«إعلان جدة» يدفع قُدماً الأجندة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات

القويزاني لـ«الشرق الأوسط»: استضافة السعودية للمؤتمر تؤكد تصدّيها للتحدّيات الصحّية

شملت الالتزامات إطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم الابتكار في الحلول البيوتكنولوجية (واس)
شملت الالتزامات إطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم الابتكار في الحلول البيوتكنولوجية (واس)
TT

«إعلان جدة» يدفع قُدماً الأجندة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات

شملت الالتزامات إطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم الابتكار في الحلول البيوتكنولوجية (واس)
شملت الالتزامات إطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم الابتكار في الحلول البيوتكنولوجية (واس)

تعهَّدت الدول الأعضاء في «إعلان جدة»، مع اختتام أعمال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول «مقاومة مضادات الميكروبات»، الذي استضافته السعودية لـ3 أيام؛ بتحقيق أهداف الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030.

وأكد وزير الصحّة السعودي، فهد الجلاجل، في اختتام أعمال المؤتمر الوزاري، أنّ «إعلان جدة» سيدفع الأجندة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات قُدماً من خلال إجراءات فاعلة، والإسهام في تحفيز العمل وتنفيذه في الأعوام المقبلة، مشيراً إلى أنه حان الوقت لتُبصر هذه الإجراءات النور.

وزير الصحة السعودي أعلن إنشاء مركزَيْن لتحسين الوصول إلى المضادات الحيوية (واس)

وأعلن وزير الصحة السعودي، في كلمته، عن إنشاء مركز «تعلُّم الصحة الواحدة» لمقاومة مضادات الميكروبات، ومركز إقليمي للوصول إلى المضادات الحيوية والخدمات اللوجيستية في السعودية، بهدف تعزيز التعاون العالمي وتحسين التشخيص والوصول إلى المضادات الحيوية الأساسية.

كما شملت التزامات «إعلان جدة» إطلاق جسر التقنيات الحيوية لدعم البحث والتطوير والابتكار في الحلول البيوتكنولوجية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات.

وأوضح الوزير الجلاجل أنّ الالتزامات التي تضمنها «الإعلان» تمثّل حجر الأساس لبرنامج «يعكس قراراتنا في الأمم المتحدة، وهي عناصر جوهرية تُمكّن الدول الأعضاء والهيئات الدولية من اتخاذ خطوات فعّالة وجدّية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات».

وتبنّى «إعلان جدة» ما ورد في الإعلان الدولي بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الصادر عن اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى في الجمعية العامة الـ79 بسبتمبر (أيلول) الماضي.

وتهدف التزاماته إلى ترجمة الإرادة الدولية لتصبح خطوات عملية قابلة للتنفيذ، مع التركيز على تعزيز الحوكمة، وتحسين آليات المراقبة والإشراف، وبناء القدرات، وتشجيع البحث والتطوير، وزيادة الوعي العام من خلال المبادرات التعليمية.

أبرز «إعلان جدة» دور المنظمات الرباعية في تقديم الدعم اللازم للحكومات (واس)

وأكد «الإعلان» أهمية التعاون الدولي ودور المنظمات الرباعية (منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان) في تقديم الدعم اللازم للحكومات.

في هذا السياق، رحَّب الوزير الجلاجل، في ختام كلمته، بدولة نيجيريا مضيفةً للنسخة الخامسة من المؤتمر الوزاري العالمي، مشيراً إلى أنه تجب مواصلة توسيع هذا «الائتلاف الراغب» ليشمل مجتمعاً أكبر من المنظّمات والأفراد الذين يتّخذون موقفاً حازماً، ويعملون بجدّية ضد مقاومة مضادات الميكروبات، بالإضافة إلى اعتماد آلية أقوى، وهي نظام «الترويكا»، لدفع العمل والتنفيذ قُدماً خلال عامَي 2025 و2026؛ حتى الاجتماع الوزاري الخامس.

وتمثل آلية «الترويكا» تعاوناً ثلاثياً بين الدولة المستضيفة السابقة والحالية والمستقبلية، وتُعدُّ ابتكاراً جديداً لتعميق التعاون وضمان استمرارية الزخم، مما يجعلها إرثاً دائماً للاجتماع في جدة، ودافعاً رئيسياً للعمل والتنفيذ حتى المؤتمر الوزاري الخامس في 2026.

من جهته، أوضح الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الصحة العامة» في السعودية، الدكتور عبد الله القويزاني، لـ«الشرق الأوسط»، أنّ استضافة المملكة للمؤتمر الوزاري العالمي رفيع المستوى يجسّد دورها الرائد بوصفها مركزاً عالمياً للتصدّي للتحدّيات الصحّية.

وأشار إلى أنّ النجاحات التي حقّقتها السعودية على الصعيد المحلّي، المتميّزة بالتكامل بين القطاعات الوطنية، باتت مثالاً يُحتذى به لتطبيق مبدأ «الصحة الواحدة»، مؤكداً أنّ المملكة تشارك خبراتها على الصعيد الدولي لضمان عظيم الأثر في نقل التجربة.

واختُتم اجتماع جدة بدعوة جميع الدول الأعضاء إلى الالتزام بتعهّداتها والعمل على تحقيق الأهداف المحدَّدة في الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات بحلول عام 2030. وتحت شعار «من البيان إلى التطبيق»، جمع وزراءَ وخبراءَ من قطاعات الصحّة والبيئة والزراعة من 57 دولة، إضافة إلى 450 مشاركاً من منظمات الأمم المتحدة، لمعالجة الحاجة الملحّة لاتّخاذ إجراءات منسَّقة ضد مقاومة مضادات الميكروبات.


مقالات ذات صلة

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

يوميات الشرق أعضاء اللجنة الوزارية أعربوا عن رغبتهم في تعزيز التعاون بما يعكس الهوية الثقافية والتاريخية الفريدة للمنطقة (واس)

التزام سعودي - فرنسي للارتقاء بالشراكة الثنائية بشأن «العلا»

أكد أعضاء اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير «العلا»، السبت، التزامهم بالعمل للارتقاء بالشراكة الثنائية إلى مستويات أعلى.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق د. عبد العزيز الربيعة خلال تسلمه الجائزة من ديلانو روزفلت (الشرق الأوسط)

الربيعة يتسلم جائزة القيادة العالمية في مجال الصحة والإنسانية

تسلم الدكتور عبد العزيز الربيعة جائزة القيادة العالمية في مجال الصحة والإنسانية، في واشنطن.

صحتك وزير الصحة السعودي في صورة تذكارية مع وزراء وكبار مسؤولي قطاعات الصحة والبيئة والزراعة المشاركين في المؤتمر الوزاري في جدة (واس)

السعودية تطلق مبادرات نوعية لمواجهة أكثر التهديدات الصحية العالمية

أطلقت السعودية، الجمعة، عدداً من المبادرات النوعية خلال المؤتمر الوزاري الرفيع المستوى عن «مقاومة مضادات الميكروبات» الذي تستضيفه في المدينة الساحلية جدة.

إبراهيم القرشي (جدة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تكرّم جائزة القلم الذهبي الإبداع الأدبي الأكثر تأثيراً في الوطن العربي (الشرق الأوسط)

تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة المنافسة في جائزة القلم الذهبي

أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) تركي آل الشيخ القائمة الطويلة المنافسة في جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن
TT

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة، أجراها مستشفى هيوستن ميثوديست، أن استهداف العصب، الذي غالباً ما يكون مبهماً، يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد، والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن، والتي تعمل على توسيع نطاق العلاجات التي تُغير قواعد اللعبة، لتشمل أقلية من المرضى الذين لم تساعدهم هذه العلاجات، في السابق.

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت بمجلة «لارينجوسكوب إنفيستيغاتيف أوتولارينجولوجي (Laryngoscope Investigative Otolaryngology)»، أن العلاجات التي قام بها الأطباء المتابعون بعلاج العصب الأنفي الخلفي posterior nasal nerve (PNN)، وهو عصب مخفي لدى بعض الأشخاص بسبب الاختلافات التشريحية من شخص لآخر، في العيادات الخارجية التي تكون حرارة الغرفة فيها محكمة، قد أفادت المرضى الذين لم يستجيبوا لعلاجات أخرى.

ويقول الدكتور عمر أحمد، طبيب أنف وأذن وحنجرة بمستشفى هيوستن ميثوديست والباحث الرئيسي في الدراسة: «لم نتمكن فحسب من تحسين معدل نجاح الإجراءات بشكل كبير، بل أصبحنا، الآن، قادرين على تقديم هذه العلاجات الأكثر أماناً والأقل تدخلاً، كبديل للخيارات الجراحية، التي نلجأ إليها غالباً للمرضى الذين يعانون نسبة مرتفعة من أعباء أعراض التهاب الأنف المزمن».

تقنيات العلاج بالتبريد

وخلال السنوات الخمس الماضية، برزت تقنيات العلاج بالتبريد «ClariFix®» والعلاج بالترددات الراديوية «RhinAer™» بوصفها خيارات فعالة وغير جراحية لكثير من الأفراد الذين يعانون سيلان الأنف «الرعاف» المتكرر، والتنقيط الأنفي الخلفي، والاحتقان، والعطس، والسعال، والحكة الأنفية. وشكلت هذه الإجراءات نقطة تحول لدى 70 في المائة من المرضى الذين استجابوا بشكل إيجابي، في حين أن 30 في المائة من المرضى الذين خضعوا للعلاج لم يلحظوا أي تحسن في أعراضهم.

ويقول الدكتور أحمد إن باحثي الدراسة توقعوا أن يروا تراجعاً تدريجياً في الفوائد، لكن في هذه الدراسات المبكرة كان الأمر أشبه بخيارين؛ إما أن العلاج ناجح، أو أن المرضى لم يخضعوا للعلاج على الإطلاق. والأمر الذي لفت انتباههم في هذه النتائج، كان واقع اختلاف التكوين التشريحي «anatomy» للمرضى، مما يعني أن هناك طريقة أفضل لتحقيق النتائج والفائدة المرجوّة.

وخلال محاولتهم فهم سبب فشل العلاج، أجرى الدكتور أحمد، والدكتور ماس تاكاشيما، رئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة بمستشفى هيوستن ميثوديست، دراسات أولية ركزت على المرضى الذين لم يستجيبوا للإجراءات سابقاً. ويقول الدكتور أحمد: «ما اكتشفناه هو اختلاف كبير في التكوين التشريحي للمرضى الذين لم تنجح علاجاتهم».

وعليه، بات العصب الأنفي الخلفي الهدف الرئيس في هذه الإجراءات، والذي غالباً ما يجري تجاهله لأنه يقع خلف المحارة الأنفية الوسطى، وهي بنية عظمية في تجويف الأنف. وتستهدف الأساليب التقليدية الأعصاب الموجودة أمام هذه البنية، مما يؤدي إلى علاج غير مكتمل لدى بعض المرضى.

ومن خلال استخدام فحوصات التصوير المقطعي المحوسب «CT scans»، تمكّن الباحثون من تحديد هذه الاختلافات التشريحية، وخاصة في ارتباط المحارة الوسطى بالثقب الوتدي الحنكي sphenopalatine foramen (SPF)، وهي الفتحة التي يدخل منها العصب الأنفي الخلفي إلى تجويف الأنف.

ومن ثم قام فريق البحث بتعديل تقنيتهم ​​الجراحية لمراعاة هذه الاختلافات التشريحية، وعلاج كل من الجزأين الأمامي والخلفي من المحارة الأنفية الوسطى. وأكدت النتائج اللاحقة أهمية تخصيص أساليب العلاج بناءً على التشريح الفردي، وإجراء دراسات متابعة عند فشل العلاجات.

وكان الدكتور أحمد والدكتور تاكاشيما وفريهم البحثي قد قدموا نتائج دراستهم لأول مرة، في اجتماع الجمعية الأمريكية لطب الأنف عام 2022. ومنذ ذلك الحين، اكتسب عملهم اعترافاً وطنياً على صعيد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تَواصل الأطباء من جميع أنحاء البلاد مع الفريق للحصول على إرشادات حول كيفية تعديل تقنيتهم.