عالِم فرنسي: بدائل التدخين تخفّض وفياته ولا تخلو من المخاطر

مليار شخص مدخن... والعدد سيبقى إلى 2025

عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)
عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)
TT

عالِم فرنسي: بدائل التدخين تخفّض وفياته ولا تخلو من المخاطر

عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)
عملية الاحتراق سبب رئيسي لكثير من المخاطر والسموم (أ.ب)

في وقت تشير فيه تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المدخنين اليوم يبلغ نحو مليار شخص حول العالم، ومن غير المرجح أن ينخفض في المستقبل المنظور، ومع توقعها بقاءه على حاله حتى عام 2025، شدد خبير دولي بمجال طب الأورام والسرطان، على ضرورة اتخاذ المؤسسات المعنية بتعزز التوعية والمعلومات الدقيقة نهجاً أكثر واقعية مصمماً لإبعاد المدخنين عن السجائر وفق منهجية علمية فعالة. وقال البروفيسور العالمي ديفيد خياط أستاذ علم الأورام وأشهر أطبائه الفرنسيين لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يمكن للبدائل الخالية من التدخين أن تؤدي إلى انخفاض بمقدار 10 أضعاف في الوفيات الناجمة عنه، لكنها ليست خالية من المخاطر»، مشيراً إلى تقديرات تبيّن أن «الأمراض غير المعدية هي السبب الرئيسي للوفاة بمنطقة الشرق الأوسط في الوقت الحالي، بنسبة 72 في المائة». وأضاف خياط: «بعض الممارسات الشائعة كسهولة طلب الاحتياجات عبر الإنترنت، وثقافة الخروج لتناول وجبات الغداء أو العشاء، وزيارة المطاعم كل يوم، إلى جانب الطقس الرطب تسهم جميعها في تشجيع نمط الحياة الخامل»، لافتاً إلى تحقيق تقدم ملحوظ في مجال رعاية مرضى السرطان.

البروفيسور ديفيد خياط أشار إلى ممارسات تشجع نمط الحياة الخامل (الشرق الأوسط)

وتابع: «في حين أن نهجنا الأساسي الذي اتّبعناه على مدار العقود الثلاثة الماضية ربما كان يقتصر على العلاج الكيميائي والتدخلات الهرمونية، فإن البحث العلمي والابتكار قادانا إلى بدائل متطورة وأكثر استهدافاً مثل أدوية العلاج المستهدفة والعلاج المناعي»، منوهاً بـ«اكتشاف علاج آخر لمكافحة السرطان وهو العلاج الموجه، وتتضمن طريقته استهداف البروتينات المتحورة، وقتل الخلايا التي تحتوي على هذه البروتينات والتي يعتقد أنها السبب وراء قدرة بعض الخلايا السرطانية على الانقسام إلى ما لا نهاية». وزاد أستاذ علم الأورام الفرنسي: «من المهم أن نعرف أن سبب بقاء السرطان على قيد الحياة هو الطفرة والدوران الإصلاحي للحمض النووي لخلية واحدة، وهو ما يمكن للعلاج الموجه محاربته»، مؤكداً: «اكتشاف طرق علاج أخرى، بما في ذلك العلاج الإشعاعي المجسم (أو الجراحة الإشعاعية)، وكلها تساعد في تدمير الأورام بدقة عالية». وأفاد: «في 2016، اكتشف باحثان من اليابان والولايات المتحدة سبب نوم الخلايا؛ السرطان خبيث للغاية لدرجة أنه يفرز مادة (سومنيفيرا) – وهي حبة منومة لخلايا الدم البيضاء، الأمر الذي يسبب خمولها. وبعدها، طوّر العلماء منهجاً جديداً مبتكراً: العلاج المناعي، وهو طريقة علاجية تحتوي على أدوية مضادة لمنع الخلايا الليمفاوية من أن تصبح غير نشطة»، موضحاً أن «هذا الحل أدى إلى تغيير تشخيص عدد من أنواع السرطان، بما في ذلك تلك الموجودة في الرئتين والمعدة والجلد... وغيرها الكثير»، ووفق خياط، فإن «النيكوتين، مع أنه يتسبّب بالإدمان، فهو ليس السبب الرئيسي خلف الأمراض المرتبطة بالتدخين مثل السرطان؛ إذ إن تدخين السيجارة يعني استنشاق الدخان والرماد المحترق الناتج عن إشعالها، وعملية الاحتراق هذه هي السبب الرئيسي الذي يجلب معه كثيراً من المخاطر والسموم». وتعد المنتجات التي تمنع الاحتراق، وفق خياط، مثل السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ المسخن وأكياس النيكوتين الفموية «بديلاً أقل ضرراً للاستمرار في التدخين»، متابعاً: «في حين أن النيكوتين، المادة المسببة للإدمان، لا تزال موجودة في مستويات مختلفة في تلك البدائل، ومن ثم لا تجعلها خالية تماماً من المخاطر، إلا أنها كافية لتحويل اهتمام المدخنين بعيداً عن استنشاق دخان السجائر».


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق المتجر يُلبِّي احتياجات الراغبين في الإقلاع بتوفير «دزرت» بجميع النكهات (واس)

«دزرت» تطلق أول متاجرها في السعودية للحد من التدخين

أطلقت «دزرت» (DZRT)، العلامة التجارية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، أول متاجرها داخل السعودية، وذلك في «منطقة بوليفارد سيتي»، بالتزامن مع انطلاق «موسم الرياض»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
علوم يتيح اكتشاف التغيرات في بنية العظام بين بقايا مستخدمي التبغ لعلماء الآثار تصنيف بقايا دون أسنان لأول مرة (جامعة ليستر)

اكتشاف علمي: التدخين يترك آثاراً في العظام تدوم لقرون

التبغ يترك بصمات على العظام تستمر لقرون بعد الوفاة.

«الشرق الأوسط» (ليستر)
صحتك المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين (رويترز)

دراسة: المدخنون لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في أفواههم

كشفت دراسة علمية جديدة أن المدخنين لديهم مستوى أعلى من البكتيريا الضارة في الفم مقارنة بغير المدخنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التدخين يُعد السبب الرئيسي للوفيات القابلة للتجنب عالمياً (رويترز)

حظر مبيعات التبغ قد يمنع 1.2 مليون وفاة بين الشباب

أفادت دراسة دولية بأن حظر مبيعات التبغ للأشخاص المولودين بين عامي 2006 و2010 قد يقي من 1.2 مليون وفاة بسبب سرطان الرئة على مستوى العالم بحلول عام 2095.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)
الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)
TT

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)
الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

ووفق صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد حاول فريق الدراسة التوصل إلى كيفية تأثير الزواج على عملية الشيخوخة، وقد تتبعوا الحالتين الصحية والنفسية لعدد من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و85 عاماً على مدى 20 عاماً لفهم هذا التأثير.

وأظهرت الدراسة عموماً أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ وأفضل بكثير من أقرانهم الذين لم يتزوجوا قط. ولكن هذا فقط إذا ظلوا متزوجين، ومن المرجح أن يكون للانفصال والطلاق ووفاة الزوجة تأثير سلبي في هذا الشأن.

من ناحية أخرى، لم تختلف كيفية تقدم النساء المتزوجات في العمر عن قريناتهن من النساء اللاتي لم يتزوجن قط، وفقاً لما كشفته النتائج.

وقد يعود ذلك إلى حقيقة أن النساء يستمتعن بالعيش بمفردهن أكبر بكثير من الرجال، وفق الدراسة.

وكانت دراسة أخرى نُشرت مؤخراً قد وجدت أن النساء كنّ أكثر سعادة عندما كنّ بمفردهن، وأقل رغبة في وجود شريك حياة، وأكثر رضا عموماً عن حياتهن مقارنة بالرجال.

ووجدت دراسة حديثة أن الأشخاص غير المتزوجين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 في المائة مقارنة بالمتزوجين.