التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

أهمية تلقيح البالغين الكبار في سن 50 عاماً

التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية
TT

التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

التطعيم المبكر ضد الهربس النطاقي يؤمِّن شيخوخة صحية

وجدت دراسة نموذجية حديثه أُجريت في ألمانيا، أن تطعيم الأفراد الأصغر سناً قد يكون له تأثير أكبر على الصحة العامة للوقاية من الهربس النطاقي، أو ما يُعرف أيضاً بالقوباء المنطقية Shingles، في الكبر.

ازدياد الإصابات مع العمر

وقد ازدادت نسبة حدوث المرض مع تقدم العمر، وهي أعلى عند الإناث منها عند الذكور. وتشير التقديرات إلى حدوث نحو 15 مليون حالة من الحالات في جميع أنحاء العالم لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً في عام 2020.

ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من 17 مليون حالة في عام 2025 وإلى 19 مليون حالة بحلول عام 2030 بسبب شيخوخة السكان في جميع أنحاء العالم. ونُشرت الدراسة في 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في مجلة «نيتشر» لمجموعة باحثين برئاسة ديزموند كوران، من شركة الأدوية العالمية GSK في بلجيكا.

مناطق انتشار القوباء المنطقية

فيروس القوباء المنطقية

القوباء المنطقية عدوى فيروسية تسبب طفحاً جلدياً مؤلماً يمكن أن يصيب أي مكان من الجسم ويظهر عادةً على شكل خط واحد من البثور يغطي الجانب الأيسر أو الأيمن من الجذع ويُعرف أيضاً بالحزام الناري. ويتكون الطفح الجلدي من بثور تتقشر عادةً خلال 7 إلى 10 أيام وتختفي خلال 2 إلى 4 أسابيع.

وقد يستمر الألم لعدة أشهر أو حتى سنوات بعد اختفاء الطفح بالنسبة لبعض الأشخاص ويُسمى هذا الألم طويل الأمد بالألم العصبي التالي للهربس Post - herpetic neuralgia (PHN) وهو أكثر المضاعفات شيوعاً للقوباء المنطقية، إذ يزداد خطر الإصابة بها مع التقدم في السن.

لقاح مضاد

كانت نتائج سابقة نُشرت في مقالة لنفس المجموعة في 23 أغسطس (آب) 2023 قد أشارت إلى الفاعلية العالية وفترة الحماية طويلة المدى والتكلفة المناسبة للقاح الثنائي الجرعة من لقاح Shingrix المسمى «اللقاح النطاقي المؤتلف RZV Recombinant Zoster Vaccine»، إذ ظهر أنه ذو فاعلية بنسبة 100 في المائة في منع القوباء المنطقية لدى البالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً وأكثر في الصين.

وقد تختلف التوصيات بين البلدان بناءً على عوامل مثل التمويل العام، وظروف استخدام اللقاح في الأفراد ذوي نقص المناعة. ويشير التقرير الجديد إلى أهمية التطعيم للبالغين لتأمين شيخوخة صحية وليس فقط لإضافة سنوات إلى الحياة ولكن لتحسين جودة تلك السنوات.

ويُظهر بعض التقارير أن اللقاح النطاقي المؤتلف قد يقلل من خطر الخرف ولكن يتطلب ذلك إجراء بحوث إضافية لفهم الآليات وراء هذا التأثير وتأكيد العلاقة السببية.

من جانبها توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية بتلقي جرعتين من لقاح Shingrix للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاماً فما فوق للوقاية من القوباء المنطقية ومضاعفاتها وكذلك للبالغين الذين يعانون ضعفاً في جهاز المناعة، إذ يوفر اللقاح حماية قوية ضد القوباء المنطقية والألم العصبي التالي للهربس بنسبة 68 إلى 91 بالمائة وتظل المناعة قوية لمدة 7 سنوات على الأقل بعد التطعيم اعتماداً على الحالة التي تؤثر على الجهاز المناعي.

مضاعفات عصبية شديدة

المضاعفات الأكثر شيوعاً للهربس النطاقي هي الألم العصبي التالي للهربس؛ فقد يعاني المصاب بالألم الذي يستمر لمدة 90 يوماً أو أكثر بعد ظهور الطفح الجلدي. وفي 10 إلى 20 بالمائة من الحالات يزداد خطر الألم العصبي التالي للهربس مع تقدم العمر.

وعلى الرغم من أنه يختفي خلال عام في معظم الحالات فإنه في بعض الحالات قد يستمر لسنوات وقد تحدث أيضاً مضاعفات أخرى بما في ذلك المضاعفات العصبية (مثل: الشلل، والسكتة الدماغية)، ومضاعفات العين (مثل: التهاب القزحية، وفقدان البصر)، ومضاعفات الجلد (مثل: العدوى البكتيرية الثانوية)، والمضاعفات الجهازية (مثل: الالتهاب الرئوي، واحتشاء عضلة القلب، والاستشفاء المرتبط بالنطاق، أو الوفاة)، ويمكن أن يؤدي مرض العيون إلى تلف العين والألم وحساسية الضوء وفقدان الرؤية، إذ تشمل أعراض متلازمة رامزي هانت Ramsay Hunt syndrome (RHS) طنين الأذن بنسبة 48 بالمائة من المرضى، وفقدان السمع كلياً في إحدى الأذنين بنسبة 24 بالمائة وقد يؤدي إلى ضعف السمع الدائم في 5 بالمائة من الحالات.

ومتلازمة «رامزي هانت» هي حالة يمكن أن تسبب ضعفاً أو شللاً في الوجه وطفحاً جلدياً يؤثر في الأذن، وقد يطلق عليه أيضاً اسم الهربس النطاقي الأذنيّ، وهو مظهر غير شائع من الهربس النطاقي الذي يؤثر على العُقد العصبية القحفية الثامنة والعقدة الركبية للعصب القحفي السابع، أي الوجهي.

حقائق

أكثر من 17 مليونأً

عدد إصابات المرض المتوقَّعة في عام 2025


مقالات ذات صلة

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

فيروس الهربس قد يزيد خطر الإصابة بألزهايمر

كشفت دراسة جديدة عن أن مرض ألزهايمر قد يكون ناجماً في بعض الأحيان عن فيروس الهربس الذي ينتقل من الأمعاء إلى الدماغ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أحد حمامات الصين (أرشيفية - أ.ف.ب)

كم مرة يجب عليك التبول يومياً وفقاً للخبراء؟

هل هناك عدد محدَّد لمرات التبول في اليوم؟ وماذا ينصح الخبراء الصحيون في هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

كشفت دراسة جديدة أن استئصال اللوزتين يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك مسافرون  بمطار هامبورج، مع بدء إجازة عيد الميلاد (د.ب.أ)

نشاط واحد قد يعزز من صحة عقلك بشكل كبير... ما هو؟

الخبراء يقولون إن هناك ترابطاً بين الإجازات والفوائد الصحية المؤثرة على صحتك الإدراكية والعقلية، إليك كيف يمكن للسفر أن يحسِّن من صحة دماغك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الثقة هي الأساس لأي علاقة ذات مغزى وتعمل كأساس حيوي يعزز الألفة والارتباط العاطفي (رويترز)

نصائح للتحكم في النفس بنجاح

قدَّم موقع «سيكولوجي توداي» نصائح للتحكُّم في النفس؛ حيث قال إن التحكم في النفس يشير إلى مقاومة الرغبات

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
TT

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام، لتحسين التنفس أثناء النوم، أو تقليل العدوى المتكررة.

إلا أن هناك دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين، كشفت أن هذا الإجراء الشائع نسبياً يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة، حسب موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وقام الباحثون التابعون لجامعة قوانغشي الطبية في الصين ومعهد كارولينسكا في السويد، بتحليل بيانات أكثر من مليون شخص مسجلين في سجل صحي سويدي، ووجدوا أن استئصال اللوزتين مرتبط بزيادة -بنسبة 43 في المائة- في خطر الإصابة بحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب، أو القلق.

وكانت نسبة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة هي الأبرز من بين الاضطرابات الأخرى؛ حيث إن نسبة الإصابة به بين أولئك الذين خضعوا لاستئصال اللوزتين في وقت مبكر من حياتهم كانت أعلى 55 في المائة، مقارنة بأولئك الذين لم يخضعوا للإجراء.

وبما أن الدراسة قائمة على الملاحظة، فلم يتمكن الباحثون من تحديد سبب هذه النتيجة، إلا أن الخطر المتزايد كان موجوداً حتى بعد مراعاة جنس المشاركين، والعمر الذي خضعوا فيه لاستئصال اللوزتين، وأي تاريخ عائلي لاضطرابات مرتبطة بالتوتر، ومستوى تعليم الوالدين (والذي يعد مؤشراً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمشاركين).

وكتب الباحثون في الدراسة: «تشير هذه النتائج إلى دور محتمل لأمراض اللوزتين، أو الحالات الصحية المرتبطة بها، في تطور الاضطرابات العقلية».

وأضافوا: «لقد وجدنا أنه على الرغم من أن زيادة المخاطر كانت أعظم خلال السنوات الأولى بعد الجراحة، فإن زيادة خطر الاضطرابات العقلية المرتبطة بالتوتر كانت لا تزال ملحوظة بعد أكثر من 20 عاماً من الجراحة».

يذكر أن بعض الدراسات السابقة ربطت استئصال اللوزتين بزيادة في مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية والسرطان.