مشعل السديري
صحافي وكاتب سعودي ساخر، بدأ الكتابة في الصحف السعودية المحلية، ثم في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، تتميز كتاباته بالسخرية اللاذعة، ويكتب عموداً ثابتاً في «الشرق الأوسط».
TT

يا الله

من فراسة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام:
أن (ضمضم بن قتادة) من بني عجل، ولدت له زوجته ولدًا أسود، فاستنكر وشق عليه ذلك وهمّ بقتلها، وبلغ ذلك رسول الله فاستدعاه وسأله: هل لك من إبل؟!، قال: نعم، وسأله عن ألوانها، فقال: منها الأحمر والأسود وغير ذلك، وسأله: كيف يكون ذلك؟!، قال: إنه عرق نزع، فأجابه: وهذا كذلك عرق نزع، احفظ عليك زوجتك فهي طاهرة عفيفة.
وبعد فترة أتت لحيهم بعض العجائز، فقلن لضمضم: إن أم جدة زوجتك كانت امرأة سوداء، فقال: الحمد لله أنني سمعت كلام رسول الله - انتهى.
ونحن نقول: (إن العرق دساس)، والآن أثبت العلم المعاصر في توارث الأجنّة: أن الصفات والأشكال والألوان، قد يرثها الابن حتى من سابع سابع جد.
ومن رحمته عليه أفضل الصلاة والسلام:
أن قدمت عليه امرأة، وسألها: من أنت؟!، فقالت: أنا (جثامة المزنية)، فتذكرها وتبسم قائلاً لها: بل أنت (حسّانة المزنية) - قال ذلك لأنه أراد أن يسبغ عليها اسمًا جميلاً بدلاً من (جثامة)، حيث إن معناه كان قبيحًا.
وأخذ يلاطفها قائلاً: كيف أنتم، كيف حالكم، كيف أصبحتم بعدنا؟!، قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ولما خرجت سألته (عائشة) رضي الله عنها قائلة له باستغراب: ومن هذه العجوز التي تقبل عليها كل هذا الإقبال؟!، قال: إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن (حسن العهد) من الإيمان يا عائشة.
وبعد ذلك جاء في الحديث عن عائشة: إن مكارم الأخلاق عشر: صدق الحديث، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والمكافأة بالصنيع، وبذل المعروف، وحفظ الذمام للجار، وحفظ الذمام للصاحب، وقرى الضيف، وعلى رأسهن الحياء.
وفي الحديث عن (ابن عباس): يؤتى بالدنيا يوم القيامة في صورة عجوز شمطاء زرقاء، أنيابها بادية وخلقتها مشوهة، فتشرف على البشر، فيقال: أتعرفون هذه؟، فيقولون: نعوذ بالله من معرفة هذه، فيقال: هذه الدنيا التي تناحرتم عليها، بها تقاطعتم الأرحام، وبها تحاسدتم وتباغضتم واغتررتم، ثم يقذف بها في جهنم، فتنادي: أي رب أين أتباعي وأشياعي؟ فيقول الله عز وجل: ألحقوا بها أتباعها وأشياعها - انتهى.
وجاء في حديث آخر: قبل قيام الساعة يرسل الله ريحًا باردة طيبة، فتقبض روح كل مؤمن، ويبقى أشرار الخلق يتهارجون تهارج الحمير، وعليهم تقوم الساعة - انتهى.
أرجو ألا أكون أنا واحدًا من هؤلاء الذين يتهارجون.