طبيب يحذر: لا تتجاهل أعراض الكبد الدهني

طبيب يحذر: لا تتجاهل أعراض الكبد الدهني
TT

طبيب يحذر: لا تتجاهل أعراض الكبد الدهني

طبيب يحذر: لا تتجاهل أعراض الكبد الدهني

يقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية، بدءا من إزالة السموم من المواد الضارة واستقلاب العناصر الغذائية إلى إنتاج الصفراء للهضم. إنه أكبر عضو داخلي في جسم الإنسان، ما يجعله عرضة للتلف. وعندما يتلف الكبد، تتأثر قدرته على العمل بشكل صحيح، ما يؤدي إلى تراكم السموم وفضلات المنتجات في مجرى الدم، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية خطيرة مثل اليرقان وفشل الكبد وغيرها من الحالات التي تهدد الحياة. ويمكن أن تختلف الأعراض من خفيفة إلى شديدة، حسب مرحلة تلف الكبد.

بدوره يشرح الدكتور أجاي كومار رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتنظير بمستشفى «BLK-Max Super» التخصصي بنيودلهي، الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض الكبد الدهني وطرق الوقاية منه، وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ما هو مرض الكبد الدهني؟

يحدث مرض الكبد الدهني، المعروف أيضًا باسم التنكس الدهني الكبدي، عندما تتراكم الدهون الزائدة في الكبد.

يمكن أن يحدث تراكم الدهون هذا بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك السمنة والإفراط في استهلاك الكحول ومقاومة الأنسولين.

مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD)

هو الشكل الأكثر شيوعًا، وإذا ترك دون علاج، يمكن أن يتطور إلى مراحل أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، ما قد يؤدي إلى التهاب وتليف وتشمع الكبد المحتمل.

يقول الدكتور كومار «إن معدل حدوث التهاب الكبد المزمن B و C قد انخفض ولكن NAFLD ظهر كسبب مهم لتليف الكبد في الهند. حيث يعاني واحد من كل 3 هنود من مرض الكبد الدهني. ونظرًا لكون الهند عاصمة لمرضى السكري، فإن المشكلة تزداد سوءًا، إذ يتعرض مرضى السكري لخطر الإصابة بدرجات متقدمة من مرض الكبد الدهني؛ وهي تليف الكبد».

ووفقًا لدراسة نُشرت بالمجلة الطبية البريطانية (BMJ)، فقد زادت حالات NAFLD بين عام 1990 و 2017، مع زيادة معدل الانتشار خلال نفس الفترة. كما كانت الاتجاهات المتزايدة متسقة عبر الجنسين.

وأضافت الورقة البحثية أن أرقام الحالات كانت الأعلى في شرق آسيا، تليها جنوب آسيا، ثم شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

الأعراض الشائعة للكبد الدهني

فيما يلي بعض الأعراض المصاحبة لدهون الكبد:

- التعب مع أو بدون تورم القدمين

- امتلاء البطن بسبب تراكم السوائل في تجويف البطن (الاستسقاء)

- تورم معمم في الجسم كله (anasarca)

- فقر دم

لماذا تؤدي مضاعفات مرض الكبد الدهني إلى التورم؟

قد لا يسبب مرض الكبد في مرحلة مبكرة أي ضرر ويمكن أن يظل بدون أعراض. ومع ذلك، إذا تقدم المرض، فقد يتسبب في ضرر دائم.

المرحلة الأخيرة من مرض الكبد تسمى تليف الكبد، والتي تشير إلى تندب شديد في الكبد.

ووفقًا لـ«مايو كلينك»، لا يمكن التراجع عن تلف الكبد الناجم عن تليف الكبد بشكل عام ويمكن أن يبدأ في إحداث علامات أكثر وضوحًا.

وأصبح التورم في أجزاء معينة من الجسم أكثر شيوعًا.

وقد تشمل هذه المناطق الكاحلين «إذ يمكن أن يؤدي الضغط المتزايد في الوريد البابي إلى تراكم السوائل في الساقين، وتسمى الوذمة، وفي البطن، وهو ما يسمى الاستسقاء. وقد تحدث الوذمة والاستسقاء أيضًا إذا كان الكبد غير قادر على إنتاج ما يكفي من بروتينات معينة في الدم، مثل الألبومين، حسب «هيئة البحوث الصحية».

ويضيف كومار إنه يمكن الوقاية من تلف الكبد والأمراض مثل NAFLD من خلال اتباع أسلوب حياة صحي. وهو يوصي بـ«ممارسة التمارين الرياضية بانتظام (التمارين الرياضية والمقاومة) واتباع نظام غذائي قليل الدسم وقليل السكر وغني بالألياف، بالإضافة إلى ذلك، يجب تجنب شرب الكحول والتدخين والعادات الضارة الأخرى. وأيضا احصل على لقاح ضد التهاب الكبد وتجنب ملامسة دماء الآخرين وسوائل أجسامهم، لأن بعض أشكال التهاب الكبد يمكن أن تنتشر من شخص لآخر».


مقالات ذات صلة

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أفريقيا المرض الغامض أودى بحياة أكثر من 67 شخصاً (رويترز)

مرض غامض يحصد الأرواح في الكونغو

أعلن وزير الصحة في إقليم كوانغو بجنوب غربي الكونغو، أبولينير يومبا، اليوم (الأربعاء)، وفاة 67 شخصاً على الأقل في الأسبوعين الماضيين نتيجة مرض غامض.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا )
صحتك القلب لديه نظامه العصبي المعقد الذي يُعد أمراً بالغ الأهمية للتحكم في إيقاعه (معهد كارولينسكا)

القلب له دماغه الخاص

أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق بحثي من معهد كارولينسكا في السويد بالتعاون مع باحثين من جامعة كولومبيا الأميركية، أن القلب لديه دماغ صغير عبارة عن نظام عصبي خاص.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الأنشطة الروتينية عالية الكثافة مثل صعود السلالم تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية إلى النصف (رويترز)

4 دقائق من المجهود اليومي تقلل من خطر إصابة النساء بالنوبات القلبية

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يقمن يوميّاً بـ4 دقائق من المجهود اليومي والأنشطة الروتينية عالية الكثافة يقللن من خطر إصابتهن بالنوبات القلبية إلى النصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك امرأة تعاني مرض ألزهايمر (رويترز)

طريقة كلامك قد تتنبأ باحتمالية إصابتك بألزهايمر

أكدت دراسة جديدة أن طريقة الكلام قد تتنبأ باحتمالية الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«تعفن الدماغ»... ماذا نعرف عن هذا المصطلح وعلاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)
قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)
TT

«تعفن الدماغ»... ماذا نعرف عن هذا المصطلح وعلاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)
قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024، في «أكسفورد»، بعد 37 ألف تصويت ومناقشة عامة على مستوى العالم وتحليل من الخبراء.

وأفادت دار نشر جامعة أكسفورد، ناشرة «قاموس أكسفورد الإنجليزي»، بأن معدل استخدام الكلمة زاد بنسبة 230 في المائة عن العام السابق.

فماذا يعني «تعفن الدماغ»؟

تُعرف «أكسفورد» تعفُّن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص؛ خصوصاً نتيجة الإفراط في استهلاك المواد (الآن بشكل خاص المحتوى عبر الإنترنت) التي تُعدّ تافهة أو غير صعبة».

بمعنى آخر، فإنك إذا كنت تقضي ساعات طويلة في تصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بلا هدف، فإنك قد تعاني من تعفن الدماغ.

وبحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، يعود أول استخدام مسجَّل لمصطلح «تعفن الدماغ» إلى ما قبل إنشاء الإنترنت بكثير؛ فقد استخدمه الشاعر والفيلسوف الأميركي، هنري ديفيد ثورو، في عام 1854 بقصيدته التي تدعى «والدن»، وذلك أثناء انتقاده لميل المجتمع إلى التقليل من قيمة الأفكار العميقة والمعقدة وكيف أن هذا يشكل جزءاً من الانحدار العام في العقل والفكر.

وتُستخدم الكلمة حالياً كوسيلة لوصف المحتوى منخفض الجودة والقيمة الموجود على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال عالم النفس وأستاذ جامعة أكسفورد، أندرو برزيبيلسكي، إن الشعبية التي اكتسبتها الكلمة الآن هي «مؤشر على طبيعة العصر الذي نعيش فيه».

وأضاف: «لا يوجد دليل على أن تعفُّن الدماغ شيء حقيقي، لكنه فقط رمز للضرر الذي يلحق بنا بسبب العالم الإلكتروني».

ومن ناحيتها، قالت الدكتورة إيلينا توروني، استشارية علم النفس المؤسسة المشاركة لعيادة تشيلسي لعلم النفس، لموقع «بريكينغ نيوز» الآيرلندي: «تعفن الدماغ مصطلح يستخدمه الناس لوصف ذلك الشعور الضبابي الذي ينتابك عندما تستهلك كثيراً من المحتوى المكرَّر منخفض الجودة».

وأكملت: «إنه ذلك الشعور بالاستنزاف العقلي أو البلادة الذهنية الذي يحدث بعد ساعات من تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة البرامج، أو الانخراط في مواد لا تحفز عقلك».

ينبغي حصر استخدام الإنترنت مواقع التواصل الاجتماعي لأوقات محددة في اليوم لتفادي «تعفن الدماغ» (رويترز)

أما كاسبر غراثوهل، رئيس قسم اللغات في جامعة أكسفورد، فأوضح أن مصطلح «تعفن الدماغ»، في معناه الحديث، يشير إلى أحد المخاطر المتصورة للحياة الافتراضية، وكيف نستخدم وقت فراغنا.

وأضاف: «إن النظر والتأمل في كلمة العام في (أكسفورد) على مدى العقدين الماضيين يجعلك ترى انشغال المجتمع المتزايد بكيفية تطور حياتنا الافتراضية، والطريقة التي تتغلغل بها ثقافة الإنترنت إلى حديثنا وجوانب شخصيتنا».

وأكمل: «كانت الكلمة الفائزة في العام الماضي، وهي «ريز» المشتقة من كلمة «كاريزما»، مثالاً مثيراً للاهتمام على كيفية تطوير المصطلحات الجديدة ومشاركتها بشكل متزايد داخل المجتمعات عبر الإنترنت».

ما عواقب «تعفن الدماغ»؟

يقول كريغ جاكسون، أستاذ علم النفس الصحي المهني بجامعة برمنغهام سيتي: «لا يوجد تأثير جسدي معروف لـ(تعفن الدماغ) على الأشخاص الذين يُفرِطون في استخدام الإنترنت ومواقع التواصل. لكن هذه المشكلة قد ينتج عنها تغيرات إدراكية وسلوكية».

ويمكن أن يشمل هذا مجموعة واسعة من الآثار السلبية.

وتقول توروني: «يمكن أن تتراوح هذه الآثار من صعوبة التركيز وانخفاض الإنتاجية إلى الشعور بعدم الرضا أو حتى الشعور بالذنب بشأن الوقت الضائع في تصفُّح الإنترنت. ويمكن أن يؤثر الأمر أيضاً على الصحة العقلية، مما يساهم في الشعور بالتوتر أو القلق أو الافتقار إلى الهدف في الحياة».

وأضافت: «بمرور الوقت، يمكن أن يصعب (تعفن الدماغ) على الأشخاص التركيز على الأنشطة ذات المغزى أو التوصل إلى أفكار عميقة».

كيف يمكن أن نتصدى لـ«تعفن الدماغ»؟

وفقاً لموقع «بريكينغ نيوز»، هناك 6 طرق لمكافحة «تعفن الدماغ»، وهي:

1-ضع حدوداً لاستخدامك للإنترنت:

ينصح جاكسون بحصر استخدام الإنترنت ومواقع التواصل لأوقات محددة قليلة في اليوم ولمدة محددة.

2- ابحث عن بدائل جذابة

تقول توروني: «استبدل بالتصفح السلبي للإنترنت أنشطةً أكثرَ إثراءً، مثل قراءة كتاب أو تدوين مذكرات أو استكشاف هواية إبداعية».

3- قم بأي نشاط بدني

تؤكد توروني أن «التمارين المنتظمة ترياق قوي للضباب العقلي».

وأضافت أنه «حتى المشي القصير في الهواء الطلق يمكن أن يساعد في تنقية ذهنك وتعزيز تركيزك».

4- خذ فترات راحة للتخلص من السموم الرقمية

يقول جاكسون إن «التخلص من السموم الرقمية والتوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لفترة يمكن أن يغير من نظرة المستخدمين لعلاقاتهم بهذه الوسائل».

5- حفّز عقلك بطرق إيجابية

تنصح توروني قائلة: «انخرط في الأشياء التي تشكل تحدياً بالنسبة لك، مثل تعلُّم مهارة جديدة، أو حل الألغاز. الأمر يتعلق بتغذية عقلك بمحتوى عالي الجودة».

6- كن انتقائيا في اختيارك للمحتوى

تقول توروني: «اخترِ المحتوى الذي يتماشى مع اهتماماتك وقيمك، مثل الأفلام الوثائقية أو البث الصوتي القيّم أو الكتب التي تلهمك».