فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

تؤثر على نصف سكان الأرض

فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة
TT

فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

فريق علمي دولي: تجاهل أمراض الفم يقوّض جودة الحياة

في خطوة علمية لافتة تعيد تسليط الضوء على أحد أكثر التهديدات الصحية تجاهلاً، دقّت المجلة الطبية البريطانية (The British Medical Journal - BMJ) ناقوس الخطر في عددها الصادر بين 14 و21 يونيو (حزيران) 2025، داعيةً إلى إدماج أمراض الفم في صلب السياسات الصحية العالمية.

تحذير علمي

وأطلق فريق بحثي دولي، يقوده الدكتور حبيب بن زيان، أستاذ البحث في كلية طب الأسنان بجامعة نيويورك وكبير مستشاري منظمة الصحة العالمية، تحذيراً واضحاً: «لا يمكن للعالم أن يستمر في تجاهل عبء أمراض الفم، التي تؤثر على نصف سكان الأرض، وتُقوّض جودة الحياة، وتفاقم التكاليف الصحية والاجتماعية».

وشارك في الدراسة أربعة من كبار مستشاري الصحة العالمية من جامعات مرموقة في لندن، وجنوب أفريقيا، ودبلن، إلى جانب مدير صحة الأسنان بوزارة الصحة الآيرلندية، في تأكيد جماعي على أن تجاهل هذا العبء الصحي لم يعد مقبولاً في عالم يطمح إلى نظم رعاية شاملة ومستدامة.

أزمة صحية عالمية بلا اعتراف رسمي

رغم أن نحو نصف سكان العالم -3.5 مليار إنسان تقريباً- يعانون من شكلٍ من أشكال أمراض الفم، فإن هذه الأزمة الصحية الضخمة لا تزال مغيّبة عن طاولة صُنّاع القرار. فقد خلت مسودة الإعلان السياسي المرتقب لاجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى حول الأمراض غير المعدية لعام 2025 من أي إشارة إلى أمراض الفم، مما يعكس فجوة مؤلمة بين الواقع الوبائي والاعتراف السياسي.

ويُظهر هذا التجاهل استمرار الإرث الطبي القديم الذي يفصل بين «الأسنان» و«الجسم»، رغم التقدّم العلمي الذي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن صحة الفم ليست قضية تجميلية أو ثانوية، بل إنها مدخل أساسي لصحة الإنسان الجسدية والنفسية والاجتماعية. وإبقاء صحة الفم على هامش أولويات السياسات الصحية لا يُشكّل فقط إخفاقاً أخلاقياً، بل يُهدّد جدوى النظم الصحية الشاملة التي تُبنى لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة.

أمراض الفم مرآة لصحة الجسد

لم تعد أمراض الفم مشكلات موضعية محصورة في الأسنان واللثة، بل أصبحت تُفهم اليوم على أنها مؤشرات مبكرة وأحياناً محفزات لمجموعة من الأمراض الجهازية. فقد أثبتت الأدلة العلمية المتراكمة أن الالتهابات المزمنة في الفم -وعلى رأسها أمراض اللثة- ترتبط بوضوح بأمراض جهازية كبرى مثل أمراض القلب التاجية، والسكري من النوع الثاني، وألزهايمر، والتهابات الجهاز التنفسي، بل حتى بعض أنواع السرطان.

إن البكتيريا الفموية والالتهابات المزمنة التي تُرافق أمراض اللثة يمكن أن تنتقل عبر مجرى الدم إلى الأعضاء الحيوية، مسببةً استجابات التهابية عامة تُسرّع من تدهور الحالة الصحية. وعلى سبيل المثال، ارتبطت التهابات اللثة بزيادة مستويات البروتينات الالتهابية في الجسم، مثل بروتين سي التفاعلي (CRP)، وهو عامل معروف في تطور أمراض القلب.

بل أكثر من ذلك، فإن العلاقة بين الفم والجسم تسير في الاتجاهين: فكما تؤثر أمراض الفم على الأعضاء الأخرى، فإن الأمراض الجهازية بدورها قد تُفاقم تدهور صحة الفم، كما هو الحال مع السكري الذي يزيد من خطر الإصابة بالتهابات اللثة وصعوبة الشفاء منها.

وكل ذلك يعزز قناعة متزايدة في الأوساط الطبية بأن الفم ليس منفصلاً عن الجسد، بل هو جزء لا يتجزأ من شبكة الصحة العامة -وما يُهمَل هناك، تظهر آثاره هنا.

عبء اقتصادي خانق... والأسنان خارج مظلة التأمين

رغم الانتشار الهائل لأمراض الفم، تبقى خدمات طب الأسنان من أكثر القطاعات الصحية إقصاءً عن أنظمة التأمين الصحي في معظم دول العالم.

وتُظهر التقديرات أن:

* أكثر من 80 في المائة من الإنفاق على رعاية الأسنان عالمياً يأتي من مدفوعات الأفراد مباشرةً من جيوبهم، وهو ما يضع الأسر -خصوصاً ذات الدخل المحدود- أمام مفاضلات قاسية بين الصحة وضرورات الحياة الأخرى.

* تُقدّر التكلفة الاقتصادية العالمية لأمراض الفم بنحو 390 مليار دولار سنوياً، منها 200 مليار دولار نفقات علاجية مباشرة، و190 مليار دولار خسائر إنتاجية ناتجة عن التغيب عن العمل أو تراجع الأداء بسبب الألم أو فقدان الأسنان.

ولا يقتصر الأثر على الجوانب المالية فحسب؛ فغياب الرعاية المنتظمة يؤدي إلى ألم مزمن، وصعوبة في تناول الطعام، واضطرابات في النطق والنوم، مما يُفضي إلى تدهور في الصحة النفسية والوظائف المعرفية والاجتماعية، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن. كما أن الانقطاع عن العمل أو الدراسة بسبب مضاعفات أمراض الفم يُحوّل هذه المعاناة إلى تهديد مباشر للقدرة على التعلم وكسب الرزق، ويُرسّخ حلقة مفرغة من الفقر والمرض.

دعوة ملحّة لإعادة رسم السياسات الصحية العالمية

لا تكتفي الدراسة بتشخيص أزمة صحة الفم، بل تُقدّم خريطة طريق عملية لإعادة الاعتبار إلى هذا المجال المنسي في السياسات الصحية. ومن أبرز التوصيات الإصلاحية التي وردت:

* الإدراج الصريح والفعّال لأمراض الفم ضمن الإعلان السياسي المرتقب للأمم المتحدة حول الأمراض غير السارية لعام 2025، بوصفها خطوة رمزية ومؤسسية تعكس حجم التحدي.

* دمج خدمات صحة الفم في منظومة الرعاية الصحية الأولية، بما يضمن الوصول العادل والمبكر للعلاج، بدلاً من اقتصار الرعاية على من يملكون القدرة على الدفع.

* تطبيق سياسات وقائية حازمة ضد العوامل المسببة لأمراض الفم، من خلال فرض قيود فعّالة على تسويق واستهلاك السكر والتبغ والكحول، وهي منتجات تمثل القاسم المشترك في معظم الأمراض المزمنة.

* بناء تحالفات واسعة تشمل الحكومات، والمجتمع المدني، والجهات الأكاديمية، والقطاع الصحي الخاص، من أجل صياغة حلول مستدامة تُترجم إلى تنفيذ فعلي على الأرض.

ويختم الدكتور حبيب بن زيان، كبير مستشاري منظمة الصحة العالمية، بدعوة لا تخلو من تحذير: «إذا لم نُدمج صحة الفم في السياسات الصحية والتنموية على نحو جاد، فستبقى واحدة من كبرى الأزمات الصامتة في مجال الصحة العامة -أزمة لا يشعر بها كثيرون، لكنها تكلّف الجميع».

نحو كسر الصمت حول صحة الفم

لقد آن الأوان لكسر الصمت الطويل حول أمراض الفم، التي لم تعد تُصنَّف على أنها مشكلة تجميلية أو محصورة في الألم المؤقت، بل أصبحت قضية صحة عامة وإنصاف اجتماعي وتنموي بامتياز.

والرسالة التي حملتها الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية واضحة: لا صحة شاملة دون صحة فموية، ولا يمكن بناء نظم رعاية صحية عادلة ومستدامة فيما يبقى الفم والأسنان خارج الحسابات الرسمية.

الصورة في العالم العربي

في العالم العربي، تبدو الصورة أكثر إلحاحاً. إذ تعاني معظم دول المنطقة من نقص واضح في إدماج خدمات صحة الفم ضمن التأمين الصحي العام، وغياب استراتيجيات وقائية متكاملة، وضعف التوعية المجتمعية. وتُضاف إلى ذلك فجوة واضحة بين المدن الكبرى والمناطق الريفية أو المهمشة، حيث تصبح العناية بالأسنان رفاهية نادرة، وليست حقاً مكفولاً.

التحرك المطلوب ليس ترفاً بل ضرورة، ويبدأ من اعتراف سياسي صريح بأن صحة الفم جزء لا يتجزأ من الصحة العامة، يليه دمج حقيقي في الخطط الوطنية، وتوسيع نطاق الخدمات الوقائية والعلاجية لتشمل الجميع، دون تمييز.

إن أمراض الفم ليست قدَراً محتوماً، بل نتيجة لسياسات صحية غافلة أو متقاعسة. وتغيير هذا الواقع لا يتطلب معجزات، بل إرادة سياسية، والتزاماً علمياً، وتحالفاً اجتماعياً يبدأ من القاعدة ويضغط نحو القمة.


مقالات ذات صلة

قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

علوم قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

قطرات العين... بدلاً من نظارات القراءة

تساعد المصابين بطول النظر الشيخوخي

هايدي غودمان (كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية))
صحتك الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)

دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

توصلت دراستان جديدتان إلى أن الاكتئاب يزيد من صعوبة علاج مرض الصرع، وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا المرض.

صحتك حبات من الرمان في إحدى أسواق كابل (إ.ب.أ)

ما فوائد وسلبيات شرب عصير الرمان؟

قال موقع «إيفري داي هيلث» إن عصير الرمان غني بمضادات الأكسدة وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية. وأضاف أنه على الرغم من أن العصير يُعد خياراً منعشاً، فإن له…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول العنب يمنح الجسم فوائد صحية مختلفة (رويترز)

أفضل وقت لتناول العنب لتحسين النوم وإنقاص الوزن وتعزيز الطاقة

العنب ليس مجرد وجبة خفيفة، بل فاكهة تقدم فوائد صحية مختلفة حسب وقت تناولها. وقد يساعد العنب في تعزيز الطاقة، ودعم أهداف إنقاص الوزن، وتحسين جودة النوم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك يُؤثر العمل لساعات إضافية بشكل مُزمن على الجهاز العصبي (بيكسباي)

13 عادة يومية تتسبب بالشيخوخة المبكرة دون أن تشعر

لا تُمثّل جيناتك سوى جزء صغير من متوسط ​​عمرك المتوقع، حيث تؤثر عوامل نمط الحياة، مثل شرب الماء الكافي، وإدارة التوتر، وعادات النوم، على سرعة تقدمك في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال
TT

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

توقيت الطفرة الجينية يحدد مدى شراسة اللوكيميا في الأطفال

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في النصف الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي في مجلة أبحاث السرطان «Cancer Discovery» التابعة للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان عن سبب اختلاف نتائج الأطفال المصابين بنفس الطفرة الجينية المسببة لسرطان الدم. وأوضحت أن ذلك يعتمد على توقيت حدوث هذه الطفرة حتى مع وجود نفس الجين.

وقال الباحثون، من كلية إيكان للطب في ماونت سيناي Icahn School of Medicine at Mount Sinai، في الولايات المتحدة، إن سرطان الدم (اللوكيميا) الذي يبدأ قبل الولادة في الأغلب يكون أكثر شراسة، وينمو بشكل أسرع، ويصعب علاجه بعد تشخيصه، وأكدوا أن هذا الاكتشاف سوف يساهم مستقبلاً في تحديد نوعية العلاج.

توقيت الطفرة الجينية

حاول الباحثون معرفة تأثير التوقيت الذي تحدث فيه الطفرة على شراسة المرض، وأُجريت هذه الدراسة في المختبر باستخدام نماذج لخلايا جذعية تحاكي خلايا الدم البشرية الطبيعية، وقاموا بإحداث طفرة جينية في هذه الخلايا باستخدام تقنية كريسبر CRISPR لتعديل الجينات، ثم قاموا بمراقبة تطور هذه الخلايا في مراحل نموها المختلفة (قبل الولادة، وبعدها، والطفولة المبكرة، والطفولة المتأخرة، والمراهقة، والبلوغ).

سرطان الدم قبل وبعد الولادة

أظهرت النتائج تحول الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها خلال مرحلة تطور الجنين بسهولة إلى خلايا سرطانية، ما أدى إلى ظهور شكل أكثر شراسة من المرض، أما الخلايا الجذعية التي تم إنتاجها بعد الولادة، فقد أصبحت أكثر قدرة على مقاومة التحول لخلايا خبيثة، وتطلبت طفرات إضافية لتصبح سرطانية.

أوضح الباحثون أن الخلايا الجذعية الخاصة باللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة تميزت بأنها أكثر خمولاً (ساكنة)، وتعتمد بشكل كبير على مصادر طاقة محددة، وهو ما لم يحدث في حالات اللوكيميا التي تنشأ لاحقاً في حياة الطفل، ورغم خمول هذه الخلايا الجذعية، فإن هذه الحالة تجعل القضاء عليها بالعلاج التقليدي أكثر صعوبة، ما يفسر السبب وراء شراسة اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة أكثر من الأنواع الأخرى التي تنشأ في مراحل الحياة المختلفة رغم تطابق التركيب الجيني.

بصمة جينية

من خلال الدراسة قام الباحثون بتحديد بصمة جينية خاصة بالخلايا الجذعية التي تنشأ قبل الولادة، والتي تتنبأ باحتمالية بدء إصابة الطفل بسرطان الدم قبل الولادة، ولاحظوا أن هذه البصمة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بنتائج سريرية أسوأ بشكل واضح، وأكد الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أهمية توقيت حدوث الطفرة الجينية، حيث يختلف سلوك الطفرة نفسها اختلافاً كبيراً باختلاف وقت حدوثها.

اكتشف الباحثون أن هذه الخلايا السرطانية شديدة التأثر بدمج العلاج الكيميائي التقليدي مع دواء فينيتوكلاكس venetoclax، وهو دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA (هذا الدواء يعمل على تثبيط بروتين معين يساعد الخلايا السرطانية على النمو)، ما أدى إلى تقليل شراسة المرض بشكل ملحوظ في النماذج التجريبية.

دعم علمي للعلاجات

وتوفر هذه النتائج للأطباء دعماً علمياً لاستخدام العلاج المدمج (فينيتوكلاكس، والعلاج الكيميائي) في علاج اللوكيميا، خاصة في الأطفال الأصغر عمراً، الذين يمكن أن يكون مرضهم قد بدأ قبل الولادة، لأن فهم أهمية توقيت بدء الإصابة قد يساعد الأطباء على اختيار علاج أكثر فاعلية في وقت مبكر من دون مخاوف من حدة العلاج.

أكد أعضاء الفريق البحثي أنهم بصدد تطوير نوعية علاجات في المستقبل القريب تستهدف بشكل مباشر التمثيل الغذائي الخاص بخلايا اللوكيميا التي تنشأ قبل الولادة، بهدف القضاء الانتقائي على الخلايا الجذعية السرطانية، مع الحفاظ على الخلايا الجذعية السليمة في الدم.


8 أطعمة غنية طبيعياً بفيتامين «B12»

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
TT

8 أطعمة غنية طبيعياً بفيتامين «B12»

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)
تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12» (أرشيفية - رويترز)

يساعد فيتامين «B12» الجسم على إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتوليد الطاقة، والحفاظ على صحة الدماغ والأعصاب، غير أن الحصول عليه يكون عبر الغذاء أو المكمّلات الغذائية، مثل البيض، والأسماك الدهنية، وغيرها.

وفي حال عدم الحصول على كميات كافية منه، قد يشعر الشخص بالتعب والإرهاق والضعف، وقد يتطور الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بفقر الدم.

إليكم 8 مأكولات غنية بفيتامين «B12»:

1- اللحوم الحمراء

تُعدّ اللحوم الحمراء من المصادر الممتازة لفيتامين «B12». ويوفّر نحو 85 غراماً (ثلاث أونصات) من لحم البقر المفروم بنسبة دهن 80 في المائة أكثر بقليل من 100 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من هذا الفيتامين. كما يُعدّ لحم البقر مصدراً جيداً لعناصر غذائية أساسية أخرى، من بينها حمض الفوليك، والنياسين، والحديد، والزنك، والبوتاسيوم، والبروتين.

غير أن اللحوم الحمراء قد تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة. ويوصي الخبراء الأشخاص الذين يسعون إلى خفض مستويات الكوليسترول بألا تتجاوز الدهون المشبعة 6 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.

2- الأسماك الدهنية

تُعرف الأسماك الدهنية على نطاق واسع بأنها من أفضل المصادر لأحماض «أوميغا-3» المفيدة لصحة القلب، لكنها تُعدّ أيضاً مصدراً جيداً لفيتامينات أخرى، من بينها فيتامين «B12».

ومن أمثلة الأسماك الدهنية: السردين والتونة والسلمون والتروتة.

ويُوفّر نصف شريحة من سمك السلمون، بوزن نحو 198 غراماً، ما يعادل نحو 260 في المائة من الاحتياج اليومي الموصى به من فيتامين «B12».

3- البيض

تتركّز معظم الفيتامينات والمعادن الموجودة في البيض في صفار البيض. وإلى جانب فيتامين «B12»، توفّر البيضة الواحدة نحو 6 غرامات من البروتين، و92 مليغراماً من البوتاسيوم، و24 مليغراماً من الكالسيوم، و155 مليغراماً من الكولين، و90 ميكروغراماً من فيتامين «A»، إضافة إلى 50 وحدة دولية من فيتامين «D».

4- منتجات الألبان

تُعدّ منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن واللبن (الزبادي)، مصادر جيدة للفيتامينات والمعادن. ويحتوي كوب من اللبن اليوناني الخالي من الدسم على نحو 50 في المائة من الاحتياج اليومي من فيتامين «B12»، إضافة إلى 230 مليغراماً من الفوسفور، و240 مليغراماً من البوتاسيوم، و187 مليغراماً من الكالسيوم، ونحو 17 غراماً من البروتين.

5- الصدفيات

تُعدّ المحاريات، مثل المحار والكركند وبلح البحر، من المصادر الممتازة للبروتين والفيتامينات والمعادن. فعلى سبيل المثال، يوفّر الكركند فيتامين «B12»، إضافة إلى نحو 16 غراماً من البروتين، و62 ميكروغراماً من السيلينيوم، و9 ميكروغرامات من حمض الفوليك، و68 ميكروغراماً من الكولين.

6- اللحوم الداخلية

تُعدّ لحوم الأحشاء الحيوانية، مثل الكبد والكِلى، غنية جداً بالعناصر الغذائية، رغم تراجع شعبيتها مقارنة بالماضي. وبما أن فيتامين «B12» يُخزَّن في الكبد، فإن هذه اللحوم تُعدّ من أغنى المصادر الغذائية بهذا الفيتامين.

ويُوفّر الكبد وحده نحو 2500 في المائة من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين «B12». كما تحتوي حصة تزن نحو 85 غراماً (ثلاث أونصات) من الكبد على 25 غراماً من البروتين، و5 مليغرامات من الحديد، و422 مليغراماً من الفوسفور، و299 مليغراماً من البوتاسيوم، و215 ميكروغراماً من حمض الفوليك.

7- الخميرة الغذائية

تُعدّ الخميرة الغذائية من الإضافات الشائعة على الأطعمة ومن مكوّنات الطهي المستخدمة على نطاق واسع في الأنظمة الغذائية النباتية الصرفة، إذ هي نوع من الخمائر يُزرع خصيصاً للاستهلاك الغذائي ويمنح الطعام نكهة غنية ومحببة.

غير أن الخميرة لا تنتج فيتامين «B12» بشكل طبيعي، ما يستدعي تدعيمها بهذا الفيتامين كي تُعدّ مصدراً غذائياً له. وتُصنّع الخميرة الغذائية لتوفّر محتوى غنياً من البروتينات، إلى جانب مجموعة من الفيتامينات والمعادن.

8- الحليب غير المشتق من الألبان

لا يحتوي الحليب غير المشتق من الألبان، مثل حليب اللوز أو الصويا أو الشوفان أو الكاجو، على فيتامين «B12» بشكل طبيعي، لكنه غالباً ما يكون مُدعّماً لتوفير مجموعة من الفيتامينات والمعادن.


دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
TT

دراسة: الاكتئاب يزيد من احتمالات الإصابة بالصرع

الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)
الأشخاص المصابون بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر (بيكسباي)

توصلت دراستان جديدتان إلى أن الاكتئاب يزيد من صعوبة علاج مرض الصرع، وقد يؤدي أيضاً إلى الإصابة بهذا المرض.

وأظهرت دراسة تحليلية شملت أكثر من 90 ألفاً من مطالبات التأمين الصحي في الولايات المتحدة أن المرضى الذين أصيبوا حديثاً بالصرع ويعانون من الاكتئاب في نفس الوقت تزيد احتمالات توقفهم عن تناول الأدوية التي تمنع الإصابة بنوبات الصرع بنسبة 40 في المائة خلال أول عدة أشهر بعد الإصابة بالمرض.

ويعني ذلك أنهم إما توقفوا عن تناول الأدوية، أو استبدلوا أدوية أخرى بها، أو أضافوا إليها أدوية تكميلية.

وبحسب نتائج الدراسة، فإن المرضى في هذه الفئة أيضاً تزيد لديهم احتمالات الإصابة بأمراض نفسية أخرى، منها القلق، واضطرابات النوم، وبعض الأمراض الصحية، منها السكري، وأمراض الرئة، والكلى، والسكتات القلبية.

وتوصلت دراسة ثانية إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب تزيد احتمالات إصابتهم بالصرع خلال مرحلة لاحقة من العمر بواقع مثلين ونصف. وأرجع رئيس فريق الدراسة السبب في هذه الصلة إلى وجود شبكات عصبية في المخ مشتركة بين المرضين، أو التوتر، أو مشكلات تتعلق بالنوم.

ويقول الطبيب هوارد جودكين رئيس جمعية الصرع الأميركية، في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني «هيلث داي»: «الخلاصة هي أن العناية الجيدة بمرضى الاكتئاب تساعد في الحفاظ على صحة المخ».