7 اضطرابات في الجهاز الهضمي قد تسبب آلام الصدر

منها حرقة المعدة والتهابات المريء والبنكرياس

7 اضطرابات في الجهاز الهضمي قد تسبب آلام الصدر
TT

7 اضطرابات في الجهاز الهضمي قد تسبب آلام الصدر

7 اضطرابات في الجهاز الهضمي قد تسبب آلام الصدر

تفيد الإحصاءات الطبية في الولايات المتحدة بأن نحو 10 ملايين شخص يزورون أقسام الإسعاف بالمستشفيات في كل عام وهم يشكون من آلام في الصدر، وبأن التكلفة الإجمالية للتعامل مع هذه الحالات تفوق 10 مليارات دولار سنوياً. وثبت أن لدى 80 في المائة منهم أسباباً لهذا الألم الصدري؛ لا علاقة لها بالقلب، وأن 5 في المائة منهم فقط يُعانون بالفعل من حالات مرضية حرجة تهدد سلامة حياتهم.

ألم الصدر غير القلبي

والأسباب الأكثر شيوعاً لآلام الصدر تلك ذات صلة باضطرابات الجهاز الهضمي، حيث تفيد الإحصاءات بأن أكثر من 25 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة يُعانون بالفعل من حالة «ألم الصدر غير القلبي (Noncardiac Chest Pain)».

والواقع أن ألم الصدر شيء مخيف، خصوصاً عندما يشبه ألم القلب، كما يقول الأطباء في «كليفلاند كلينك». ويضيفون: «يمكن أن تكون النوبات المتكررة محبطة وتتداخل مع نوعية حياتك. خذ دائماً ألم الصدر على محمل الجد. قد يتطلب العثور على سبب ألم صدرك بعض التحريّ والتحقيق، ولكنه أمر يستحق العناء». وغالباً ما يكون سبب ألم الصدر وعدم الراحة مشكلات في الجهاز الهضمي.

و«ألم الصدر غير القلبي» ألم متكرر ومزمن في الصدر، يبدو كأنه في القلب، لكن الفحوصات القلبية تثبت أنه ليس كذلك. وعادة يكون موقع الألم خلف عظمة الصدر (عظمة القص)، وبالقرب من القلب.

اضطرابات الجهاز الهضمي

وإليك أسباب 7 من آلام الصدر ذات الصلة باضطرابات الجهاز الهضمي:

1- الارتجاع الحمضي إلى المريء: الارتجاع الحمضي المزمن من المعدة إلى المريء، أو ما يُعرف بـ«مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)»، هو السبب الأكثر شيوعاً لألم الصدر غير القلبي، ويمثل 60 في المائة من الحالات. وتحدث الإصابة به عندما يتكرر ارتداد حمض المعدة إلى المريء. ويمكن أن يؤدي هذا الارتداد (الارتجاع الحمضي) إلى تهيّج بطانة المريء، وبالتالي الشكوى من «حرقة الفؤاد (Heartburn)». والواقع أن كثيراً من الناس قد يُصاب بالارتجاع الحمضي من حين لآخر. ولكن عندما يتكرر حدوث الارتجاع الحمضي بمرور الوقت، يمكن أن يسبب «مرض الارتجاع المعدي المريئي».

وتتضمن الأعراض الشائعة له الإحساس الحارق في الصدر (حرقة الفؤاد)، ويحدث عادة بعد تناول الطعام، وقد تزداد حدته في الليل أو خلال الاستلقاء. وكذلك ارتجاع (قَلَس) الطعام أو السوائل الحامضة إلى الفم، وآلام في الجزء العلوي من البطن أو الصدر، وصعوبة في البلع، والشعور بوجود كتلة في الحلق.

2- قرحة والتهابات المعدة: قرحة المعدة والتهابات المعدة أو «الاثنا عشر» أيضاً، هما من الحالات الطبية الشائعة. ويمكن أن تتسبب كل منهما في بعض الأحيان في أعراض مشابهة لأعراض الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية. وفي الواقع، ليس من غير المألوف أن يتصل شخص يعاني من أعراض القرحة الهضمية الحادة برقم الطوارئ معتقداً أنه يُعاني من حالة طوارئ قلبية. وصحيح أنه عادة ما يُنظر إلى الألم الناتج عن قرحة المعدة (أو الاثنا عشر) على أنه ألم حاد أو لاذع في منطقة المعدة، ولكنه قد يسبب أحياناً ألماً في الصدر. وقد تكون هناك أيضاً دقات قلب سريعة أو خفقان. والواقع تشريحياً؛ قد يصل الطرف العلوي من المعدة إلى مستوى حلمة الثدي اليسرى.

وسبب ذلك الألم في الصدر ليس مفهوماً جيداً، ولكن يُعتقد أن هناك عوامل متعددة تساهم فيه لدى الأشخاص المصابين بالقرحة تلك. ويشمل ذلك الإشارات العصبية المتغيرة والتقلصات العنيفة للمريء بسبب التدفق العكسي لحمض المعدة. كما يمكن أن يكون السبب هو «الألم الرجيع»؛ أي انتقال الألم من منطقة المصدر إلى أجزاء أخرى بعيدة في الجسم، مثل الرقبة والظهر والذراع اليسرى.

كما يمكن أن تشتد هذه الأحاسيس، وتزداد الأعراض تعقيداً، إذا كان الشخص يعتقد أنه يعاني حينئذ من نوبة قلبية. وخلال لحظات القلق الشديد هذه، يفرز الجسم هرمون التوتر المعروف باسم «الكورتيزول» الذي يتسبب في زيادة معدل ضربات القلب بشكل كبير.

3- القولون العصبي: ضمن نتائج دراسة قديمة لباحثين من كلية الطب بجامعة أيوا (عدد مارس/ آذار 2007 من مجلة «J Clin Gastroenterol»)، قال الباحثون الأميركيون: «نحو 80 في المائة من المرضى الذين يعانون من آلام الصدر الوظيفية، تظهر عليهم سمات الاضطرابات الوظيفية الأخرى؛ بما في ذلك القولون العصبي، مما يشير إلى وجود تداخل بينهما».

والأعراض «الكلاسيكية» للقولون العصبي، مثل آلام البطن والتخمة وانتفاخ البطن ونوبات الإمساك والإسهال، تميل إلى أن تكون ناجمة عن التوتر، ويمكن أن تتفاقم بعد الوجبات.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب القولون العصبي آلام الغازات التي قد يشعر المريض بها في الصدر، وهو ما يجدر تذكره. ولذا يُعدّ ألم الصدر أحد الأعراض الملاحَظة بكثرة خلال الممارسات الإكلينيكية، في حالات القولون العصبي. وغالباً ما يشعر الشخص بألم الغازات في أسفل الصدر، وقد يكون السبب شيئاً بسيطاً، مثل رد الفعل السيئ تجاه بعض الأطعمة أو المشروبات. وفي كثير من الأحيان قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الشخص يعاني من ألم في الصدر بسبب الغازات، أو حالات أخرى مثل الارتجاع الحمضي، أو شيء أكثر خطورة مثل الأزمة القلبية.

وللتوضيح، فبالإضافة إلى أعراض القولون العصبي التي تطال القولون نفسه، يعاني كثير من المرضى أيضاً من مجموعة من «الأعراض غير القولونية» مثل آلام أسفل الظهر، والخمول المستمر، وألم في الصدر، وتكرار التبول أو الإلحاح، وفي الإناث، أعراض أمراض النساء.

مشكلات المريء

4- تشنجات عضلات المريء: التشنجات المريئية هي تقلصات غير طبيعية، مؤلمة أو ضاغطة، تحدث داخل أنبوب المريء. والمريء في الأساس هو أنبوب عضلي، وظيفته الأساسية نقل الطعام من الفم إلى المعدة.

ويمكن أن تحدث التشنجات المريئية فجأة على هيئة ألم شديد بالصدر (عصرة الصدر). وقد يستمر ذلك من بضع دقائق إلى ساعات عدة. وقد يختلط الأمر على بعض الأشخاص بين هذا الألم وألم الذبحة الصدرية للقلب. وكذلك تحدث صعوبة في بلع الأطعمة والسوائل، والتي تتعلق أحياناً ببلع أنواع معينة. وأكثر هذه الأنواع هي السوائل شديدة السخونة أو البرودة. وأيضاً الشعور بأن شيئاً ما عالق في الحلق.

وتحدث التشنجات المريئية عادة بصورة عرضية، وقد لا تتطلب علاجاً. ولكن في بعض الأحيان تكون التشنجات متكررة، ويمكنها أن تمنع الطعام والسوائل من المرور عبر المريء. وإذا كانت التشنجات المريئية تؤثر على قدرة المرء على الأكل أو الشرب، فهناك كثير من طرق العلاج المتاحة.

5- فرط حساسية المريء: «فرط حساسية المريء (Esophageal Hypersensitivity)» هو اضطراب حسي وظيفي، تكون فيه العضلات والأعصاب والمستقبلات الموجودة في جدار المريء حساسة بشكل مفرط. وهو من الأمراض الجديدة التي وُضع حديثاً تعريف طبي لها، وتحديداً في عام 2016، وترافقه أعراض مؤلمة جداً لحرقة المعدة، وذلك لدى المرضى الذين تكون لديهم نتائج منظار المعدة والمريء طبيعية، وعينة خزعة نسيج المريء طبيعية، وكذلك لديهم درجة طبيعية لحموضة المعدة، ومع ذلك لديهم حساسية مُفرطة في المريء تجاه الأحماض.

وبعد وضع تعريف طبي واضح لهذه الحالة، ثبت أنها مرض شائع جداً، بل ويمثل هذا المرض مع مرض «حرقة الفؤاد الوظيفية (Functional Heartburn)»، أكثر من 90 في المائة من أسباب المعاناة من حرقة المعدة التي لا تستجيب لتناول أدوية خفض إنتاج المعدة الأحماض مرتين يومياً (وليس فقط مرة واحدة في اليوم كما هو معتاد)، والتي تُعرف بـ«أدوية مثبط مضخة البروتون (Proton Pump Inhibitor)»، مثل «نيكسيم» و«لوزك» وغيرهما. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر حالة فرط الحساسية الارتجاعية في المقام الأول على النساء في منتصف العمر، وتتداخل عادة مع اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية الأخرى، وغالباً ما ترتبط بنوع من الاعتلال النفسي المصاحب.

6- التهاب المريء: التهاب المريء هو تهيّج يصيب المريء، ويمكن أن يسبب ألماً في الصدر عند الأكل، خصوصاً خلف عظمة القص، وكذلك صعوبة وألماً في البلع. وهناك كثير من الأسباب المختلفة التي يمكن أن تسبب التهاب المريء. وتتضمن بعض الأسباب الشائعة ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء، والتعرض لعدوى ميكروبية، وتناول الأدوية التي تُؤخذ عن طريق الفم بطريقة غير صحيحة، والحساسية.

ويُصنف التهاب المريء عموماً وفق الحالة، أو الحالات، المرَضية المسببة له؛ لأنه قد يحدث في بعض الحالات لأكثر من سبب واحد. ولكن السبب الأكثر شيوعاً هو ضعف وعدم إحكام إغلاق العضلة العاصرة، التي تفصل بين المريء والمعدة، والتي مهمتها الفتح فقط عند وصول لقمة الطعام أو السوائل للدخول إلى المعدة، والإغلاق بعد ذلك. وبالتالي ارتداد الأحماض إلى المريء، وحصول التهاب مستمر في المريء وتلف أنسجته.

والسبب الأخر انزلاق الجزء العلوي من المعدة إلى الصدر (فوق الحجاب الحاجز)، ويُعرف هذا بالفتق الحجابي، وهو ما يؤدي إلى الارتجاع المَعِدي المريئي.

وهناك حالة أخرى؛ هي «التهاب المريء اليوزيني»، التي تحدث عند وجود تركيز عالٍ من اليوزينيات (أحد أنواع خلايا الدم البيضاء) في المريء. وفي الغالب يحدث ذلك استجابة لعامل مسبب للحساسية، مثل أطعمة الحليب والبيض والقمح والصويا والفستق والمأكولات البحرية. أو بسبب أنواع حساسية أخرى غير متعلقة بتناول أطعمة معينة.

وفي أحيان أخرى يحدث ذلك الالتهاب في المريء نتيجة تناول بعض أنواع الأدوية. على سبيل المثال؛ إذا ابتلع أحدنا قرصاً من الدواء بكمية قليلة من الماء أو من دون ماء، فقد يعلق القرص نفسه أو جزء منه داخل المريء، مثل مسكنات الأسبرين والإيبوبروفين، والمضادات الحيوية، مثل التتراسايكلين والدوكسي سيكلين. وفي حالات نادرة، قد يؤدي وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية أو فطرية في أنسجة المريء إلى الإصابة بالتهاب المريء.

التهاب البنكرياس ومشكلات المرارة

7- البنكرياس والمرارة: عادة ما ينتج التهاب البنكرياس الحاد عن حصوات المرارة أو تناول كميات كبيرة من الكحول، وغالباً مع وجود ارتفاع في الدهون الثلاثية بالدم. وقد يلاحظ الشخص ألماً في الجزء العلوي من البطن، والذي قد يبدأ فجأة أو ببطء، ويكون خفيفاً أو شديداً، ويستمر أياماً عدة، وكذلك انتفاخ البطن والقيء والغثيان، وآلام تمتد إلى جهة الظهر، وأيضاً آلام الصدر.

وتفيد المصادر الطبية بأنه إذا كنت تعاني من ألم في أسفل الصدر، يزداد سوءاً عند الاستلقاء أو الاستناد إلى الأمام، فقد تكون المشكلة في البنكرياس؛ الموجود في الجانب الأيسر العلوي من البطن. كما يزداد الألم سوءاً بعد تناول الطعام، وقد يُصاب المرء بالدوار عند الوقوف.

كما يمكن أن تكون آلام الصدر أيضاً علامة على وجود مشكلات في المرارة، خصوصاً إذا ظهر الألم في منطقة أسفل الصدر أو الجزء العلوي الأيمن من البطن، بعد تناول وجبة دسمة. وتشمل الأعراض الإضافية الغثيان والحمى والقشعريرة والبول الداكن أكثر من المعتاد والتغيرات في حركات الأمعاء (براز فاتح اللون أو إسهال). أكثر من 25 % من البالغين الأميركيين يُعانون من حالة «ألم الصدر غير القلبي»

 



دراسة: الجراحة قد لا تفيد المصابات بسرطان القنوات الموضعي بالثدي

سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)
سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)
TT

دراسة: الجراحة قد لا تفيد المصابات بسرطان القنوات الموضعي بالثدي

سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)
سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء (جامعة ولاية كينت)

أكدت نتائج أولية لدراسة طبية أن التدخل الجراحي ربما لا يفيد معظم النساء المصابات بسرطان القنوات الموضعي، وهو نوع منخفض الخطورة من سرطان الثدي، وذلك في تأييد لآراء باحثين منذ فترة طويلة.

ووفقاً لـ«رويترز»، أظهرت بيانات قُدّمت إلى منتدى سان أنطونيو لسرطان الثدي في ولاية تكساس الأميركية، أن النساء اللائي جرى تشخيصهن بالمرض، وجرت متابعتهن بالتصوير بالأشعة السينية على نحو متكرر، لم تزدْ لديهن احتمالات تطور المرض إلى سرطان الثدي، خلال العامين التاليين، وذلك مقارنة بالنساء اللائي خضعن لعمليات جراحية لإزالة الخلايا السرطانية.

وفي سرطان القنوات الموضعي، الذي يُشار إليه غالباً بالمرحلة صفر من سرطان الثدي، توجد الخلايا السرطانية داخل قنوات الحليب، لكنها لا تتحول دائماً إلى سرطان سريع الانتشار.

وفي الولايات المتحدة وحدها، يصيب سرطان القنوات الموضعي أكثر من 50 ألف امرأة، كل عام. ويخضع جميعهن تقريباً للتدخل الجراحي، كما أن عدداً كبيراً منهن يُجرين عمليات استئصال للثدي.

وشملت الدراسة 957 امرأة مصابة بسرطان القنوات الموضعي، جرى توزيعهن إلى مجموعتين على نحو عشوائي؛ الأولى خضعت للجراحة، بينما خضعت الثانية للمراقبة المكثفة.

وبعد عامين، بلغ معدل الإصابة بالسرطان سريع الانتشار في مجموعة الجراحة 5.9 في المائة، مقارنة بنسبة 4.2 في المائة بمجموعة المراقبة النشطة، وهو فارق ليست له دلالة إحصائية، وفقاً لتقرير الدراسة.

وقالت قائدة الدراسة الطبيبة إي. شيلي هوانج، من معهد ديوك للسرطان في دورهام بولاية نورث كارولاينا، في بيان: «هذه النتائج ربما تكون مثيرة للنساء المرضى، لكن من الواضح أننا بحاجة لمزيد من المتابعة على المدى الطويل».

وتابعت: «إذا استمرت هذه النتائج مع مرور الوقت، فإن معظم النساء اللائي يعانين هذا النوع من الأمراض منخفضة المخاطر، سيكون لديهن خيار تجنب العلاج الجراحي. سيُحدث ذلك تغييراً كاملاً في كيفية رعاية المرضى، والتفكير في هذا المرض».