علي المزيد
كاتب وصحفي سعودي في المجال الاقتصادي لأكثر من 35 عاما تنوعت خبراته في الصحافة الاقتصادية وأسواق المال. ساهم في تأسيس وإدارة صحف محلية واسعة الانتشار والمشاركة في تقديم برامج اقتصادية في الإذاعة السعودية، ومدير التحرير السابق لصحيفة الشرق الأوسط في السعودية وهو خريج جامعة الملك سعود.
TT

النتائج

كان المراقبون السياسيون يكررون أن ولي العهد السعودي بعد قيامه بمحاربة الفساد داخل السعودية لا يستطيع الخروج من السعودية، ويذكرون في ذلك أسباباً كثيرة. الأمير محمد بن سلمان فاجأهم بزيارة غير متوقعة نتيجة لطولها، بدأها بمصر، وهو الآن في الولايات المتحدة الأميركية، ومن بعدها فرنسا، ولن يعود للسعودية إلا للمشاركة في أعمال القمة العربية التي ستعقد في أبريل (نيسان) الحالي؛ ليجعلهم يستغربون مما حدث، ولا يستطيعون تفسيره!
هذه واحدة من النتائج السياسية لزيارة الأمير محمد بن سلمان، ومن النتائج السياسية تحديد موقفنا من اليمن، والإشارة إلى قرب حسم الحرب بما يرضي التحالف العربي، وكذلك تحديد موقف السعودية من سوريا وطريقة الحل، والأهم من هذا وذاك هو إيضاح الموقف السعودي من قضية فلسطين. هذه بعض من النتائج السياسية.
لكن ما يهمني هو النتائج الاقتصادية؛ بصفتي مراقباً اقتصادياً، فقد ركز الأمير محمد بن سلمان وفريق عمله الذي تباحث مع الجانب الأميركي على زيادة المحتوى في الصناعة العسكرية، ووقّعت شركة الصناعات العسكرية السعودية تحالفاً مع «بوينغ» لقيام المصانع السعودية بصيانة الطائرات العسكرية وبنسبة 55 في المائة، وقد كنا قبل ذلك قد وقّعنا مع شركات من مختلف العالم لتوطين صناعة بعض قطع الغيار العسكرية، هذه وحدها تعد واحدة من أهم الخطوات في تاريخنا العسكري؛ فقد كانت مصانعنا العسكرية لا تصنع سوى المسدس والرشاش الآلي، رغم أن جيشنا واحد من أكثر جيوش العالم مشتريات للسلاح!
نعتقد أننا بهذه الخطوات قد وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيحة في مجال الصناعة العسكرية بعد أن جلبنا لهذه الصناعة رجل صناعة البتروكيماويات السعودية محمد الماضي، ووضعناه رئيساً تنفيذياً لشركة الصناعات العسكرية السعودية.
أستغرب كيف أضعنا كل ذلك الزمن دون أن نوطن الصناعة العسكرية، رغم أن المال الذي ننفقه على المشتريات العسكرية كفيل بأن يجعلنا نضع شروطاً لتوطين جزئي لهذه الصناعة.
زيارة ولي العهد، وبعد أن وقّعت على إنشاء أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية السعودية، سعت لتوطين تقنية «الهايبر لوب» في السعودية، كما أن الأمير محمد تباحث مع شركات الترفيه مثل «سكس فلاقز Six flags» لبدء مشروعات ترفيهية في السعودية، بالإضافة إلى التباحث مع شركة «ديزني لاند» للتعاون في مجال الترفيه، كما أن هوليوود السينمائية دخلت في اهتمامات الأمير لبدء صناعة سينمائية في السعودية.
لعل هذه الزيارة تعوضنا عن كل ذلك الوقت الذي تأخرنا فيه عن بدء الصناعات أو عدم التفكير فيها مع قدرتنا المادية والبشرية على توطين مثل هذه الصناعات لدينا، فليست نمور آسيا بأكثر منا قدرات ولا أكثر مالاً.