يُعد فيتامين «د» عنصراً غذائياً يحتاجه الجسم، إلى جانب الكالسيوم، لبناء العظام والحفاظ على صحتها. لا يمتص الجسم الكالسيوم إلا إذا كانت لديه كمية كافية من فيتامين «د».
ولفيتامين «د» أيضاً كثير من الاستخدامات الأخرى في الجسم، فهو يدعم صحة المناعة، ويساعد في الحفاظ على عمل العضلات وخلايا الدماغ.
لا يوجد فيتامين «د» في كثير من الأطعمة إلا بعد إضافته. يُضاف إلى الحليب المدعم والحبوب، كما يوجد في الأسماك مثل السلمون والماكريل والسردين. كما يُنتج الجسم فيتامين «د» من خلال التعرض المباشر لأشعة الشمس على الجلد.
ما أهمية فيتامين «د» للمناعة؟
يدافع الجهاز المناعي عن الجسم ضد الكائنات الغريبة الغازية، معززاً المناعة الوقائية مع الحفاظ على قدرة الجسم على التحمل. وقد أصبحت آثار نقص فيتامين «د» على الجهاز المناعي أكثر وضوحاً في السنوات الأخيرة.
من المعروف الآن أن لفيتامين «د» أدواراً مهمة بالإضافة إلى آثاره التقليدية على الكالسيوم وتوازن العظام. وبما أن مستقبل فيتامين «د» يُعبَّر عنه في الخلايا المناعية (الخلايا البائية، والخلايا التائية، والخلايا المُقدِّمة للمستضد)، وأن جميع هذه الخلايا المناعية قادرة على تخليق مُستقلِب فيتامين «د» النشط، فإن لفيتامين «د» القدرة على العمل بطريقة ذاتية في بيئة مناعية محلية. ويمكن لفيتامين «د» تعديل الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية. ويرتبط نقص فيتامين «د» بزيادة قابلية الإصابة بالعدوى.
واستُخدم فيتامين «د» لعلاج الأمراض و العدوى مثل السل قبل ظهور المضادات الحيوية الفعالة. أُرسل مرضى السل إلى المصحات حيث تضمن العلاج التعرض لأشعة الشمس التي كان يُعتقد أنها تقضي على السل مباشرةً. كما استُخدم زيت كبد سمك القد، وهو مصدر غني بفيتامين «د»، علاجاً لمرض السل، بالإضافة إلى زيادة الحماية العامة من العدوى.
كما أُجريت دراسات مقطعية متعددة تربط انخفاض مستويات فيتامين «د» بزيادة العدوى. درس أحد التقارير ما يقرب من 19 ألف شخص بين عامي 1988 و1994. كان الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين «د» أكثر عرضة للإبلاغ عن عدوى حديثة في الجهاز التنفسي العلوي من أولئك الذين لديهم مستويات كافية، حتى بعد تعديل المتغيرات بما في ذلك الموسم والعمر والجنس وكتلة الجسم والعرق.
تتقلب مستويات فيتامين «د» على مدار العام. على الرغم من تفاوت معدلات العدوى الموسمية، حيث كانت أدنى مستوياتها في الصيف وأعلى مستوياتها في الشتاء، إلا أن الارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين «د» والعدوى ظل قائماً خلال كل موسم. وقد صنفت دراسة مقطعية أخرى أجريت على 800 مجند عسكري في فنلندا الرجال حسب مستويات فيتامين «د» في المصل.
وقد فقد المجندون الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين «د» أياماً أكثر بكثير من الخدمة الفعلية نتيجة لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي مقارنةً بالمجندين الذين لديهم مستويات أعلى من الفيتامين.
وكان هناك عدد من الدراسات المقطعية الأخرى التي تبحث في مستويات فيتامين «د» ومعدلات الإصابة بالإنفلونزا، بالإضافة إلى أنواع أخرى من العدوى بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية.
وقد أفادت جميعها بوجود ارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين «د» وزيادة معدلات الإصابة.
المصادر الطبيعية والصناعية لفيتامين «د»
تتوفر المصادر الطبيعية لفيتامين «د» في بعض الأطعمة، مثل الأسماك الدهنية، وزيوت الأسماك، والبيض، والجبن، والكبد. كما أن التعرض الآمن لأشعة الشمس ضروري أيضاً لتخليق هذا الفيتامين في الجسم. يُنصح بالتعرض لأشعة الشمس لمدة 5 - 30 دقيقة يومياً.
تتوفر المصادر الصناعية لفيتامين «د» على نطاق واسع، ولكن يجب على طبيبك أولاً تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى علاج لنقص مؤكد، أو إذا كان تناول المكملات الغذائية إجراءً داعماً.
تشير إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) إلى أن الشخص يحتاج إلى 20 ميكروغراما/800 وحدة دولية من فيتامين «د» يومياً. إذا لم تتمكن لأي سبب من تلبية هذا المعيار، فمن المستحسن استخدام مكمل غذائي يومي يمكنك شراؤه من الصيدلية. إذا كان المريض يعاني من نقص مؤكد في فيتامين «د»، فسيصف له أخصائي الرعاية الصحية فيتامين «د» بجرعة قد تصل عادةً إلى 50 ألف وحدة دولية أسبوعياً.



