أليساندرو دي كالو
TT

رونالدو الأفضل في العالم.. ولكن!

في كرة القدم كل شيء ممكن، لكن كان ليصبح من المفارقة حقا أن يغيب عن مونديال العالم الذي سيقام بالبرازيل العام المقبل أفضل لاعب في الوقت الحالي، وهو كريستيانو رونالدو. وحينما ادعى إبراهيموفيتش عشية اللقاء أمام منتخب البرتغال أنه «الرب»، زاعما أنه هو الوحيد الذي يمكنه معرفة كيف سينتهي لقاء الملحق الأوروبي في التصفيات المؤهلة إلى المونديال، لا بد أنه كان مجرد هاجس. ربما كان يشعر بأن اللقاء سينتهي هكذا وأخرسه الحكم الواقعي في الملعب، فمواجهة رونالدو - إبرا انتهت 3 - 2، أو بالأحرى 4 - 2 بأخذ نتيجة الذهاب في الاعتبار.
نادرا ما رأينا منتخبات تعتمد كثيرا - وبشكل إيجابي - على لاعب واحد بعينه. إن كريستيانو رونالدو يطغى على المشهد أكثر، فهو أكثر اكتمالا، ويعيش في علاقة قوية مع الأهداف، لكن إبراهيموفيتش يصطدم كالأسد، ويظهر كل قدراته ومهارته، ويخرج من الملعب مهزوما، إنما مستحقا لشرف السلاح. يا له من عرض!
إن مباراة أستوكهولم كان مقدرا لها أن تبقى في التاريخ الصغير لكرة القدم، وكانت تبدو قد انتهت بعد تقدم الضيوف 1 - 0 عن طريق نجم ريال مدريد. غير أن كبرياء إبرا قلب التوازنات وأعاد الأمل إلى اللقاء، ومرة أخرى استطاع رونالدو الخروج من مباراة غير محسومة مجددا ليبدع بالضربة القاضية بهدفين في النهاية.
قبلها وبعدها، كان بوسع البرتغالي تسجيل ثلاثة أو أربعة أهداف أخرى، فأرقامه لا تصدق، حيث سجل 66 هدفا خلال عام 2013، 32 منها في الموسم الجديد الذي بدأ في أغسطس (آب) الماضي. ومن جهة أخرى، فقد أدرك باوليتا الذي كان هداف المنتخب البرتغالي على الإطلاق، برصيد 47 هدفا.. ويوجد المزيد.
بعيدا عن الأرقام، يبقى الشعور الذي يبثه رونالدو هذا - ذات مرة كان الأمر ذا قيمة في أنديته فحسب - في يونايتد أو ريال مدريد، بينما الآن التأثير يتعلق بمنتخب البرتغال بالكامل. مع وجود رونالدو في الملعب، كل شيء وارد الحدوث، فهو قادر على الفوز بمباراة بمفرده.
الحقيقة هي أنه الآن - مع ميسي الذي لا يشارك بسبب إصابات عضلية - لا أحد يساوي رونالدو. ريبيري لا يصمد في المقارنة. كريستيانو يعيد إلى الأذهان مارادونا في عام 1986، ذلك الذي استطاع الفوز بمونديال العالم في المكسيك مع منتخب متواضع في مجمله. كان دييغو هو من يصنع الفارق، مثلما يعلم جيدا الإنجليز ومثلما يتذكر بعض لاعبي منتخبنا الإيطالي القدامى. إن منتخب البرتغال الحالي لا يمتلك مهارة جيل فيتور بايا وباولو سوسا، وفيغو وروي كوستا، وإنما يشبه نظيره الأرجنتيني بقيادة بيلاردو، حيث يجيد الدفاع والقيام بالهجوم المرتد باستغلال قدرات قائده.. ولن يكون لقمة سائغة في المونديال في مواجهة أي فريق. ومنتخب فرنسا أيضا، الذي تمكن من الصحوة الرائعة على أوكرانيا، ربما يخبئ بعض المفاجآت.. فيما تلحق كرواتيا واليونان بالكتيبة الأوروبية التي تترك إبراهيموفيتش في منزله. يوجد ما يستحق المراجعة في منطق التصفيات المؤهلة للمونديال.