مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

الخليج وأميركا الجديدة

سواء فاز المرشح الجمهوري، البلدوزر، دونالد ترامب، أم خسر هذه الانتخابات الرئاسية، فإنه نجح في خلق «حالة» سياسية واجتماعية جديدة في أميركا، ومن خلفها العالم كله.
مشوار مثير خاضه الرجل النيويوركي الثري، أطاح بهامات جمهورية عتيدة. وقارع السياسية الديمقراطية المخضرمة هيلاري كلينتون، بشراسة. وعبّر عن مزاج أميركي أبيض، خالص البياض.
ساعة نشر هذا المقال لن تكون النتائج قد اتضحت بشكل نهائي، وربما فاز أو خسر، لكنه في الحالتين دخل المشهد السياسي الأميركي والعالمي.
من يدري، قد يعيد الرجل الجولة بعد أربع سنوات من فترة هيلاري كلينتون، بقوة وخبرة متراكمة، ولن يكون إلا مثل الجمهوري العتيد، نيكسون الذي خاض الانتخابات الرئاسية ثم أخفق ثم عاد ونجح، وبالنسبة للسن فسيكون مثل «أيقونة» الجمهوريين رونالد ريغان.
القصد هو أن «حالة ترامب» ستصير جزءًا دائمًا من المشهد السياسي الأميركي.
عربيًا، ولنقلْ خليجيًا بشكل محدد، هناك انقسام عميق، بين أصحاب الرأي وعامة الناس، لأن معرفة الرئيس الأميركي لم تعد شأنًا داخليًا فقط للأميركان، لم يكن كذلك منذ الحربين العظميين، الأولى والثانية.
من يتمنى فوز ترامب، يرى فيه الرجل «الصارم» الذي سيجتث تراث أوباما السياسي، وهو تراث سيئ جدًا على الدول العربية، وسمعته السياسية قبيحة حين تقرأ صفحات الحصاد، فهو داعم إيران والإخوان، ومغذي فوضى الربيع العربي، وخاذل السوريين.. إلخ.
لكن هل تقف ماكينة الاجتثاث «الترامبي» عند هذا الحد، أم أن الرجل قد «يبلطج» على مدخرات الخليجيين، بحجة الدفاع عنهم، كما كرر في خطبه الانتخابية! مع حاجة الخزينة الأميركية للمال السائل، وعجوزات تريليونية.
مجرد تصور هذا الأمر يبعث الخوف العميق. في المقابل، المرشحة، أو ربما الرئيسة، هيلاري كلينتون، لديها تراث سياسي وخبرة، وهي جزء من صناعة السياسة الأوبامية في الفترة الماضية، صحيح أنها وجهت بعض الانتقادات لصنائع أوباما في سوريا وغيرها، ولكنها في «الجوهر» لا تختلف عنه كثيرًا، ولذا يرى البعض أن فترة هيلاري، ستكون فترة ثالثة لأوباما، أو ربما لزوجها بيل كلينتون، وذلك أفضل لنا طبعًا.
ليس أهل الخليج والعرب فقط من يريد معرفة ساكن البيت الأبيض الجديد، فحتى جيران أميركا، أعني المكسيك، يراقبون الأمور بحرص وقلق، بعد تهديدات ترامب لهم.
هل آن الأوان لبناء رؤية «خليجية» موحدة مع العالم الأميركي؟ مع هيلاري أو ترامب؟
نحن على وعد بأربع سنوات أميركية مثيرة، على الخليج، والعاقل من احتزم للأمر، وتوقع الأسوأ، قبل الأفضل.
[email protected]