الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
TT

الأحياء المزدحمة تشجع السكان على المشي

الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)
الأحياء الحضرية تشجع السكان على المشي (جامعة ويسترن أونتاريو)

أفادت دراسة أميركية بأن تصميم الأحياء السكنية يمكن أن يُؤثر بشكل كبير على مستوى النشاط البدني للأفراد، خصوصاً المشي.

وأوضح الباحثون من جامعة ولاية واشنطن، أن الأحياء الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية تشجّع السّكان على المشي أكثر، وتجعلهم أكثر نشاطاً، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية (American Journal of Epidemiology).

ويُعدّ النشاط البدني، خصوصاً المشي، أحد أهم العوامل لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة، فهو يساعد على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتنظيم مستويات السُّكر في الدم، وخفض ضغط الدم، وتقوية العضلات والعظام. كما يسهم في تعزيز الصحة النفسية من خلال تقليل التوتر والقلق، وتحسين المزاج والنوم.

واعتمدت الدراسة على بيانات أكثر من 11 ألف شخص بين عامي 2009 و2020، وتضمّنت معلومات حول أماكن إقامتهم وعدد دقائق المشي الأسبوعية، سواء للممارسة الرياضية أو التنقل اليومي.

وقيّم الباحثون مدى «قابلية المشي» في الأحياء بناءً على معايير تشمل الكثافة السكانية، وشبكات الطرق، وتوافر وجهات يمكن الوصول إليها سيراً على الأقدام، مثل المتاجر، والمطاعم، والمتنزهات، والمقاهي.

وأظهرت النتائج أن السكان في الأحياء الأكثر قابلية للمشي، مثل منطقة «كابيتول هيل» في سياتل، يمشون أكثر من غيرهم.

وكشفت عن أن زيادة بنسبة 1 في المائة في قابلية المشي تؤدي إلى زيادة بنسبة 0.42 في المائة في معدلات المشي داخل الحي. وعند تطبيق ذلك عملياً، فإن زيادة بنسبة 55 في المائة في قابلية المشي، تعني زيادة بمقدار 23 في المائة بمعدلات المشي، أي نحو 19 دقيقة إضافية من المشي أسبوعياً لكل فرد. كما أشارت الدراسة إلى أن تصميم الأحياء القابلة للمشي يعزّز استخدام وسائل النقل العام. فقد وجدت الدراسة أن العيش في حي يتميّز بقابلية المشي يقلّل احتمال عدم استخدام وسائل النقل العام بنسبة 32 في المائة.

وتعليقاً على النتائج، أكد البروفيسور غلين دنكان، الباحث الرئيسي للدراسة من جامعة ولاية واشنطن، أهمية تصميم الأحياء لتعزيز الصحة العامة، قائلاً: «لدينا نسبة كبيرة من السكان في الولايات المتحدة لا يمارسون نشاطاً بدنياً كافياً. إذا استطعنا زيادة عدد الأشخاص الذين يمشون يومياً، حتى بمقدارٍ بسيط، سنُحقّق فوائد صحية كبيرة».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «المشي وسيلة بسيطة ومجّانية للنشاط البدني، ولا يتطلّب استثمارات كبيرة في الملابس أو المعدات الرياضية. فقط ارتدِ حذاءً مناسباً وابدأ بالمشي».

وأشار إلى أن هذه النتائج تحثّ على إعادة التفكير في تصميم الأحياء السكنية لتشجيع النشاط البدني وتحقيق التوصيات العالمية للنشاط البدني الأسبوعي، والمقدرة بـ150 دقيقة، ممّا يُعزز رفاهية الأفراد ويسهم في تحسين الصحة العامة.


مقالات ذات صلة

القلب يتذوق الطعام الحلو

شوكولاته «غوديفا»... (تريبيون ميديا)

القلب يتذوق الطعام الحلو

أظهرت دراسة جديدة أن القلب يمكنه استشعار الأطعمة الحلوة ويمكنه زيادة قوة انقباض عضلة القلب استجابة لذلك، فيما وصف بأنه «اكتشاف مدهش».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك براعم البروكلي تحتوي على مركَّب يساعد على ضبط سكر الدم (جامعة أوساكا متروبوليتان)

مركَّب في البروكلي للوقاية من السكري

وجدت دراسة سويدية أنّ مركَّباً طبيعياً في براعم البروكلي قد يساعد في تحسين مستويات السكر بالدم لدى الأشخاص الذين يعانون مقدّمات السكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يساعد خبز الذرة في مكافحة الكولسترول السيئ (متداولة)

ما نوع الخبز الذي يجب تناوله لخفض مستويات الكولسترول السيئ؟

نصح الأطباء بنوع معين من الخبز للمساعدة في خفض مستويات الكولسترول السيئ وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، هو خليط دقيق الذرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تغذية الأم أثناء الحمل تلعب دوراً حاسماً في صحة الجنين ونموه السليم (جامعة يوتا)

تغذية الأم تحدد ذوق طفلها المستقبلي

كشفت دراسة بريطانية أن الأطفال حديثي الولادة يُظهرون استجابات إيجابية تجاه روائح الأطعمة التي تعرضوا لها أثناء وجودهم في الرحم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق نافذة «شجرة الحياة» (غيتي)

اكتشاف رياضيات خفيّة بأغصان الأشجار في لوحات دافنشي

كشفت دراسة جديدة عن أنّ الأشجار التي صوَّرتها أعمال كبار الرسامين، مثل ليوناردو دافنشي وبيت موندريان، تتبع أنساقاً رياضية فيما يخصّ نمط تفرّعها في الطبيعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

أول دواء يقلل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)
عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)
TT

أول دواء يقلل خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية

عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)
عقار سوتاغليفلوزين يمكن أن يقلل أيضًا بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية (رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن عقار سوتاغليفلوزين، الذي تمت الموافقة عليه مؤخراً لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى، يمكن أن يقلِّل أيضاً بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ويقول الخبراء إن عقار سوتاغليفلوزين، المعروف تجارياً باسم «Inpefa» هو أول دواء من نوعه يقدم هذه الفوائد الفريدة للقلب والأوعية الدموية، مما يمهِّد الطريق لاستخدام أوسع للدواء، بحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

ويعتبر سوتاغليفلوزين مثبطاً لناقلات الصوديوم والغلوكوز (SGLT)؛ فهو يعوق عمل بروتينين مسؤولين عن نقل الغلوكوز والصوديوم عبر الأغشية الخلوية، هما SGLT1 وSGLT2.، مما يساعد في التحكُّم بمستويات السكر في الدم.

وأشار الباحثون في الدراسة التي نشرت في «مجلة لانسيت للسكري والغدد الصماء» إلى أن «سوتاغليفلوزين» هو أول مثبط لـSGLT يساعد في تقليل فرص حدوث سكتة دماغية واحتشاء في عضلة القلب؛ فقد أثبتت دراستنا أن فوائد الدواء في هذا الشأن فريدة من نوعها.

وشملت الدراسة أكثر من 10 آلاف مريض يعانون من أمراض الكلى المزمنة ومرض السكري من النوع الثاني وعوامل خطر قلبية وعائية.

وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى تناولت سوتاغليفلوزين، في حين تناولت الأخرى دواء وهمياً. وتمت متابعتهم لمدة 16 شهراً في المتوسط.

وقد شهد أولئك الذين تناولوا سوتاغليفلوزين انخفاضاً بنسبة 23 في المائة في النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي.

وقال الدكتور ديباك إل بات، مدير مستشفى ماونت سيناي فوستر للقلب، الذي قاد فريق الدراسة، في بيان: «أظهرت هذه النتائج آلية عمل جديدة لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وهي الحصار المشترك لمستقبلات SGLT1 الموجودة في الكلى والأمعاء والقلب والدماغ (ومستقبلات SGLT2) الموجودة في الكلى، باستخدام هذا الدواء».

ويرتبط مرض السكري وأمراض الكلى المزمنة وأمراض القلب ارتباطاً وثيقاً، وفقاً لـ«المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها».

وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي مستويات السكر المرتفعة في الدم إلى إتلاف الكلى، مما يضعف قدرتها على تصفية الدم؛ الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بمرض الكلى المزمن.

ومع كفاح الكلى للعمل، فإنها تضع ضغطاً إضافياً على القلب، مما يجبره على العمل بجهد أكبر لضخ الدم. ويمكن أن يؤدي هذا العبء المتزايد إلى أمراض القلب.

كما أن الجمع بين مرض السكري وأمراض الكلى يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؛ حيث يمكن أن تؤدي كلتا الحالتين إلى إتلاف الأوعية الدموية.