كشفت دراسة جديدة أن هناك نشاطاً بسيطاً يمكن أن يخفف من اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأمهات الجدد، وهو الغناء الجماعي.
وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد شملت الدراسة 199 أماً مصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث طلب من بعض الأمهات حضور جلسات غناء جماعية ومن البعض الآخر المشاركة في أنشطة مجتمعية للأمهات والأطفال.
وخلال جلسات الغناء، جلست الأمهات وأطفالهن في دائرة على الأرض، وغنوا مجموعة من الأغاني من جميع أنحاء العالم بلغات مختلفة.
وأثناء الغناء، تم استخدام آلات موسيقية بسيطة مثل الطبول والماراكاس، يمكن للأمهات وأطفالهن العزف عليها معاً.
وأُعيد تقييم الصحة النفسية للنساء بعد 6 أسابيع، و10 أسابيع، و20 أسبوعاً، و36 أسبوعاً.
ووجد الباحثون أنه بعد 10 أسابيع، انخفضت أعراض الاكتئاب في المجموعتين.
ولكن بعد 20 و36 أسبوعاً، بدا أن الأمهات في مجموعة الغناء فقط تمتعن بفوائد مستمرة طويلة الأمد على صحتهن النفسية.
وأفاد الباحثون بأن الأمهات في مجموعة الغناء كنّ أكثر ميلاً للرغبة في إكمال الدراسة، وأفادوا بأن البرنامج مقبول وملائم.
كما اعتبره فريق الدراسة إجراءً فعالاً من حيث التكلفة.
وخلص الباحثون إلى أن «جلسات الغناء الجماعي كان لها تأثير طويل الأمد على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، وأنها أكثر ملاءمة من الأنشطة الأخرى في هذا الشأن».
وقالت كارمين باريانتي، أستاذة الطب النفسي البيولوجي في مركز كينغز للطب النفسي والولادة، والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «للأسف، يُعد اكتئاب ما بعد الولادة مرضاً شائعاً تُعاني منه العديد من الأمهات الجدد. وفي حين أن التدخلات الفعالة، مثل العلاج النفسي والأدوية، يُمكن أن تُساعد بالفعل، إلا أن هناك عوائق مجتمعية بسبب الوصمة المُحيطة بالاكتئاب، مما يجعل التدخلات الأخرى ضرورية لضمان حصول هؤلاء النساء على الدعم الذي يحتجنه».
وأضافت: «تُقدم دراستنا دليلاً حيوياً على أن الغناء الجماعي يُمكن أن يُوفر وسيلة دعم فعّالة وجذابة وسهلة المنال لأولئك النساء».
يذكر أن اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب نفسي يصيب بعض الأمهات بعد الإنجاب، ويتميز بمشاعر الحزن العميق، والتعب الشديد، وصعوبة الترابط مع الطفل، إضافةً إلى القلق المستمر ونوبات البكاء غير المبرَّرة.
وقد يبدأ هذا الاكتئاب، في الأسابيع الأولى بعد الولادة، أو يتطور تدريجياً خلال السنة الأولى. وتتنوع أسبابه بين التغيرات الهرمونية الحادة، والضغوط النفسية، ونقص الدعم الاجتماعي. وإذا لم يُعالَج، فقد يؤثر على صحة الأم وعلاقتها بطفلها، مما قد ينعكس سلباً على نموه العاطفي والاجتماعي.
