تناول حبوب الفيتامينات والمعادن... نصائح طبية حديثة

الدراسات العلمية لم تثبت فوائدها الصحية في الوقاية من الأمراض

تناول حبوب الفيتامينات والمعادن... نصائح طبية حديثة
TT

تناول حبوب الفيتامينات والمعادن... نصائح طبية حديثة

تناول حبوب الفيتامينات والمعادن... نصائح طبية حديثة

أفاد باحثون من كلية الطب بجامعة هارفارد، بأنه رغم الانتشار الواسع لتناول مستحضرات الفيتامينات والمعادن (Vitamin & Mineral Supplements)، فإن نتائج معظم الدراسات الطبية حولها لم تُظهر وجود فوائد واضحة لتناولها في الوقاية الأولية (Primary Prevention) أو الوقاية المتقدمة (Secondary Prevention) من الأمراض المزمنة، التي لا علاقة لها بنقص التغذية.
وكان الباحثون من قسم الطب الوقائي بكلية الطب في جامعة هارفارد قد نشروا ضمن عدد 5 فبراير (شباط) الحالي من مجلة «جاما» الطبية (JAMA)، نتائج مراجعتهم ما يجدر معرفته عن تناول المستحضرات الدوائية المحتوية على المعادن والفيتامينات.

- المكملات الغذائية
مستحضرات المعادن والفيتامينات الدوائية هي أهم مكونات ما يُعرف بـ«المُكملات الغذائية» (Dietary Supplementation)، وقال الباحثون إن نسبة متناولي «المُكملات الغذائية» بأنواعها المختلفة بالولايات المتحدة تتجاوز اليوم 52 في المائة بين البالغين، وأن 10 في المائة من البالغين يتناولون أربعة أنواع من تلك «المُكملات الغذائية» المحتوية على أصناف شتى من المعادن والفيتامينات والمستخلصات الغذائية الأخرى.
وتعتبر مستحضرات المعادن والفيتامينات الدوائية الأكثر تناولاً من بين أنواع مستحضرات «المُكملات الغذائية». ويتناول مستحضرات المعادن والفيتامينات نحو 48 في المائة من البالغين، وذلك بهدف حفظ مستوى الصحة، وأيضاً الوقاية من الإصابة بالأمراض. وأضاف الباحثون: «وعلى الرغم من هذا الإقبال، فإن معظم التجارب الإكلينيكية السريرية لمكملات الفيتامينات والمعادن لم تظهر أن لتناولها فوائد واضحة للوقاية الأولية أو المتقدمة من الأمراض المزمنة التي لا تتعلق بالنقص التغذوي».
و«المُكملات الغذائية» هي منتجات يتم تصنيعها بهدف إكمال تزويد الجسم باحتياجاته من المعادن والفيتامينات وغيرها من العناصر، أي إضافة إلى ما يُقدمه الغذاء اليومي للجسم من تلك الاحتياجات. وتتوفر تلك المُكملات الغذائية على هيئة أقراص دوائية أو كبسولات أو شراب سائل. وقد تكون محتوياتها من الفيتامينات أو العناصر الغذائية مأخوذة من مصادر طبيعية أو يتم تصنيعها. وتتوفر أنواع منها كمزيج لمجموعات من المعادن والفيتامينات والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية البروتينية أو الكولاجين، وقد تتوفر كمستحضرات منفردة للألياف فقط مثلاً أو دهون «أوميغا - 3» أو نوع معين من الفيتامينات والمعادن وغيرها. وأفاد الباحثون بأن ثمة أكثر من 90 ألف منتج من تلك المكملات الغذائية، وأن حجم سوقها يصل إلى نحو 30 مليار دولار سنوياً في الولايات المتحدة وحدها.
وقال الباحثون إن من الضروري أن يسأل الطبيب مرضاه عن مدى تناولهم لأنواع مستحضرات المعادن والفيتامينات أو أي أنواع أخرى من مستحضرات «المُكملات الغذائية». وينبغي على الأطباء تقديم توضيحات للمرضى حول أهمية حصولهم على تلك المعادن والفيتامينات والمُكملات الغذائية الأخرى من المصادر الغذائية الطبيعية في طعامهم اليومي بدلاً من تزويد الجسم بها عبر تناول تلك المستحضرات الجاهزة.
وقال باحثو جامعة هارفارد: «يوفر النظام الغذائي الصحي الطبيعي مجموعة من المواد ذات الأهمية الغذائية ضمن النسب المثلى لبيولوجيا للجسم، بدلاً من المركبات المعزولة والموضوعة في شكل مركز للغاية ضمن تلك المُكملات الغذائية. وتظهر البحوث الإكلينيكية أن النتائج الصحية الإيجابية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط التغذية، وبتناول أنواع معينة من المنتجات الغذائية، وليس بتناول أنواع معينة من تلك العناصر الغذائية الدقيقة».

- ضرورة تناول المكملات
وبالمقابل، قال الباحثون: «وعلى الرغم من أنه لا يوصى بإعطاء المكملات الغذائية بشكل روتيني لعامة الناس، إلاّ أنه قد تكون هناك حاجة إلى إعطاء أنواع معينة من المعادن والفيتامينات لفئات الناس الأكثر عُرضة للاضطرابات الصحية نتيجة عدم قدرة طعام الغذاء اليومي وحده على توفير الاحتياجات الغذائية اللازمة لأجسامهم، بما في ذلك الأشخاص الذين يعيشون في مراحل معينة من العمر، الذين يعانون من عوامل خطر محددة، كالحمل والأطفال الصغار وكبار السن والمصابين بأمراض في الجهاز الهضمي، أو الذين تم إجراء عملية تقليص المعدة وغيرهم كما سيأتي.
وبالنسبة للحمل، فإن الأدلة العلمية واضحة للنصيحة بأن النساء الذين قد يُصبحن حوامل أو اللواتي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ينبغي عليهن أن يتناولن حمض الفوليك (Folic Acid) بكمية كافية، أي ما بين 4.0 و8.0 ملغرام في اليوم، وذلك لمنع حصول عيوب الأنبوب العصبي لدى الجنين.
ويوفر تناول حبوب الفيتامينات والمعادن خلال فترة الحمل تلك الكمية من حمض الفوليك، وكذلك من فيتامين «دي» والعديد من العناصر الغذائية الأساسية الأخرى خلال فترة الحمل. كما ينبغي أيضاً أن تُنصح النساء الحوامل بتناول الأطعمة المحتوية على الحديد، التي من أهمها اللحوم الحمراء، إضافة إلى وصف حبوب الحديد التكميلية للنساء الحوامل المصابات بمستويات منخفضة من الهيموجلوبين أو الحديد في الجسم، وذلك لمنع الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، ولمعالجته لو وُجد ذلك لدى الحامل.
وبالنسبة للأطفال ما دون عمر سنة، فإن الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) تنصح بتناولهم فيتامين «دال» منذ اليوم الأول للولادة، وذلك بكمية 400 وحدة دولية في كل يوم خلال مرحلة الرضاعة من الأم أو تلقي الرضاعة الصناعية، وحتى الفطام. وتنصح أيضاً بتلقي الطفل للحديد بدءاً من عمر أربعة أشهر حتى بدء الطفل تناول الأطعمة المحتوية على الحديد، مثل اللحوم، أي عادة إلى بلوغ عمر أكثر من ستة أشهر. والأطفال الذين يتناولون الحليب المعزز بفيتامين «دي» وبالحديد ربما يكفيهم ذلك لإمداد أجسمهم بالحديد وبفيتامين «دي». وكل الأطفال بعمر سنة يجدر إجراء تحليل الدم لهم للتأكد من عدم وجود فقر الدم أو نقص الحديد لديهم. وعموم الأطفال الذين يحصلون على تغذية جيدة، ربما ليس عليهم تناول حبوب الفيتامينات إلاّ باستشارة الطبيب، ومراجعته نوعية ومكونات تغذيتهم اليومية.

- نقاط رئيسية لتناول مستحضرات الفيتامينات والمعادن
بالنسبة للحالات الطبيعية في مراحل العمر المختلفة:
• مرحلة الحمل: حمض الفوليك والحديد، وحبوب مجموعة الفيتامينات قبل الولادة.
• الطفل الرضيع: الأطفال الذين يتلقون الرضاعة الطبيعية عليهم تلقي فيتامين دال حتى الفطام، وتلقي الحديد من سن 4 إلى 6 أشهر.
• مرحلة أواسط العمر وكبار السن: يستفيد البعض من تناول فيتامين «بي - 12» التكميلي، وفيتامين «دي» والكالسيوم.
وبالنسبة للمجموعات الفرعية الأعلى عُرضة لاحتمالات الإصابة بنقص المعادن والفيتامينات بالجسم، مثل الظروف الطبية التي تتداخل سلبياً مع امتصاص الغذاء أو اضطرابات عمليات الأيض بالجسم:
• منْ تم لهم إجراء أحد أنواع عمليات جراحة معالجة البدانة (Bariatric Surgery) عليهم على وجه الخصوص الاهتمام بتلقي الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وهي فيتامينات «إي» (E) و«آيه» (A) و«كيه» (K) و«دي»(D) ، ومجموعة فيتامينات «بي»، والحديد والكالسيوم والزنك والنحاس. وأيضاً تلقي حبوب الفيتامينات والمعادن المتعددة.
• مرضى فقر الدم الخبيث (Pernicious Anemia): وهم عُرضة بشكل عال لوجود حالة نقص فيتامين «بي - 12»، وعليهم تلقيه بشكل يومي عبر الفم، أو تلقي حقنة شهرية لفيتامين «بي - 12».
• المُصابون بمرض «كرون» (Crohn Disease)، وهو مرض التهاب في الأمعاء، أو أي أمراض التهابات الأمعاء الأخرى أو الأمراض التي يُرافقها ضعف امتصاص الأمعاء للمعادن والفيتامينات مثل مرض «سيليك» (Celiac Disease)، عليهم تلقي حبوب الحديد وفيتامينات «بي» وفيتامين «دال» والزنك والمغنيسيوم
• مرضى هشاشة العظام (Osteoporosis) أو غيرها من الحالات المرضية في العظام، عليهم تلقي فيتامين «دي» والكالسيوم والمغنيسيوم.
• مرضى الضمور البقعي (Macular Degeneration) في الشبكية المرتبط بتقدم العمر، ثمة مزيج لهم من الفيتامينات ومضادات الأكسدة والزنك والنحاس.
• الذين لا يتناولون تغذية شاملة ومتنوعة أو لا يتناولون الأطعمة بشكل كاف، قد يستفيدون من تناول حبوب المعادن والفيتامينات مع الحرص على إجراء تحاليل الدم للتأكد من وجود أي نقص في أحد أنواع المعادن والفيتامينات بالجسم.
• مستخدمو أنواع معينة من الأدوية على المدى الطويل:
- أدوية مثبطات مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitors) لمعالجة قرحة المعدة أو زيادة حموضة المعدة، مثل عقارات لوزك أو نيكسيوم أو بانتبرازول وغيرها، عليهم تلقي فيتامين «بي – 12» والكالسيوم والمغنيسيوم.
- دواء ميتفورمين (Metformin) للسكري، عليهم تلقي مجموعة فيتامين «بي»، وخصوصاً فيتامين «بي - 12».

استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك 7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

7 حقائق قد تُدهشك عن «الخل البلسمي» وتأثيراته الصحية

خل البلسميك خل عطري مُعتّق ومركّز، داكن اللون وذو نكهة قوية، مصنوع من عصير كامل عناقيد العنب الأبيض الطازج المطحون، أي مع جميع القشور والبذور والسيقان.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

اختلاف تكوين المخّ قد يدفع إلى تعاطي المخدرات

كشفت دراسة عصبية حديثة، عن احتمالية أن يكون لشكل المخ وتكوينه الخارجي دور مهم في التوجه إلى تجربة المواد المضرة في سن مبكرة، ثم إدمانها لاحقاً في مرحلة الشباب.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك التمر كنز غذائي ودوائي يعزز الصحة

آفاق جديدة للابتكار في أبحاث الطب النبوي

تنطلق في مدينة بريدة بمنطقة القصيم، صباح يوم غدٍ السبت الحادي عشر من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 2025 فعاليات «المؤتمر العالمي السادس للطب النبوي»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (بريدة - منطقة القصيم)

كبسولة «البكتيريا النافعة» تعالج مشكلات الهضم لمرضى السكري

الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)
الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)
TT

كبسولة «البكتيريا النافعة» تعالج مشكلات الهضم لمرضى السكري

الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)
الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)

كشف باحثون في جامعة آرهوس بالدنمارك عن نتائج وصفوها بـ«الواعدة» لعلاج جديد يعتمد على كبسولات تحتوي على «البكتيريا النافعة»، كوسيلة فعّالة لتخفيف مشكلات الهضم لدى مرضى السكري من النوع الأول.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُعد الأولى من نوعها التي تختبر هذا العلاج على مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الجهاز الهضمي، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية (EClinicalMedicine).

ويُعد اعتلال الجهاز الهضمي لدى مرضى السكري من المضاعفات الشائعة التي تصيب ما يصل إلى 25 في المائة من مرضى السكري، خصوصاً أولئك المصابون بالنوع الأول.

ويحدث نتيجة تلف الأعصاب التي تتحكم في حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في وظيفة الجهاز الهضمي.

وتشمل الأعراض الرئيسة لهذا الاضطراب الغثيان، والتقيؤ، والانتفاخ، والإسهال، والإمساك، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى. وتظل خيارات العلاج محدودة وغالباً غير فعّالة، مما يبرز أهمية البحث عن حلول علاجية جديدة.

ووفقاً للباحثين، فإن العلاج الجديد يعتمد على ما يسمى بـ«زرع البراز»، وهي تقنية تتضمن نقل «البكتيريا النافعة» من متبرعين أصحاء إلى أمعاء المرضى. ويتم ذلك عبر كبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة.

ويهدف العلاج إلى استعادة التوازن الطبيعي لـ«ميكروبيوتا الأمعاء» في المرضى الذين يعانون من اختلال في تركيبة البكتيريا بسبب اعتلال الجهاز الهضمي. ويساهم هذا التوازن في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الأعراض الناتجة عن تلف الأعصاب التي تؤثر على أداء الجهاز الهضمي.

وشملت الدراسة 20 مريضاً تم توزيعهم عشوائياً لتلقي إما كبسولات تحتوي على «البكتيريا النافعة» أو كبسولات وهمية. ووجد الباحثون أن درجات أعراض المرض في مجموعة «البكتيريا النافعة» انخفضت من 58 إلى 35 على مقياس تقييم أعراض الجهاز الهضمي. بينما انخفضت الدرجات في مجموعة العلاج الوهمي من 64 إلى 56 فقط.

كما ارتفعت جودة الحياة في مجموعة «البكتيريا النافعة» من 108 لـ140 على مقياس تأثير متلازمة القولون العصبي، مقارنة بتحسن من 77 لـ92 بمجموعة العلاج الوهمي.

ويُستخدم «زرع البراز» حالياً كعلاج فعّال لعدوى بكتيرية تُسمى «المطثية العسيرة» التي تصيب القولون، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تُختبر فيها الطريقة على مرضى اعتلال الجهاز الهضمي السكري.

وأظهرت النتائج أن العلاج آمن وفعّال، مما يمنح الأمل لمرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الجهاز الهضمي، ويواجهون ندرة الخيارات العلاجية.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة بجامعة آرهوس، الدكتورة كاترين لونبي هويَر: «شهد المرضى تحسناً كبيراً في جودة حياتهم وأعراض المرض، يفوق بكثير ما لاحظناه مع العلاج الوهمي، وهذه النتائج واعدة جداً».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «بالنسبة لبعض المرضى، يعني هذا العلاج استعادة السيطرة على حياتهم اليومية، ونأمل أن نكرر الدراسة على نطاق أوسع لضمان استفادة المزيد من المرضى».