ماذا نعرف عن فيروس «نيباه» الذي تسبب في حالات وفاة جديدة بالهند؟

موظفون يقومون بتثبيت لافتة كُتب عليها «جناح عزل نيباه، الدخول محظور تماماً» في المستشفى حيث يتم إعداد جناح للمرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس نيباه في منطقة كوزيكود بكيرالا في الهند الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 (رويترز)
موظفون يقومون بتثبيت لافتة كُتب عليها «جناح عزل نيباه، الدخول محظور تماماً» في المستشفى حيث يتم إعداد جناح للمرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس نيباه في منطقة كوزيكود بكيرالا في الهند الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

ماذا نعرف عن فيروس «نيباه» الذي تسبب في حالات وفاة جديدة بالهند؟

موظفون يقومون بتثبيت لافتة كُتب عليها «جناح عزل نيباه، الدخول محظور تماماً» في المستشفى حيث يتم إعداد جناح للمرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس نيباه في منطقة كوزيكود بكيرالا في الهند الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 (رويترز)
موظفون يقومون بتثبيت لافتة كُتب عليها «جناح عزل نيباه، الدخول محظور تماماً» في المستشفى حيث يتم إعداد جناح للمرضى المشتبه في إصابتهم بفيروس نيباه في منطقة كوزيكود بكيرالا في الهند الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 (رويترز)

قال مسؤول بالمعهد الوطني الهندي لعلوم الفيروسات الثلاثاء إن ولاية كيرالا سجلت حالتي وفاة بفيروس نيباه (nipah)، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وفي 4 سبتمبر (أيلول) 2021، أبلغت وزارة الصحة في ولاية كيرالا عن حالة معزولة من مرض فيروس نيباه في مقاطعة كوزيكودي التابعة لولاية كيرالا في الهند.

وفي 29 أغسطس (آب)، أصيب صبي عمره 12 عاماً بحمى منخفضة الدرجة، والتمست أسرته الرعاية في مرفق محلي للرعاية الصحية. وفي 31 أغسطس، نقل الصبي بين مستشفيات عدة بسبب تدهور حالته. وبعدها تأكد وجود فيروس نيباه لدى الصبي في عينات البلازما والسائل النخاعي والمصل. وفي 5 سبتمبر، فارق المريض الحياة وأجريت عملية دفن وحرق آمنة لجثته في اليوم نفسه في كوزيكودي.

طرق انتقال الفيروس

ووفق منظمة الصحة العالمية، يسبب مرض نيباه ارتفاعاً نسبياً في نسبة الوفيات من مجموع الحالات المصابة به، وهو مرض حيواني المصدر نشأ في إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، علماً بأن التفشي الأخير للمرض هو الخامس له في الهند.

وينتشر الفيروس حيث توجد على نطاق واسع خفافيش الفاكهة من فصيلة الثعالب الطائرة التي تمثل المضيف الطبيعي للفيروس. وقد اكتُشف المرض لأول مرة مع تفشيه في ماليزيا عام 1998. ويمكن أن ينتقل المرض بواسطة الملامسة المباشرة للحيوانات المصابة بالعدوى أو استهلاك المنتجات الغذائية الملوثة، أو من خلال المخالطة اللصيقة لشخص مصاب بعدوى المرض. وتفشى المرض سابقاً في نمط موسمي خلال فصلي الشتاء والربيع، وارتبط بعوامل عدة مثل موسم تكاثر الخفافيش وزيادة طرحها للفيروسات وحلول موسم حصاد الفاكهة. وتتراوح نسبة الوفيات من مجموع الحالات المصابة بالمرض بين 40 و100 في المائة.

لا لقاحات متاحة

مع أنه لا تُتاح لقاحات أو علاجات مرخّصة لمرض فيروس نيباه، فإنه تم تطوير أجسام مضادة تجريبية أحادية النسيلة لعلاج المرض في إطار استعمالها لدواع إنسانية، بحسب منظمة الصحة. وينبغي أن يركز التدبير العلاجي للحالات على تزويد المرضى بتدابير الرعاية الداعمة. ويُوصى بتوفير العناية الداعمة المركزة للمرضى المصابين بمضاعفات تنفسية وعصبية وخيمة.

انتقاله بين الحيوانات

وهناك أدلة على انتشار مرض فيروس نيباه بين أنواع عدة من الحيوانات الأليفة، ومنها الكلاب والقطط والماعز والأغنام والخيول. ويمكن الوقاية من مرض فيروس نيباه، بحسب منظمة الصحة العالمية، عن طريق تجنب التعرض للخفافيش والحيوانات المريضة في المناطق التي يتوطنها المرض، وتجنب استهلاك الفواكه المأكولة جزئياً من الخفافيش، وتجنب شرب نسغ نخيل التمر الخام. كما يمكن الوقاية من خطر الإصابة بعدوى المرض وانتقاله على الصعيد الدولي بواسطة الفواكه أو منتجات الفاكهة، مثل نسغ نخيل التمر الخام (وخلاصته وعصيره) الملوثة ببول أو لعاب خفافيش الفاكهة الحاملة للعدوى، عن طريق غسل الفاكهة جيداً وتقشيرها قبل استهلاكها.

توصيات منظمة الصحة العالمية

أمّا في أماكن الرعاية الصحية، فتوصي منظمة الصحة العالمية الموظفين بأن ينفذوا باستمرار التدابير المعيارية للوقاية من العدوى ومكافحتها عند رعاية المرضى للحيلولة دون انتشار عدوى المستشفيات. وتوصي عاملي الرعاية الصحية القائمين بمريض يُشتبه في إصابته بمرض فيروس نيباه، بأن يتصلوا فوراً بالخبراء المحليين والوطنيين للحصول على التوجيه والترتيب لإجراء فحوص مخبرية.

وتوصي المنظمة بمراعاة ممارسات الدفن الآمن والكريم فيما يخص جميع الحالات المؤكدة وتلك المُشتبه فيها للإصابة بمرض فيروس نيباه.


مقالات ذات صلة

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

TT

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

أعادت الأخبار المتواترة عن انتشار الإصابة بفيروس «HMPV» إلى الأذهان المخاوفَ من حدوث جائحة عالمية جديدة تهدد الصحة وتتسبب في توقف عجلة الحياة مماثلة لجائحة «كوفيد» قبل 5 سنوات.

فيروس تنفسي معروف

الحقيقة أن هذا الفيروس الذي يصيب الجهاز التنفسي ليس نوعاً حديثاً من الفيروسات، لكن تم اكتشافه في عام 2001. وهناك بعض الآراء العلمية ترى أن الإصابة بالفيروس بدأت في منتصف القرن الماضي، لكن لم يتم رصدها قبل بداية الألفية الماضية.

ويشتق اسم الفيروس من الحروف الأولى باللغة الإنجليزية لجملة «الفيروس المتحور الرئوي البشري» (Human Metapneumovirus) التي تشير بوضوح إلى تأثيره على الجهاز التنفسي. ويطلق عليه علمياً: «فيروس التالي لالتهاب الرئة البشري» (الاسم العلمي: Human metapneumovirus) ومختصره «HMPV».

نحو 10 % من الأطفال يُصابون به دائماً

خلافاً للتصور العام لم يكن المرض نادراً وانتشر فجأة، وفي الأغلب هناك نسبة تتراوح بين 7 و10 في المائة من الأطفال على وجه التقريب تصاب به قبل بلوغهم عمر الخامسة ولكن يتم التعامل معه كما لو كان نزلة برد عادية.

وبالرغم من بساطة المرض فإن الإصابة تكون شديدة العنف في بعض الأشخاص، خصوصاً الذين يعانون من أمراض صدرية مزمنة مثل الربو الشعبي والسدة الرئوية المزمنة (COPD)، ويحدث لهم التهاب القصيبات الهوائية والتهاب رئوي حاد.

الأعراض

في الأغلب تكون الأعراض في الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، وتشبه نزلات البرد، مثل سيلان الأنف والعطس والسعال، ويمكن سماع الصفير، ويلاحظ ارتفاع بسيط في درجة الحرارة واحتقان في الحلق. ومعظم الحالات تكون خفيفة ولا تستمر أكثر من أسبوع.

ولكن الأطفال الصغار (أقل من 6 شهور) والبالغين فوق سن 65 عاماً والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة هم أكثر عرضة لحدوث مضاعفات وانتقال المرض إلى الجزء الأسفل من الجهاز التنفسي.

انتقال الفيروس

مثل معظم الفيروسات التنفسية، ينتشر فيروس «HMPV» من خلال استنشاق الهواء الملوث بالفيروس، سواء بشكل مباشر عند التعرض لرذاذ شخص مصاب عن طريق السعال والعطس والقبلات، أو التعرض غير المباشر لهذا الرذاذ عند المصافحة أو ملامسة الأسطح والأشياء الملوثة مثل الهواتف أو مقابض الأبواب أو لوحات مفاتيح المصاعد.

طرق الوقاية من العدوى

وهي الطرق نفسها التي كانت متبعة في جائحة «كوفيد»، والأمراض التنفسية بشكل عام، مثل البعد عن الزحام والتجمعات وتجنب القرب من أو لمس الأشخاص المصابين وارتداء الكمامة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، وغسل الأيدي جيداً باستمرار بالماء والصابون. ويفضل عدم تناول الطعام إلا بعد طهيه بشكل جيد، وتناول الغذاء الصحي والفيتامينات التي من شأنها أن تعزز المناعة مثل فيتامين سي والزنك.

ويجب على الأشخاص المصابين بالمرض الحرص على سلامة الآخرين تبعاً لتعليمات منظمة الصحة العالمية (WHO) بضرورة البقاء في المنزل للمصابين بنزلة برد وتغطية الفم عند السعال وتجنب لمس الآخرين.

المعرضون أكثر للمضاعفات

بجانب الرضع وكبار السن، الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي، أو من أمراض من شأنها أن تضعف المناعة مثل المصابين بالأورام المختلفة والذين يتناولون علاجاً مثبطاً للمناعة بسبب الأمراض المناعية.

التشخيص

في الأغلب يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والأعراض الإكلينيكية التي تُعطي صورة جيدة عن حدة المرض، وفي حالة استمرار الأعراض أكثر من أسبوعين يمكن عمل أشعة على الصدر أو مسحة من الأنف أو الحلق وتحليلها في المعمل لرصد الفيروس.

العلاج

يكون موجهاً بشكل أساسي للأعراض مثل علاج خافض الحرارة، وتناول السوائل بشكل عام باستمرار لمنع الجفاف والسوائل الدافئة في حالة احتقان الحلق. ويمكن استخدام المسكنات البسيطة مثل «الباراسيتمول» في حالة الشعور بألم، وفي الأعراض العنيفة مثل ضيق التنفس وسرعته أو عدم القدرة على التنفس بسهولة يجب الذهاب إلى المستشفى.

وحتى هذه اللحظة لا توجد أي بيانات من المنظمات الطبية في الصين أو منظمة الصحة العالمية تشير إلى حدوث إصابات عنيفة بشكل جماعي من المرض أو وفيات بشكل وبائي.