حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

ما بعد صالح

اغتيل علي عبد الله صالح على أيدي ذراع إيران في اليمن. اغتيل على أيدي الحوثيين، تماماً كما اغتيل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري على أيدي ذراع إيران الإرهابية في لبنان «حزب الله». هذا هو النموذج الهمجي الوحشي الدموي الذي تصدره إيران للمنطقة تحت مظلة طائفية بغيضة.
المواجهة أو الصراع مع إيران ليس صراعاً طائفياً ولا هو بالصراع السياسي كما يتم الترويج له دائماً، ولكنه صراع بين المشروع الإنساني والمدني والعيش المشترك مقابل المشروع الدموي الوحشي الهمجي الذي تصدره إيران للمنطقة. ما من منطقة دخلت إليها إيران إلا وكانت الدماء تسيل فيها كالشلالات. إيران مشروع «غير إنساني»، مشروع تصدير ثورتها يعتمد على «الخلاص» من معارضيها وإثارة الفتنة الطائفية وزرع الفرقة العقائدية واغتيال كل الشخصيات القيادية التي تنافسها على الساحات الشعبية والسياسية.
ما يحصل في اليمن اليوم وفي عواصم أخرى من العالم العربي ليس مجرد تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ولا هو احتلالاً لها ولكنه عدوان لا يقل خطورة ولا أهمية عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتبعاته. إننا أمام مشروع غير حضاري وغير إنساني، مشروع عدواني بامتياز و«مدعوم» للسماح له بالبقاء والتمدد والاستمرارية، لم يعد من الممكن السماح بحسن الظن وسعة الصدر مع «المتعاونين» مع إيران؛ المتعاونين بشتى الأشكال، سواء أكان التعاون بشكل مباشر وواضح أم مبطن وداعم.
اليوم هناك خط فاصل وغير مسموح بالمجاملة فيه... الدول التي تدعم المشروع الإيراني بعلاقات اقتصادية وسياسية وإعلامية ومصرفية بكل الأشكال يجب اتخاذ موقف واضح جداً منها لأن «المجاملات» تستمر في الرسالة المزدوجة التي تصل إليها، دول مثل قطر ولبنان وغيرهما، وهي جميعاً لديها علاقات مؤثرة مع المشروع الإيراني الذي تدفع ثمنه المنطقة بأسرها بشكل أو بآخر.
مقتل علي عبد الله صالح لا ينهي الوضع في اليمن بل على العكس تماماً؛ فاليمن مجتمع قبلي يؤمن بالنخوة والأخذ بالثأر وعليه من المتوقع أن يكون مقتل الرجل سبباً في توحد الفرقاء أمام العدو المشترك، أي أمام المشروع الإيراني الخبيث ومرتزقته. الأيام المقبلة ستشهد حراكاً من فرقاء لنجدة بلادهم من الاحتلال الحوثي، وردة الفعل الأولية تؤكد أن هناك حنقة وغصة ومرارة قهر ورغبة في الانتقام لأن عزة النفس أهينت وشماتة الإعلام الإيراني وسخريته من اليمن وأهله لن يقبل بها أهل اليمن.