مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

الصراحة الجارحة

استمع إلى المقالة

عندنا مثل باللهجة الدارجة يقول: من بغاه كلّه، خلّاه كلّه. وهناك قول آخر جاء فيه: ولد العجوز اللي يجيه ربع حقّه ويعافه.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يعارض جميع حلول الدولتين، وأضاف ملمحاً إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وأن هناك عدداً من الأنماط الممكنة، إذ إن بعض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ليست لديها قوات مسلحة.

وتصديقاً على ذلك أعرب جون كيري، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، في مؤتمر صحافي، عن أمله في أن تتمكن الولايات المتحدة من العمل مع الحكومة الإسرائيلية ونظيراتها في المنطقة بشأن حكم غزة، وأوضح أن المحادثات التي تُجريها واشنطن مع شركائها في المنطقة تتضمن نقاشاً بشأن مرحلة ما بعد الحرب، كما كرر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في منتدى دافوس الاقتصادي، دعوته إلى إيجاد طريق نحو دولة فلسطينية، معتبراً أنه من دون ذلك سيكون مستحيلاً الحصول على أمن حقيقي.

وخلال جولته في الشرق الأوسط، أبلغ بلينكن السلطات الإسرائيلية بأن دولاً عربية، أبدت التزامها المساعدة خصوصاً في إعادة إعمار غزة شريطة أن ترسم إسرائيل طريقاً ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية، كما تحض واشنطن إسرائيل على مساعدة السلطة الفلسطينية.

والآن دعونا نضعْ النقاط على الحروف بكل صراحة:

هناك ثلاثة أشخاص تولوا القيادة في فلسطين، وكلهم مع الأسف فشلوا فشلاً ذريعاً: أولهم الحاج أمين الحسيني إبان اشتعال الحرب العالمية الثانية عام 1941، فبدلاً من أن يبلع لسانه ويصمت، إذا به يؤيد هتلر بل يذهب إلى برلين ويشتم الحلفاء في الإذاعة. والثاني أحمد الشقيري الذي تولى المنصب بعده، أطلق خطبة عصماء بدأها بهذا السجع المضحك «نحن نحارب من الخنادق لا الفنادق»، وهو الذي لم يدخل في حياته أي خندق، بل كان فقط دخوله للفنادق خمسة نجوم، عندما كان مندوباً لدولة عربية في هيئة الأمم المتحدة في نيويورك. والثالث ياسر عرفات، وهو الذي هنأ صدّام باحتلاله الكويت، وهي التي احتموا فيها هو ورفاقه وأنشأوا فيها منظمة «فتح».

كما لا أنسى موقفه عندما رفض حضور مؤتمر السلام الذي عُقد في القاهرة بعد حرب 1973، رغم أنه كان له في الاجتماع كرسي إلى جانب الكرسي الإسرائيلي، لكي يوقّعان على السلام والاعتراف المتبادل بينهما، وذلك أمام الرئيس السادات والرئيس الأميركي كارتر كشاهدين، لكنه مع الأسف أضاع فرصة على الشعب الفلسطيني لم تتكرر حتى الآن!

للحديث بقية.