لا تقتصر فوائد اللقاحات على حمايتنا من الأمراض المُعدية أو تخفيف آثارها، بل تُشير الأبحاث إلى أن بعضها يرتبط أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».
وقال أفرام بوخبيندر، الطبيب بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، الذي أجرى أبحاثاً حول اللقاحات ومخاطر الخرف: «إنها تحمي من هذه العدوى الخطيرة المحتملة، خصوصاً لدى كبار السن، ومنع ذلك وحده أمرٌ بالغ الأهمية».
وأضاف: «يبدو أن هناك أيضاً فائدة إضافية... وفي النهاية تُضيف سبباً أكثر إقناعاً لتلقي اللقاحات الروتينية».
وجدت الدراسات أن العديد من اللقاحات قد ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف، وفيما يلي 4 من أكثر اللقاحات شيوعاً ذات الصلة الأقوى:
لقاح الإنفلونزا
أُصيب ما بين 47 مليوناً و82 مليون شخص في الولايات المتحدة، أي ما يعادل نحو 13 في المائة إلى 24 في المائة من السكان، بالإنفلونزا خلال موسم 2024 - 2025، وتُوفّي بسببها ما بين 27 ألفاً و130 ألف أميركي، وفقاً للبيانات الأولية الصادرة عن «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها».
ترتبط الإنفلونزا الإنفلونزا والالتهاب الرئوي - وهما من المضاعفات المحتملة للإنفلونزا - بخمسة أمراض عصبية تنكسية، بما في ذلك الخرف ومرض باركنسون، وفقاً لدراسة أجريت عام 2023 حللت بيانات البنك الحيوي لأكثر من 400 ألف شخص.
وجدت العديد من الدراسات أن لقاح الإنفلونزا يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بعد سنوات.
في دراسة أجريت عام 2022، فحص بوخبيندر وزملاؤه في مركز علوم الصحة بجامعة تكساس في هيوستن قاعدة بيانات صحية واسعة لأكثر من 1.8 مليون بالغ تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر. ووجدوا أن مَن تلقوا لقاح الإنفلونزا مرة واحدة على الأقل كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر - وهو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف - بنسبة 40 في المائة خلال السنوات الأربع التالية.
كما ارتبط الحصول على لقاح الإنفلونزا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة 17 في المائة في دراسة أجريت عام 2024 على أكثر من 70 ألف مشارك.
لقاح القوباء المنطقية
يُظهر لقاح القوباء المنطقية أقوى الأدلة على تقليل خطر الإصابة بالخرف، حيث أكدت دراسات عديدة واسعة النطاق أُجريت خلال العامين الماضيين نتائج دراسات سابقة.
في دراسة أُجريت عام 2025، تابع الباحثون أكثر من 280 ألف بالغ في ويلز، ووجدوا أن لقاح القوباء المنطقية مرتبط بتقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 20 في المائة على مدى سبع سنوات.
قال باسكال جيلدستزر، أستاذ الطب المساعد في كلية الطب بجامعة ستانفورد والمؤلف الرئيسي للدراسة: «قد تكون هناك فوائد إضافية محتملة تتجاوز الحماية التي يوفرها اللقاح لحالة معينة. لذا، يُعد هذا مجرد سبب إضافي لتلقي التطعيم».
وبالمثل، وجدت دراسة لاحقة شملت أكثر من 100 ألف مريض في أستراليا أن الحصول على التطعيم ضد القوباء المنطقية كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بالخرف.

لقاح الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)
الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) هو فيروس تنفسي شائع يمكن أن يسبب أعراضاً خفيفة تشبه أعراض البرد لدى معظم الناس، ولكنه قد يسبب عدوى شديدة لدى الأطفال والبالغين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فأكثر.
توصلت دراسة حديثة تتبعت أكثر من 430 ألف شخص إلى أن لقاح الفيروس المخلوي التنفسي (وكذلك لقاح القوباء المنطقية) كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بالخرف على مدى 18 شهراً.
لقاح الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي (Tdap)
أفادت عدة دراسات بأن لقاح الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي (Tdap) يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف.
أكدت دراسة أجريت عام 2021 على أكثر من 200 ألف مريض أن كبار السن الذين تلقوا لقاحي القوباء المنطقية و«Tdap» انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بشكل أكبر مقارنة بمن تلقوا أحد اللقاحين فقط.
توصي «مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها»، بتطعيم «Tdap» بشكل روتيني لجميع المراهقين، وجرعة معززة للبالغين كل 10 سنوات.
