تحذير من الإصابة بمرض «ملاريا المطارات»

يصاب بها الركاب عن طريق الأمتعة أو الطائرة أو الطرود.

مسافرون تزدحم بهم صالة المغادرة في مطار «بالتيمور - واشنطن الدولي» (أ.ب)
مسافرون تزدحم بهم صالة المغادرة في مطار «بالتيمور - واشنطن الدولي» (أ.ب)
TT

تحذير من الإصابة بمرض «ملاريا المطارات»

مسافرون تزدحم بهم صالة المغادرة في مطار «بالتيمور - واشنطن الدولي» (أ.ب)
مسافرون تزدحم بهم صالة المغادرة في مطار «بالتيمور - واشنطن الدولي» (أ.ب)

توصلت دراسة جديدة إلى زيادة عدد حالات الإصابة بما يعرف بـ«ملاريا المطارات والأمتعة» في أوروبا خلال السنوات الأخيرة.

وحدد فريق دولي من الباحثين، 145 حالة بين عامي 2018 و2022 - تم تصنيف 105 منها على أنها «ملاريا المطارات»، و32 على أنها «ملاريا الأمتعة»، ولم يميز المحققون بين النوعين في ثماني حالات.

وفقاً للنتائج التي نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة Eurosurveillance، فإن أكثر من ثلث الحالات المبلغ عنها منذ عام 2000 حدثت من عام 2018 إلى عام 2022، مع ذروة الإصابة في عام 2019، وفقاً لما ذكرته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية.

ملاريا المطارات

تُعرف أيضاً باسم ملاريا أوديسيوس، في إشارة إلى المسافر طويل المعاناة في الأساطير اليونانية، وتشير ملاريا الأمتعة أو المطارات إلى عدوى يصاب بها شخص لم يسافر مؤخراً إلى بلد أو منطقة موبوءة بالملاريا، ولكنه بدلاً من ذلك، يصاب عبر بعوضة يتم نقلها عن طريق الأمتعة أو الطائرة أو الطرود.

و تم الإبلاغ عن أغلب حالات الملاريا في المطارات خلال الدراسة الجديدة في فرنسا (52 حالة)، وبلجيكا (19 حالة)، وألمانيا (تسع حالات). وكان المرضى غالباً يعملون بالقرب من مطار دولي أو يعيشون بالقرب منه، وكان الرجال أكثر تأثراً.

حالات الدراسة

وتعتبر حالات الإصابة بالملاريا من بين الأمتعة نادرة للغاية، إذ تم تسجيل 32 حالة فقط خلال فترة الدراسة التي استمرت خمس سنوات.

وتم الإبلاغ عن ثلاث وعشرين حالة في فرنسا، وثلاث حالات في كل من إيطاليا وألمانيا. وأشارت تسع حالات إلى مطار محدد، وكان مطار شارل ديغول في باريس هو الأكثر ذكراً خلال الدراسة.

ومن بين 133 حالة معروفة النتيجة، تعافى 124 مريضاً وتوفي تسعة. كان المرضى في الغالب في أواخر الثلاثينات من العمر عندما أصيبوا بالعدوى. والذين توفوا كانوا في الغالب في أواخر الخمسينيات من العمر.

توصيات

وأوصيت شركات الطيران باتباع إجراءات التطهير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، والتي تنصح برش مبيدات الحشرية في كابينة المشروبات، بما في ذلك مناطق المراحيض، وفي حجرة الشحن.

ويحث الخبراء، الأطباء أيضاً على اعتبار الملاريا سبباً عند محاولة علاج حالات الحمى غير القابلة للتفسير لدى المرضى الذين ليس لديهم تاريخ سفر يؤكد الإصابة بالعدوى.

توجد الملاريا عادة في المناخات الاستوائية ومناطق واسعة من أفريقيا وآسيا وأميركا الوسطى والجنوبية وأجزاء من الشرق الأوسط.

تقتل الملاريا أكثر من 400 ألف شخص كل عام - معظمهم من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل، وينتقل المرض عادة عن طريق لدغة بعوضة مصابة.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
TT

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)
هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

تظهر الأرقام السنوية ارتفاعاً حاداً في السكتات الدماغية بين أولئك الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً أو أكثر، حيث يلقي الخبراء باللوم على السمنة المتزايدة وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري وسوء نمط الحياة.

إلا أن هناك سبباً آخر رئيسياً يلقي الخبراء باللوم عليه في هذه المشكلة الصحية، وهو التوتر.

وتحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع إمداد الدم إلى جزء من المخ، إما بسبب انسداد وإما انفجار وعاء دموي، ما قد يتسبب في موت خلايا المخ. ودون علاج طارئ، يمكن أن تكون السكتة الدماغية قاتلة أو تسبب إعاقات طويلة الأمد مثل الشلل وفقدان الذاكرة ومشكلات التواصل.

لماذا يسبب التوتر السكتة الدماغية؟

يقول الدكتور جوزيف كوان، المتخصص في إعادة تأهيل مرضى السكتة الدماغية: «في حين أنه من الصعب إثبات أن السكتات الدماغية مرتبطة بالتوتر، إلا أن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية».

ويضيف كوان، الذي يعمل أيضاً استشارياً أول في مركز السكتة الدماغية في مستشفى تشارينغ كروس، أحد أكثر مراكز السكتة الدماغية ازدحاماً في المملكة المتحدة «عندما تكون متوتراً، يكون لديك مستويات أعلى من الأدرينالين؛ ما يرفع ضغط الدم، ويزيد من الالتهاب في الجسم، وكلاهما يتلف الشرايين، ويعد من عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية».

ولفت كوان إلى أن الأشخاص المصابين بالتوتر غالباً ما يلجأون لسلوكيات تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، في محاولة منهم لتقليل توترهم.

ومن بين هذه السلوكيات شرب الكحول والتدخين وتناول الوجبات السريعة غير الصحية ومشاهدة التلفزيون، ومن ثم كثرة الجلوس وقلة ممارسة الرياضة.

ويقول كوان: «قديماً، كان الناس يعودون إلى المنزل من العمل، ويتناولون العشاء، ويذهبون في نزهة، ويقابلون بعض الأصدقاء، ويخرجون للرقص - ولكن الآن يعودون إلى المنزل، ويسكبون لأنفسهم كأساً من النبيذ، ويأكلون ويشاهدون التلفزيون».

ويضيف: «لقد جعل توصيل الطعام الوضع أسوأ - لست مضطراً حتى إلى مغادرة المنزل لتناول الطعام غير الصحي».

ما العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في الإصابة بالسكتات الدماغية؟

تشمل المشكلات الصحية التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ارتفاع ضغط الدم، والرجفان الأذيني (نوع من عدم انتظام ضربات القلب)، وارتفاع نسبة الكوليسترول والسكري.

ويقول كوان إن قلة النوم هي عامل خطر رئيسي للإصابة بالسكتات الدماغية، وكذلك السمنة، ولكن التوتر يغذي كل هذه العوامل.

ويضيف: «عندما تكون متوتراً، لا تنام جيداً وتكون أقل عرضة لممارسة الرياضة والعناية بجسمك».

كيف يمكن أن نتصدى للسكتة الدماغية في منتصف العمر؟

وفقاً للدكتور كوان، يحتاج الأشخاص في منتصف العمر إلى البدء في تناول الطعام بشكل أفضل، وممارسة لمزيد من التمارين الرياضية - والتوقف عن التوتر الشديد ومعالجة ارتفاع ضغط الدم والكولسترول.

ويقول: «لقد عرفنا خلال السنوات العشر الماضية أن أعداد المصابين بالسكتة الدماغية في الفئة العمرية من 45 إلى 55 عاماً تزداد بشكل أسرع من الفئات العمرية الأكبر سناً. إنهم يأتون إلى قسمي بسكتات دماغية حادة جداً».

ويضيف: «إنهم يميلون إلى الإصابة بجميع عوامل الخطر التقليدية المرتبطة بهذه المشكلة الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين والتوتر، ومع ذلك فإن ما يذهلني في هذه الفئة العمرية هو الانخفاض الشديد في النشاط البدني».

وينصح كوان الأشخاص بمتابعة قياسات ضغط الدم والكولسترول الخاصة بهم باستمرار، وكذلك قياس أوزانهم والسعرات الحرارية التي يتناولونها وعدد الخطوات التي يمشونها يومياً.