الذكاء الاصطناعي يُشخِّص أمراض الرئة بدقة فائقة

نتائج تفتح آفاقاً واسعة لتحسين الرعاية الصحية في المستقبل

أمراض الرئة تتطلب تشخيصاً دقيقاً للعلاج المناسب (جامعة العلوم الصحية والصيدلة في سانت لويس)
أمراض الرئة تتطلب تشخيصاً دقيقاً للعلاج المناسب (جامعة العلوم الصحية والصيدلة في سانت لويس)
TT

الذكاء الاصطناعي يُشخِّص أمراض الرئة بدقة فائقة

أمراض الرئة تتطلب تشخيصاً دقيقاً للعلاج المناسب (جامعة العلوم الصحية والصيدلة في سانت لويس)
أمراض الرئة تتطلب تشخيصاً دقيقاً للعلاج المناسب (جامعة العلوم الصحية والصيدلة في سانت لويس)

نجح فريق بحثي في أستراليا في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي قادر على تشخيص أمراض الرئة، بما فيها الالتهاب الرئوي، بدقة فائقة.

وأوضح الباحثون من جامعة تشارلز داروين، والجامعة الكاثوليكية الأسترالية، أنّ النموذج يمثّل حلاً فعّالاً يساعد الأطباء على تشخيص أمراض الرئة بدقة عالية؛ ما يقلّل من احتمالية حدوث أخطاء طبية، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Computer Science».

وأمراض الرئة -مثل الالتهاب الرئوي والتليف الرئوي- من أبرز أسباب الوفيات عالمياً، وتستلزم تشخيصاً دقيقاً وسريعاً لضمان العلاج المناسب، والحدّ من المضاعفات.

وفي التشخيص التقليدي، يعتمد الأطباء عادة على الفحص السريري وصور الأشعة، وهذا قد يكون عرضة للتأخير أو الأخطاء البشرية.

لذلك، يمثّل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي تطوّراً حاسماً في هذا المجال، إذ يتيح تحليلاً دقيقاً وسريعاً للبيانات الطبية؛ ما يعزّز فرص الاكتشاف المبكر وتحسين نتائج العلاج، ويُسهم في تقليل الضغط على الأطباء، وتحسين جودة الرعاية الصحية.

ويعتمد النموذج الجديد على تحليل مقاطع فيديو بالموجات فوق الصوتية للرئة؛ إذ يفحص كل إطار لاستخلاص السمات الرئيسية للرئتين.

كما يقوّم تسلسل الإطارات لفهم الأنماط الزمنية التي تشير إلى حالات مرضية مختلفة. وباستخدام هذه البيانات، يحدّد النموذج أنماطاً معيّنة مرتبطة بأمراض رئوية مختلفة، ليصنّف الحالات ضمن فئات مثل الرئة السليمة، الالتهاب الرئوي: «كوفيد-19»، وأمراض الرئة الأخرى.

وأثبتت النتائج أنّ نموذج الذكاء الاصطناعي تمكّن من تشخيص أمراض الرئة، مثل الالتهاب الرئوي، بدقة بلغت 96.57 في المائة.

واستخدم النموذج تقنية «الذكاء الاصطناعي التفسيري» لتوضيح سبب اتخاذ القرارات التشخيصية، وهذا يعزّز الثقة بين الأطباء والنظام، وفق الفريق.

ويقدّم النظام خرائط حرارية تُظهر المناطق التي استند إليها في التشخيص؛ ما يساعد الأطباء على فهم النتائج واتخاذ قرارات مستنيرة.

وأشار الباحثون إلى أنّ النموذج يمكن تدريبه لتشخيص أمراض إضافية مثل: السلّ، والربو، وسرطان الرئة، والتليف الرئوي، وأمراض الرئة المزمنة، إذا توفرت البيانات اللازمة. كما يساعد في توفير الوقت وتحسين كفاءة العمل، إذ يمكنه تحليل الصور بسرعة؛ ما يقلّل الوقت اللازم للتشخيص ويوفر مزيداً منه للأطباء للتركيز على رعاية المرضى.

وفق الباحثين، يمكن استخدام هذا النموذج أداة تدريبية فعّالة لتعليم الأطباء والمختصين كيفية التعرّف على أمراض الرئة عبر الموجات فوق الصوتية.

وأكد الفريق أنّ نتائج الدراسة تُظهر كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دوراً مهماً في تحسين دقة التشخيص الطبي وزيادة كفاءة الخدمات الصحية، وهذا يفتح آفاقاً واسعة لتحسين الرعاية الصحية في المستقبل.


مقالات ذات صلة

دراسة: اختبار جديد قد يحدث ثورة في علاج سرطان الثدي

صحتك اختبار جديد قد يحدث ثورة في علاج سرطان الثدي (رويترز)

دراسة: اختبار جديد قد يحدث ثورة في علاج سرطان الثدي

على مدى سنوات، كان علاج سرطان الثدي يعتمد على التغيرات الجينية الموجودة في أنسجة الورم، وعادة ما يكون ذلك من خلال أخذ العينات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أظافرك هي علامة واضحة على عمرك البيولوجي (رويترز)

أظافرك قد تتوقع طول عمرك

إذا كنت تتساءل عن عدد السنوات التي من المرجح أن تعيشها، فإن أظافرك قد تحمل الإجابة عن هذا الأمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك لدى الإنسان عُمران: زمني وبيولوجي (رويترز)

«ثلاثية صحية» تبطئ الشيخوخة وتخفض خطر الإصابة بالسرطان

أظهرت دراسة حديثة أن هناك «ثلاثية صحية» يمكن أن تبطئ الشيخوخة وتقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 61 في المائة.

«الشرق الأوسط» (بيرن)
صحتك يستخدم الكثير منا العسل بشكل يومي في مختلف الأشياء (رويترز)

هل العسل مفيد بالفعل لصحتك؟

تحدثت صحيفة «التلغراف» البريطانية مع عدد من الخبراء بشأن الفوائد الصحية للعسل، وما إذا كان هناك بعض الأشخاص الممنوعين من تناوله.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طفل يعاني التوحد (أرشيفية-رويترز)

لعبة فيديو قد تساعد في تشخيص التوحد بدقة 80 %

قد يتمكن الأطباء قريباً من تشخيص الأطفال المصابين بالتوحد باستخدام لعبة فيديو تعتمد على أداة لتتبُّع الحركة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مراوح التهوية تقضي على البكتيريا في دورات المياه

تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)
تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)
TT

مراوح التهوية تقضي على البكتيريا في دورات المياه

تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)
تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه يقلل خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة (جامعة يورك)

أظهرت دراسة صينية أن استخدام مراوح التهوية يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر استنشاق جزيئات البكتيريا الضارة في دورات المياه العامة بعد عملية تدفق المياه في المرحاض.

وأوضح الباحثون من جامعة الصين لعلوم الأرض أن استنشاق هذه الجسيمات الضارة قد يؤدي إلى تشنجات في البطن، وغثيان، وإسهال، وقيء. وقد نُشرت النتائج يوم الاثنين في دورية «Risk Analysis».

وتُستخدم مراوح التهوية لتحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة، من خلال طرد الهواء الملوث وإدخال هواء نقي من الخارج. وتساعد هذه المراوح في تقليل تركيزات الملوثات والجراثيم في البيئة، ما يُعزز صحة الأفراد الذين يوجدون في الأماكن المغلقة، مثل المكاتب والمنازل ودورات المياه العامة.

وأُجريت الدراسة في دورة مياه بمبنى إداري في الصين؛ حيث تم تحليل انبعاثات الجسيمات البكتيرية بعد استخدام مرحاض القرفصاء والمرحاض المزود بشطّاف، تحت ظروف مختلفة من التدفق والتهوية.

وكشفت النتائج أن تدفق مياه المرحاض يؤدي إلى انتشار تركيزات غير صحية من البكتيريا في الهواء، تتجاوز الحدود المقبولة التي حددتها المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

التهوية الفعالة ليست مجرد عامل مريح بل هي عنصر أساسي للحد من المخاطر الصحية (الشرق الأوسط)

كما أظهرت النتائج أن مراحيض القرفصاء تُطلق تركيزات أعلى من البكتيريا؛ حيث كانت جسيمات المكورات العنقودية الذهبية (S.aureus) أعلى بنسبة 42-62 في المائة، وبكتيريا الإشريكية القولونية (E.coli) أعلى بنسبة 16-27 في المائة، مقارنة بالمراحيض المزودة بشطّاف.

ووجد الباحثون أن التدفق الأول للمرحاض الفارغ يؤدي إلى انخفاض تركيزات البكتيريا بنسبة تصل إلى 43 في المائة، مقارنة بالتدفق الثاني عند وجود فضلات. والأهم من ذلك، اكتشف الباحثون أن استخدام مروحة التهوية يُقلل خطر التعرض للبكتيريا بمعدل 10 أضعاف، ما يُقلل احتمال انتقال العدوى.

تحسين التهوية

وقال الباحثون إن هذه النتائج توفر دليلاً علمياً على أهمية تحسين أنظمة التهوية في دورات المياه العامة لتقليل انتشار الجسيمات البكتيرية الضارة.

وأضافوا أن تحسين أنظمة التهوية عبر تعزيز كفاءة مراوح الشفط ومعدلات تبادل الهواء يُمكن أن يقلل بشكل فعَّال من تركيزات البكتيريا والمخاطر الصحية المرتبطة بها.

وأشار الفريق إلى أن النتائج يمكن أن تُسهم في تشجيع صناع القرار على وضع إرشادات جديدة للصحة العامة، مثل إلزامية تشغيل مراوح التهوية في الأماكن العامة والمرافق المشتركة، خصوصاً في المستشفيات والمدارس والمكاتب.

ونوه الفريق بأن التهوية الفعالة ليست مجرد عامل مريح، بل هي عنصر أساسي للحد من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام المراحيض العامة.