مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

خذوا الحكمة من أفواه (الكهربائرجية)

كثيراً ما يحمّل البعض (الرجال) الأزواج، المواقف السلبية من زوجاتهم، على أساس أن المرأة هي الأضعف بالغالب في (المؤسسة الزوجية) - خصوصاً في عالمنا العربي الإسلامي - وقد يكون في هذا الكلام شيء من الصحة أحياناً، ولكنه ليس في كل الأحوال دائماً.
ويحق لي أن أضرب لكم موقفين واقعيين؛ أحدهما من أوروبا، والآخر من العالم العربي، لتعرفوا وتتيقنوا أن أصابع أياديكم ليست كلها متساوية، مثلما أن الرجال ليسوا كلهم من قالب واحد، وكذلك النساء لسن كلهن حمائم، ففيهن كواسر، وفيهن غرابات بين - والعياذ بالله.
وبحكم أنني رجل (أملأ هدومي) تقريباً، فلا بد أن أدافع عن فصيلتي وأضرب بهم الأمثال، فها هو رجل بريطاني، اسمه كولن مور ويبلغ من العمر 86 عاماً، وعلى سبيل المزاح فقد استأجر له أصدقاؤه سيارة (جنازة) نقل الموتى لتنقله إلى الكنيسة، لعقد زواجه على خطيبته مارغريت بيغان (81 عاماً)، والذي تأخر زواجهما طويلاً، حيث خطب كولن مارغريت عام 1992.
ونسبت (BBC) إلى العريس قوله إنه أراد الزواج منها منذ بداية علاقته معها لكنها طلبت منه التريث، وتمكن من إقناعها بأن الوقت صار مناسباً الآن للزواج لأنهما لن يعيشا حتى سن 120 عاماً، وأضاف كولن أنه تمكن أخيراً من وضع خاتم آخر في اليد اليسرى لمارغريت، بعد أن كان قد وضع خاتم الخطبة في يدها اليمنى قبل 21 عاماً.
وهناك رجل جزائري اسمه سليم متزوج من امرأة منذ 16 سنة، وقبل خمسة أعوام أصيبت هي بمرض غامض جعلها مشلولة، وظل طوال تلك المدة يرعاها ويطعمها ويحملها على ظهره إلى أن توفاها الله.
وقبل أن أختم لا بد أن أذكر لكم عن جلسة مع بعض أصدقائي، وقرأت لهم هذا (الواتس آب) من جوالي الذي جاء فيه: طرح هذا السؤال في منتدى نسائي، والذي جاء فيه: لو خيروكِ إما أن يموت زوجك، أو أن يتزوج عليك فماذا تختارين؟!
فقالت أم راشد: يموت وأدعو له، ولا يتزوج عليّ وأدعو عليه.
وقالت أم صالح باختصار: الله يرحمه ويغفر له، المقبرة قريبة.
وما أن سمع هذا الكلام أحد الحضور وكان (كهربائياً) حتى صاح بي قائلاً:
اسمع يا مشعل المرأة هي كالكهرباء إذا أحسنت استخدامها أضاءت لك حياتك بالنور، وإذا أسأت استخدامها، تصعقك بماس يحرقك ويحرق اللي خلفوك.
عندها التفت للحضور قائلاً لهم وأنا أرتجف: خذوا الحكمة من أفواه (الكهربائرجية).