورياً خلال فترة التعافي مما يعرف بفترة «الكساد العظيم»، وسيثار مرة أخرى لا محالة في حال حدوث كساد جديد.وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الفائدة المنخفضة تغري الناس لوضع أموالهم في استثمارات خطرة ذات عائد مرتفع، لكنها ضعيفة القيمة من حيث ما يعرف بـ«التعديل حسب المخاطر».
لكن حسبما أفاد الخبير بجامعة هارفارد، جيرمي ستين، في النقاش الذي أثاره بلانشارد، وبحسب ما أشار إليه كثيرون غيره قبل ذلك، فإن هذه هي بالضبط الطريقة التي يفترض أن تنتشل الاقتصاد من براثن الكساد. فهناك بعض المشروعات، مثل إنشاء مبنى إداري جديد أو شركة تنقيب عن النفط، عالية المخاطر، يفضل المستثمرون، حتى إن ارتفع سعر الفائدة، تفاديها واتخاذ الطريق الآمن، بالاستثمار في السندات الحكومية.
لكن حسبما أشار براد ديلونغ، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، فإن المكاسب التاريخية التي كانت تستخدم في حساب معدل السعر بعيد المدى إلى العائد تتضمن فترة «الكساد العظيم». ففي حال استخدمت المدخرات الحديثة، قد يستمر السعر مرتفعاً قليلاً، لكنه منخفض رغم ذلك.
وحدثت خلال فترة التعافي بعض الفقاعات، فقد ارتفع الذهب عام 2010 و2011، ثم في 2013. وربما كانت هناك فقاعات ثانوية في شركات التكنولوجيا الناشئة عام 2013 و2014. كذلك كان لعملة «بيتكوين» فقاعاتها الصغيرة عام 2011 و2013. وفي عام 2015 و2016، حدث تباطؤ متوسط في النشاطات الاقتصادية، ربما بسبب تراجع النشاط الصناعي، لكن لم يكن هناك شيء كبير بما يكفي لتبرير مخاوف أشخاص مثل تيلور وبلوزور.
الشيق في الأمر أنه منذ تحول التعافي إلى ازدهار، وارتفاع سعر الفائدة، بدأت شهية الناس للمغامرة في التراجع. وبعد ارتفاعها في عامي 2015 و2016، بدأت الفوارق الائتمانية في الهبوط بسرعة، لتصل إلى مستويات خطيرة.
وللإجابة عن سؤال حول ما إذا كان انخفاض سعر الفائدة يشجع على المجازفة، علينا أن نعلم أن ذلك يعتمد على توقيت انخفاض سعر الفائدة. ويبدو أنه من الواضح أن الإبقاء على سعر الفائدة منخفضاً، رداً على تباطؤ النمو، لن يجعل الاقتصاد مسعوراً. لكن خلال فترة التوسع، قد يدفع ذلك البنوك المركزية لتكون أقل حذراً بشأن رفع سعر الفائدة.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»