محمد رُضا
صحافي متخصص في السينما
TT

حديثي الموجز مع براندو

استمع إلى المقالة

> في مطلع عام 2004، بعث إليّ المخرج التونسي رضا الباهي سيناريو بعنوان «دوماً براندو»، طالباً قراءته وإضافة تعليقات أو اقتراحات، لا سيما فيما يتعلق بأحداث تدور في لوس أنجليس، حيث كنت أعيش آنذاك.

> فعلت ذلك، ثم قصدت مدينة باريس في ربيع تلك السنة، ودعاني الباهي إلى كتابة الحوار باللغة الإنجليزية في مكتب غير بعيد عن «قوس النصر» (آرك دو تريومف). وكانت النية لاحقاً الانتقال إلى لندن للحصول على تمويل من شركة بريطانية، ثم السفر إلى لوس أنجليس لبدء التصوير.

> ذات مساء، رنّ الهاتف، فرفعت السماعة، وجاءني صوت براندو نفسه. قال: «رضا؟ أين أصبح السيناريو... ما زلت أنتظر». قلت له: «أنا محمد رُضا، ولست رضا الباهي»، لكنه إما تجاهل الفرق، أو لم يسمعني بوضوح، أو ربما اعتقد أن اسمي الكامل هو محمد رضا الباهي، فأكمل: «أخبرني فقط، لماذا هذا التأخير؟». أجبته: «ما زال السيناريو في طور الكتابة». كنت أود أن أقدّم نفسي مجدداً، لكني تركت المسألة عالقة.

> أكمل قائلاً: «لا يهمّ السيناريو. صوَّرت أفلاماً بلا سيناريوهات... تعال إلى هنا وابدأ التصوير». عندها أعطيت السماعة لرضا الباهي، وتركته يتعامل مع براندو كما يشاء.

> اكتمل السيناريو، وتوجّه الباهي في الأول من يوليو (تموز) إلى لندن لمقابلة شركة الإنتاج التي كانت ستتولى تمويل الفيلم. وكان ذلك اليوم نفسه الذي توفي فيه براندو. لم يكن الباهي يعلم بذلك عند دخوله مكتب الشركة، فأصيب بصدمة قاسية. ولولا تلك الوفاة المفاجئة، لكان الباهي المخرج الوحيد الذي أُتيح له تقديم براندو في فيلم عربي.