مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

تُغطّي وجهها... وتكشف ساقيها

أكتب هذه الكلمات صباح الجمعة، وغداً (ظهراً) سوف تقام في اليابان مباراة في كرة القدم على كأس آسيا للأندية، وهي بين (الهلال) السعودي و(أوراوا) الياباني.
ليس هذا هو مربط الفرس من كلامي، ولكن ما دعاني إلى ذلك ما قرأته في جريدة (سبق)، من أن رجلاً متعصباً للهلال (تناقر) - أي تخاصم وتلاسن - مع زوجته، فما كان منها إلا أن تدعو على الهلال بالهزيمة، فرد لها زوجها الأحمق الصاع صاعين، وحلف بالله لو أن الهلال هزم، لسوف يطلقها بالثلاث الحارمات.
ولا أدري ماذا سوف تكون النتيجة غداً، هل سوف ينتصر الهلال وتبقى الزوجة في منزلها، أم سوف ينهزم وتذهب المسكينة إلى بيت أهلها مكسورة الجناح.
ويحضرني في هذه العجالة أن هناك طفلاً في الثامنة من عمره أحب نادي النصر تأثراً بوالده، وأخذت والدته تمزح معه وتكايده يوماً بامتداحها لنادي الهلال، فأخذ الطفل المسألة (جد)، وما كان منه إلا أن يبكي من شدة القهر وهو يشير لأمه ويقول لوالده: طلقها، طلقها، أرجوك يا (أبويا)، طلقها.
هذا هو التعصب، ينشأ مع الأطفال ويستفحل بالكبار، وليس هناك صفة بالدنيا أسوأ من التعصب في كل شيء، لأنه يعمي البصيرة، التي هي العقل.
**
قال باحثون أستراليون إن جوف الأرض تحت قيعان البحار والمحيطات ينطوي على مخزون من المياه العذبة يعادل (خمس مرات) كل أنهار وبحيرات العالم مجتمعة، وتقدر كمية تلك المياه بـ(500) ألف كيلومتر مكعب!!
ما إن قرأت هذا الخبر حتى تذكرت محاضرة مدير إحدى الجامعات التي ألقاها في أحد المحافل، مؤكداً أن المياه في جوف أرض (القصيم) تعادل ما يجري في نهر النيل لمدة (500) سنة.
ومن شدة فرحتنا (طرنا بالعجّة)، وأخذنا نزرع القمح من دون (إحم ولا دستور)، إلى أن صدمتنا الحقيقة الواقعة فتوقفنا، وما زالت الرشاشات الصدئة تملأ الصحارى.
**
صعقت عندما قرأت عن هذا القرار المثير للجدل، إذ إن السلطات الهولندية تمنع تدخين السجائر في المقاهي، وتسمح بتدخين الحشيش والماريغوانا، وهي بهذا القرار ذكرتني بالمرأة التي تُغطّي وجهها، وتكشف عن ساقيها.
**
هل تعلمون أن الصرصار، وهو الصرصار، عندما يحتك بأي إنسان، حتى لو كان امرأة فاتنة، يسارع جرياً إلى مخبئه لتنظيف نفسه من ذلك الاحتكاك (!!).
عندها، عرفت أن النظافة والقذارة نسبية - حسب نظرية (أينشتاين).