كيف تؤثر 5 أيام فقط من تناول الوجبات السريعة على دماغك؟

الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)
الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)
TT

كيف تؤثر 5 أيام فقط من تناول الوجبات السريعة على دماغك؟

الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)
الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة (رويترز)

بعد يوم عمل طويل ومجهد، أو عند ضيق الوقت، قد يكون تناول وجبة خفيفة سريعة ومشبعة - مثل رقائق البطاطس أو لوح الشوكولاته - حلاً لذيذاً ومرضياً.

تُظهر الأبحاث أن هذه الأطعمة شديدة المعالجة وعالية السعرات الحرارية تلعب دوراً مهماً في تطور السمنة، إلا أن آثارها الدائمة على الدماغ لم تكن واضحة حتى الآن، وفقاً لموقع «ساينس ديلي».

ومن المثير للدهشة أنه حتى الاستهلاك قصير المدى للأطعمة غير الصحية عالية المعالجة قد يقلل بشكل كبير من حساسية الإنسولين في أدمغة الأشخاص الأصحاء.

يستمر هذا التأثير حتى بعد العودة إلى نظام غذائي طبيعي، كما هو موضح في دراسة حديثة أجرتها ستيفاني كولمان، أستاذة التصوير العصبي من جامعة توبنغن الألمانية تُبرز الدور المهم للدماغ في تطور السمنة.

يرتبط التوزيع غير الصحي للدهون وزيادة الوزن المستمرة باستجابة الدماغ للإنسولين. لدى الشخص السليم، يساعد الإنسولين على التحكم في الشهية بالدماغ. ومع ذلك، لدى الأشخاص المصابين بالسمنة، يفقد الإنسولين قدرته على تنظيم عادات الأكل، مما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين.

يلعب الإنسولين أدواراً عديدة في الجسم، بما في ذلك مساعدة السكر، أو الغلوكوز، على الوصول إلى خلايا العضلات لاستخدامه مصدراً للطاقة بعد تناول الطعام. وفي الدماغ، يُرسل الإنسولين إشارات للجسم لتناول كميات أقل من الطعام.

الاستجابة تختلف من شخص لآخر

تختلف استجابة الدماغ للإنسولين من شخص لآخر. يعاني كثير من الناس من ضعف أو انعدام استجابة الإنسولين في الدماغ، وهو ما يُعرف بـ«مقاومة الإنسولين في الدماغ». يعاني الأشخاص المصابون بمقاومة الإنسولين في الدماغ من اشتهاء أكبر للطعام، وتتراكم لديهم دهون أكثر في البطن.

يمكن أن تُعزز الدهون السمنة، وبالتالي تُسهم بشكل كبير في مقاومة الإنسولين. كلما زادت الخلايا الدهنية، خصوصاً في البطن، قلّت فعالية الإنسولين. تُطلِق الدهون مواد تُعزز مقاومة الإنسولين.

ومع ذلك، يُمكن ملاحظة علامات انخفاض حساسية الإنسولين في الدماغ قبل الحديث عن السمنة بكثير، التي تُعرَّف بأنها مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يتجاوز 30.

وبعد 5 أيام فقط من تناول 1500 سعرة حرارية إضافية من ألواح الشوكولاته ورقائق البطاطس، انخفضت حساسية الإنسولين في أدمغة المشاركين في الدراسة بشكل كبير.

حتى بعد أسبوع واحد من استئناف النظام الغذائي الطبيعي، أظهرت فحوصات الرنين المغناطيسي انخفاضاً مستمراً في حساسية الإنسولين في الدماغ. ورغم عدم ملاحظة زيادة ملحوظة في الوزن، فإن هذه الفترة القصيرة كانت كافية لارتفاع دهون الكبد بشكل ملحوظ.

يبدو أن السمنة لا تقتصر على سوء التغذية وقلة التمارين الرياضية، بل لها علاقة وثيقة بتكيف استجابة الدماغ للإنسولين مع التغيرات قصيرة المدى في النظام الغذائي قبل أي زيادة في الوزن.

ولكن هل مقاومة الإنسولين في الدماغ مشكلة دائمة؟ في الماضي، ثبت أن ممارسة الرياضة بانتظام لفترة زمنية محددة تُعيد حساسية الدماغ للإنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة. ويمكن افتراض أن هذا ينطبق أيضاً على الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.


مقالات ذات صلة

صحتك الأمهات الجدد يجب عليهن شرب كميات وفيرة من الماء يومياً خلال فترة ما بعد الولادة (أ.ب)

بعد الولادة... 8 طرق بسيطة تساعد الأمهات الجدد على التعافي بشكل أسرع

ينصح الخبراء الأمهات الجدد دائماً بإعطاء الأولوية لصحتهن بعد الولادة واتباع جميع التعليمات الطبية للتعافي السريع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طاهٍ يعدّ حشوة مكونة من المكسرات والزبيب (رويترز)

6 فوائد صحية تدفعك لتناول الزبيب كل صباح

تبرز الكثير من الأطعمة التي يُنصح بتناولها على معدة فارغة لفوائدها الصحية، بما في ذلك تحسين الهضم وتعزيز المناعة، ومن بينها الزبيب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لقطع شوكولا (أ.ف.ب)

طعمه لذيذ ونتيجته مذهلة... بسكويت شوكولاته داكنة للرشاقة

قدَّم فريق بحثي من جامعة بييمونتي الشرقية في إيطاليا نتائج أولية لدراسة تهدف إلى تطوير بسكويت داكن يحتوي على مادة مُرّة تستهدف التحكم في الشعور بالجوع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تظهر هذه الصورة المجهرية التي التُقطت في مارس 1988 خلايا بشرية مصابة بسرطان الدم النقوي الحاد (أ.ب)

دراسة تحذّر: مكمّل شهير لإطالة العمر قد يُعزّز نموّ سرطان الدم

حذَّر علماء السرطان في جامعة روتشستر الأميركية، من مكوّن شائع في مشروبات الطاقة قد يُحفِّز نمو أنواع اللوكيميا النخاعيّة، التي تصيب نخاع العظم والدم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
TT

الشعور بالوحدة يزيد احتمالات فقدان السمع

فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)
فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً في العالم (جامعة كوينزلاند)

كشفت دراسة صينية عن أدلة قوية تشير إلى أنَّ الشعور بالوحدة قد يزيد من خطر الإصابة بفقدان السمع بشكل مستقل عن العوامل الأخرى.

وأوضح الباحثون، بقيادة جامعة تيانجين، أنّ هذه الدراسة تضيء على الوحدة بوصفها عامل خطر نفسياً - اجتماعياً مستقلاً قد يُسهم في فقدان السمع؛ ونُشرت النتائج، يوم الخميس، في دورية «Health Data Science».

ويُعدّ فقدان السمع من أكثر الحالات الصحية شيوعاً على مستوى العالم، إذ يؤثّر في أكثر من 1.5 مليار شخص. ورغم أنّ العوامل الفسيولوجية والسلوكية المرتبطة بهذه الحالة موثَّقة جيداً، فإنّ دور العوامل النفسية والاجتماعية، مثل الشعور بالوحدة، لم يحظَ بالاهتمام الكافي. وهدفت الدراسة إلى التحقق مما إذا كانت الوحدة مجرّد نتيجة لفقدان السمع، أم أنها أيضاً عامل يُسهم في تطوره.

واعتمد الباحثون في دراستهم على بيانات نحو 491 ألف مشارك، وتابعوهم على مدى زمني متوسط بلغ 12.3 عاماً. وقيس شعور الأفراد بالوحدة في بداية الدراسة من خلال سؤال واحد قائم على التقييم الذاتي، في حين حُدّدت حالات فقدان السمع الجديدة عبر السجلات الصحية الإلكترونية.

وأظهرت النتائج أنّ الأفراد الذين أفادوا بشعورهم بالوحدة كانوا أكثر عرضة للإصابة بفقدان السمع بنسبة 24 في المائة مقارنة بغيرهم، حتى بعد ضبط التحليلات وفق عوامل متعدّدة؛ مثل: العمر، والجنس، والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والسلوكيات الصحية، والأمراض المصاحبة، واستخدام الأدوية التي تؤثّر في الأذن، والعزلة الاجتماعية، والاكتئاب، والاستعداد الوراثي.

وكانت العلاقة بين الوحدة وفقدان السمع أكثر وضوحاً في حالات فقدان السمع الحسّي العصبي، وهو النوع المرتبط بتلف القوقعة أو الأعصاب السمعية. كما بدت هذه العلاقة أقوى لدى النساء مقارنة بالرجال.

وأشار الباحثون إلى أنّ الاستعداد الوراثي لفقدان السمع يزيد من خطر الإصابة، لكنه لم يُضعف تأثير الوحدة، مما يدلّ على أنّ للوحدة تأثيراً مستقلاً يعمل عبر مسارات مختلفة.

ويرجّح الفريق البحثي أنّ عدة آليات قد تفسّر هذه العلاقة، منها الالتهابات الناتجة عن الوحدة، وارتفاع ضغط الدم، والاستجابات الهرمونية المرتبطة بالتوتر، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة والسلوكيات غير الصحية المرتبطة بالوحدة؛ مثل: التدخين، وقلّة النشاط البدني، وسوء التغذية، واضطرابات النوم.

وتؤكد النتائج وجود علاقة وثيقة بين المشاعر الاجتماعية، مثل الوحدة، وبين مشكلات صحية جسدية، مما يدعو إلى التعامل مع الوحدة بكونها قضية صحية عامة، وليست مجرّد حالة عاطفية.

وأضاف الفريق أنّ هذه النتائج تفتح المجال لتضمين البرامج الاجتماعية والنفسية ضمن استراتيجيات الوقاية من فقدان السمع، إلى جانب التركيز على الرعاية السمعية التقليدية. وإذا أثبتت الدراسات المستقبلية أنّ تقليل الشعور بالوحدة يمكن أن يحدّ من خطر فقدان السمع، فقد يُمهّد ذلك لتدخلات وقائية جديدة تستهدف الصحة النفسية والاجتماعية للحفاظ على حاسة السمع.