وصفة ثلاثية لحماية المسنين من الأمراض المزمنة

التمارين الرياضية تُسهم في إبطاء وتيرة الشيخوخة (جامعة هارفارد)
التمارين الرياضية تُسهم في إبطاء وتيرة الشيخوخة (جامعة هارفارد)
TT

وصفة ثلاثية لحماية المسنين من الأمراض المزمنة

التمارين الرياضية تُسهم في إبطاء وتيرة الشيخوخة (جامعة هارفارد)
التمارين الرياضية تُسهم في إبطاء وتيرة الشيخوخة (جامعة هارفارد)

كشفت تجربة سريرية سويسرية عن وصفة ثلاثية لحماية كبار السن من الأمراض المزمنة المرتبطة بالشيخوخة.

وأوضح الباحثون في مركز أبحاث الشيخوخة بجامعة زيوريخ، أن النتائج تقدّم دليلاً علمياً على فوائد هذه الوصفة في إبطاء معدلات الشيخوخة. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Nature Aging».

يُذكر أن الشيخوخة البيولوجية هي العملية التي تتدهور فيها وظائف الخلايا والأنسجة في الجسم تدريجياً مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء البدني والعقلي وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ مثل: السرطان، وأمراض القلب، والخرف.

وعلى عكس الشيخوخة الزمنية التي تُقاس بعدد السنوات منذ الولادة، تعتمد الشيخوخة البيولوجية على التغيرات الجزيئية والخلوية التي تحدّد مدى صحة الجسم مقارنة بعمره الزمني.

ويتمّ قياس هذه الشيخوخة باستخدام أدوات علمية تحلّل التعديلات الكيميائية في الحمض النووي لتقدير معدل تقدم الجسم في العمر؛ مما يساعد العلماء على تقييم تأثير العوامل المختلفة؛ مثل: التغذية، ونمط الحياة على الصحة وطول العمر.

وشملت التجربة السريرية 777 من المسنين الذين تجاوزوا السبعين من عمرهم على مدى ثلاث سنوات. واختبر الفريق تأثير تناول ألفي وحدة دولية من فيتامين «د» يومياً، أو مكملات «أوميغا-3» بجرعة غرام واحد يومياً، أو ممارسة تمارين منزلية لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً، أو الجمع بين هذه الوصفة الثلاثية في آن واحد.

وقُسّم المشاركون إلى مجموعات علاجية؛ حيث تناول المشاركون إما فيتامين «د» وإما «أوميغا-3»، وإما مارسوا التمارين المنزلية، وإما جمعوا بين هذه التدخلات لمدة ثلاث سنوات.

وأظهرت تحليلات عينات الدم أن تناول مكملات «أوميغا-3» وحدها ساعد في إبطاء الشيخوخة البيولوجية بمعدل يصل إلى أربعة أشهر، وفقاً لعدة قياسات، بغض النظر عن الجنس أو العمر أو مؤشر كتلة الجسم.

نتائج واعدة

لكن عندما جُمعت مكملات «أوميغا-3» مع فيتامين «د» والتمارين الرياضية، ظهر تأثير أقوى؛ حيث ساعدت هذه العوامل مجتمعة في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وعلى رأسها السرطان وهشاشة العظام لدى المشاركين، مقارنة بأي تدخل فردي.

وأشار الباحثون إلى أن هذا التأثير يعود إلى آليات بيولوجية مختلفة لكل من هذه التدخلات. يعزّز «أوميغا-3» وظائف الخلايا، في حين يساعد فيتامين «د» في تنظيم المناعة، وتُسهم التمارين الرياضية في الحفاظ على اللياقة البدنية وصحة العظام، مما يوفّر حماية أكبر ضد الشيخوخة والأمراض المرتبطة بها.

ووفق الباحثين، فإن إبطاء الشيخوخة البيولوجية من خلال هذه الوصفة الثلاثية قد يساعد في تقليل احتمال الإصابة بأمراض مزمنة؛ مثل: السرطان، وهشاشة العظام، والتدهور العضلي؛ مما يعزّز الصحة العامة وطول العمر. وأضافوا أن هذه النتائج قد تشجّع السلطات الصحية والأطباء على التوصية بهذه الوصفة الثلاثية بصفتها جزءاً من الاستراتيجيات الوقائية للحفاظ على صحة كبار السن وتقليل مخاطر الشيخوخة المبكرة.


مقالات ذات صلة

4 علامات مفاجئة تدل على تقدمك في السن

صحتك هناك علامات مفاجئة وغير معروفة قد تدل على أنك تتقدم في السن (رويترز)

4 علامات مفاجئة تدل على تقدمك في السن

كشف تقرير جديد نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن 4 علامات مفاجئة وغير معروفة قد تدل على أنك تتقدم في السن.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق للتغيرات في الوضع الاجتماعي تأثير ملموس في الشيخوخة (كلية لندن الجامعية)

الحرمان الاجتماعي والفقر يُسرِّعان الشيخوخة

الأشخاص الذين يتمتّعون بظروف اجتماعية واقتصادية ميسورة، مثل ارتفاع الدخل أو ارتفاع مستويات التعليم، يواجهون خطراً أقل للإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أولى علامات التنكس والانحدار في التفكير تبدأ من سن 44 عاماً (رويترز)

في أي عمر يبدأ تفكيرك بالتدهور؟

حدَّدت دراسة جديدة السنَّ المحددة التي تُظهر فيها خلايا أدمغتنا أولى علامات الانحدار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)

لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال؟

كشفت دراسة جديدة عن سبب علمي محتمل وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور، وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن، حيث أشارت إلى أن السبب في ذلك قد يرجع للكروموسوم «إكس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعتقد خبراء جامعة جورجيا أن أولئك الذين وُلدوا في النصف الأول من القرن الـ20 قد يصبحون من كبار السن الذين يحطمون الأرقام القياسية لطول العمر (متداولة)

دراسة: أشخاص وُلدوا في سنوات معينة قد يعيشون 120 عاماً أو أكثر

تشير دراسة أجرتها جامعة جورجيا إلى أن الأشخاص الذين وُلدوا في العقود بين 1900 و1950 قد يكونون في طريقهم إلى حياة طويلة بشكل غير عادي تحطم الأرقام القياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

علماء يستخدمون أجساماً مضادة من حيوانات الألبكة لصنع دواء جديد للإنفلونزا

مجموعة من حيوانات الألبكة تظهر في أحد المزارع بآيرلندا (رويترز)
مجموعة من حيوانات الألبكة تظهر في أحد المزارع بآيرلندا (رويترز)
TT

علماء يستخدمون أجساماً مضادة من حيوانات الألبكة لصنع دواء جديد للإنفلونزا

مجموعة من حيوانات الألبكة تظهر في أحد المزارع بآيرلندا (رويترز)
مجموعة من حيوانات الألبكة تظهر في أحد المزارع بآيرلندا (رويترز)

يستخدم العلماء الأجسام المضادة المأخوذة من حيوانات الألبكة في دواء جديد لعلاج الإنفلونزا الوبائية، ضمن مشروع بقيمة 33 مليون جنيه إسترليني - أي نحو 42 مليوناً و500 ألف دولار تقوده شركة «أسترازينيكا»، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

في حال نجاح هذه التجربة، قد تُمهّد الطريق لعصر جديد من العلاجات بالأجسام المضادة بأسعار معقولة للحماية من أمراض معدية خطيرة ومتنوعة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) وإيبولا وغيرهما.

تسارع استخدام الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المصنعة لاستهداف الفيروسات وبعض أنواع السرطان وتحييدها في السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك أثبت أنه غير فعال ومكلف.

يهدف المشروع الجديد إلى التغلب على هذه المشكلة باستخدام الأجسام المضادة VHH أو «الأجسام النانوية» التي تتميز بفاعليتها ودقتها واستقرارها.

كما أنها أكثر غرابة بكثير؛ فهي مشتقة من مجموعة محدودة من الحيوانات، بما في ذلك الجمال واللاما والعديد من أنواع أسماك القرش.

في التجربة التي تقودها «أسترازينيكا»، سيقوم العلماء بتحصين حيوانات الألبكة بأربع سلالات من الإنفلونزا. ثم سيستخرجون الأجسام المضادة الواقية التي تنتجها الحيوانات استجابة لذلك، ويستخدمونها لتطوير أدوية وقائية جديدة محتملة للبشر.

ويُعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم فيها الأجسام المضادة VHH من الألبكة لتطوير علاجات ضد الفيروسات الخطيرة.

بافتراض نجاحها، يُؤمل أن يكون إنتاج الأجسام المضادة VHH أقل تكلفة وأكثر فعالية من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة.

نظراً لفاعليتها، يُمكن استخدامها بتركيزات أقل، ولأنها أكثر استقراراً، فقد لا تحتاج إلى حفظها في درجات حرارة منخفضة تتطلب سلسلة تبريد.

هذه الميزة جعلت أجسام الألبكة المضادة مرشحة أيضاً باعتبارها مضاداً لسموم لدغات الثعابين.

لكن الأهم من ذلك، أن أجسام VHH المضادة أصغر بكثير من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة، مما يسمح لها باستهداف أجزاء من الفيروس لا تستطيع الأجسام المضادة التقليدية مهاجمتها. ويأمل العلماء أن يُسهم ذلك في حل مشكلة رئيسية، وهي «هروب الفيروس».