يؤكد الأطباء أنه بمجرد بلوغ الرجال الأربعينات من العمر، تُصبح الفحوص الدورية ضرورية لاكتشاف المشاكل مبكراً، قبل أن تُصبح الحالات التي يُمكن الوقاية منها مُهددة للحياة.
وفيما يلي، بعض أهم الفحوص الطبية التي يقول الخبراء إنه ينبغي على الرجال فوق سن الأربعين مناقشتها مع أطبائهم - بعضها موصى به عالمياً، والبعض الآخر ينطبق على فئات معينة، بحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية.
تعداد الدم الكامل (CBC)
توصي الدكتورة أندريا كامانو، وهي طبيبة أميركية متخصصة في الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي، بإجراء فحص الدم هذا سنوياً للرجال في الأربعينات من العمر فما فوق.
وصرحت قائلة: «يُظهر هذا الفحص حالة خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية لدى المريض، كما يُشير إلى وجود عدوى أو ردود فعل تحسسية أو التهاب أو فقر دم أو اضطرابات تخثر».
فحص التمثيل الغذائي الشامل (CMP)
يُجرى هذا الفحص الدموي عادةً سنوياً، وفقاً لكامانو، التي قالت إنه مهم بشكل خاص للرجال الذين يستخدمون العلاج ببدائل التستوستيرون.
وأضافت: «يقيس فحص الدم هذا وظائف التمثيل الغذائي والأعضاء، ويوفر معلومات عن الكلى والكبد، وحالة الإلكتروليت والغلوكوز».
وتابعت: «من المهم اكتشاف أي مشكلة في الأعضاء قد تظهر تلقائياً، أو قد تكون ناجمة عن التقدم في السن أو تناول أدوية معينة».
ويستطيع الفحص اكتشاف أمراض الكبد والكلى، ومقدمات السكري، وداء السكري الكامل، واختلال توازن الإلكتروليت الذي قد يؤدي إلى تقلبات في ضغط الدم واضطرابات في نظم القلب.
ضغط الدم
توصي المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بإجراء فحص روتيني لضغط الدم لجميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فأكثر.
ويُعرّف ارتفاع ضغط الدم بأنه 130/80 ملم زئبق أو أكثر.
وتقول كامانو: «قد يؤدي استخدام العلاج ببدائل التستوستيرون إلى ارتفاع ضغط الدم، لذلك من المهم جداً أن يقوم الرجال فوق سن الأربعين بمراقبة ضغطهم بانتظام. فقد يكون ارتفاع ضغط الدم مؤشراً على أمراض القلب والأوعية الدموية».
درجة كالسيوم الشريان التاجي (CAC)
يُصنّف الدكتور أودا، الطبيب المُعتمد في مركز بيكر هيلث بنيويورك، هذه الدرجة على أنها توصيته الرئيسية للوقاية من أمراض القلب، التي لا تزال السبب الأول للوفاة لدى الرجال فوق سن الأربعين.
وقال أودا لـ«فوكس نيوز»: «يقيس فحص درجة كالسيوم الشريان التاجي الترسبات الكلسية في الشرايين التاجية مباشرةً، قبل سنوات من ظهور الأعراض».
وأشار الطبيب إلى أن ارتفاع درجة كالسيوم الشريان التاجي يُشير إلى تصلب الشرايين التاجية المُبكر، مما يؤدي إلى النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ونصح أودا بإجراء الفحص كل خمس سنوات إذا كانت الدرجة صفراً، أو كل سنة إلى سنتين إذا كانت الدرجة أكبر من صفر.
تحليل الدهون المتقدم
يُصنّف الدكتور جيريمي ليف، طبيب أعصاب معتمد في نيويورك، هذا الاختبار على رأس قائمة أولوياته.
وصرح ليف لـ«فوكس نيوز»: «على عكس اختبار الكولسترول القياسي، الذي يُظهر فقط مستوى الكولسترول الجيد (HDL) والكولسترول السيئ (LDL)، يُحلل تحليل الدهون المتقدم أنواعاً مُحددة من جزيئات الكولسترول السيئ. فبعض جزيئات هذا الكولسترول أكثر خطورة من غيرها».
ويُساعد تحليل الدهون المتقدم على الوقاية من الأحداث القلبية الوعائية والدماغية الكارثية، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفقاً للطبيب.
وأضاف: «يُعطي هذا الاختبار الرجال الذين تزيد أعمارهم على 40 عاماً صورة أوضح بكثير عن مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لديهم، وما إذا كانوا بحاجة إلى تغييرات كبيرة في نظامهم الغذائي أو نمط حياتهم. من خلال تحديد أنواع جزيئات الكولسترول السيئ الخطيرة مُبكراً».
وقد لا يلزم إجراء تحليل الدهون المتقدم إلا مرة واحدة إذا كانت النتائج الأولية ممتازة، وفقاً لليف. أما إذا كانت النتائج ضعيفة، فيُنصح الرجال بإعادة الاختبار كل ستة أشهر تحت إشراف طبيبهم.
وظائف الغدة الدرقية
وفقاً لكامانو، يُمكن إجراء هذا الفحص الدموي سنوياً لتقييم مدى كفاءة عمل الغدة الدرقية.
وأضافت: «يمكن أن تؤدي مشاكل وظائف الغدة الدرقية إلى تقلبات في المزاج، وإرهاق، وتغيرات في الوزن، وخفقان، وتساقط الشعر».
مستضد البروستاتا النوعي (PSA)
يقيس اختبار مستضد البروستاتا النوعي بروتين تنتجه الخلايا السليمة والسرطانية في غدة البروستاتا.
ويُستخدم هذا الاختبار، أحياناً مع فحص المستقيم الرقمي، للكشف عن سرطان أو تضخم البروستاتا، وفقاً لكامانو.
اختبار حساسية الإنسولين
يستخدم لقياس الصحة الأيضية بشكل أكثر عمقاً من الاختبارات القياسية، مثل اختبار سكر الدم الصائم واختبار الهيموغلوبين السكري التراكمي (HbA1c)، الذي يعكس متوسط سكر الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.
وقال ليف: «تؤثر مقاومة الإنسولين على كل عضو رئيسي تقريباً، بما في ذلك الكبد والدماغ. وتلعب دوراً رئيسياً في الصحة الأيضية، والالتهابات طويلة الأمد، ومخاطر الأمراض المستقبلية».
ويرتبط ضعف حساسية الإنسولين ارتباطاً وثيقاً بمرض الكبد الدهني، والتدهور المعرفي، ومشاكل الأوعية الدموية.
وبناءً على النتائج الأولية، قد يكون من المناسب تكرار الفحص كل ستة أشهر، وفقاً لليف.
مستويات الهرمونات
توصي كامانو بإجراء فحوصات هرمونية لبعض الرجال فوق سن الأربعين، بما في ذلك التستوستيرون الكلي، والتستوستيرون الحر، والغلوبيولين الرابط للهرمون الجنسي (SHBG)، والهرمون الملوتن (LH)، والهرمون المنبه للجريب (FSH)، والإستراديول.
وأضافت: «تُجرى هذه الفحوصات عندما يُعاني الرجال من أعراض مثل انخفاض الرغبة الجنسية، أو التعب، أو تضخم الثدي، أو عند استخدامهم العلاج ببدائل التستوستيرون».
مؤشر أوميغا 3
يُصنّف طبيب القلب وولفسون، مؤسس عيادة «طبيب القلب الطبيعي» (Natural Heart Doctor)، وهي عيادة متخصصة في طب القلب الشامل، هذا الاختبار بأنه «أقوى مؤشر للنوبات القلبية وخطر الموت المفاجئ».
وأظهرت الدراسات أن انخفاض مستويات أوميغا 3، وتحديداً حمضي الإيكوسابنتاينويك (EPA) والدوكوزاهيكسانويك (DHA)، يرتبط بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين وضعف الإدراك واضطرابات المزاج وغيرها.
وقال وولفسون: «مؤشر أوميغا 3 هو قياس مباشر لمستويات أوميغا 3 داخل خلايا الدم الحمراء، مما يجعله أكثر فاعلية من اختبار أوميغا 3 القياسي في الدم».
ويوصي الرجال الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً فأكثر بإجراء الاختبار مرة واحدة سنوياً.
فحص الشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية
يُشير ليف إلى أن ضيق الشرايين السباتية يُقلل من تدفق الدم إلى الدماغ ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويمكن لفحص الشريان السباتي بالموجات فوق الصوتية الكشف عن المشاكل قبل ظهور الأعراض بوقت طويل، مما قد يحمي صحة الدماغ.
ويمكن اللجوء للفحص لدى بعض الرجال المعرضين لخطر كبير أو عندما يشتبه الطبيب في الإصابة بمرض الشريان السباتي.
وقال ليف: «يمكن أن يُؤدي انخفاض تدفق الدم الناتج عن تراكم اللويحات إلى سكتات دماغية أو نوبات إقفارية عابرة». وأضاف: «اكتشاف الضيق مبكراً يسمح بالعلاج، أو تغيير نمط الحياة».
فحص سرطان القولون
توصي الجمعية الأميركية للسرطان والمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بفحص البالغين المعرضين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عاماً لفحص سرطان القولون.
وأشارت كامانو إلى أنه ينبغي على الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون والمستقيم البدء بالفحص في سن الأربعين. أما من لديهم مستوى خطر منخفض، فعليهم البدء بالفحص في سن الخامسة والأربعين، عن طريق تنظير القولون أو تحليل البراز المنزلي.
بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP)
بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية هو فحص دم يكشف عن انخفاض مستويات بروتين سي التفاعلي، وهو مؤشر على وجود التهاب في الجسم.
ويُشير وولفسون إلى هذا الاختبار بأنه «ناقوس خطر الالتهاب»، مشيراً إلى أن «الالتهاب المزمن يُعد عاملاً رئيسياً لأمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان والخرف والسكري وتسارع الشيخوخة».
ويوصي وولفسون الرجال في الأربعينات من العمر فما فوق بإجراء الاختبار كل ستة أشهر.
فيتامين (د)
ترتبط المستويات المنخفضة من فيتامين (د) بأمراض القلب، والسرطان، وأمراض المناعة الذاتية، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، وانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، وضعف المناعة، والشيخوخة المبكرة.
ويوصي وولفسون بإجراء فحص فيتامين (د) مرتين سنوياً، ويفضل في الشتاء والصيف، لرصد التغيرات الموسمية.