أضاف مستشارو اللقاحات لوزير الصحة الأميركي روبرت إف. كيندي جونيور، أمس (الجمعة)، مزيداً من الالتباس حول لقاحات «كوفيد - 19» المقررة لخريف هذا العام، فرفضوا التوصية بها لأي شخص، تاركين الخيار لمن يرغب في تلقيها، بحسب وكالة «أسوشييتد برس».
وحتى الآن، كانت التطعيمات تُوصى بها خطوةً روتينية في الخريف لجميع الأميركيين تقريباً، تماماً مثل لقاح الإنفلونزا السنوي.
وكانت إدارة الغذاء والدواء قد فرضت قيوداً جديدة على لقاحات هذا العام من «فايزر» و«موديرنا» و«نوفافاكس»، وخصصتها للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً أو أصغر، والذين يُعدّون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.
وفي سلسلة من التصويتات يوم الجمعة، اتخذ مستشارو مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها خطوة غير مسبوقة بعدم التوصية باللقاح حتى للفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن. وقرروا بدلاً من ذلك أنه يمكن للناس اتخاذ قرارات فردية بعد التحدث مع طبيب أو ممرضة أو صيدلي.

كما حضت اللجنة مركز السيطرة على الأمراض على اعتماد لغة أكثر حزماً بشأن مزاعم مخاطر اللقاح، على الرغم من معارضة بعض الجهات الطبية الخارجية التي قالت إن اللقاحات تتمتع بسجل سلامة مثبت من خلال مليارات الجرعات التي أُعطيت حول العالم.
وتجنبت اللجنة المنقسمة بصعوبة،حضّ الولايات على اشتراط وصفة طبية لتلقي اللقاح. وجاءت هذه الخطوة بعد احتجاجات من بعض المستشارين على أن هذه الخطوة الإضافية ستعيق الحصول على التطعيم.
وقال الدكتور كودي ميسنر، عضو اللجنة من كلية دارتموث: «عليّ الانتظار عاماً كاملاً لرؤية مقدم الرعاية الصحية الأولية... سيكون هذا عائقاً أساسياً».
ومثّل الاجتماع أحدث مثال على جهود كيندي التي استمرت شهوراً لإعادة صياغة سياسات اللقاحات في البلاد، لتتوافق مع شكوكه الراسخة حول سلامة وفاعلية اللقاحات.
وعبّر خبراء الصحة العامة المستقلون عن ارتياحهم لعدم إضافة اللجنة مزيداً من العراقيل أمام التطعيم، لكنهم قالوا إن عدم وجود توصية سيُربك الأشخاص الذين لا يعرفون ما إذا كانت الجرعة ستُفيدهم، أم لا.
وأفاد الدكتور بول أوفيت، باحث اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا والمستشار الحكومي السابق، الذي خاض نقاشاً حاداً مع كيندي لسنوات: «الخبر السار أن أي شخص يمكنه الحصول على هذا اللقاح. أما الخبر السيئ فهو أنه لا يُشجَّع أحد على الحصول عليه حتى لو كان ضمن فئة عالية الخطورة».

ولا يزال «كوفيد-19» يُشكل تهديداً للصحة العامة، إذ تُظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الصادرة في يونيو (حزيران)، أن الفيروس تسبب في وفاة ما بين 32 ألفاً و51 ألف شخص في الولايات المتحدة، وأكثر من 250 ألف حالة دخول إلى المستشفى خلال الخريف والشتاء الماضيين. وكان الأكثر عرضة لخطر دخول المستشفى هم كبار السن والأطفال الصغار، خصوصاً غير المُلقحين.
لقاحات «كوفيد-19» ليست مثالية، لكن بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تُظهر أنها تُوفر أقوى حماية من العدوى الشديدة والوفاة.
