حبوب لإنقاص الوزن بفاعلية «أوزمبيك» قد تُحدث ثورة في سوق أدوية السمنة

عبوات من دواء «مونجارو» من إنتاج شركة «إيلي ليلي» لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وفقدان الوزن (رويترز)
عبوات من دواء «مونجارو» من إنتاج شركة «إيلي ليلي» لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وفقدان الوزن (رويترز)
TT

حبوب لإنقاص الوزن بفاعلية «أوزمبيك» قد تُحدث ثورة في سوق أدوية السمنة

عبوات من دواء «مونجارو» من إنتاج شركة «إيلي ليلي» لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وفقدان الوزن (رويترز)
عبوات من دواء «مونجارو» من إنتاج شركة «إيلي ليلي» لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وفقدان الوزن (رويترز)

قد تكون حبة دواء يومية فعّالة في خفض نسبة السكر في الدم والمساعدة على إنقاص الوزن لدى مرضى السكري من النوع الثاني تماماً؛ مثل عقاري «مونجارو» و«أوزمبيك» الشائعَيْن عن طريق الحقن، وفقاً لنتائج تجربة سريرية أعلنتها شركة «إيلي ليلي».

ينتمي عقار «أورفورغليبرون» إلى فئة «جي-إل-بي-1»، وهي فئة من الأدوية حققت نجاحاً كبيراً بفضل تأثيرها في إنقاص الوزن. لكن أدوية «جي-إل-بي-1» المتوفرة في السوق حالياً باهظة الثمن، ويجب حفظها في الثلاجة وحقنها. أما الحبة التي تُعطي نتائج مماثلة فلديها القدرة على الانتشار على نطاق أوسع، مع أنه من المتوقع أيضاً أن تكون باهظة الثمن.

وصرّحت شركة «إيلي ليلي» أنها ستسعى للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في وقت لاحق من هذا العام لتسويق «أورفورغليبرون» لعلاج السمنة، وفي أوائل عام 2026 لعلاج مرض السكري. ويتوقع محللو الصناعة أن يحصل العقار على الموافقة في وقت ما من العام المقبل، وأن يصبح في نهاية المطاف عقاراً رائجاً. ومن غير المتوقع أن تُعلن شركة «إيلي ليلي» سعره إلا بعد حصوله على الموافقة. وقال خبير اقتصادي في مجال الرعاية الصحية بجامعة نورث وسترن، كريج جارثويت: «إن ما نشهده الآن هو صراع على مستقبل سوق السمنة».

وأعلنت الشركة ملخص نتائجها يوم الخميس في بيان صحافي، وهو ما يُطلب من شركات الأدوية القيام به فوراً بعد تلقي نتائج الدراسات التي قد تؤثر في سعر أسهمها. لكن شركة «ليلي» لم تُفصح عن البيانات الأساسية من تجربتها، ولم تخضع النتائج التي كشفت عنها لفحص خبراء خارجيين. وقالت الشركة إنها ستقدم نتائج مفصّلة في اجتماع لباحثي مرض السكري في يونيو (حزيران)، وستنشرها في مجلة مُحكّمة.

وشملت التجربة السريرية 559 شخصاً مصاباً بداء السكري من النوع الثاني، تناولوا الحبة الجديدة أو دواءً وهمياً لمدة 40 أسبوعاً. لدى المرضى الذين تناولوا «أورفورغليبرون» انخفض مستوى السكر في الدم بمرور الوقت، بنسبة 1.3 إلى 1.6 في المائة. كما حقّق «أوزمبيك» و«مونجارو» نتائج مماثلة في تجارب غير ذات صلة. بالنسبة لـ65 في المائة من الأشخاص الذين تناولوا الحبة الجديدة، انخفضت مستويات السكر في الدم إلى المعدل الطبيعي.

كما فقد المرضى الذين تناولوا الحبة الجديدة وزناً، بمعدل 16 رطلاً لمن تناولوا أعلى جرعة. وكان فقدانهم للوزن مماثلاً لما تحقق خلال 40 أسبوعاً باستخدام «أوزمبيك»، ولكنه أقل بقليل من فقدانهم للوزن باستخدام «مونجارو» في تجارب غير ذات صلة. وكانت الآثار الجانبية مماثلة لتلك الناتجة عن أدوية السمنة القابلة للحقن، وهي: الإسهال، وعسر الهضم، والإمساك، والغثيان، والقيء.

وتتصدّر شركة «إيلي ليلي» مجموعة صغيرة من الشركات التي تتسابق لتطوير أقراص «جي-إل-بي-1». وقد أُثيرت مخاوف كبيرة من أن هذه الأقراص قد تسبب آثاراً جانبية قاسية تُثني المرضى عن تناولها.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت شركة «فايزر» أنها قررت التوقف عن تطوير مثل هذه الأقراص بعد أن عانى أحد المشاركين في التجربة من «إصابة كبدية محتملة ناجمة عن الدواء». ولكن في تجربة «إيلي ليلي»، لم يُظهر «أورفورغليبرون» أي آثار جانبية على الكبد، وفق ما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز».

ورداً على تلك الأنباء، شهد سهم «إيلي ليلي» ارتفاعاً ملحوظاً بفضل البيانات المشجعة. وأغلق السهم على ارتفاع بنسبة 14 في المائة يوم الخميس، مما أضاف 100 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة.

كانت هذه أول تجربة سريرية رئيسية من بين سبع تجارب سريرية رئيسية لـ«أورفورغليبرون» تُعلن نتائجها. وتُجري بعض التجارب الأخرى اختبارات على الدواء لإنقاص الوزن لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري. ومن المتوقع ظهور النتائج لدى المرضى الذين يعانون من السمنة في وقت لاحق من هذا العام.

وفي هذا الصدد، قال كبير المسؤولين العلميين في شركة «ليلي»، الدكتور دانيال سكوفرونسكي، إنه في حال اعتماد الدواء لعلاج السمنة وداء السكري، فإن الشركة واثقة بأنها ستمتلك كميات كافية من الحبوب لتلبية الطلب. وأضاف: «في العقود المقبلة، سيُصاب أكثر من 700 مليون شخص حول العالم بداء السكري من النوع الثاني، وسيُصاب أكثر من مليار شخص بالسمنة. لا يُمكن أن تكون الحقن حلاً لمليارات الأشخاص حول العالم».

وحسب الصحيفة الأميركية، فإن لدى شركة «نوفو نورديسك» حبة «ريبيلسوس» (Rybelsus) المُحفّزة لهرمون «جي-إل-بي-1»، لكنها تحتوي على «ببتيد GLP-1»؛ لذا يجب تناولها بجرعات كبيرة، وليست بفاعلية الحقن نفسها؛ لأن معظمها يُهضم.


مقالات ذات صلة

طعمه لذيذ ونتيجته مذهلة... بسكويت شوكولاته داكنة للرشاقة

صحتك صورة لقطع شوكولا (أ.ف.ب)

طعمه لذيذ ونتيجته مذهلة... بسكويت شوكولاته داكنة للرشاقة

قدَّم فريق بحثي من جامعة بييمونتي الشرقية في إيطاليا نتائج أولية لدراسة تهدف إلى تطوير بسكويت داكن يحتوي على مادة مُرّة تستهدف التحكم في الشعور بالجوع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك البسكويت يتسبب في زيادة سريعة لسكر الدم وتخزين الدهون ما يعزز خطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب (أ.ب)

للعيش حياة طويلة... 4 أطعمة ومشروبات يُنصح بتجنبها

ينصح عالم صحة أميركي بأنه إذا أردت العيش لفترة طويلة، فعليك تجنّب تناول مجموعة من الأطعمة والمشروبات المضرة بالصحة التي تزيد نسبة الإصابة بالأمراض.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك  زيادة الوزن قبل سن الثلاثين تزيد خطر الوفاة المبكرة (أرشيفية - رويترز)

السمنة قبل سن الثلاثين تزيد خطر الوفاة المبكرة بأكثر من 75 %

وجدت دراسة جديدة أن زيادة الوزن قبل سن الثلاثين تزيد خطر الوفاة المبكرة بأكثر من 75 في المائة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
صحتك يخدع كلا الدواءَيْن الدماغ ليجعل الأشخاص يشعرون بالشبع (رويترز)

«ويغوفي» أم «مونجارو»... أيهما أفضل لإنقاص الوزن؟

أظهرت أول تجربة للمقارنة بين دواءَيْن رائدَيْن لإنقاص الوزن أن دواء «مونجارو» أكثر فاعلية من منافسه «ويغوفي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك هناك طريقة سهلة يمكن أن تساعد الأشخاص على الحصول على فوائد الصيام المتقطع (د.ب.أ)

علماء يكشفون عن بديل سهل للصيام المتقطع

توصلت دراسة جديدة إلى أن هناك طريقة أخرى أسهل يمكن أن تساعد الأشخاص على الحصول على الفوائد الأيضية للصيام المتقطع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مكون شائع في مشروبات الطاقة مرتبط بسرطان الدم

مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم (رويترز)
مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم (رويترز)
TT

مكون شائع في مشروبات الطاقة مرتبط بسرطان الدم

مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم (رويترز)
مشروبات الطاقة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم (رويترز)

رُبط أحد مكونات مشروبات الطاقة الشائعة بتطور سرطان الدم (لوكيميا)، مما دفع الباحثين إلى التعبير عن مخاوفهم بشأن استهلاك هذه المشروبات.

ويُعد التورين، وهو حمض أميني موجود بشكل طبيعي في البروتينات مثل اللحوم والأسماك، مكوناً شائعاً في مشروبات الطاقة مثل «ريد بول». ويُمكن أن يُساعد في توازن السوائل والأملاح والمعادن.

لكن وفقاً لبحث نُشر في مجلة «نيتشر»، قد يُعزز التورين تكوّن خلايا سرطان الدم (اللوكيميا)، ويُحدد التورين كمنظم رئيسي للأورام الخبيثة النخاعية، والتي، مثل اللوكيميا، هي سرطانات تبدأ في الدم.

وتشير الدراسة إلى أن الخلايا السرطانية في الفئران تُغذّى بالتورين: «يمكن لمكملات التورين أن تُسرّع تطور المرض بشكل ملحوظ لدى الفئران ذات المناعة الطبيعية (احتمالية وفاة أعلى بثلاثة أضعاف تقريباً)... مما يشير إلى أن التورين يُمكن أن يُعزز تطور سرطان الدم».

كما وجدت الدراسة أن الخلايا السرطانية تستهلك التورين، الذي يُحفّز عملية تحلل الغلوكوز (تكسير الغلوكوز للحصول على الطاقة)، ​​والتي تُغذّي بدورها الخلايا السرطانية، وفقاً لبيان صحافي صادر عن جامعة روتشستر، التي أجرت البحث.

في السابق، ثَبُتَت فائدة التورين كمكمل غذائي في العلاج الكيميائي. إذ ذكرت دراسة نُشرت في مجلة أبحاث السرطان والعلاج: «قد تُوفّر مكملات التورين حماية من السمية الناجمة عن العلاج الكيميائي، ربما بفضل قدرتها المضادة للأكسدة».

ودفع هذا الباحثين إلى إضافة تحذير بشأن مشروبات الطاقة، حسبما نشرت وسائل إعلام أميركية. وكتب الباحثون في مجلة «ناتشر»: «بما أن التورين مكون شائع في مشروبات الطاقة، وغالباً ما يُقدّم كمكمل غذائي لتخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، فإن دراستنا تشير إلى أنه قد يكون من المفيد دراسة فوائد التورين التكميلي بعناية لدى مرضى سرطان الدم».