مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

الإرادة والساحات والاستراتيجيات

استمع إلى المقالة

الكويت تشهد هذه الأيام التحضير لبدء جولة جديدة من الانتخابات النيابية، بعد حلّ مجلس الأمة السابق، وفق صلاحيات الأمير، والدعوة لانتخابات جديدة، بسبب تعذّر التعاون بين الحكومة والمجلس، وبسبب «مخالفات» دستورية قام بها بعض النواب، دون تدخل ناجع من قيادة المجلس.

وعليه فإنَّنا في غمرة موسم انتخابي، وخطابي، لن يوفّر فيه الطامحون والطامحات، ربما، أي وسيلة للدعاية السياسية والشعبية، وأي وسيلة دعائية أكبر وأنجع اليوم من عنوان (غزّة) والمُراد - حقيقة - في بورصة السياسة، ما وراء غزّة، أي تصريف المشاعر المُثارة في قنوات الانتخابات لهذا الطرف أو ذاك... في الغالب.

الكويت، وحسب «مفهوم» لقاء سابق مع رئيس الحكومة الجديد، الدكتور الشيخ محمد صباح السالم، مع الصحافيين، على مفترق طرق بخصوص مشاريع التنمية المستقبلية، واللحاق بركب القطار الخليجي الذي انطلق، وأعظم محركاته الرؤية السعودية، نحو اقتصاد صحّي عملي مستقبلي بعيداً عن النفط، أو في أقلّ الأحوال «تخفيف» الاعتماد عليه، من الحالة الكلّية أو شبهها إلى حالات آمنة من تنويع مصادر الدخل وخلق حركة توظيف كبرى، وملاقاة الشباب، وهم الغالبية من السكان، في الطريق نحو الغد.

آخر ما تحتاجه الكويت اليوم، هو المزيد من التحشيد الشعبوي السياسي، فلدينا في الحسابات الصاخبة بالسوشيال ميديا، كما من بعض خطباء النواب، وغير النواب، ما يكفي ويزيد.

لذلك حسناً فعلت الداخلية الكويتية حين قرّرت، منع إقامة التجمعات والمسيرات غير المرخصة في البلاد، وذلك بعد أن دعا ناشطون كويتيون لإقامة وقفة للاعتصام في «ساحة الإرادة»، (السبت الماضي)؛ لنصرة غزة.

وأهابت الوزارة بأن الخروج بتجمعات أو مسيرات دون الحصول على ترخيص من الجهات المعنية يشكّل خرقاً للقانون، ويعرّض للمساءلة القانونية، كما يُمنع نشر أي إعلانات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي تخصّ أي تجمعات أو مسيرات غير مرخصة.

ساحة السوشيال ميديا في الكويت، ميدان من ميادين التحشيد والتوجيه من أطراف كثيرة، لمصالح شخصية أو حزبية أو إقليمية، شأن غيرها من الدول في الخليج، لكنها في الكويت «زايدة شوي».

من هنا يصبح مفهوماً ما كشفه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية بالوكالة، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، عن الانتهاء من دراسة خطط وقرارات ستُتّخذ قريباً تعنى بقضايا مهمة في البلاد، منها مكافحة وملاحقة الحسابات الوهمية التي تنشر الشائعات والأخبار الكاذبة التي تمس أمن البلاد.

الكويت دولة مهمة ومجتمعها حيوي، خاصة في السياسة، لكن ثمة هواجس تتعلق باستراتيجيات المستقبل في عالم شرق أوسطي لا يرحم.