يُعدّ المغنسيوم عنصراً غذائياً أساسياً للدماغ والجسم، ويساعد على تنظيم سكر الدم، من بين فوائده الكثيرة. ومع ذلك، فغالباً ما يلاحَظ نقص المغنسيوم لدى مرضى السكري.
يمكن أن يحدث النقص مع داء السكري من النوعين الأول والثاني، ولكنه يبدو أوسع شيوعاً مع النوع الثاني؛ وذلك لأن انخفاض مستويات المغنسيوم يرتبط بمقاومة الإنسولين.
إذا كنت مصاباً بداء السكري من النوع الثاني، فإن جسمك ينتج الإنسولين، لكن خلاياك غير قادرة على الاستجابة له بفاعلية، وهذه الحالة تُسمى «مقاومة الإنسولين».
يفقد الأشخاص الذين يعانون من «حساسية الإنسولين» أو «مقاومة الإنسولين» كميات زائدة من المغنسيوم في البول؛ مما يساهم في انخفاض مستويات هذا العنصر الغذائي.
يُصاب بعض مرضى السكري من النوع الأول أيضاً بـ«مقاومة الإنسولين»، وهذا قد يعرضهم لخطر نقص المغنسيوم أيضاً.
مع ذلك، يمكن أن يؤدي تناول مكملات المغنسيوم إلى زيادة مستوى المغنسيوم في الدم وتحسين السيطرة على داء السكري.
وإذا كنت تعاني من داء السكري أو ما قبل السكري، فناقش احتمالية وجود نقص في المغنسيوم مع طبيبك. قد يؤدي تصحيح هذا النقص إلى تحسين مستوى السكر في الدم؛ مما يساعدك على إدارة حالتك بشكل أفضل.

ما أنواع المغنسيوم وأيها الأفضل لمرضى السكري؟
تشمل أنواع المغنسيوم المختلفة ما يلي: جليسينات المغنسيوم، وأكسيد، وكلوريد، وكبريتات المغنسيوم، وكذلك كربونات، وتورات المغنسيوم، وأيضاً سترات، ولاكتات، وغلوكونات المغنسيوم، وكذلك أسبارتات المغنسيوم، وأخيراً ثريونات المغنسيوم.
مكملات المغنسيوم ليست متساوية في الجودة. فأنواع المغنسيوم المختلفة أفضل لبعض الأمراض، وتختلف في معدلات الامتصاص. بعض الأنواع يذوب أسهل في السوائل؛ مما يسمح بامتصاص أسرع في الجسم.
وفقاً لمصدر من «المعاهد الوطنية للصحة الأميركية»، وجد بعض الدراسات أن أسبارتات المغنسيوم، والسترات، واللاكتات، والكلوريد تتمتع بمعدلات امتصاص أفضل، مقارنةً بأكسيد المغنسيوم وكبريتاته، وفقاً لما ذكره موقع «هيلث لاين» المعني بالصحة.
لكن «المعهد الوطني للصحة» أفاد أيضاً بأنه عند إعطاء ألف مليغرام (ملغ) من أكسيد المغنسيوم يومياً للأشخاص الذين يعانون من ضعف التحكم في مرض السكري، في التجارب السريرية، أظهروا تحسناً في ضبط نسبة السكر بالدم بعد 30 يوماً.
وبالمثل، أظهر الأشخاص الذين تناولوا 300 ملغ من كلوريد المغنسيوم يومياً تحسناً في مستوى الغلوكوز في الدم أثناء الصيام بعد 16 أسبوعاً. ومع ذلك، لم يلاحَظ أي تحسن في ضبط نسبة السكر بالدم لدى الأشخاص الذين تناولوا أسبارتات المغنسيوم بعد 3 أشهر من تناول المكملات.
لم تُقيَّم فوائد مكملات المغنسيوم لمرض السكري إلا في عدد قليل من التجارب السريرية الصغيرة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد أفضل نوع من المغنسيوم للتحكم في مستوى الغلوكوز بشكل مؤكد.
إذا كنت تعاني من نقص في المغنسيوم، فتحدث إلى طبيبك لمعرفة ما إذا كانت المكملات الغذائية مناسبة لك.
كيف تحصل على مزيد من المغنسيوم في نظامك الغذائي؟
على الرغم من أن المكملات الغذائية قد تُصحح انخفاض مستوى المغنسيوم في الدم، فإنه يمكنك أيضاً زيادة مستواه بشكل طبيعي من خلال النظام الغذائي.
الكمية اليومية الموصى بها من المغنسيوم للإناث البالغات تتراوح بين 320 و360 ملغ، وللذكور البالغين بين 410 و420 ملغ.

ويعدّ كثير من النباتات والمنتجات الحيوانية مصدراً ممتازاً للمغنسيوم: الخضراوات الورقية الخضراء (السبانخ، والكرنب الأخضر... وغيرهما)، والبقوليات، والمكسرات والبذور، والحبوب الكاملة، وزبدة الفول السوداني، وحبوب الإفطار، والأفوكادو، وصدور الدجاج، ولحم البقر، والمفروم، والبروكلي، وكذلك دقيق الشوفان، والزبادي. وتُعد مياه الصنبور والمياه المعدنية والمياه المعبأة مصادر أخرى للمغنسيوم، على الرغم من أن مستويات المغنسيوم قد تختلف باختلاف مصدر الماء.
علامات نقص المغنسيوم
فقدان الشهية، والغثيان، وتشنجات العضلات، والتعب.
فوائد صحية أخرى للمغنسيوم
لا يقتصر دور المغنسيوم على تنظيم سكر الدم فحسب. تشمل الفوائد الأخرى لمستوى المغنسيوم الصحي في الدم ما يلي:
خفض ضغط الدم؛ مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، ويعزز صحة العظام، ويقلل من تكرار نوبات الصداع النصفي، ويحسن أداء التمارين الرياضية، ويخفف القلق والاكتئاب، وأيضاً يخفف الالتهاب والألم، ويخفف متلازمة ما قبل الحيض.

مخاطر وآثار جانبية لتناول المغنسيوم
يُشكل الإفراط في تناول المغنسيوم مخاطر صحية معينة، فقد يكون له تأثير مُليّن لدى بعض الأشخاص؛ مما يؤدي إلى الإسهال وتقلصات المعدة. لذلك، من المهم تناول مكملات المغنسيوم وفقاً للتعليمات.
يمكن أن تحدث هذه الآثار الجانبية مع كربونات المغنسيوم، والكلوريد، والجلوكونات، وأكسيد المغنسيوم.
إذا لم تتحمل أمعاؤك مكملات المغنسيوم الفموية، فاستخدم زيتاً أو كريماً موضعياً. مع ذلك، هناك خطر تهيج الجلد. اختبر رد فعل بشرتك بوضع الكريم على منطقة صغيرة من الجلد أولاً.
قد يؤدي تناول كميات كبيرة من المغنسيوم أيضاً إلى التسمم به، وقد تكون هذه الحالة قاتلة. تشمل أعراض التسمم الغثيان، والتقيؤ، وصعوبة التنفس، وعدم انتظام ضربات القلب، والسكتة القلبية.
ويُعدّ ضعف وظائف الكلى عامل خطر لتسمم المغنسيوم؛ نظراً إلى عدم قدرتها على إزالة المغنسيوم الزائد من الجسم.
ولا تحدث آثار جانبية عند تناول كمية كبيرة من المغنسيوم عن طريق الطعام، حيث يستطيع الجسم التخلص من الكميات الزائدة من المغنسيوم الطبيعي عن طريق التبول.
لذلك؛ فاستشر طبيبك قبل تناول أي مكمل غذائي إذا كنت تتناول أيضاً أدوية موصوفة... فهذا قد يمنع التفاعلات الدوائية المحتملة.
