مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

الزوجة والقرد

علمت أن الإنسان الذي يتناول وجبات طعامه مع الآخرين، تزيد كميتها على 40 في المائة فيما لو أنه أكل لوحده، وقد لاحظت ذلك شخصياً - خصوصاً إذا كانت كمية الأكل الجماعية محدودة، والعدد كبيراً - فكل واحد وقتها يريد أن يملأ طبقه بأكبر كمية ممكنة. لهذا قصرتها أنا من أولها، فـ90 في المائة من وجباتي الثلاث أتناولها في منزلي منفرداً، أولاً: لكي يقل أكلي، وثانياً: لتقل مصاريفي، ثالثاً: لأحافظ على البقية الباقية من رشاقتي. وقد تجبرني الظروف أو المناسبات أو المجاملات أحياناً، على تناول الطعام الجماعي، وهذا هو ما حصل لي قبل عدة أيام، عندما كنت واحداً من ضمن 20 رجلاً متحلقين حول طاولة مستطيلة.
ورماني حظي العاثر أن أكون مجاوراً لصديق لا بأس به، لو أنه تخلص من لسانه الطويل الذي لا يتعب من كثرة الرغي - أي الكلام.
وأخذ أخونا بالله يغرب ويشرّق، ويعطينا دروساً في الغذاء الصحي دون أن نطلب منه ذلك. ومن ضمن ما قاله اختصاراً: خففوا من تناول اللحم الأحمر، اشحنوا أجسادكم بالكربوهيدرات، لا تنسوا المعادن، حاذروا من الكوليسترول، راقبوا المغنيسيوم، تناولوا المحار. والحمد لله أن أحدهم قاطع استرساله شاكراً له على ما ذكره، ومن حسن الحظ أنه توقف عن النصائح، غير أنه قال من دون أي مناسبة ومقدمات: سبحان الله، فإذا كنت لا تحب شخصاً، فإن حتى مجرد التقاطه لشوكة الطعام قد تستفزك، أما إذا كنت تحبه، فلو أنه حتى سكب ما في صحنه على ثيابك فلن يرف لك رمش.
وما إن سمعت منه ذلك حتى انحنيت عليه وسألته هامساً: هل تحبني؟!، قال: طبعاً، قلت له: لو أنني سكبت الآن ما في صحني على ثيابك هل يرف في عينك رمش؟!
وبدلاً من أن يجيب عن سؤالي بالهمس قال لي بصوت مرتفع يسمعه الجميع: لو أنك فعلت ذلك لسوف أعطيك (ملطام) - أي أصفعك كفاً على وجهك.
***
عينت ولاية ماديا براديش الهندية السيد لال سينغ أربا وزيراً (للسعادة والتسامح)، وتهدف وزارته إلى تقديم التفاؤل والاسترخاء والتأمل للمواطنين. غير أن ذلك الوزير اتهم بجريمة قتل مؤكدة، وعندما ذهبت الشرطة لإلقاء القبض عليه، كان (فص ملح وذاب)، واختفى عن الأنظار، وما زالوا يبحثون عنه ولم يجدوه حتى الآن.
وعنّها ما كانت من (سعادة)، إذا كان حاميها هو حراميها.
***
كم هو سخيف ذلك الذي قال: من يحتفظ بزوجة، كمن يحتفظ بقرد، فهو مسؤول عن أذاهما.
ملاحظة: ذلك الشخص لا يمت لي بصلة، لا من قريب أو بعيد.