علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

بداية النهاية

انتهى موسم حج هذا العام بنجاح وبدأت كثير من الدول الإسلامية بتهنئة السعودية على نجاح موسم الحج، والسعودية تفوقت كثيرا في إدارة الحشود ونجحت في ذلك بشهادة غير المسلمين وقد نجحت السعودية في إدارة نحو 2.5 مليون حاج يتحركون على مساحة محدودة وفي وقت واحد وهذا هو مصدر إعجاز هذا النجاح. ومن يزر ديزني لاند وير إدارتها للزائرين لهذه الملاهي وهو يمتد من بداية اليوم حتى منتصف الليل رغم أن أعداد الزائرين لا تقارن بالحجاج، ير أن السعودية تفوقت وبنجاح بإدارة موسم الحج.
السعودية سخرت أكثر من 92 ألف فرد لخدمة الحجيج في المشاعر وهناك عدد مماثل يخدم الحجيج في موانئ وصول الحجاج، التي وصلت إلى إنهاء إجراءات الحاج في ميناء بلده وبتكلفة تتحملها السعودية مثل ما حدث في إندونيسيا حيث تم إنهاء إجراءات الحجاج في مطار بلدهم. السعودية لا تعتبر أن هذه نهاية موسم الحج بل هي تستعد من الآن لموسم الحج القادم وتراجع ما فعلت لتخدم الحجيج، وهي تنشئ الآن القطارات التي ستخدم الحجيج، التي يتوقع لبعضها أن ينتهي بعد عام وستكتمل الشبكة خلال 24 شهرا.
الحجيج يخدمهم أعداد متطوعة من أهل مكة وما جاورها ومن شباب السعودية من كل مكان وبعض هذه الأعمال منظم وينضوي تحت جهات إشرافية مثل النشاط الكشفي الذي يقوم بإرشاد الحجاج ومساعدتهم في حالة تعرضهم لأي إصابة. وبعض هذه الأعمال ينضوي تحت نشاط الجمعيات الخيرية، والبعض منه فردي يقوم به الباحثون عن الأجر وهؤلاء ليس لهم تنظيم محدد. أتمنى من المؤسسات الخيرية في السعودية أن تنظم مثل هؤلاء وأن يسمح لها بالإعلان للحصول على متطوعين من جميع أنحاء السعودية على أن تكون مهمة هؤلاء هي المساعدة في الاستفادة من لحوم الهدي، ولو قامت مثل هذه الجمعيات بجمع المتطوعين لوجدت من يساعدها من أهل الخير من رجال الأعمال الذين سيتبرعون ببرادات لنقل الهدي وتخصيص ثلاجات لتخزين الهدي على أن يتم بعد ذلك حفظه بأسرع طريقة وأسهل طريقة ليتم توزيعه على فقراء الدول الإسلامية فإذا تطوع الشباب فلن يضيع أي جزء من الهدي، نظرا لأن العمل التطوعي يخلص فيه المتطوعون أكثر مما لو كانوا موظفين تدفع لهم أجور.
كما أن الحج يفتح فرصا وظيفية مؤقتة وبأشكال شتى، وبإمكان السعودية تأهيل بعض شباب الجامعات للاستفادة من هذه الفرص الوظيفية المؤقتة، فمنها يخدمون الحجيج ومنها يكتسبون تجربة ومالا. نحن في بداية التخطيط لموسم جديد أتمنى أن يستفاد من هذه الطاقات.