«رئة الفشار»... مرض غير قابل للعلاج قد تسببه السجائر الإلكترونية

فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)
فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)
TT

«رئة الفشار»... مرض غير قابل للعلاج قد تسببه السجائر الإلكترونية

فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)
فتاة تستخدم أحد منتجات التدخين الإلكتروني في لندن (إ.ب.أ)

حذر تقرير جديد من تسبب السجائر الإلكترونية في مرض غير قابل للعلاج يسمى «رئة الفشار».

وحسب التقرير الذي نشره موقع «ساينس آليرت» العلمي، فإن «رئة الفشار» هو مرض يؤدي إلى انسداد لا رجعة فيه في القصيبات الهوائية. وهو مرض نادر ولكنه خطير وغير قابل للعلاج، ويؤدي إلى سعال مستمر، وأزيز، وإرهاق، وضيق في التنفس.

ماذا نعرف عن «رئة الفشار»؟

ويعود مصطلح «رئة الفشار» إلى أوائل القرن الحادي والعشرين، عندما أُصيب عدد من عمال مصنع فشار يعمل بالميكروويف بمشكلات رئوية بعد استنشاق مادة كيميائية تُسمى ثنائي الأسيتيل، وهي نفس المادة المستخدمة في إعطاء الفشار نكهة الزبدة.

وثنائي الأسيتيل هو مُنكِّه يُصبح ساماً عند استنشاقه. ويُسبب التهاباً وتندباً في القصيبات الهوائية مما يُصعّب مرور الهواء عبرها. وينتج عن ذلك تلف رئوي دائم.

وفي حين أن ثنائي الأسيتيل هو السبب الأكثر شيوعاً، يمكن أن تُسبب رئة الفشار أيضاً استنشاق مواد كيميائية سامة أخرى، بما في ذلك الكربونيلات المتطايرة مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهيد -وكلاهما اكتُشف أيضاً في أبخرة السجائر الإلكترونية.

علاقة «رئة الفشار» بالسجائر الإلكترونية

ويحظى التدخين الإلكتروني بشعبية، خصوصاً بين المراهقين والشباب، ربما بسبب توفر نكهات متعددة منه. لكن هذه النكهات اللذيذة تأتي بتكلفة كيميائية كبيرة، قد تسبب في النهاية مرض «رئة الفشار».

«رئة الفشار» هو مرض يؤدي إلى انسداد لا رجعة فيه في القصيبات الهوائية (رويترز)

وعلى الرغم من أن كثيراً من هذه النكهات معتمدة للاستخدام في الطعام، فإنها غير آمنة للاستنشاق.

فعند تناول المواد الكيميائية، فإنها تمر عبر الجهاز الهضمي ويعالجها الكبد قبل دخول مجرى الدم. وهذه الرحلة تُقلل من ضررها المحتمل.

ولكن عند استنشاق هذه المواد، فإنها تتجاوز نظام الترشيح هذا تماماً، وتدخل مباشرةً إلى الرئتين، ومنها إلى مجرى الدم، لتصل إلى أعضاء حيوية كالقلب والدماغ في غضون ثوانٍ.

وحذر تقرير «ساينس آليرت» من أنه في حالة السجائر الإلكترونية يتم تسخين المواد الكيميائية الموجودة في المنكِّهات، لتتحلل إلى مُركّبات جديدة -بعضها لم يُختبَر قطّ للتأكد من سلامته عند الاستنشاق. وهذا يُثير قلقاً بالغاً.

كما لفت إلى أن هناك دراسة متعددة الجنسيات وجدت أن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية يُبلغون عن مشكلات تنفسية أكثر بكثير مقارنةً بغيرهم. وقد ارتبط بعض أنواع النكهات وأملاح النيكوتين وتكرار الاستخدام بهذه المشكلات.

وخلص التقرير إلى أن «التعرض التراكمي لكثير من المواد الكيميائية الموجودة في السجائر الإلكترونية، قد يزيد من خطر الإصابة بمرض (رئة الفشار) وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى».


مقالات ذات صلة

لتقليل مخاطر الوفاة... طرق بسيطة لزيادة الألياف في نظامك الغذائي

صحتك أظهرت دراسة كلية الطب بجامعة هارفارد الأميركية أن زيادة الاستهلاك اليومي للألياف - من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة - إلى نحو 25 - 29 غراماً تقلل مخاطر الوفاة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري بنسبة تتراوح بين 16 و24 % (رويترز)

لتقليل مخاطر الوفاة... طرق بسيطة لزيادة الألياف في نظامك الغذائي

في غالب الأحيان، يوصي الأطباء وخبراء التغذية بزيادة استهلاك الألياف في النظام الغذائي. أما تحقيق هذا الهدف فليس بالأمر المعقد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك إدخال كميات معتدلة من الشاي والشوكولاته الداكنة والتفاح في النظام الغذائي اليومي قد يوفر للجسم كميات مفيدة من مركّبات «فلافان 3 أولز» التي تساهم في خفض ضغط الدم (رويترز)

دراسة: أطعمة ومشروبات لذيذة قد تخفض ضغط الدم بمفعول يشبه الأدوية

كشفت دراسة حديثة عن أن بعض الأطعمة اليومية التي نستهلكها دون كثير من التفكير، قد يكون لها تأثير يشبه الأدوية في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك «متلازمة Spoan» هي اضطراب وراثي نادر يتميز بمزيج من الشلل النصفي التشنجي وضمور العصب البصري والاعتلال العصبي المحيطي (أرشيفية)

اضطراب وراثي نادر يؤرق بلدة برازيلية مشهورة بزواج الأقارب

«متلازمة Spoan» أو متلازمة الشلل النصفي التشنجي وضمور العصب البصري، هي اضطراب وراثي نادر، إذ تتسبب طفرة جينية في إنتاج مفرط لبروتين رئيسي في خلايا المخ.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
صحتك رغم التوصيات الصحية الحالية بـ150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعياً أو 75 دقيقة من التمارين المكثفة لكن الباحثين يؤكدون أن أوقاتاً قليلة من النشاط المكثف يمكن أن تكون مفيدة (رويترز)

مهمّة أسبوعية بسيطة قد تبطئ شيخوخة الدماغ

أظهرت دراسة حديثة أن النشاط البدني يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على صحة الدماغ، فقد يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 40 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك يمكن إنقاذ 80 % من مرضى تعفن الدم بالتشخيص والعلاج السريعين (أ.ف.ب)

6 مؤشرات على «تعفن الدم»... وكيف تحمي نفسك منه

يعد «تعفن الدم» حالة مرضية تهدد الحياة، حيث يبالغ الجسم في رد فعله تجاه العدوى ويبدأ بمهاجمة أنسجته وأعضائه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
TT

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)

كشفت دراسة صينية عن أدلة قوية تشير إلى أنَّ الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الأخرى.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة تيانجين، أنّ هذه الدراسة تضيء على الوحدة بوصفها عامل خطر نفسياً - اجتماعياً مستقلاً قد يُسهم في فقدان السمع؛ ونُشرت النتائج، يوم الخميس، في دورية «Health Data Science».

ويُعدّ فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً على مستوى العالم، إذ يؤثّر في أكثر من 1.5 مليار شخص. ورغم أنّ العوامل الفسيولوجية والسلوكية المرتبطة بهذه الحالة موثَّقة جيداً، فإنّ دور العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الشعور بالوحدة، لم يحظَ بالاهتمام الكافي. وهدفت الدراسة إلى التحقق مما إذا كانت الوحدة مجرّد نتيجة لفقدان السمع، أم أنها أيضاً عامل يُسهم في تطوره.

واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات نحو 491 ألف مشارك، وتابعوهم على مدى زمني متوسط بلغ 12.3 عاماً. وقيس شعور الأفراد بالوحدة في بداية الدراسة من خلال سؤال واحد قائم على التقييم الذاتي، في حين حُدّدت حالات فقدان السمع الجديدة عبر السجلات الصحية الإلكترونية.

وأظهرت النتائج أنّ الأفراد الذين أفادوا بشعورهم بالوحدة كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع بنسبة 24 في المائة مقارنة بغيرهم، حتى بعد ضبط التحليلات وفق عوامل متعدّدة؛ مثل: العمر، والجنس، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والسلوكيات الصحية، والأمراض المصاحبة، واستخدام الأدوية التي تؤثّر في الأذن، والعزلة الاجتماعية، والاكتئاب، والاستعداد الوراثي.

وكانت العلاقة بين الوحدة وفقدان السمع أكثر وضوحاً في حالات فقدان السمع الحسّي العصبي، وهو النوع المرتبط بتلف القوقعة أو الأعصاب السمعية. كما بدت هذه العلاقة أقوى لدى النساء مقارنة بالرجال.

وأشار الباحثون إلى أنّ الاستعداد الوراثي لفقدان السمع يزيد من خطر الإصابة، لكنه لم يُضعف تأثير الوحدة، مما يدلّ على أنّ للوحدة تأثيراً مستقلاً يعمل عبر مسارات مختلفة.

ويرجّح الفريق البحثي أنّ عدة آليات قد تفسّر هذه العلاقة، منها الالتهابات الناتجة عن الوحدة، وارتفاع ضغط الدم، والاستجابات الهرمونية المرتبطة بالتوتر، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة والسلوكيات غير الصحية المرتبطة بالوحدة؛ مثل: التدخين، وقلّة النشاط البدني، وسوء التغذية، واضطرابات النوم.

وتؤكد النتائج وجود علاقة وثيقة بين المشاعر الاجتماعية، مثل الوحدة، وبين مشكلات صحية جسدية، مما يدعو إلى التعامل مع الوحدة بكونها قضية صحية عامة، وليست مجرّد حالة عاطفية.

وأضاف الفريق أنّ هذه النتائج تفتح المجال لتضمين البرامج الاجتماعية والنفسية ضمن استراتيجيات الوقاية من فقدان السمع، إلى جانب التركيز على الرعاية السمعية التقليدية. وإذا أثبتت الدراسات المستقبلية أنّ تقليل الشعور بالوحدة يمكن أن يحدّ من خطر فقدان السمع، فقد يُمهّد ذلك لتدخلات وقائية جديدة تستهدف الصحة النفسية والاجتماعية للحفاظ على حاسة السمع.