قوة قبضة اليد قد تكون مقياساً لحيوية الجسم

قوة قبضة اليد لها علاقة قوية بصحتنا العامة (رويترز)
قوة قبضة اليد لها علاقة قوية بصحتنا العامة (رويترز)
TT

قوة قبضة اليد قد تكون مقياساً لحيوية الجسم

قوة قبضة اليد لها علاقة قوية بصحتنا العامة (رويترز)
قوة قبضة اليد لها علاقة قوية بصحتنا العامة (رويترز)

أكد عدد من خبراء الصحة أن قوة قبضة اليد لها علاقة قوية بصحتنا العامة، مشيرين إلى أن هناك مجموعة من الدراسات التي ربطت ضعف القبضة بتراجع الوظيفة الإدراكية وهشاشة العظام والسمنة وخطر السقوط والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض السكري.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن الخبراء قولهم إن هناك دراسة أجريت عام 2015، ورصدت ما يقرب من 140 ألف من كبار السن على مدى أربع سنوات، ووجدت أن ضعف القبضة مرتبط بارتفاع معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الموت، بل ووجدت الدراسة أن قبضة اليد تنبأت بخطر الموت المبكر بشكل أكثر فعالية من تنبؤ مستويات ضغط الدم به.

وقال الدكتور ريتشارد بوهانون، المعالج الفيزيائي الأميركي: «تعتبر قوة قبضة اليد مؤشراً حيوياً للصحة العامة بسبب صلتها بالعديد من المتغيرات الأخرى المتعلقة بالصحة، بما في ذلك كثافة العظام والمعادن، والضعف الإدراكي، ومشاكل النوم، ونوعية الحياة».

وتلمح القبضة الضعيفة إلى ضعف وظيفة العضلات والعظام في جميع أنحاء الجسم، وهي علامة على أن الشخص من المحتمل أن يكون قليل الحركة أغلب الوقت ولا يقوم بنشاط بدني كافٍ، وهو رابع أكبر عامل خطر للوفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

ويقول البروفسور أندريه روداكي، من قسم التربية البدنية بجامعة بارانا الفيدرالية في البرازيل: «العلاقة بين ضعف قبضة اليد وسوء الإدراك أو تراجع صحة القلب والأوعية الدموية من المحتمل أن تكون بسبب أن ضعف القبضة قد يشير إلى انخفاض مستوى النشاط البدني، والذي يؤثر على القلب والإدراك».

وتنخفض قوة القبضة مع تقدمنا في السن، ولكن حتى الشباب يجب ألا يستهين بهذا الأمر وفقا للخبراء. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن ستة من كل 10 مراهقين برازيليين يعانون من ضعف قوة قبضة اليد، وأن قضاء وقت أطول أمام الشاشات كان مرتبطاً بانخفاض قوة القبضة بين المراهقين.

وإذا كانت قبضتك ضعيفة بالفعل في شبابك، فمن المرجح أن تواجه مشاكل في وقت لاحق في الحياة، وفقاً لما أكده بوهانون.

إذن ما الذي يجب أن نفعله لتحسين قوة قبضة اليد؟

يوصي شين هو لين، الأستاذ المشارك في علم الشيخوخة والرعاية طويلة الأمد في جامعة تايبيه الطبية، بإحكام القبضة على عدة أشياء بأحجام مختلفة، وذلك بشكل متكرر لعدة دقائق يومياً.

ومن جهته، ينصح غاريث كول، أخصائي إعادة التأهيل في إحدى صالات الألعاب الرياضية في لندن، بالإمساك بلوح معدني، مثل ذلك الخاص برفع الأثقال، يزن 10 كغم في كل يد لمدة دقيقة يومياً، أو عصر منشفة مبللة لمدة 30 ثانية تقريباً.


مقالات ذات صلة

علاج جديد يطيل عمر مرضى سرطان الجلد لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص

صحتك العلاج الجديد يساعد المرضى على العيش لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص (رويترز)

علاج جديد يطيل عمر مرضى سرطان الجلد لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص

توصلت مجموعة من الباحثين إلى علاج جديد لسرطان الجلد يساعد المرضى على العيش لأكثر من 10 سنوات بعد التشخيص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سيدة تتناول السلطة (دورية ميديكال نيوز توداي)

حيلة بسيطة ينصح بها اختصاصي التغذية لتحسين صحة الأمعاء

هناك أسباب لا حصر لها للرغبة في الحصول على أمعاء صحية... وينصح خبراء التغذية بحيلة بسيطة للمحافظة عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك إزالة جين واحد من أنسجة الدهون البنية يسرع عملية التمثيل الغذائي في الجسم (د.ب.أ)

إزالة جين واحد من الأنسجة الدهنية قد يخدع الجسم ليحرق المزيد من السعرات

أظهرت دراسة حديثة أن إزالة جين واحد من الأنسجة الدهنية يمكن أن يخدع الجسم ليحرق المزيد من السعرات الحرارية دون الحاجة إلى اتباع نظام غذائي منتظم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك  تساعد الـ«سموزي» في الحصول على التغذية التي نحتاج إليها من الفواكه والخضراوات (أرشيفية)

العصائر المخفوقة ليست صحية كما تعتقد!

يشرب المرء العصائر المخفوقة المثلجة عندما يكون في عجلة من أمره، أو عندما يصاب بنزلة برد، أو عندما يسعى إلى الحفاظ على صحته لكن هل هي صحية حقاً؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الغوريلات البرية في الغابون لديها القدرة على معالجة نفسها ذاتياً (رويترز)

«الغوريلا» قد تسهم في التوصل لعلاج عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية

قد تساعد مجموعة من الغوريلات لديها القدرة على معالجة نفسها ذاتياً العلماء على تطوير أدوية جديدة لعلاج عدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (ليبرفل)

العصائر المخفوقة ليست صحية كما تعتقد!

 تساعد الـ«سموزي» في الحصول على التغذية التي نحتاج إليها من الفواكه والخضراوات (أرشيفية)
تساعد الـ«سموزي» في الحصول على التغذية التي نحتاج إليها من الفواكه والخضراوات (أرشيفية)
TT

العصائر المخفوقة ليست صحية كما تعتقد!

 تساعد الـ«سموزي» في الحصول على التغذية التي نحتاج إليها من الفواكه والخضراوات (أرشيفية)
تساعد الـ«سموزي» في الحصول على التغذية التي نحتاج إليها من الفواكه والخضراوات (أرشيفية)

احتلت العصائر المخفوقة المثلجة أو ما يعرف بـ«سموزي» جزءاً لا يتجزأ من حياة البريطانيين، لدرجة أن الإنفاق عليها جعل شركات المشروبات تحقق أرباحاً بلغت 542 مليون جنيه إسترليني، في العام الماضي وحده. ووفق تقرير نشرته صحيفة «التلغراف»، يشرب المرء العصائر المخفوقة عندما يكون في عجلة من أمره، أو عندما يصاب بنزلة برد، أو عندما يسعى إلى الحفاظ على صحته، لكن هل هي صحية حقاً؟

ما الفوائد الصحية للعصائر المخفوقة؟

- جيدة لصحة الجهاز الهضمي: الألياف الموجودة في العصائر المخفوقة تغذي ميكروبيوم الأمعاء.

- تنظّم نسبة السكر في الدم كما أنها تساعد على خفض مستويات الغلوكوز بالدم.

-تنظم الشهية وتجعلك تشعر بالشبع لفترة أطول من العصير الطبيعي.

-الإدراك وصحة القلب: الفلافانول عبارة عن مركبات طبيعية مفيدة لصحتك القلبية والإدراكية. توجد في كثير من الفواكه والخضراوات - وخاصة مكونات العصائر الكلاسيكية مثل التوت الأزرق والفراولة والكرنب. تقول الدكتورة إميلي ليمينغ، عالمة ميكروبيوم ومؤلفة كتاب «Genius Gut»، إنه «يمكن أن تساعد العصائر المخفوقةفي الحصول على التغذية التي نحتاج إليها من الفواكه والخضراوات، خاصة إذا كنت تكافح لتناول ما يكفي منها».

هل العصائر المخفوقة صحية؟

تقول الدكتورة ليمينغ إنه عندما تأكل فاكهة أو خضراوات في حالتها الطبيعية الكاملة، فإنها تضيف حجماً إلى معدتك، مما يحفز مستقبِلات التمدد وترسل إشارات إلى دماغك بأنك تشعر بالشبع. عندما تخلط هذه المكونات في عصير، فإنك تعبث بهذا النظام، لذا من المرجح أن تأكل أكثر مما يريده جسمك أو يحتاج إليه بالفعل.

بالإضافة إلى ذلك، هناك نسبة السكر في الدم التي يجب مراعاتها، كما تقول الدكتورة فيديريكا أماتي، رئيسة قسم التغذية بشركة العلوم والتغذية «Zoe». وتضيف: «بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ضعف التحكم في نسبة السكر بالدم، من المرجح أن تسبب بعض العصائر - حتى لو كانت فاكهة نقية - استجابة واضحة لنسبة السكر في الدم، وهذا سبب آخر يجعل تناول الفاكهة كاملة أفضل».

وتقول: «عندما نصنع عصائر الفاكهة، تتحلل جدران الخلايا في الفاكهة، مما يؤدي إلى إطلاق السكريات في الداخل. وهذا يعني أنه يمكن امتصاص السكر بسرعة أكبر في مجرى الدم».

أظهرت دراسة حديثة، أُجريت في كوريا، أن متوسط ​​العصائر المخفوقة التي يجري تقديمها بالمقاهي في البلاد، يحتوي على ما يعادل 13 ملعقة صغيرة من السكر. إذا كنت تشتري زجاجة (بدلاً من مزجها بنفسك في المنزل)، فقد يكون هناك أشياء أخرى يجب مراعاتها، كما تقول الدكتورة أماتي. وتضيف: «يمكن معالجة بعض العصائر المخفوقة التي يجري شراؤها من المتاجر بشكل بسيط، ولكن كثيراً من المنتجات تحتوي على مستحلبات وسكريات ومُحلِّيات مضافة وألوان ونكهات صناعية. لذا، وكما هي الحال دائماً، من الجيد التحقق من الملصق».

هل تساعد العصائر المخفوقة على إنقاص الوزن؟

الإجابة المختصرة هي لا. تقول الدكتورة أماتي: «غالباً ما يجري تسويق العصائر المخفوقة على أنها وسيلة سريعة لإنقاص الوزن، لكن هذه ليست هي الحال». غالباً ما تنصحك الأنظمة الغذائية القائمة على العصائر المخفوقة، وما يسمى التخلص من السموم، باستبدال مشروب بالوجبة. ولكنْ تحذر الدكتورة أماتي من أن هذا لا ينجح إلا إذا وضعت نفسك في عجز في السعرات الحرارية (استهلاك سعرات حرارية أقل مما يحرقه جسمك).

وتؤكد أن هذا النمط غير مستدام على المدى الطويل: «حتى إذا فقدت وزنك، فسوف يعود مرة أخرى عندما تستسلم وتبدأ تناول مزيد من الطعام مرة أخرى. كما أن استبدال العصائر بالوجبات قد يعني أن الناس لا يتناولون ما يكفي من مجموعة متنوعة من الأطعمة والمُغذيات مثل البروتين». وتوضح أن هذا يمكن أن يكون مشكلة، وخاصة لكبار السن، حيث يساعد البروتين في الحفاظ على صحتنا بطرق لا حصر لها، من الحفاظ على العضلات، إلى الحفاظ على قوة جهاز المناعة.

ماذا يقول الخبراء؟

- اصنعها في المنزل

-لا تهمل الخضراوات

-استهلك ببطء

«إذا كنت تحب العصائر المخفوقة، وتصنعها في المنزل، فيمكن أن تشكل جزءاً من نظام غذائي صحي»، كما تقول الدكتورة أماتي. ومع ذلك فهي ليست الحل الصحي السريع الذي يتناوله كثيرون منا. تنص إرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية على أن العصير سعة 150 مل لا يُحسب إلا كجزء واحد من وجباتك الخمس اليومية، بغض النظر عن عدد الخضراوات التي تضغط عليها. لذا، حتى لو قمت بخلط جميع أفضل المكونات لإنشاء عصير متوازن غذائياً: «لا تهمل تضمين الخضراوات في وجبات أخرى خلال اليوم»، كما تقول خبيرة التغذية إيف كالينيك.

بالمختصر، تقول الدكتورة أماتي: «إذا كنت تقطع المشروبات الغازية المُحلاة بالسكر من خلال التحول إلى عصائر مخفوقة، فبالإجمال - نعم، هذا أكثر صحة. لكن ينبغي لنا ألا نستبدل عصيراً بوجبة نباتية متكاملة».