إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

حساسية الأسنان

* ما السبب في حساسية الأسنان، وكيف أتعامل معها؟

مها أ. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول تشخيص الطبيب أن لديك حساسية في الأسنان. وحساسية الأسنان هي الشعور بألم حاد ومفاجئ في إحدى الأسنان أو مجموعة منها نتيجة التعرض لمُؤثر أو مُثير خارجي، وهو ما يختلف عن آلام الأسنان نتيجة لوجود تسويس في السن، أو أي أسباب أخرى مرضية أخرى.
ومن أكثر مثيرات الحساسية شيوعاً تعرض الأسنان للبرودة، سواء الماء البارد أو غيره من السوائل الباردة، أو تعرض السن للهواء البارد بشكل مباشر. وهناك مُثيرات أخرى، مثل السوائل الحارة، أو التعرض للقوة الميكانيكية مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة، أو طرق السن خلال فحص الأسنان، وهناك أيضاً تعريض السن لسوائل ذات ضغط أزموزي عالٍ مثل السوائل السكرية الطعم، أو تعرض الأسنان لسوائل ذات مستوى حمضي عالٍ كالليمون والخل وغيرهما.
شدة الشعور بالألم المرافق لحساسية السن تختلف من آن لآخر في السن نفسها، وباختلاف نوعية العامل المؤثر، كما تختلف لدى الشخص نفسه من سن إلى سن أخرى، وتختلف من شخص لآخر.
السبب الرئيسي في حساسية الأسنان هو انحسار اللثة عن تغطية المناطق السفلية من السن، أي المناطق التي تغلفها اللثة لحمايتها، وهو ما ينتج غالباً وعلى المدى الطويل نتيجة لعدم استخدام فرشاة الأسنان بطريقة سليمة عند تنظيف الأسنان، أي عدم ممارسة الرفق خلال تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة، أو استخدام أنواع قاسية من معاجين الأسنان، أو حصول التهابات في اللثة. كما أن ترجيع أحماض المعدة إلى الفم خلال النوم، هو سبب آخر في حصول الحساسية بالأسنان وربما تسويس الأسنان. وكذلك استخدام أنواع قاسية من مواد تبيض الأسنان، وكذلك الحال مع التدخين.
والمطلوب للتعامل مع هذه الحالة أمران: الأول مراجعة طبيب الأسنان لإجراء المعالجات اللازمة لأي تسويس في الأسنان أو التهابات اللثة أو انحسار اللثة أو أي أسباب أخرى يُمكن معالجتها للتخفيف من آلام الحساسية هذه، وأيضاً التأكد من طبيب الأسنان حول استخدام مواد تبيض الأسنان ومدى ملائمة ذلك، والتأكد منه حول مدى ضرورة وضع هلام جلّ الفلورايد، وما هي الأنواع الملائمة من معاجين الأسنان. والأمر الثاني اتباع مجموعة من الخطوات المنزلية لتخفيف المعاناة من هذه المشكلة، وهي ما تشمل عدم تنظيف الأسنان بشدة عند استخدام الفرشاة، وتحديداً باستخدام فرشاة ناعمة، وأيضاً تفريش الأسنان نفسها من اليمين إلى اليسار في كل منطقة برفق ودون الضغط الشديد على اللثة نفسها. وكذلك تحاشي أو التخفيف من تناول الأطعمة والمشروبات الحامضية والحلويات التي قد تلتصق بالأسنان، وعوضاً عن ذلك يجدر الحرص على تناول الخضار والفواكه الغنية بالألياف والحليب والجبن ولبن الزبادي، وهذه الأطعمة الصحية ستعمل على ترطيب الفم وتخفيف الحموضة فيه ومقاومة البكتيريا، وتنشيط إفراز اللعاب كي يقوم بدوره الصحي في الفم. وأيضاً عدم القيام بتنظيف الأسنان مباشرة بعيد تناول أي مشروبات أو مأكولات حامضية، بل إعطاء الفم فرصة لإزالتها باللعاب عن الأسنان ثم تفريش الأسنان.

الشعور بالعطش

* ما أسباب الشعور المتكرر بالعطش؟
فاتن ع. - الرياض.

- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول معاناة والدتك من الشعور بالعطش بشكل متكرر. ولاحظي أن الشعور بالعطش هو وسيلة الجسم لتنبيه الإنسان بأن عليه شرب الماء، لأن جسمه يحتاج إلى ماء كي تعمل أعضاء الجسم بكفاءة، ولذا يتكرر خلال اليوم لدى الإنسان الطبيعي الشعور بدرجات متفاوتة من شدة العطش، خاصة حينما لا يشرب الإنسان كميات من الماء خلال ساعات اليوم بشكل منتظم أو عند ارتفاع درجة حرارة الطقس أو ممارسة أعمال تتطلب مجهوداً بدنياً مرهقاً، أو في حالات تناول أطعمة شديدة الملوحة. ولكن حينما يُلاحظ المرء أن ثمة شعوراً متكرراً بالعطش لم يكن يُعاني منه من قبل، فإن ذلك قد يكون بسبب أحد عدة أمور، والتي منها حالة الجفاف الذي يُرافق الشعور بالعطش فيها تغير في لون البول نحو اللون الأصفر الغامق، أو عدم الحاجة إلى التبول كما من قبل، أو جفاف في الفم، أو جفاف في بشرة الجلد، أو الشعور بالتعب أو الصداع. وهنا يكون ثمة داعٍ لتعويض الجسم بالسوائل عبر شرب الماء، ويزول الشعور بالعطش عند تحقيق ذلك.
في حالات مرض السكري، يكون ثمة زيادة في تكرار التبول نتيجة ارتفاع نسبة السكر في البول وإخراج الكلى مزيداً من الماء مع سائل البول، ما يُقلل من كمية السوائل بالجسم، وينتج عن ذلك الشعور بالعطش لتعويض نقص السوائل بالجسم. وتحليل نسبة السكر في الدم والبول يُوضح هذه الحالة. وهناك حالات نادرة، لا علاقة لها بالسكري، في زيادة إخراج البول نتيجة حصول اضطرابات هرمونية تغير في عمل الكليتين، وبالتالي الشعور بالعطش.
وأحياناً قد يلتبس على المرء، هل هو شعور بالعطش أم جفاف في الفم يدفع الإنسان إلى تكرار شرب الماء. وفي حالات جفاف الفم تكون ثمة أعراض مرافقة مثل تغير رائحة الفم وتغير الإحساس بالطعم وتهيج في اللثة وتدني إفراز اللعاب وصعوبات في مضغ الطعام وفي بلعه.
مراجعة الطبيب قد تكون ضرورية حينما يتكرر الشعور بالعطش رغم شرب الماء ورغم إخراج بول ذي لون أصفر فاتح جداً.

الدهون الثلاثية

* ما سبب ارتفاع الدهون الثلاثية؟
حنان - المدينة المنورة.

- هذا ملخص ما سألتِ عنه. ارتفاع الدهون الثلاثية يتم تشخيصه من نتائج تحليل الدم للكولسترول والدهون الثلاثية، وهو من الاضطرابات التي تتطلب المعالجة لخفض هذا الارتفاع، لأن نتائج الدراسات الطبية تفيد بأن ثمة علاقة بين ارتفاع الدهون الثلاثية واحتمالات الإصابة بأمراض الشرايين القلبية، وخاصة عند وجود انخفاض في نسبة الكولسترول الثقيل، وهو الكولسترول الحميد، وأيضاً لدى مرضى السكري أو المصابين بأمراض أخرى كارتفاع ضغط الدم أو السمنة أو ارتفاع الكولسترول الخفيف الضار. والجيد في الأمر أن هناك فرصا متعددة لخفض الدهون الثلاثية من خلال الحمية الغذائية وممارسة الرياضة البدنية وتناول الأدوية المفيدة في ذلك الأمر. وهناك درجات لارتفاع الدهون الثلاثية، أي إما ارتفاع طفيفي أو متوسط أو شديد، ووفق ذلك تكون المعالجة التي ينصح الطبيب بها.
الحرص على ممارسة الرياضة اليومية لمدة نحو 30 دقيقة في 5 أيام بالأسبوع له تأثير فعّال في تخفيف الدهون الثلاثية، وخفض الارتفاع في وزن الجسم، والوصول به إلى المعدلات الطبيعية هو أيضاً سلوك صحي ثبتت فائدته في تخفيف نسبة الدهون الثلاثية، وخاصة مع الحرص على تناول الخضار والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة الغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات، ومع الحرص على تقليل تناول الدهون الحيوانية واستبدالها بالدهون النباتية الطبيعية، وتناول الأسماك كوجبتين خلال الأسبوع الواحد.
وقد ينصح الطبيب بتناول أحد أنواع أدوية خفض الكولسترول، وخاصة إذا رافق ارتفاع الدهون الثلاثية ارتفاع في نسبة الكولسترول الكلي والكولسترول الخفيف الضار، وهذه الأدوية تُسهم أيضاً في خفض الدهون الثلاثية. وهناك أدوية تُضاف إلى أدوية خفض الكولسترول لها تأثير مباشر في خفض الدهون الثلاثية.
المهم هو المتابعة مع الطبيب وممارسة الرياضة البدنية وتخفيف الوزن وتناول الأطعمة الصحية.


مقالات ذات صلة

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

صحتك كيف تنقص الوزن بشكل دائم؟ (شاترستوك)

بالعودة إلى «الأساسيات»... بروفيسور يجد الحل لإنقاص الوزن بشكل دائم

دائماً ما يوجد حولنا أشخاص «يتمتعون بعملية أيض سريعة»، أو على الأقل نعتقد ذلك، هؤلاء الأشخاص لديهم شهية كبيرة، ومع ذلك لا يكتسبون وزناً أبداً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الضغط الإضافي قد يؤدي إلى إتلاف ممرات الأنف ما يزيد من فرص حدوث نزيف مؤلم (رويترز)

طريقة تنظيف أنفك الخاطئة قد تضر بك... ما الأسلوب الأمثل لذلك؟

لقد لجأ مؤخراً أخصائي الحساسية المعتمد زاكاري روبين إلى منصة «تيك توك» لتحذير متابعيه البالغ عددهم 1.4 مليون شخص من العواقب الخطيرة لتنظيف الأنف بشكل خاطئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تلقي الإهانة من صديق مؤلم أكثر من استقبال التعليقات السيئة من الغرباء (رويترز)

لماذا قد تنتهي بعض الصداقات؟

أكد موقع «سيكولوجي توداي» على أهمية الصداقة بين البشر حيث وصف الأصدقاء الجيدين بأنهم عامل مهم في طول العمر

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تورم القدمين قد يشير لعدد من المشكلات الصحية (رويترز)

8 إشارات تنبهك بها قدماك إذا كنت تعاني من مشاكل صحية

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الأقدام يمكن أن تساعد على التنبيه بوجود مشاكل صحية إذ إن أمراضاً مثل القلب والسكتات الدماغية يمكن أن تؤثر على القدمين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الصين تقول إن فيروس «إتش إم بي في» عدوى تنفسية شائعة (إ.ب.أ)

الصين: الإنفلونزا تظهر علامات على الانحسار والعدوى التنفسية في ازدياد

قال المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، إنه رغم ظهور علامات تباطؤ في معدل فيروس الإنفلونزا بالبلاد، فإن الحالات الإجمالية للأمراض التنفسية.

«الشرق الأوسط» (بكين)

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟
TT

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

هل تتسبب العدوى في بعض حالات ألزهايمر؟

ما سبب مرض ألزهايمر؟ أجاب عالم الأعصاب رودولف تانزي، مدير مركز ماكانس لصحة الدماغ بمستشفى ماساتشوستس العام، التابع لجامعة هارفارد، قائلاً: «قضيت معظم حياتي المهنية في محاولة الإجابة عن هذا السؤال».

وأكد تانزي أن السؤال مهم، ويتعين العمل على إيجاد إجابة له، خصوصاً أن مرض ألزهايمر يمثل الشكل الأكثر شيوعاً للخرف في كثير من البلدان. وعلى سبيل المثال، داخل الولايات المتحدة، يعاني ما لا يقل عن 10 في المائة من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً من ألزهايمر.

ومثلما الحال مع معظم الأمراض، ربما يرجع مرض ألزهايمر إلى مزيج من الضعف الوراثي، ومعاناة المريض من حالات طبية أخرى، بجانب عوامل اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الحياة. واليوم، يركز العلماء اهتمامهم على الدور الذي قد تلعبه العدوى، إن وُجد، في تطور مرض ألزهايمر.

كشف الأسباب البيولوجية

جاء وصف مرض ألزهايمر للمرة الأولى عام 1906. ومع ذلك، بدأ العلماء في سبر أغواره والتعرف على أسبابه قبل 40 عاماً فقط. واليوم، ثمة اتفاق واسع النطاق في أوساط الباحثين حول وجود جزيئين بمستويات عالية في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر: أميلويد - بيتا amyloid - beta أو «ببتيد بيتا النشواني»، الذي يشكل لويحات في الدماغ، وتاو tau، الذي يشكل تشابكات. ويساهم كلاهما في موت الخلايا العصبية الدماغية (العصبونات) المشاركة في عمليات التفكير؛ ما يؤدي إلى الخرف.

من بين الاثنين، ربما تكون الأهمية الأكبر من نصيب أميلويد - بيتا، خصوصاً أنه يظهر في وقت أبكر من تاو. وقد أظهر تانزي وآخرون أن الأشخاص الذين يرثون جيناً يؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا يُصابون بمرض ألزهايمر في سن مبكرة نسبياً.

الملاحظ أن الأشخاص الذين يرثون نسختين من الجين APOE4. أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، لأنهم أقل قدرة على التخلص من أميلويد بيتا من الدماغ.

الالتهاب العصبي

هناك قبول متزايد في أوساط العلماء لفكرة أن الالتهاب في الدماغ (الالتهاب العصبي Neuroinflammation)، يشكل عاملاً مهماً في مرض ألزهايمر.

في حالات الالتهاب العصبي، تحارب خلايا الجهاز المناعي في الدماغ الميكروبات الغازية، أو تعمل على علاج الإصابات. إلا أنه للأسف الشديد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإصابة؛ ما يسفر بدوره عن المزيد من الالتهاب العصبي، لتظهر بذلك حلقة مفرغة، تتسبب نهاية المطاف في موت معظم الخلايا العصبية.

ويمكن أن تؤدي كل من لويحات أميلويد بيتا وتشابكات تاو إلى حدوث التهاب عصبي، وكذلك يمكن لكثير من الميكروبات (البكتيريا والفيروسات) أن تصيب الدماغ، وتبقى هناك، دون أن ينجح الجهاز المناعي بالدماغ في القضاء عليها تماماً؛ ما قد يؤدي إلى التهاب عصبي مزمن منخفض الحدة.

وحتى العدوى أو أسباب الالتهاب الأخرى خارج الدماغ، بأي مكان في الجسم، يمكن أن ترسل إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى حدوث التهاب عصبي.

العدوى ومرض ألزهايمر

ويعتقد بعض العلماء أن العدوى قد تسبب أكثر من مجرد التهاب عصبي، فربما يكون لها دور كذلك في تكاثر رواسب أميلويد بيتا وتشابكات تاو. وفي هذا الصدد، قال تانزي: «اكتشفت أنا وزميلي الراحل روب موير أن أميلويد بيتا يترسب في المخ استجابة للعدوى، وهو بروتين يحارب العدوى؛ ويشكل شبكة تحبس الميكروبات الغازية. وبعبارة أخرى، يساعد أميلويد بيتا في حماية أدمغتنا من العدوى. وهذا هو الخبر السار. أما الخبر السيئ هنا أن أميلويد بيتا يُلحِق الضرر كذلك بالخلايا العصبية، الأمر الذي يبدأ في غضون 10 إلى 30 عاماً، في إحداث تأثيرات واضحة على الإدراك؛ ما يسبب الخرف، نهاية المطاف».

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي الترسب المزمن منخفض الدرجة لأميلويد بيتا إلى تشابكات تاو، التي تقتل الخلايا العصبية هي الأخرى وتزيد من الالتهاب العصبي، ما يؤدي إلى موت المزيد من الخلايا العصبية. وقد تتطور دورات مفرغة يصعب للغاية إيقافها.

ويمكن للعوامل المذكورة هنا (بشكل مباشر أو غير مباشر) أن تلحق الضرر بخلايا المخ، وتسبب الخرف. ويمكن لعدة عوامل أن تزيد سوء بعضها البعض، ما يخلق دورات مفرغة.

ميكروبات مرتبطة بمرض ألزهايمر

الآن، ما الميكروبات التي قد تشجع على تطور مرض ألزهايمر؟ عبَّر الدكتور أنتوني كوماروف، رئيس تحرير «هارفارد هيلث ليتر» الأستاذ في كلية الطب بجامعة هارفارد، عن اعتقاده بأنه «من غير المرجَّح أن يكون نوع واحد من الميكروبات (جرثومة ألزهايمر) سبباً في الإصابة بمرض ألزهايمر، بل إن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن عدداً من الميكروبات المختلفة قد تؤدي جميعها إلى الإصابة بمرض ألزهايمر لدى بعض الناس».

ويتركز الدليل في نتائج دراسات أُجريت على أدمغة القوارض والحيوانات الأخرى التي أصيبت بالميكروبات، بجانب العثور على ميكروبات في مناطق الدماغ البشري الأكثر تأثراً بمرض ألزهايمر. وجاءت أدلة أخرى من دراسات ضخمة، أظهرت أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، أعلى كثيراً لدى الأشخاص الذين أُصيبوا قبل عقود بعدوى شديدة. وتشير دراسات حديثة إلى أن خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، قد يتفاقم جراء انكماش الدماغ واستمرار وجود العديد من البروتينات المرتبطة بالالتهابات، في دم الأشخاص الذين أُصيبوا بالعدوى في الماضي.

وفيما يلي بعض الميكروبات التي جرى تحديدها باعتبارها مسبِّبات محتملة للمرض:

فيروسات الهربس المتنوعة

خلصت بعض الدراسات إلى أن الحمض النووي من فيروس الهربس البسيط 1 و2 herpes simplex virus 1 and 2 (الفيروسات التي تسبب القروح الباردة والأخرى التناسلية)، يوجد بشكل أكثر تكراراً في أدمغة المصابين بمرض ألزهايمر، مقارنة بالأصحاء. ويبرز الحمض النووي الفيروسي، بشكل خاص، بجوار لويحات أميلويد بيتا. وخلصت الدراسات المنشورة إلى نتائج متناقضة. يُذكر أن مختبر تانزي يتولى زراعة «أدمغة صغيرة» (مجموعات من خلايا الدماغ البشرية) وعندما تُصاب هذه الأدمغة الصغيرة بفيروس «الهربس البسيط»، تبدأ في إنتاج أميلويد بيتا.

أما فيروس «الهربس» الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي varicella - zoster virus (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي)، قد يزيد مخاطر الإصابة بالخرف. وكشفت دراسة أُجريت على نحو 150000 شخص، نشرتها دورية «أبحاث وعلاج ألزهايمر» (Alzheimer’s Research and Therapy)، في 14 أغسطس (آب) 2024، أن الأشخاص الذين يعانون من الهربس الآخر الذي يمكن أن يصيب الدماغ، فيروس الحماق النطاقي (الذي يسبب جدري الماء والهربس النطاقي) قد يزيد كذلك من خطر الإصابة بالخرف. ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أُصيبوا بالهربس النطاقي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ لاحقاً عن صعوبات في تذكُّر الأشياء البسيطة. وتعكف أبحاث جارية على دراسة العلاقة بين لقاح الهربس النطاقي وانحسار خطر الإصابة بألزهايمر.

فيروسات وبكتيريا أخرى:

* فيروس «كوفيد - 19». وقد يجعل الفيروس المسبب لمرض «كوفيد - 19»، المعروف باسم «SARS - CoV - 2»، الدماغ عُرضةً للإصابة بمرض ألزهايمر. وقارنت دراسة ضخمة للغاية بين الأشخاص الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» (حتى الحالات الخفيفة) وأشخاص من نفس العمر والجنس لم يُصابوا بـ«كوفيد»، ووجدت أنه على مدار السنوات الثلاث التالية، كان أولئك الذين أُصيبوا بـ«كوفيد» أكثر عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر بنحو الضعف.

كما جرى ربط العديد من الفيروسات (والبكتيريا) الأخرى، التي تصيب الرئة، بمرض ألزهايمر، رغم أن الأدلة لا تزال أولية.

* بكتيريا اللثة. قد تزيد العديد من أنواع البكتيريا التي تعيش عادة في أفواهنا وتسبب أمراض اللثة (التهاب دواعم السن)، من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وعبَّر تانزي عن اعتقاده بأن هذا أمر منطقي، لأن «أسناننا العلوية توفر مسارات عصبية مباشرة إلى الدماغ». وتتفق النتائج الأولية التي خلص إليها تانزي مع الدور الذي تلعبه بكتيريا اللثة. وقد توصلت الدراسات المنشورة حول هذا الموضوع إلى نتائج مختلفة.

* البكتيريا المعوية: عبر السنوات الـ25 الماضية، اكتشف العلماء أن البكتيريا التي تعيش في أمعائنا تُنتِج موادّ تؤثر على صحتنا، للأفضل أو للأسوأ. وعن ذلك قال الدكتور كوماروف: «هذا أحد أهم الاكتشافات الطبية الحيوية في حياتنا». هناك بعض الأدلة المبكرة على أن هذه البكتيريا يمكن أن تؤثر على خطر إصابة الشخص بمرض ألزهايمر بوقت لاحق. ولا يزال يتعين تحديد كيفية تغيير تكوين بكتيريا الأمعاء، لتقليل المخاطر.

ربما يكون لها دور في تكاثر رواسب أميلويد بيتا المسببة للمرض

عوامل نمط الحياة ومرض ألزهايمر

يرتبط كثير من عوامل نمط الحياة المختلفة بزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. وتتضمن الأمثلة التدخين (خصوصاً في وقت لاحق من الحياة)، والإفراط في تعاطي الكحوليات، والخمول البدني، وقلة النوم العميق، والتعرض لتلوث الهواء، والنظام الغذائي الغني بالسكر والملح والأطعمة المصنَّعة.

كما تزيد العديد من عوامل نمط الحياة هذه من خطر الإصابة بأمراض مزمنة شائعة أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة.

وبحسب الدكتور كوماروف، فإنه «نظراً لأن إجراء تغييرات في نمط الحياة قد يكون صعباً، يأمل كثيرون في أن تثمر دراسة الأسباب البيولوجية وراء مرض ألزهايمر ابتكار دواء (سحري) يمنع المرض، أو حتى يعكس مساره. ويرى الدكتور كوماروف أن «ذلك اليوم قد يأتي، لكن ربما ليس في المستقبل القريب».

في الوقت الحالي، يقترح تانزي إدخال تعديلات في نمط الحياة بهدف التقليل من خطر الإصابة بألزهايمر.

بوجه عام، فإن فكرة أن الميكروبات قد تؤدي إلى بعض حالات ألزهايمر لا تزال غير مثبتة، وغير مقبولة على نطاق واسع، لكن الأدلة تزداد قوة. ومع ذلك، تتفق هذه الفكرة مع أبحاث سابقة أظهرت أهمية أميلويد بيتا، وتاو، وapoe4 والالتهاب العصبي، بوصفها أسباب مرض ألزهايمر.

عن ذلك، قال الدكتور كوماروف: «الإشارة إلى دور للميكروبات في بعض حالات مرض ألزهايمر لا تحل محل الأفكار القديمة، وإنما تتفق مع الأفكار القديمة، وربما تكملها».

* رسالة هارفارد للقلب - خدمات «تريبيون ميديا».