يحتاج الدماغ إلى إمداد مستمر من العناصر الغذائية، ومضادات الأكسدة، والدهون الصحية لأداء وظائفه بشكل جيد. وقد ثبت أن أطعمة مثل الأسماك الدهنية، والفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، والمكسرات، والبذور تدعم بنية الدماغ، ووظائفه.
وتؤكد دراسة جديدة من كلية الطب بجامعة نورث كارولينا في الولايات المتحدة أن الاستهلاك المستمر للوجبات السريعة الغنية بالدهون قد يضر بقدرة الدماغ على معالجة الذاكرة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض عصبية تنكسية مثل الخرف، وألزهايمر، بحسب صحيفة «نيويورك بوست».
ووجدت الدراسة أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة -مثل البرغر بالجبن، والبطاطس المقلية، والآيس كريم- على مدى بضعة أيام فقط يمكن أن يؤدي إلى إرسال مجموعة خاصة من خلايا المخ تسمى الخلايا العصبية CCK إلى العمل بشكل زائد عن طريق التدخل في عملية التمثيل الغذائي للسكر في المخ.
ويؤدي هذا النشاط المفرط إلى إعاقة معالجة الذكريات الجديدة في الحُصين في الدماغ.
وقال خوان سونغ، الباحث الرئيس في الدراسة: «كنا نعلم أن النظام الغذائي والتمثيل الغذائي يمكن أن يؤثرا على صحة الدماغ، لكننا لم نتوقع العثور على هذه المجموعة المحددة والضعيفة من خلايا الدماغ، وهي عصبونات كوليسيستوكينين في الحُصين، والتي تعطلت بشكل مباشر نتيجة التعرض لنظام غذائي غني بالدهون على المدى القصير».
وأضاف: «ما أدهشنا أكثر هو سرعة تغيير هذه الخلايا لنشاطها استجابةً لانخفاض توافر الغلوكوز، وكيف كان هذا التحول وحده كافياً لإضعاف الذاكرة».
والسمنة، وهي مرض مزمن ومتفاقم، معروفة بإضرارها بصحة الدماغ عن طريق تقليل تدفق الدم، وتقليص حجم الدماغ، والتسبب في التهاب الأعصاب.
في الدراسة، أخضع فريق سونغ فئراناً لنظام غذائي غني بالدهون يُشبه النظام الغذائي الغربي.
في غضون أربعة أيام فقط، وقبل أن تُسيطر السمنة على الفئران بوقت طويل، لاحظ الباحثون أن الخلايا العصبية الداخلية لـCCK في الفئران أصبحت نشطة بشكل غير طبيعي.
الخبر السار هو أن الصيام المتقطع -عدم تناول الطعام لفترة زمنية معينة- كان قادراً على مُواجهة آثار النظام الغذائي عالي الدهون عن طريق تهدئة الخلايا العصبية الداخلية لـCCK، وتحسين وظيفة الذاكرة. أثناء الصيام، ينتقل الجسم من الاعتماد على السكر باعتبار أنه مصدر للطاقة إلى حرق الدهون المُخزّنة.

