هل تجعلك مشروبات «الدايت» أكثر بدانة؟

مشروبات «الدايت» التي تستخدم محليات صناعية خالية من السعرات الحرارية تحفز الشهية (أ.ف.ب)
مشروبات «الدايت» التي تستخدم محليات صناعية خالية من السعرات الحرارية تحفز الشهية (أ.ف.ب)
TT

هل تجعلك مشروبات «الدايت» أكثر بدانة؟

مشروبات «الدايت» التي تستخدم محليات صناعية خالية من السعرات الحرارية تحفز الشهية (أ.ف.ب)
مشروبات «الدايت» التي تستخدم محليات صناعية خالية من السعرات الحرارية تحفز الشهية (أ.ف.ب)

كشفت دراسة جديدة أن مشروبات «الدايت»، التي تستخدم محليات صناعية خالية من السعرات الحرارية، تحفز الشهية بدلاً من إرسال إشارات للدماغ لتناول كميات أقل من الطعام.

وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد طلب فريق الدراسة الجديدة من 75 شخصاً تناول أحد المشروبات الثلاثة الآتية في 3 أيام منفصلة: الماء العادي، والماء المُحلى بسكر المائدة (السكروز)، والماء المُحلى بالسكرالوز (أحد أشهر المحليات الصناعية الخالية من السعرات).

وفحص الباحثون أدمغة المشاركين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، الذي يتتبع تدفق الدم لالتقاط النشاط في مناطق مختلفة من الدماغ، قبل وبعد تناول المشروبات المختلفة.

كما جمع الفريق عينات دم من المشاركين قبل تناول المشروبات، وبعد 10 دقائق، و35 دقيقة، و120 دقيقة من تناولها. وطلبوا من المشاركين تقييم مستوى جوعهم في النهاية.

ووجد الباحثون أن المشروبات التي تحتوي على السكرالوز تزيد من الشعور بالجوع بنسبة 17 في المائة تقريباً مقارنة بالمشروبات الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، فقد وجدوا أن هذه المحليات الصناعية تؤثر على أجزاء أخرى من الدماغ مسؤولة عن التحكم في مهارات اتخاذ القرار.

وقالت الدكتورة كاتي بيج، الباحثة الرئيسية في الدراسة، والأستاذة المساعدة في الطب وطب الأطفال ومديرة معهد أبحاث السكري والسمنة في كلية كيك للطب بجامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجليس: «يُنشّط السكرالوز منطقة الدماغ المسؤولة عن تنظيم الجوع، وبالتالي فإنه يزيد شهية الأشخاص بشكل ملحوظ».

وأضافت: «تحتاج جميع خلايا الجسم إلى الغلوكوز للحصول على الطاقة. ويُعد الدماغ أكبر مُستهلك له، حيث يلتهم ما يصل إلى نصف إجمالي السكريات الموجودة في الدم. ومع ذلك، فإن طبيعة الدماغ تجعله يستجيب تلقائياً للسكريات الطبيعية، مثل الغلوكوز الموجود في الفواكه الكاملة وبعض الخضراوات. لذلك، يبدو أن المُحليات الصناعية تُربك الدماغ بإرسال إشارات تتعلق بالتحلية دون إمداده بالسعرات الحرارية اللازمة. وعندما لا تصل تلك السعرات الحرارية، قد يُرسل الدماغ إشارة للشخص لتناول المزيد من الطعام».

وتابعت: «بمعنى آخر، فإن المحليات الخالية من السعرات الحرارية، والسكرالوز تحديداً، تتداخل مع التنظيم الطبيعي للشهية بطرق قد يكون لها آثار سلبية على التحكم في الوزن والصحة».

واقتصرت الدراسة على بحث تأثير السكرالوز، ولم تُجرِ أي بحث على المُحليات الصناعية الشائعة الأخرى مثل الأسبارتام، وأسيسلفام البوتاسيوم، وسكرين الصوديوم.

وتعليقاً على الدراسة، قال متحدث باسم مجموعة هارتلاند فود برودكتس، المُصنّعة لمحليات سبليندا الصناعية التي تعتمد على السكرالوز، إن «هذه المحليات مدعومة بأبحاث وتوصيات الخبراء».

وأضاف: «يُوصي مُختصو الرعاية الصحية وخبراء سلامة الأغذية والمنظمات الصحية الموثوقة بالمُحليات منخفضة السعرات الحرارية أو خالية السعرات الحرارية مثل السكرالوز لمرضى السكري وإدارة الوزن، وذلك استناداً إلى أبحاث علمية موثوقة تُظهر أن تأثير هذه المُحليات على وزن الجسم يُشبه تأثير الماء، وأن المنتجات ذات المذاق الحلو قللت من الرغبة في تناول المزيد من الحلويات، كما ساعدت الناس على إدارة وزنهم، وتقليل تناول السعرات الحرارية من السكريات المُضافة، وضبط مستويات السكر في الدم».

وحذّر عدد كبير من الباحثين والأطباء مراراً من تأثير مشروبات «الدايت» على الصحة، قائلين إنها قد تتسبب في الإصابة بالسرطان أو الخرف أو أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية على المدى الطويل.

وكشفت دراسة أجريت، العام الماضي، أن شرب لترين أو أكثر أسبوعياً من هذه المشروبات يزيد من خطر الإصابة بحالة من عدم انتظام ضربات القلب، تعرف باسم «الرجفان الأذيني»، وذلك بنسبة 20 في المائة.


مقالات ذات صلة

علماء يكشفون عن بديل سهل للصيام المتقطع

صحتك هناك طريقة سهلة يمكن أن تساعد الأشخاص على الحصول على فوائد الصيام المتقطع (د.ب.أ)

علماء يكشفون عن بديل سهل للصيام المتقطع

توصلت دراسة جديدة إلى أن هناك طريقة أخرى أسهل يمكن أن تساعد الأشخاص على الحصول على الفوائد الأيضية للصيام المتقطع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المراهقون الذين يعانون دهوناً زائدة بمنطقة البطن قد يواجهون مشاكل في التعلم والذاكرة (رويترز)

دهون البطن تُضعف التعلم والذاكرة لدى المراهقين

توصلت دراسة جديدة إلى أن المراهقين الذين يعانون دهوناً زائدة بمنطقة البطن قد يواجهون مشاكل في التعلم والذاكرة والتحكم بالمشاعر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك عبوات من دوائي «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

دراسة: حُقن إنقاص الوزن تحسِّن المزاج والصحة النفسية

كشفت دراسة جديدة أن حقن إنقاص الوزن قد تكون مفيدة للصحة النفسية؛ حيث إنها تُحسِّن المزاج والرفاهية وجودة الحياة.

«الشرق الأوسط» (برن)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

حقن «أوزمبيك» و«ويغوفي» قد تتصدى لأمراض الكبد الخطيرة

كشفت مجموعة من العلماء عن أن حقن سيماغلوتيد «semaglutide» لعلاج السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، التي تسوَّق باسم «أوزمبيك» و«ويغوفي» قد تتصدى لأمراض الكبد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك من أدوية السمنة الشائعة «ويجوفي» و«زيب باوند» (رويترز)

«الصحة العالمية» ستدعم استخدام عقاقير إنقاص الوزن عالمياً

أظهرت مذكرة أن منظمة الصحة العالمية تعتزم دعم استخدام أدوية إنقاص الوزن لعلاج السمنة لدى البالغين رسمياً للمرة الأولى.

«الشرق الأوسط» (لندن)

دراسة: حقن إنقاص الوزن الشهيرة لها تأثير كبير مضاد للسرطان

عبوات من أدوية ويغفوي وزيبوند الشهيرة بإنقاص الوزن وكبح الشهية (أ.ب)
عبوات من أدوية ويغفوي وزيبوند الشهيرة بإنقاص الوزن وكبح الشهية (أ.ب)
TT

دراسة: حقن إنقاص الوزن الشهيرة لها تأثير كبير مضاد للسرطان

عبوات من أدوية ويغفوي وزيبوند الشهيرة بإنقاص الوزن وكبح الشهية (أ.ب)
عبوات من أدوية ويغفوي وزيبوند الشهيرة بإنقاص الوزن وكبح الشهية (أ.ب)

تشير أبحاث جديدة إلى أن حقن إنقاص الوزن، المعروفة أيضاً باسم مُنشِّطات مستقبِلات «جي إل بي -1»، قد يكون لها تأثير كبير مضاد للسرطان يتجاوز مجرد المساعدة في إنقاص الوزن.

وفي حين يُقرّ الخبراء بالصلة بين إنقاص الوزن وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، تُشير هذه الدراسة إلى أن الحقن نفسها قد تلعب دوراً أكثر مباشرة.

ويعتقد الباحثون أن خصائص حقن إنقاص الوزن المضادة للسرطان قد تنبع من قدرة الأدوية على تقليل الالتهاب، مع احتمالية أن يكون لمُنشِّطات مستقبِلات «جي إل بي -1» التأثير الأوضح. وتعمل هذه الأدوية عن طريق كبح الشهية، مما يُسهِّل على الأفراد إنقاص الوزن.

ومع ذلك، يُحذّر الخبراء من أهمية إجراء مزيد من الأبحاث لفهم العلاقة بين حقن إنقاص الوزن والوقاية من السرطان بشكل كامل.

وتشمل الأسماء الرئيسية لمُحفّزات مستقبِلات «جي إل بي -1»، والتي يُستخدم بعضها لعلاج داء السكري، سيماغلوتايد (ويغوفي وأوزيمبيك)، وتيرزيباتيد (مونجارو)، وليراغلوتايد (ساكسيندا)، وإكسيناتيد (وهو دواء توقّف إنتاجه الآن).

وعُرض البحث الجديد، المنشور في مجلة «إي كلينيكال ميديسين»، خلال المؤتمر الأوروبي للسمنة في مدينة مالجا الإسبانية. ووجد البحث أن مُنشِّطات مستقبِلات «جي إل بي -1» من الجيل الأول، مثل ليراغلوتايد وإكسيناتيد، قد تُحقق فوائد مضادة للسرطان تتجاوز مجرد فقدان الوزن.

واكتشف الباحثون، في البداية، معدلات متشابهة للإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة بين المرضى الذين عُولجوا بالأدوية والذين خضعوا لجراحة السمنة.

وتُعدّ زيادة الوزن أو السمنة ثاني أكبر سبب للسرطان بالمملكة المتحدة، حيث تُسبب أكثر من حالة واحدة من كل 20 حالة سرطان. ويتضاعف الخطر كلما زاد الوزن لدى الأشخاص وطال أمد هذه الحالة، وفق صحيفة «إندبندنت» البريطانية.

ويُقلّل الحفاظ على وزن صحي خطر الإصابة بـ13 نوعاً مختلفاً من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والأمعاء والبنكرياس والمريء والمرارة.

وفي الدراسة الجديدة، حلل الباحثون بيانات السجلات الصحية الإلكترونية لأشخاص يعانون السمنة ومرضى السكري من النوع الثاني، وجميعهم ليس لديهم تاريخ سابق للإصابة بالسرطان، والذين عُولجوا باستخدام الجيل الأول من مُنشّطات مستقبِلات «جي إل بي -1».

وعلى مدار فترة متابعة نموذجية استمرت 7.5 سنة، شُخّص 298 مريضاً بسرطان مرتبط بالسمنة، وأكثرها شيوعاً سرطان الثدي والأمعاء والرحم. ووجد التحليل أن السرطان المرتبط بالسمنة حدث لدى 150 مريضاً، من أصل 3178 مريضاً خضعوا لجراحة السمنة، ولدى 148 مريضاً من أصل 3178 مريضاً يتناولون مُنبهات مستقبِلات «جي إل بي -1»، وذلك على الرغم من «الميزة النسبية» لجراحة السمنة في إنقاص الوزن، والتي من المعروف بالفعل أنها تُقلل خطر الإصابة بالسرطان.

وأشار تحليل آخر إلى أن أدوية «جي إل بي -1» كان لها تأثير مباشر في الحد من السرطان المرتبط بالسمنة يتجاوز مجرد فقدان الوزن، مع انخفاض في الخطر النسبي بنسبة 41 في المائة، مقارنةً بجراحة السمنة.

وقال نافيد ستار، أستاذ طب القلب الأيضي بجامعة غلاسكو، إن هناك حاجة إلى تجارب أكبر مع مجموعات متطابقة بعناية من الأشخاص لاختبار هذه النظرية. وقال للصحيفة البريطانية: «هذه الدراسة، على الرغم من أنها مثيرة للاهتمام، لا يمكنها تأكيد أو دحض أي روابط بين العلاجات القائمة على الإنكريتين والسرطان؛ لأن التصميم لم يكن تجربة، بل مراقبة، وكانت هناك اختلافات واضحة بين المجموعات في الخصائص الأساسية التي لا يمكن مطابقتها ببساطة».