issue17201

London Thursday - 1 January 2026 Front Page No. 1 Vol 48 No. 17201 The Leading Arabic Newspaper 9 771319 081349 01> 1447 رجب 12 الخميس 2026 ) يناير (كانون الثاني 1 السنة الثامنة والأربعون 17201 العدد تصدر في لندن وتقرأ في جميع أنحاء العالم ريالات 3 ثمن النسخة الدنمارك تطوي آخر رسالة بريدية «الداخلية السورية» توجه تحذيرا أخيرا إلى «فلول النظام» تركيا تشن حملة واسعة على «داعش» السعودية تعزِّز حضورها في سوق الذهب العالمية النصر والاتفاق... خسائر «تكشف العقدة» 8 23 » 5 » 11 » 15 » 18 » اقرأ أيضاً... العليمي يحذّر من تمرّد «الانتقالي» ويدعو لموقف دولي لردعه : قوات الإمارات بدأت الانسحاب محافظ حضرموت لـ دعا محافظ حضرموت، سالم الخنبشي، جميع أبـــنـــاء المــحــافــظــة المــنــخــرطــن مـــع المــجــلــس الانـتـقـالـي الجنوبي، وقــــوات الـدعـم الأمــنــي، إلــى الــعــودة صـوب مـنـازلـهـم، أو الالـتـحـاق بإخوتهم فـي «درع الـوطـن»، متعهدا باستيعابهم واستقبالهم وترتيب أوضاعهم. وأكَّــــــــد الــخــنــبــشــي فــــي تـــصـــريـــحـــات لــــ«الـــشـــرق الأوســــط» أن الــقــوات الـتـابـعـة لـــإمـــارات بـــدأت فعليا الانسحاب من جميع المواقع التي كانت تتمركز فيها، سواء في حضرموت أو شبوة. وفـــي إطـــار لـقـاءاتـه ونـقـاشـاتـه الـسـيـاسـيـة، أكَّــد رئـيـس مجلس الـقـيـادة الـرئـاسـي الـيـمـنـي، الـدكـتـور رشاد العليمي، أن ما تواجهه بلاده لا يمكن توصيفه بــتــبــايــنــات ســيــاســيــة عــــاديــــة، وإنـــمـــا «تـــمـــرد مسلح عـلـى سلطة الــدولــة وقــراراتــهــا ومـرجـعـيـات المرحلة الانتقالية». جاء ذلـك، خلال لقاء جمع العليمي مع السفير الأمـيـركـي لــدى الـيـمـن، ستيفن فـاجـن، فـي الـريـاض، الأربـــعـــاء، حـيـث عـكـسـت الـنـقـاشـات حـجـم الـقـلـق من التصعيد السياسي والعسكري الذي ينفذه «المجلس الانــتــقــالــي الــجــنــوبــي»، فـــي ظـــل مـــا وصــفــه العليمي بـــ«الــتــمــرد المــســلــح» عــلــى سـلـطـة الـــدولـــة وقـــراراتـــهـــا السيادية. وأوضـــح العليمي أن تـحـركـات الـتـمـرد أحدثت فـــجـــوة خـــطـــيـــرة تــــهــــدّد بــتــحــويــل الـــيـــمـــن إلـــــى بــــؤرة اضطراب إقليمي واسع، وتقويض ما تحقّق من تقدم نسبي في مسارات الأمن والاستقرار، مطالبا بموقف دولي يردع التمرد. ونـــقـــل الإعـــــــام الـــرســـمـــي الــيــمــنــي عــــن الـسـفـيـر الأمــيــركــي، تـأكـيـده دعـــم بـــاده لــوحــدة الـيـمـن وأمـنـه واسـتـقـراره، وحــرص واشنطن على مواصلة العمل مع القيادة اليمنية وشركائها الإقليميين والدوليين لتحقيق الــســام الـشـامـل والـــعـــادل، وإنـــهـــاء معاناة الشعب اليمني التي طال أمدها. من ناحيته، أعـرب أكـرم العامري، نائب رئيس هــيــئــة الـــتـــشـــاور والمـــصـــالـــحـــة، فــــي تـــصـــريـــح خـــاص لـ«الشرق الأوســط»، عن أمله «أن تلقى الدعوات إلى خفض التصعيد مبادرة، وتعاطيا إيجابياً». )2 (تفاصيل ص الرياض: عبد الهادي حبتور تتقدم أسرة «الشرق الأوسط» إلى قُرائها بخالص التهنئة بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد وتتمنى لهم دائما أعيادا طيبة ووافر النجاح والتقدم.... )22 في بانكوك أمس (أ.ف.ب) (تفاصيل ص 2026 وفي الصورة: الألعاب النارية تضيء السماء احتفالا بحلول عام يقودها أسير سابق رافق السنوار... وغضب بين بعض القيادات «ثورة» تنظيمية في تشكيلات «حماس» بغزّة تشهد حركة «حماس» في قطاع غزة ما وصفته مصادر بـ«ثورة» تنظيمية في تشكيلاتها بعد الاغتيالات التي طالت قياداتها خلال الحرب، ما أفرز حضورا أكبر لمقربين ومرافقين سابقين لقائد الحركة الراحل، يحيى السنوار. وحــــســــب مـــــصـــــادر مـــــن «حــــــمــــــاس» تـــحـــدثـــت لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط»، فـــــإن الأســـيـــر المـــحـــرر عــلــي الـــعـــامـــودي، الـــــذي كــان مــســؤولا عــن الـــدائـــرة الإعــامــيــة للحركة قـبـل الــحــرب، أصبح مُسيِّرا لأعـمـال مكتبها السياسي فـي غــزة، بعدما تـم تكليفه مع عدد من المقربين من السنوار، وغالبيتهم ممن يقطنون في خان يونس، بإدارة الحركة في القطاع. وأعفى العامودي بعض القيادات المحلية؛ خصوصا من مسؤولي الهيئات الإدارية للمناطق، ممن أصيبوا في هجمات إسـرائـيـلـيـة، مــن مناصبهم، وعـــن بـــدلاء لـهـم، وكــذلــك فعل مع آخرين تخلوا عن بعض مسؤولياتهم في الحرب، بينما لا يزال يبحث عن تعيين آخرين بدلا من قادة سابقين اغتيلوا، أو تمت إقالتهم لظروف أخرى من مناصبهم، أو نقلهم لمناصب أخرى. وأصبح العامودي، الذي أُفرج عنه خلال صفقة الجندي ، الشخصية المـركـزيـة 2011 الإسـرائـيـلـي جـلـعـاد شـالـيـط عـــام والمحورية في إدارة القطاع، . ووفقا لبعض المصادر، فإن التغييرات أدت إلى حالة من الغضب في أوساط قيادات محلية من «حماس» داخل القطاع وخـارجـه، وهناك أعضاء مكتب سياسي في الـخـارج، أبلغوا القيادات المحلية بأن «ما جرى غير مقبول، ومخالف للقوانين الداخلية، ويجب انتظار انتخاب رئيس للحركة خلال الأيام )3 المقبلة». (تفاصيل ص غزّة: «الشرق الأوسط» وراء الخبر... وظل وفيا للمهنة حتى ساعاته الأخيرة عقود في 4 أمضى رحيل محمد الشافعي... صحافي الميدان والملفات الصعبة 4 بـعـد مـسـيـرة عـمـل امـــتـــدَّت لأكــثــر مـــن عـقـود قضاها باحثا عـن الخبر والقصص المــيــدانــيــة فـــي مــلــف مـعـقـد وصـــعـــب، ودَّعــــت صـــحـــيـــفـــة «الــــــشــــــرق الأوســـــــــــط» واحــــــــــدا مــن أبـــرز أعـمـدتِــهـا الـصـحـافـيـة، الأســتــاذ محمد عاما ً. 74 الشافعي، الذي رحل عن عمر ناهز كـان الشافعي صحافيا متخصصا في شــؤون الجماعات المتطرفة، وأحــد الأسماء التي أسهمت مبكرا في بناء هذا الملف داخل الصحافة العربية، واضعا معايير مهنية في التوثيق والتحليل والاقـتـراب من المصادر. ، ليبدأ 1982 التحق بـ «الشرق الأوسط» عام مشوارا من العطاء المهني والرصانة والدقة. وُلــــــد مــحــمــد الـــشـــافـــعـــي فــــي مـــصـــر عـــام ، وتــــخــــرج فــــي كــلــيــة الآثــــــــار بـجـامـعـة 1951 ، قبل أن ينتقل إلـى لندن 1974 القاهرة عـام درس الترجمة. بـــدأ مـــشـــوارَه الـصـحـافـي فـــي لــنــدن في مــطــلــع الــثــمــانــيــنــات، مــتــنــقــا بـــن عــــدد من الصحف العربية الصادرة في الخارج، وفي مـسـيـرتـه المـهـنـيـة أجــــرى الـشـافـعـي حــــوارات مـبـاشـرة مــع كــبــار قــــادة تنظيم «الــقــاعــدة»، كـان من أبرزهم الملا محمد عمر، إلى جانب عدد من قادة حركة «طالبان»، كما سافر إلى أفـغـانـسـتـان لـلـقـاء هـــؤلاء الــقــادة فــي ظــروف بالغة الصعوبة والخطورة. كـمـا حــــاور الـشـافـعـي، أبــنــاء أســامــة بن لادن، ليقدّم مـادة صحافية توثيقية مهمة، وحــتــى قـبـل ســاعــات قليلة مــن رحـيـلـه، ظـل الــشــافــعــي وفـــيّـــا لمــهــنــتــه، إذ كــتــب عـــــددا من الموضوعات الصحافية، وأرسلها إلى موقع صحيفة «الشرق الأوسط»، وتواصل هاتفيا مع عدد من زملائه، متابعا الشأن التحريري كــمــا اعـــتـــاد طـــــوال مــســيــرتــه، وبــعــدهــا سـلّــم روحـه الكريمة إلى بارئها. رحـم الله محمد الـشـافـعـي، وألــهــم أسـرتـه وزمــــاءَه ومحبيه )21 الصبر والسلوان. (تفاصيل ص لندن: «الشرق الأوسط» الصحافي الراحل محمد الشافعي (الشرق الأوسط) «حزب الله» يتلقى نصائح «الفرصة الأخيرة» كـشـفـت مــصــادر وزاريـــــة لـبـنـانـيـة لـــ«الــشــرق الأوســـــط» عـــن تـوجـيـه رســـائـــل مـصـريـة وقـطـريـة وتـــركـــيـــة إلــــى «حـــــزب الـــلـــه» تـتـضـمـن مـــا وُصـــف بـــ«نــصــائــح الــفــرصــة الأخـــيـــرة» لتسليم سـاحـه للدولة، لتجنيب لبنان ضربة إسرائيلية تؤدي إلـى تعميق الـهـوّة بينه وبـن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين والمجتمع الدولي. وبحسب المـصـادر، جــاءت الرسائل فـي ظل تــصــاعــد الــضــغــوط الإقـلـيـمـيـة والـــدولـــيـــة، وبـعـد تـحـذيـرات مـن أن اسـتـمـرار الـحـزب فـي الاحتفاظ بـسـاحـه خـــارج إطـــار الـــدولـــة، قــد يــعــرّض لبنان لــــعــــزلــــة ســـيـــاســـيـــة واقـــــتـــــصـــــاديـــــة، إضـــــافـــــة إلــــى احتمالات المواجهة العسكرية. )4 (تفاصيل ص بيروت: محمد شقير إيران تحذر من «استغلال» الاحتجاجات المعيشية دخـلـت الاحـتـجـاجـات المعيشية فـي إيـــران يومَها الرابع، أمس، وسط تحذيرات رسمية من «استغلالها»، وأقـــــر الــرئــيــس مـسـعـود بـزشـكـيـان بــــأن الـــبـــاد تـواجـه ضغوطا داخلية وخارجية، وقال إن معيشة المواطنين أولوية للحكومة، مُنتقدا «ضغوطا وإجراءات داخلية». وتـــواصـــلـــت المــــظــــاهــــرات فــــي مـــحـــافـــظـــات فـــــارس، وأصـفـهـان، وخــراســان، وكرمانشاه، ولـرسـتـان، وسط تقارير عن تدخلات أمنية لتفريق المحتجين. وحـــذّر المـدعـي الـعـام، محمد كـاظـم مـوحـدي آزاد، مـن مــحــاولات لتحويل «الاحـتـجـاجـات السلمية» إلى أعمال عنف، مهددا بـ«رد قانوني حازم». كما اتَّهم قائد «الـبـاسـيـج»، غــام رضــا سليماني، الـــولايـــات المتحدة وإسرائيل بمحاولة «استغلال السخط الاقتصادي». )7 (تفاصيل ص لندن - طهران: «الشرق الأوسط»

2 أخبار NEWS Issue 17201 - العدد Thursday - 2026/1/1 الخميس حذر رئيس مجلس القيادة اليمني من استمرار الإجراءات الأحادية للحوثيين لإعادة التحشيد ASHARQ AL-AWSAT فيصل بن فرحان استقبل بدر البوسعيدي في الرياض لقاء سعودي ــ عُماني يبحث مستجدات الأوضاع في اليمن اســــتــــقــــبــــل وزيـــــــــــر الــــخــــارجــــيــــة السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وزيـــر خـارجـيـة عُــمــان بـــدر بــن حمد البوسعيدي. وجــــــــــــــرى خـــــــــــال الاســـــتـــــقـــــبـــــال اســـــتـــــعـــــراض الـــــعـــــاقـــــات الأخـــــويـــــة بـــن الــبــلــديــن، وســبــل تـعـزيـزهـا في مختلف المـــجـــالات، كـمـا جـــرى بحث مــســتــجــدات الأوضــــــاع فـــي المـنـطـقـة، والــيــمــن، وانـعـكـاسـاتـهـا عـلـى الأمــن والاســــتــــقــــرار الإقـــلـــيـــمـــي، والــجــهــود المبذولة لاحـتـواء التصعيد، وسُبل دعـــم المـــســـار الـسـيـاسـي الـــرامـــي إلـى مــعــالــجــة جــــــذور الأزمــــــــة، وتـحـقـيـق تــســويــة شــامــلــة ومــســتــدامــة تحفظ لليمن سيادته، وأمنه، واستقراره. وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مستقبلا نظيره العُماني بدر بن حمد البوسعيدي (واس) الرياض: «الشرق الأوسط» تحذير من خطر استغلال الحوثيين لـ«الإجراءات الأحادية» العليمي يطلب موقفا دوليا جماعيا لردع تمرد «الانتقالي» عــــكــــس الــــلــــقــــاء الـــــــــذي جــــمــــع رئـــيـــس مـجـلـس الــقــيــادة الــرئــاســي الـيـمـنـي رشــاد العليمي بالسفير الأمــيــركــي لـــدى اليمن ستيفن فـاجـن، الأربـــعـــاء، حجم القلق من الــتــصــعــيــد الــســيــاســي والـــعـــســـكـــري الـــذي ينفذه «المجلس الانتقالي الجنوبي»، في ظل ما وصفه العليمي بـ«التمرد المسلح» على سلطة الــدولــة وقــراراتــهــا السيادية، مـؤكّــدا الحاجة إلــى موقف دولــي جماعي وحـازم لردع التهديدات التي تهدد وحدة اليمن وتقوض جهود السلام. وبـــحـــســـب الإعـــــــــام الــــرســــمــــي، بـحـث الـعـلـيـمـي مـــع الــســفــيــر فـــاجـــن مـسـتـجـدات الأوضــــــــــــاع فـــــي الــــيــــمــــن، وانـــعـــكـــاســـاتـــهـــا الاقــــــتــــــصــــــاديــــــة والأمـــــــنـــــــيـــــــة، عـــــلـــــى ضـــــوء الـــــتـــــطـــــورات المــــتــــســــارعــــة فـــــي مــحــافــظــتــي حــــضــــرمــــوت والمـــــــهـــــــرة، ومـــــــا رافــــقــــهــــا مــن تحركات قال إنها تعد خروجا صريحا عن إطار الدولة ومؤسساتها الدستورية. وأكد العليمي تقدير القيادة اليمنية لــلــشــراكــة مـــع الــــولايــــات المـــتـــحـــدة، ولــــدور واشنطن المحوري في دعم أمن واستقرار الــــيــــمــــن والمــــنــــطــــقــــة، وردع الــــتــــهــــديــــدات الإرهــابــيــة المـتـشـابـكـة، مــشــددا عـلـى أن ما تـواجـهـه الـــدولـــة الــيــوم لا يمكن توصيفه كتباينات سياسية عــاديــة، بـل هـو تمرد مـــســـلـــح عـــلـــى ســـلـــطـــة الـــــدولـــــة وقــــراراتــــهــــا ومرجعيات المرحلة الانتقالية. وأشار رئيس مجلس القيادة اليمني إلـــــى تــصــعــيــد «الانــــتــــقــــالــــي» وأوضــــــــح أن هـــذا «الـتـمـرد أحـــدث فـجـوة خـطـيـرة تهدد بتحويل اليمن إلى بؤرة اضطراب إقليمي واسع، وتقويض ما تحقق من تقدم نسبي فــــي مـــــســـــارات الأمـــــــن والاســـــتـــــقـــــرار، لـيـس فقط على المستوى الوطني، بل الإقليمي والـــدولـــي، فـي ظـل حساسية مـوقـع اليمن وتأثيره المباشر على أمن الممرات البحرية وإمدادات الطاقة». ولفت العليمي إلى أن انعكاسات هذه التحركات تجاوزت الداخل اليمني، وأثرت بــصــورة مـبـاشـرة عـلـى أولـــويـــات المجتمع الدولي، وفي مقدمتها مواجهة الحوثيين المدعومين من النظام الإيـرانـي، ومكافحة تنظيمي «الــقــاعــدة» و«داعـــــش»، وحماية أمن الملاحة الدولية وأمن دول الجوار. وحــــــذر مــــن أن اســـتـــمـــرار الإجــــــــراءات الأحادية خارج إطار الدولة أتاح للجماعة الــحــوثــيــة إعـــــادة الـتـحـشـيـد، وخــلــق بيئة مواتية لعودة الجماعات الإرهابية بعد أن كانت في أضعف حالاتها. قرارات لحماية الدولة شـــــــــدد الــــعــــلــــيــــمــــي – وفـــــــــق الإعـــــــــام الرسمي - على أن مكافحة الإرهــاب تمثل قــــرارا سـيـاديـا تـمـارسـه مـؤسـسـات الـدولـة الـيـمـنـيـة المـخـتـصـة، لافــتــا إلـــى أن الــقــوات اليمنية، بدعم الولايات المتحدة والشركاء الإقـلـيـمـيـن والـــدولـــيـــن، حـقـقـت نـجـاحـات ملموسة في هذا الملف. وحذر من استخدام شعار مكافحة الإرهـاب ذريعة لفرض أمر واقع بالقوة، أو تقويض مؤسسات الدولة الشرعية. كما استعرض الجهود التي بذلتها رئاسة مجلس القيادة الرئاسي لتفادي الـــتـــصـــعـــيـــد، وفـــــي مـــقـــدمـــهـــا تــوجــيــهــاتــه الـصـريـحـة بـمـنـع أي تـحـركـات عسكرية خـارج إطـار الـدولـة، وإقــرار خطة وطنية لإعـــادة التموضع فـي وادي حضرموت، والــــتــــي لــــم يـــتـــبـــق مـــنـــهـــا ســــــوى مــرحــلــة واحدة، إضافة إلى تشكيل لجنة تواصل رفــيــعــة المـــســـتـــوى بــعــد اســتــنــفــاد جميع قـــنـــوات الـــحـــوار. كـمـا أشــــار إلـــى تعطيل المـجـلـس الانــتــقــالــي الـجـنـوبـي وحـلـفـائـه لاجـــتـــمـــاعـــات مــجــلــس الـــقـــيـــادة وأعـــمـــال الحكومة. وأوضــــــــــــح الـــعـــلـــيـــمـــي أن الـــــــقـــــــرارات الرئاسية الأخــيــرة جـــاءت وسيلة سلمية لـــحـــمـــايـــة المـــدنـــيـــن ووقـــــــف الانـــتـــهـــاكـــات، ودعــــــــم جــــهــــود الــــتــــهــــدئــــة الــــتــــي تـــقـــودهـــا الـسـعـوديـة، وذلـــك اسـتـنـادا إلـــى الـدسـتـور وبموجب الصلاحيات الحصرية لرئيس مـجـلـس الــقــيــادة الــرئــاســي، وفـــي مقدمها الــقــيــادة الـعـلـيـا لــلــقــوات المـسـلـحـة وإعـــان حـالـة الـــطـــوارئ، وفـــق إعـــان نـقـل السلطة والـقـواعـد المنظمة لأعـمـال المجلس، وبعد مشاورات مكثفة مع الجهات المعنية. وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الـيـمـنـي أن هـــذه الــــقــــرارات لـــم تـكـن خـيـارا سـيـاسـيـا، بــل ضــــرورة دسـتـوريـة لحماية الــــــدولــــــة والمـــــواطـــــنـــــن واســـــتـــــعـــــادة الأمـــــن والاســـتـــقـــرار. فـــي إشـــــارة إلــــى قــــرار إعـــان الطوارئ وطلب مغادرة القوات الإماراتية. عدالة القضية الجنوبية جــــدد الـعـلـيـمـي الــتــأكــيــد عــلــى الـــتـــزام الـــدولـــة بـحـل منصف للقضية الجنوبية، باعتبارها قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، وفـق خـيـارات تقررها الإرادة الشعبية الحرة، مع رفض فرض أي حلول بــالــقــوة أو اخــتــزالــهــا فـــي تـمـثـيـل حـصـري، محذرا من أن اختطاف القضية الجنوبية يسيء إلى عدالتها ويقود إلى صراع طويل الأمد. كما عبّر عن تقدير اليمن للدور الذي اضطلعت بـه الإمــــارات فـي مـراحـل سابقة، مـــشـــددا فـــي الـــوقـــت ذاتـــــه عــلــى أن دعــــم أي مكونات خارجة عن إطار القانون للإضرار بــالمــركــز الــقــانــونــي لــلــدولــة يـمـثـل مـخـالـفـة صـــريـــحـــة لمـــرجـــعـــيـــات المـــرحـــلـــة الانــتــقــالــيــة وأســـــس تــحــالــف دعــــم الـــشـــرعـــيـــة، ويـشـتـت الجهود عن مواجهة العدو الحقيقي. وأكـــــــــــد الــــعــــلــــيــــمــــي الـــــحـــــاجـــــة المـــلـــحـــة إلـــــى مـــوقـــف دولــــــي جـــمـــاعـــي لإدانـــــــة وردع التهديدات التي فجرت هـذه الأزمـــة، ودعـم تطلعات اليمنيين لإنهاء الحرب واستعادة مؤسسات دولتهم الوطنية. ونــســب الإعــــام الـرسـمـي إلـــى السفير الأمـــيـــركـــي سـتـيـفـن فــاجــن أنــــه جــــدد تـأكـيـد دعم بلاده لوحدة اليمن وأمنه واستقراره، وحـــــرص واشـــنـــطـــن عــلــى مـــواصـــلـــة الـعـمـل مع القيادة اليمنية وشركائها الإقليميين والــــــدولــــــيــــــن لـــتـــحـــقـــيـــق الــــــســــــام الـــشـــامـــل والـــعـــادل، وإنــهــاء مـعـانـاة الـشـعـب اليمني التي طال أمدها. العليمي مجتمعا في الرياض مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن (سبأ) لندن: «الشرق الأوسط» : أبناء حضرموت والمهرة لن ينجروا للصراع العامري لـ «التشاور والمصالحة» تدعو قادة الانتقالي لخفض التصعيد والانخراط السياسي دعــــــا مـــــســـــؤول يـــمـــنـــي قــــــــادة المــجــلــس الانـتـقـالـي الـجـنـوبـي إلـــى المـــبـــادرة بـاتـخـاذ إجـــــراءات سـيـاسـيـة وعـسـكـريـة تفضي إلـى الـتـخـلـي عـــن الـتـصـعـيـد المـــرفـــوض وطـنـيـا، وإقـلـيـمـيـا، ودولـــيـــا، والانــــخــــراط فـــي حـــوار ســـــيـــــاســـــي بـــــعـــــيـــــدا عـــــــن فـــــــــرض المـــــشـــــاريـــــع السياسية بقوة السلاح. وأوضــــح أكـــرم الــعــامــري، نـائـب رئيس هـيـئـة الـــتـــشـــاور والمـــصـــالـــحـــة، فـــي تـصـريـح خــــاص لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»، أن كــثــيــرا من قـــادة المـجـلـس الانـتـقـالـي «يمتلكون الفهم، والإدراك، والـــــقـــــدرة عـــلـــى تــقــيــيــم الــــواقــــع، والظروف الداخلية، والخارجية، والمصالح الجيوسياسية للإقليم وتشابكاتها، إلى جانب الأبعاد الدولية»، معربا عن أمله في «أن تـلـقـى الـــدعـــوات إلـــى خـفـض التصعيد مـــبـــادرة، وتـعـاطـيـا إيـجـابـيـا، بـمـا ينعكس بـــصـــورة مــبــاشــرة عــلــى تـحـسـن الأوضـــــاع ًالاقتصادية، والمعيشية المتدهورة». الانتقالي لا يزال شريكا أوضـــــح الـــعـــامـــري الـــــذي يـشـغـل أيـضـا الأمين العام لـمؤتمر حضرموت الجامع، أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يـزال شريكا سياسيا رئـيـسـا فــي إطـــار الـشـرعـيـة، وهـي قــنــاعــة الـــدولـــة وقـــيـــادتـــهـــا، مـمـثـلـة بـرئـيـس وأعــــضــــاء مـجـلـس الـــقـــيـــادة الـــرئـــاســـي، إلــى جانب مختلف القوى السياسية، على حد تعبيره. وأشـــــــار إلـــــى أن عـــلـــى قــــيــــادة المـجـلـس الانـــتـــقـــالـــي المــــــبــــــادرة «بــــاتــــخــــاذ إجــــــــراءات ســـيـــاســـيـــة وعـــســـكـــريـــة يـــتـــخـــلـــون فــيــهــا عـن التصعيد السياسي، والعسكري المرفوض وطـنـيـا، وإقـلـيـمـيـا، ودولـــيـــا»، لافــتــا إلـــى أن هـذا الرفض عكسته مواقف معلنة صـادرة دولـــــة، ومــؤســســة دولــيــة، 41 عـــن أكــثــر مـــن مــن بـيـنـهـا الأمــــم المــتــحــدة، وجــامــعــة الـــدول العربية. ودعـا العامري إلـى الـعـودة إلـى العمل الـسـيـاسـي المــشــتــرك الــقــائــم عـلـى الــتــوافــق، والـشـراكـة وفــق المـرجـعـيـات الـحـاكـمـة، وفـي مــقــدمــتــهــا اتــــفــــاق الـــــريـــــاض، وإعــــــــان نـقـل الـسـلـطـة، والانـــخـــراط «بـمـسـؤولـيـة وجـديـة فـــــي حـــــــوار ســـيـــاســـي تـــــرعـــــاه الـــــدولـــــة عـبـر مــؤســســاتــهــا، يــنــاقــش مـخـتـلـف الــقــضــايــا، ويُفضي إلى تطمينات وضمانات متبادلة»، مـــــع الـــتـــأكـــيـــد عـــلـــى ضـــــــــرورة الـــتـــخـــلـــي عـن «استراتيجية فــرض المـشـاريـع السياسية، ًوتحقيق المكتسبات بقوة السلاح». التعاطي إيجابيا قـــــــال نـــــائـــــب رئـــــيـــــس هـــيـــئـــة الــــتــــشــــاور والمصالحة إن المجلس الانتقالي الجنوبي يُـــعـــد كــيــانــا ســيــاســيــا مــــؤثــــراً، مــشــيــرا إلــى أن كـــثـــيـــرا مــــن قــــادتــــه «يـــمـــتـــلـــكـــون الـــفـــهـــم، والإدراك، والـــــقـــــدرة عـــلـــى تــقــيــيــم الــــواقــــع، والظروف الداخلية، والخارجية، والمصالح الجيوسياسية للإقليم، وتشابكاتها، إلى جـانـب الأبـعـاد الـدولـيـة، وتحديد أولـويـات المصلحة للمشروع، والكيان السياسي». وأضـــاف أنــه «اسـتـنـادا إلــى ذلــك، نأمل أن نـلـمـس مـــبـــادرة، وتـعـاطـيـا إيـجـابـيـا مع متطلبات خفض التصعيد المعلنة»، مؤكدا أن هذه المتطلبات «ستنعكس بآثار إيجابية عــلــى الأوضــــــــاع الاقـــتـــصـــاديـــة، والمـعـيـشـيـة المتردية التي يعاني منها المواطنون»، لافتا إلـى أن هـذه الأوضـــاع «بــدأت تشهد تعافيا نــســبــيــا بـــفـــعــل حــــالــــة الاســــتــــقــــرار الــنــســبــي السائدة خلال الفترة الماضية». وتــــحــــدّث الـــعـــامـــري عـــن حـــالـــة واســعــة مـن التوافق الوطني، والإقليمي، والـدولـي حـــــول أهـــمـــيـــة دعـــــم الـــجـــهـــود الــــرامــــيــــة إلـــى فـــرض الاســتــقــرار فــي حـضـرمـوت، والمــهــرة، ومـنـع انـزلاقـهـمـا نحو مـزيـد مـن الفوضى، والصراعات. وقــــــــال إن «عــــــــدم اســـتـــجـــابـــة المــجــلــس الانــــتــــقــــالــــي الـــجـــنـــوبـــي لمـــتـــطـــلـــبـــات خـفـض الــتــصــعــيــد، والانـــســـحـــاب مـــن حــضــرمــوت، والمــــــهــــــرة، ســـيـــقـــود حـــتـــمـــا إلــــــى مــــزيــــد مـن الاحـتـقـان الـداخـلـي، واتـسـاع دائـــرة الرفض المــجــتــمــعــي لـــــوجـــــوده الـــعـــســـكـــري بــوصــفــه سلطة مـوازيـة لـلـدولـة»، مـحـذّرا مـن أن ذلك مـن شأنه أن يشكّل «تهديدا جديا لمصالح طبيعية للجوار الإقليمي». وأضـــــاف أن هــــذا الـــوضـــع «يـسـتـوجـب على الــدولــة ومـؤسـسـاتـهـا، وبـالـشـراكـة مع الــحــلــفــاء، وفـــي مـقـدمـتـهـم المـمـلـكـة الـعـربـيـة السعودية، إعـادة فرض الاستقرار وسلطة الـــــدولـــــة والــــقــــانــــون فــــي تـــلـــك المـــحـــافـــظـــات، باستخدام جميع الوسائل المتاحة». التعايش المجتمعي أكــد الـعـامـري أنــه «مـنـذ نـشـأة المجلس ، جـــرى 2017 الانــــتــــقــــالــــي الـــجـــنـــوبـــي عــــــام الـــتـــعـــايـــش مـجـتـمـعـيـا وســـيـــاســـيـــا بـــصـــورة سلمية ومــدنــيــة، ورغــــم الــخــاف والـتـبـايـن السياسي، لم تشهد حضرموت والمهرة أي صـــدام خشن بـن أبنائهما، حتى فـي أشد مـراحـل الــخــاف»، مشيرا إلــى أن «النسيج المـجـتـمـعـي لـــم يــتــعــرض لـلـتـهـديـد إلا بعد اجتياح المحافظتين في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، عبر قوات عسكرية قدمت من خارجها». وشـــــــدد عـــلـــى أن «أبـــــنـــــاء حـــضـــرمـــوت والمهرة لن ينجرّوا إلى صراع داخلي مهما بــلــغــت حــــدة الــتــبــايــنــات الــســيــاســيــة، متى مـا تُـــرك المـلـف الأمـنـي والعسكري والإداري بـــأيـــديـــهـــم، بــعــيــدا عـــن أي تـــدخـــل مـــن قــوى عــســكــريــة مــــن خــــــارج المـــحـــافـــظـــتـــن»، لافــتــا إلـــى أن هـــذا الــتــوجــه يـفـسـر دعـمـهـم لتولي أبـنـاء تلك المناطق، عبر قــوات درع الوطن، مسؤولية الملفين الأمني والعسكري، «بما يـشـمـل إخــــــراج أي قـــــوات عــســكــريــة أخــــرى، وإعادتها إلى مناطق تمركزها السابق». لندن: «الشرق الأوسط» دعا لعودة المقاتلين إلى منازلهم «تجنبا لمحاربة إخوتهم» محافظ حضرموت: الإمارات بدأت الانسحاب والباب ما زال مفتوحا لـ«الانتقالي» دعـــا مـحـافـظ حــضــرمــوت، سـالـم الــخــنــبــشــي، جــمــيــع أبـــنـــاء المـحـافـظـة المـــنـــخـــرطـــن مــــع المـــجـــلـــس الانــتــقــالــي الجنوبي، وقــوات الدعم الأمني، إلى العودة صـوب منازلهم، أو الالتحاق بإخوتهم في «درع الـوطـن»، متعهدا باستيعابهم واستقبالهم وترتيب أوضاعهم. وكــــــــــشــــــــــف الـــــــخـــــــنـــــــبـــــــشـــــــي -فــــــــي تـــــصـــــريـــــحـــــات خــــــاصــــــة لـــــــ«الــــــشــــــرق الأوسط»- أن القوات التابعة للإمارات بـــــدأت فـعـلـيـا الانـــســـحـــاب مـــن جميع المــــواقــــع الـــتـــي كـــانـــت تــتــمــركــز فـيـهـا، سواء في حضرموت أو شبوة. وأوضـــــــــح أن صـــــفـــــارات الإنــــــــذار دوَّت، مساء الثلاثاء، بمطار الريان، تــمــهــيــدا لــســحــب الــــقــــوات الإمـــاراتـــيـــة المـــوجـــودة هــنــاك، لافـتـا إلـــى أن قــوات أخرى انسحبت أيضا من بلحاف في شبوة. وأوضــــــح المـــحـــافـــظ أن لـــإمـــارات وجـــودا مـحـدودا فـي منطقتي الربوة والـضـبـة بحضرموت بــأعــداد قليلة، ويقتصر على خبراء وقــادة يتولون الإشـــــــراف عــلــى قـــــوات الـــدعـــم الأمــنــي التابعة للمجلس الانتقالي. وأفـــــــادت مـــصـــادر مـتـطـابـقـة بــأن القوات الإماراتية في محافظة شبوة، وتـــحـــديـــدا فــــي مــعــســكــر مُــــــــرَّة، بــــدأت يــــوم الـــثـــاثـــاء فـعـلـيـا تـفـكـيـك أجــهــزة الاتـــــصـــــالات، فــــي إطــــــار اســـتـــعـــدادهـــا لمغادرة البلاد، بناء على طلب رئيس مــجــلــس الـــقـــيـــادة الـــرئـــاســـي الـيـمـنـي الدكتور رشاد العليمي. وشــــــــــــــدَّد مـــــحـــــافـــــظ حــــضــــرمــــوت على أن الـحـل الـوحـيـد لإنـهـاء الأزمــة الـحـالـيـة يتمثَّل فــي انـسـحـاب جميع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، بشكل سلمي. وقـال إن «الـبـاب ما زال مفتوحاً، ونـــتـــمـــنـــى أن يـــســـتـــغـــل الإخــــــــــوة فــي (الانــتــقــالــي) هـــذه الــفــرصــة، لتجنيب أنـــفـــســـهـــم وحــــضــــرمــــوت وكـــــل الـــبـــاد أي اقتتال أو مواجهة عسكرية، وأن يعودوا من حيث أتــوا، بعدها يمكن الــدخــول فـي حـــوار سياسي حــول أي تـشـكـيـل مـسـتـقـبـلـي، ولـــكـــن مـــن دون فرض أمر واقع بالقوة». ولـــفـــت الـخـنـبـشـي إلــــى جـهـوزيـة قوات «درع الوطن» التي يشرف عليها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد الــعــلــيــمــي، واســـتـــعـــدادهـــا لـانـتـشـار فـي حضرموت والمـهـرة، وفقا لإعـان حالة الـطـوارئ الـذي أصــدره الرئيس العليمي. وأضاف أن هناك أيضا قوات من آلاف 3 أبناء حضرموت تُــقـدَّر بنحو عـنـصـر، كــانــوا يـخـدمـون فــي المنطقة الــعــســكــريــة الأولــــــــى، وهـــــم جـــاهـــزون لمساندة إخوانهم في «درع الوطن». وأوضــــــــح مـــحـــافـــظ حـــضـــرمـــوت، سالم الخنبشي، أن مستوى التنسيق مع السعودية في أعلى مستوياته. وأضـــــاف أن المـمـلـكـة «تــنــظــر إلــى حضرموت والمهرة بوصفهما عمقها الأمـــنـــي الاســـتـــراتـــيـــجـــي؛ إذ تجمعنا كيلومتر، ومن هنا 700 حدود تتجاوز فإن أمن واستقرار حضرموت والمهرة يُــعــدَّان جــزءا مـن الأمــن الاستراتيجي للمملكة»؛ مشيرا إلى أنهما «يمثلان أيــــــضــــــا عــــمــــقــــا بـــــشـــــريـــــا وتــــاريــــخــــيــــا وإنسانياً، وتجمعنا أواصـــر القربى والأخـــــوة»، مــؤكــدا الــحــرص عـلـى «ألا تتحول حضرموت والمهرة إلـى بؤرة خطر تهدد أمن المملكة». ووفـقـا للخنبشي، فــإن الــقــرارات التي أصدرها الرئيس رشاد العليمي ومـــجـــلـــس الـــــدفـــــاع الــــوطــــنــــي جـــــاءت فــي تــوقــيــت مــنــاســب، بــهــدف تفويت الــــفــــرصــــة عــــلــــى كــــــل مــــــن ســــعــــى إلــــى استغلال الوضع، على حد تعبيره. الخنبشي محافظ حضرموت (الشرق الأوسط) الرياض: عبد الهادي حبتور

3 أخبار NEWS Issue 17201 - العدد Thursday - 2026/1/1 الخميس «حالة الفوضى» التي تعم المستوى السياسي داخل «حماس» في غزة تقابلها حالة من الاستقرار لدى الجناح العسكري ASHARQ AL-AWSAT الرئيس الجديد لأركان «القسام» يعمل بدأب على استقرارها واستمرارها أسير محرر كان مقربا من السنوار يقود ثورة داخل «حماس» تــشــهــد حـــركـــة «حـــــمـــــاس» فــــي قــطــاع غـــــــزة، ســـلـــســـلـــة تـــغـــيـــيـــرات قــــيــــاديــــة، بـعـد الاغـــتـــيـــالات الـــتـــي طـــالـــت قــيــاداتــهــا خــال الحرب الإسرائيلية التي استمرت عامين، مـــا أفـــــرز حـــضـــورا أكـــبـــر لمــقــربــن مـــن قـائـد الحركة السابق، الـراحـل يحيى السنوار، الذي قتل بشكل مفاجئ في اشتباكات مع قـوة إسرائيلية برفح في أكتوبر (تشرين .2024 ) الأول وحــــــســــــب مـــــــصـــــــادر مـــــــن «حــــــمــــــاس» تحدثت لــ«الـشـرق الأوســــط»، فــإن الأسير المحرر علي العامودي -وهو عضو مكتب ســــيــــاســــي، وكـــــــان مـــــســـــؤولا عـــــن الـــــدائـــــرة الإعـــامـــيـــة لــلــحــركــة قــبــل الــــحــــرب- أصـبـح مُسيِّرا لأعمال مكتبها السياسي في قطاع غــزة، بعدما تم تكليفه وعــدد من المقربين مـن الـسـنـوار، بــــإدارة الـحـركـة فـي القطاع، وغالبيتهم ممن يقطنون في خان يونس جنوب القطاع. والــعــامـــودي -وهــــو مــحــرَّر أُفــــرج عنه خـال صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد - أصـــبـــح الـشـخـصـيـة 2011 شـــالـــيـــط عـــــام المـــركـــزيـــة والمـــحـــوريـــة فـــي إدارة الــقــطــاع، وكــــــان مــــن الأشــــخــــاص المـــقـــربـــن جـــــدا مـن الـــــســـــنـــــوار، خــــــال فــــتــــرة اعـــتـــقـــالـــهـــمـــا فـي الـسـجـون الإسـرائـيـلـيـة، وعـنـد تحررهما، ورافـــقـــه كـثـيـرا فــي كـثـيـر مــن الاجـتـمـاعـات والمناسبات، وغيرها. وتـــقـــول بـعــض المـــصـــادر إنــــه لـــم تـجـر انتخابات فعلية داخل قطاع غزة للمكتب الـسـيـاسـي، وإنـمـا جــرت العملية بطريقة التكليف والتزكية والتشاور. وبـــيـــنـــمـــا قــــالــــت مـــــصـــــادر أخــــــــرى إن الـعـمـلـيـة جــــرت «بــطــريــقــة الالـــتـــفـــاف على الــــقــــوانــــن الــــداخــــلــــيــــة»، أوضــــحــــت أخــــرى أن الـــهـــدف مــمــا جــــرى «هــــو ســـد أي خلل داخـــلـــي»، وأن «جـمـيـع مـــن تـــم اخـتـيـارهـم هم مقربون من السنوار، مثل توفيق أبو نعيم، وصلاح أبو شرخ، وغيرهما». وتـقـول المــصــادر إن الـعـامـودي يقود حاليا مـا يمكن وصـفـه بـــ«الــثــورة» داخـل حركة «حـمـاس» بـغـزة، وأقـــدم على إعفاء بـعـض الـــقـــيـــادات المـحـلـيـة؛ خـصـوصـا من مـــســـؤولـــي الــهــيــئــات الإداريــــــــة لـلـمـنـاطـق، ممن أصيبوا في هجمات إسرائيلية، من مناصبهم، وعــن بــدلاء لهم، وكـذلـك فعل مع آخرين تخلوا عن بعض مسؤولياتهم فـــي فـــتـــرة الـــحـــرب، بـيـنـمـا لا يـــــزال يبحث عــن تعيين آخــريــن بـــدلا مــن قـــادة سابقين اغتيلوا، أو تمت إقالتهم لـظـروف أخـرى من مناصبهم، أو نقلهم لمناصب أخرى. ووفــــقــــا لــبــعــض المـــــصـــــادر، فـــــإن هـــذه التحركات أدت إلـى حالة مـن الغضب في أوساط قيادات محلية من «حماس» داخل الـقـطـاع، وكـذلـك قــيــادات مـن الــخــارج، وإن هــنــاك أعـــضـــاء مـكـتـب سـيـاسـي فـــي خـــارج القطاع، أبلغوا القيادات المحلية بـأن «ما جـــــرى غـــيـــر مـــقـــبـــول، ومـــخـــالـــف لــلــقــوانــن الـداخـلـيـة، ويـجـب انتظار انتخاب رئيس لــلــحــركــة خــــال الأيــــــام المــقــبــلــة، حــتــى يتم الــتــوافــق عـلـى ســد الــشــواغــر داخــــل قـيـادة بعض الأقاليم بشكل مؤقت، لحين إجـراء الانتخابات العامة بعد عام». وتـقـول المـصـادر إن «حـالـة الفوضى» الــــتــــي تـــعـــم المــــســــتــــوى الـــســـيـــاســـي داخـــــل «حـــمـــاس» فــي قــطــاع غــــزة، تـقـابـلـهـا حـالـة من الاستقرار لدى الجناح العسكري الذي يــواصــل تـرتـيـب هيكليته بطريقة سلسة ومـنـتـظـمـة، مـبـيـنـة أن عـــز الـــديـــن الـــحـــداد، الـــرئـــيـــس الـــجـــديـــد لـهـيـئـة أركــــــان «كــتــائــب الــقــســام»، يعقد سلسلة مــن الاجـتـمـاعـات واللقاءات، ويتخذ قرارات مختلفة لتعيين قـــــيـــــادات بـــديـــلـــة لـــتـــلـــك الــــتــــي اغـــتـــيـــلـــت أو قُتلت خـال فترة الـحـرب. كما أنـه يحاول المــــســــاعــــدة فـــــي تـــــجـــــاوز أي تـــبـــايـــنـــات أو خلافات على المستوى السياسي، من خلال التواصل المستمر مع جميع الأطراف، بما يضمن حالة مـن الاسـتـقـرار على مختلف المستويات. وحـسـب المــصــادر، فــإن الــحــداد يعمل على سـد الـشـواغـر فـي المـنـاصـب القيادية المـــخـــتـــلـــفـــة، ومــــنــــهــــا قــــــــادة ألـــــويـــــة بــعــض المناطق، بينما أبقى على آخرين كانوا قد اخـتـيـروا لتسيير أعـمـال تلك الألـويـة بعد اغتيال قادتها الأساسيين. واغـــتـــالـــت إســـرائـــيـــل، خــــال الـــحـــرب، غالبية قــادة ألـويـة قطاع غـزة (الشمالي– الأوســـــط– خـــان يــونــس– رفــــح) عـــدا «لـــواء مـديـنـة غــــزة» الــــذي كـــان يـــقـــوده عـــز الـديـن الــــحــــداد، وتــــم تـعـيـن بـــديـــل لـــه هـــو مهند رجب. وتعاني «حماس» بمختلف أجنحتها ومستوياتها من أزمات مالية عدة، نتيجة استهداف إسرائيل مواردها المختلفة، إلا أنها لم تتوقف بشكل كلي خلال الحرب أو بعدها عن صرف الرواتب والمخصصات، بنسب وأوقات متفاوتة ومختلفة. وفـــعـــلـــيـــا تــــواجــــه «حـــــمـــــاس» مــرحــلــة شديدة التعقيد لم تمر بها منذ تأسيسها ، عقب هجوم السابع من أكتوبر 1987 عام الــــــــذي بـــــدأتـــــه بـــمـــهـــاجـــمـــة المــــواقــــع 2023 والـبـلـدات الإسـرائـيـلـيـة المـحـاذيـة للقطاع، والــــذي دفـــع إســرائــيــل لـشـن حـــرب طويلة، كما يقول مراقبون لشؤون الحركة. ويـــقـــول الـــكـــاتـــب والمـــحـــلـــل الـسـيـاسـي مـصـطـفـى إبـــراهـــيـــم، إن الـــحـــركـــة «دخــلــت مرحلة تختلط فيها الخسارة العسكرية مــــــع الإنـــــــهـــــــاك الــــتــــنــــظــــيــــمــــي، والارتـــــــبـــــــاك السياسي، إضـافـة إلـى قلق وجـــودي على مستقبلها ودورها». وبين إبراهيم أن الحرب الإسرائيلية ضـربـت منظومة الـقـيـادة واتــخــاذ الـقـرار، بـعـد أن فــقــدت «حـــمـــاس» غـالـبـيـة أعـضـاء مـكـتـبـهـا الــســيــاســي، ومـــســـؤولـــي الـلـجـان الإدارية التي أدارت القطاع لسنوات، الأمر الذي أحدث فراغا قياديا عميقا لم يكن من السهل احتواؤه، الأمر الذي أظهر خلافات داخـــل الحركة بـشـأن مستقبلها والمرحلة المقبلة، وهل ستكون مرحلة حكم، أم نجاة تـنـظـيـمـيـة، أم مـــجـــرد إدارة أزمـــــة طـويـلـة الأمد؟ وتـــقـــول مـــصـــادر عــــدة مـــن «حـــمـــاس» لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»: «لا يـمـكـن الـــقـــول إن الأمــــــــور جـــيـــدة وتـــســـيـــر بـــســـاســـة. هــنــاك تـحـديـات كـثـيـرة، ومـــا يـجـري طبيعي في ظـل حـرب مـدمـرة لـم تبق شيئاً، وتسببت في اغتيال غالبية قيادات الحركة. والفراغ الـــقـــيـــادي طـبـيـعـي فـــي حـــركـــة ذات قــاعــدة قيادية وجماهيرية واسعة داخل وخارج فلسطين، والتباينات الحالية أيضا تعد طبيعية، لحين إجــراء انتخابات متكاملة بعد عام». (رويترز) 2017 أرشيفية لزعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار وإلى جواره إسماعيل هنية في عام غزّة: «الشرق الأوسط» استعجال نزع سلاح «حماس» يعرقل جهود استكمال «اتفاق غزة» خرجت تسريبات إسرائيلية، الأربعاء، عـــــن اتـــــفـــــاق تـــــل أبــــيــــب مـــــع واشــــنــــطــــن عـلـى استعجال نـزع سـاح حركة «حـمـاس»، مع حــديــث عـــن مـهـلـة مـحـتـمـلـة لـنـحـو شـهـريـن لإنـــهـــاء المــهــمــة، وســـط تــرقــب لــبــدء المـرحـلـة الثانية المتعثرة. وجاء ذلك في ختام تفاهمات أميركية - إسـرائـيـلـيـة تـــوعـــدت «حـــمـــاس» بالسحق حال لم يتم نزع السلاح، وهذا يشي بأن ثمة عراقيل تطرح مسبقاً، خاصة أن إسرائيل بالمقابل، لـم تعلن الـتـزامـا بالانسحاب من قـطـاع غـــزة، وفـــق تـقـديـرات خــبــراء تحدثوا لــ«الـشـرق الأوســــط»، مشيرين إلــى أن الأمـر يـــحـــتـــاج إلــــــى مــــزيــــد مـــــن الـــتـــفـــاهـــمـــات بـن الــــوســــطــــاء و«حـــــمـــــاس» لـــلـــوصـــول لأفــضــل الصيغ بشأن سلاحها، والتي قد تكون في «ضبطه وليس نزعه». وقــــــــال رئــــيــــس الــــــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، في مقابلة مع قـنـاة «فـوكـس نــيــوز»، إن «حــمــاس» لا تـزال ألف مسلح يحتفظون بنحو 20 تمتلك نحو ألف بندقية «كلاشينكوف»، مشددا على 60 أن أهداف الحرب لم تتحقق بالكامل، وعلى رأسها «القضاء التام على (حماس)»، وفق تعبيره. تلك الإحصائية الإسرائيلية تأتي غداة نقل صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصادر، أن الولايات المتحدة وإسرائيل حددتا مهلة نهائية مدتها شهران لتفكيك سلاح الحركة عقب لقاء، الاثنين، بين نتنياهو، والرئيس الأميركي دونالد ترمب في فلوريدا. وقـــــــال تـــــرمـــــب، فـــــي مـــؤتـــمـــر صــحــافــي مشترك مع نتنياهو: «تحدثنا عن (حماس) وعن نزع السلاح، وسيمنحون فترة زمنية قصيرة جـدا لنزع سلاحهم، وسنرى كيف ستسير الأمور». وأضــــــــاف: «إذا لــــم يـــنـــزعـــوا سـاحـهـم كـــمـــا وافــــقــــوا عـــلـــى ذلــــــك، لـــقـــد وافــــقــــوا عـلـى ذلــــك، فـسـيـكـون هــنــاك جـحـيـم بـانـتـظـارهـم، ونـحـن لا نـريـد ذلـــك، نـحـن لا نسعى لـذلـك، ولكن عليهم نـزع الـسـاح فـي غضون فترة زمنية قصيرة إلـى حد مــا»، مـحـذراً، من أن عـــدم الامــتــثــال سـيـكـون «مـــروعـــا» بالنسبة للحركة، ومضيفا أن دولا أخرى «ستتدخل وتسحقها» إذا فشلت في إلقاء سلاحها. غير أنه قال ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستسحب جنودها من غزة قبل نزع سلاح «حماس» بشكل كامل: «هذا موضوع آخر سنتحدث عنه لاحقاً». ولـــــــــم تــــعــــلــــق «حــــــــمــــــــاس» عـــــلـــــى هـــــذه التهديدات رسمياً، غير أنها عادة ما ترفض تسليم سلاحها ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمراً، وقالت أكثر من مرة إنها منفتحة على أي حلول وسط بشأن ذلك. ويــــــرى المــــديــــر الـــتـــنـــفـــيـــذي لـــ«المــجــلــس المصري للشؤون الخارجية»، السفير عزت سـعـد، أن اسـتـعـجـال إسـرائـيـل لـنـزع سـاح «حماس» يعرقل جهود الوسطاء لاستكمال اتـــفـــاق وقـــف إطــــاق الـــنـــار، مـشـيـرا إلـــى أنـه مطلب غير واقـعـي لا يقابله أي الــتــزام من إسرائيل بشأن الانسحاب وإعادة الإعمار. وبـــرأي المحلل السياسي الفلسطيني المــــخــــتــــص بـــــشـــــؤون «حـــــــمـــــــاس»، إبــــراهــــيــــم المدهون، فإن ملف سلاح المقاومة لن يكون عقبة حقيقية أمام استكمال الاتفاق، خلافا لمـا تـحـاول إسـرائـيـل الـتـرويـج لــه، موضحا أن هناك مرونة كافية لدى حركة «حماس» والــفــصــائــل الـفـلـسـطـيـنـيـة، مــقــرونــة بــرؤيــة سياسية ناضجة جرى بلورتها في القاهرة خلال اجتماع جامع ضم مختلف الفصائل، باستثناء حركة «فتح»، وبمشاركة الجهات المصرية. هذه الرؤية تبلورت في موقف موحّد تـــبـــنّـــتـــه الــــــــدول الـــوســـيـــطـــة، وعــــلــــى رأســـهـــا مصر وتركيا وقطر، وتم نقله إلى الجانب الأميركي خلال اجتماع ميامي هذا الشهر، ويـــــنـــــص بـــــوضـــــوح «عــــلــــى ضـــبـــط الـــســـاح والالـــتـــزام الـكـامـل بـوقـف إطـــاق الــنــار، دون الانـــــــزلاق إلــــى مــنــطــق نــــزع الـــســـاح كـشـرط مسبق أو أداة ابتزاز سياسي». القاهرة: محمد محمود غالبية إسرائيلية قلقة من نتائج قمة ميامي نتنياهو رضخ لإملاءات ترمب...وحصل منه على أكبر دعم شخصي عـــلـــى الــــرغــــم مــــن الــــهــــوة الــعــمــيــقــة بـن مؤيدي رئيس الـــوزراء، بنيامين نتنياهو، وبـــن خـصـومـه، فـــإن غالبية الإسرائيليين يـــنـــظـــرون بـقـلـق إلــــى نــتــائــج قــمــة مــــار-إيــــهلاغـو فـي ميامي. فأنصار نتنياهو قلقون مـن الـشـعـور بـأنـه رضــخ لإمــــاءات الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في معظم الملفات، وخصومه قلقون مـن الأهـــداف الكامنة في المــــدائــــح الـــتـــي أغـــدقـــهـــا عــلــيــه؛ لأنـــهـــم يـــرون فـيـهـا تــدخــا فــي الـسـيـاسـة الـداخـلـيـة أكثر فـظـاظـة مــن مـدائـحـه الـسـابـقـة ونــذيــر شـؤم للانتخابات المقبلة. وقــد أجمعت وسـائـل الإعـــام العبرية على نقل تسريبات مصادر سياسية أكدت، أن ترمب حقق مراده في الانتقال إلى المرحلة الـثـانـيـة فــي غــــزة، مــن دون تلبية الــشــروط الإسرائيلية (إعـــادة جثمان الجندي ونـزع سلاح «حماس»). في حين حصل نتنياهو على ضوء أخضر لتصعيد في لبنان، لكن مـن دون حــرب. ووافـــق على تغيير التوجه نحو سوريا والعودة إلى المفاوضات حول إبــــرام اتــفــاق تـفـاهـمـات أمـنـيـة. ووافــــق على الاستمرار في إبقاء إسرائيل سوط تهديد لإيـــــران، ولــكــن مــن دون ضـربـهـا فــي الـوقـت الحاضر. عملياً، لم يستجب ترمب لأي من مطالب نتنياهو. وأما المدائح التي أغدقها ترمب بطريقة عــجــيــبــة، والــــتــــي يـــحـــتـــاج إلـــيـــهـــا نـتـنـيـاهـو كحاجة الظامئ إلى الماء في الصحراء، فقد عُدَّت فظّة وخطيرة في شكلها ومضمونها. فـــعـــنـــدمـــا سُــــئــــل تــــرمــــب عــــن كــيــفــيــة وصــفــه للعلاقة مـع نتنياهو، بعد اللقاء بينهما، أجـــاب: «إنــه رئيس حكومة يصلح لمنصبه في وقت الحرب. قاد إسرائيل في مجابهات عملاقة. درامـــا ضخمة. وقــام بذلك بنجاح مذهل. ربما لم تكن إسرائيل لتصمد لولا نتنياهو. ربما لم تكن موجودة لولاه». وعندما سُئل مرة أخرى في الموضوع، عاد ترمب لتكرار موقفه عن «بيبي البطل»، ولكنه أضـــاف: «بتواضعه الـشـديـد»: «هـذا بـــفـــضـــل وقـــــوفـــــي مـــعـــه بــــالــــطــــبــــع». وغـــــاص الرئيس الأميركي في الموضوع أكثر، عندما قـال في معرض إجابته عن سـؤال آخـر: «لا أعتقد أن علاقتنا يمكن أن تكون أفضل مما هـي عليه الآن. هـو بطل حــرب، وأعتقد أنه يستحق عـفـواً». وأضــاف لاحقاً: «أعتقد أن نتنياهو سيحصل على عفو. تحدثت مع الــرئــيــس هــرتــســوغ، وقــــال لـــي إن الأمــــر في الطريق». ومع أن الرئيس هرتسوغ فزع من هذا التصريح، وأصـــدر بيانا عبر مكتبه يقول إنه لم يجر أي اتصال هاتفي بينهما، منذ تقديم طلب العفو، تبين، ان مكتب الرئيس الأميركي يتواصل مع مكتب هرتسوغ ويلح عليه في طلب إصدار العفو، ووقف محاكمة نتنياهو فـي قضايا الـفـسـاد. وكـــان جـواب مكتب هرتسوغ، إن الأمر «قيد العلاج لدى المستشارين القضائيين». بكل الأحـوال، فإن المدائح التي أغدقها ترمب على نتنياهو، خصوصا الـقـول، إن إسرائيل ما كانت لتبقى لو أن شخصا آخر يقودها عدا نتنياهو، هي أقصى ما يتمناه رئـيـس الـــــوزراء. فهو نفسه لـم يكن يعرف، بـــأن بــقــاء إســرائــيــل جـــاء بـفـضـلـه. ويعتبر تـــصـــريـــح تــــرمــــب أفــــضــــل فـــاتـــحـــة لـلـمـعـركـة الانـتـخـابـيـة الإســرائــيــلــيــة، خـصـوصـا لـدى قاعدة نتنياهو الشعبية اليمينية. وحسب وسائل الإعلام، باشر مستشاروه في إعداد الخطط لكيفية استغلال هذه الكلمات على طول المعركة الانتخابية المقبلة. لـــكـــن هـــــذا الـــتـــصـــريـــح يــثــيــر اســـتـــفـــزاز المــعــارضــة، الـتـي تـــرى تـدخـل تـرمـب المبالغ فـــيـــه، «إهــــانــــة لـــلـــدولـــة بــرمــتــهــا ولــجــهــازهــا القضائي المفترض أنه مستقل». وأكثر من ذلــــك، يــســأل الإســرائــيــلــيــون: هـــل حـقـا بـقـاء إســـرائـــيـــل جــــاء بـفـضـل نــتــنــيــاهــو؟ ويــســأل الــجــيــش مـــثـــاً، هـــل يـعـقـل أن يــكــون وجـــود إســــرائــــيــــل بـــفـــضـــل نـــتـــنـــيـــاهـــو؟ فـــــمـــــاذا عـن دور الـجـيـش الـــذي حـــارب بـجـنـون فــي غـزة ووجّـــــــه ضــــربــــات مـــوجـــعـــة لإيـــــــران و«حـــــزب الله» و«حماس» والحوثيين ودمَّــر الجيش الــســوري؟ ومـــاذا عـن «المــوســاد» الــذي حقق اخـتـراقـا مـذهـا لـأمـن الإيـــرانـــي، ولــ«حــزب الـــلـــه»؟ ومــــاذا عــن الاغــتــيــالات الــتــي شملت قــــــادة «حــــمــــاس» و«حـــــــزب الــــلــــه» والــجــيــش الإيـــرانـــي و«الـــحـــرس الــــثــــوري»؟ ومـــــاذا عن «الـــبـــيـــجـــرز»؟... لــقــد صــغّــر تــرمــب كـــل هــذه الإنـــجـــازات وحـصـرهـا فــي نـتـنـيـاهـو، الــذي يؤكد عشرات شهود العيان، أنه كان منهارا أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول)، وأن التفاف 7 فـي الجنرالات من حوله، هو الذي جعله يعود إلى الصواب. وأمـــــــــا الإســـــرائـــــيـــــلـــــيـــــون الــــواقــــعــــيــــون والـصـحـافـيـون والــخــبــراء، فـقـد نــظــروا إلـى لـــقـــاء تـــرمـــب نــتــنــيــاهــو بـــشـــيء مــــن الـــحـــزن والـــخـــجـــل. فــقــد بــــدا واضـــحـــا انــهــمــا ظـهـرا كــعــمــاق وقــــــزم. حــتــى بــلــغــة الــجــســد وفــي المظهر الخارجي. ترمب يتكلم طيلة الوقت، وتـــوجـــه إلـــيـــه الأســئــلــة ولـــيـــس لـنـتـنـيـاهـو. وفــــي المـــضـــمـــون، هـــنـــاك مـــن أجـــــرى مـقـارنـة بينه وبين لقاء ترمب مع رئيس أوكرانيا، فلودومير زيلينسكي، الـذي سبقه ببضع ساعات. وكما هو معروف، كـان الإسرائيليون يـتـحـسـبـون مـــن مـعـامـلـة مـهـيـنـة لنتنياهو مـــثـــلـــمـــا عـــــومـــــل زيـــلـــيـــنـــســـكـــي قــــبــــل شـــهـــور عـــدة. وصحيح أن نتنياهو لـم يظهر مثل زيلينسكي. فلا ترمب يعامله بهذه الطريقة، ولا هـو يسمح لنفسه بموقف كـهـذا. إلا أن هناك شبها ما، بدا بارزاً. فالمخرج لتنازلات زيـلـيـنـسـكـي أمـــــام روســـيـــا، وفـــقـــا لإمـــــاءات ترمب، كان «الضمانات الأميركية». ومــــا فــعــلــه نـتـنـيـاهـو هـــو أنــــه وضــع نفسه مسبقا كمن يطلب ضمانات أميركية. وبـــعـــد أن كـــــان يــــقــــول، إنـــــه لــــن يــنــتــقــل إلـــى المرحلة الثانية من دون إعــادة جثمان آخر رهينة إسرائيلية لـدى «حـمـاس»، وقبل أن يتم نزع سلاحها، طلب من ترمب ضمانات بـــإعـــادة الـجـثـمـان وبـــنـــزع الـــســـاح وحـصـل عليها. وعـــد ذلــك مخرجا مشرفا يـعـود به إلــى إسـرائـيـل، كمن يحمل إنــجــازا عظيماً. وفرح به لدرجة أنه قرر منح ترمب «جائزة إسـرائـيـل»، الـتـي لا تعطى لأجــانــب. وطلب من ترمب أن يحضر بنفسه إلى إسرائيل في أبريل (نيسان) المقبل، ليتسلمها في «عيد الاستقلال». ترمب ونتنياهو خلال مؤتمر صحافي عُقد بعد اجتماعهما (رويترز) تل أبيب: نظير مجلّي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky