د. جبريل العبيدي
كاتب وباحث أكاديمي ليبي. أستاذ مشارك في جامعة بنغازي الليبية. مهتم بالكتابة في القضايا العربية والإسلامية، وكتب في الشأن السياسي الليبي والعربي في صحف عربية ومحلية؛ منها: جريدة «العرب» و«القدس العربي» و«الشرق الأوسط» اللندنية. صدرت له مجموعة كتب؛ منها: «رؤية الثورات العربية» عن «الدار المصرية اللبنانية»، و«الحقيقة المغيبة عن وزارة الثقافة الليبية»، و«ليبيا بين الفشل وأمل النهوض». وله مجموعة قصصية صدرت تحت عنوان «معاناة خديج»، وأخرى باسم «أيام دقيانوس».
TT

نساء حكمن أميركا

كانت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية واسمها الحقيقي ماري آنا كوربولو، أول امرأة تتسلم منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة، وقد نشأت على المذهب الروماني الكاثوليكي في المسيحية، حيث إن والديها يهوديا الأصل وكانت مدافعة عن جرائم إسرائيل ومنحازة بالكامل لها ولم تتمنع يوما عن الدفاع عن قيام دولة إسرائيل من النهر إلى النهر. أولبرايت كانت مقربة من المؤتمر الصهيوني الأميركي، ولكن ولادتها خارج الولايات المتحدة حرمها من الترشح لمنصب الرئيس.
ثم جاءت كوندوليزا رايس عرابة «الفوضى الخلاقة» قال عنها مراسل صحيفة «واشنطن بوست» جلين كوسلر آنذاك إنها «امرأة السر» ولدت رايس في منطقة تيتوسفيل للسود من الطبقة المتوسطة، حيث التعصب العنصري وكان أبوها واعظًا دينيًا في مدارس البلدة، وأمها إنجيلية متعصبة تخرجت في جامعة دنفر، وقدمت أطروحة للدكتوراه معادية للإسلام، تقول رايس عن نفسها إنها «جمهورية حتى العظام»، ومحافظة جدًا في السياسة الخارجية تحصل من مؤسسة «شيفرون» التي تختص بصناعة النفط ونقله على مكافأة مالية من الشركة على شكل أسهم فيها بقيمة 250 ألف دولار كما قامت الشركة إطلاق اسم «كوندوليزا رايس» على أكبر ناقلة نفط في شركتها.
كشف كوسلر عن تفاصيل مثيرة للجدل عن حياة كوندوليزا رايس في إدارة الرئيس بوش الصغير، وذلك في كتابه «امرأة السر: كوندوليزا رايس وإبداع ميراث بوش» ومنها قول رايس نفسها «حان الوقت لشرق أوسط جديد وإنه الوقت لنقول لأولئك الذين لا يريدون شرقا أوسط مختلفا بأننا سنسود وهم لا» والحقيقة الغائبة عند السيدة رايس هي أن الديمقراطية لا تأتي على ظهر دبابة، وتكميم أفواه الإعلام واغتصاب السجناء والتعذيب في السجون من غوانتنامو إلى أبي غريب مرورًا بالسجون السرية عبر العالم.
رايس عانت من التفرقة العنصرية في بداية حياتها، ولكنها لم تقف يوما في صف المظلومين أو المضطهدين، بل كانت تسعى إلى مكاسب شخصية، فالسيدة رايس من الذين يؤمنون بأسطورة الحرب الكونية (الهرمجدون)، كغيرها من الإنجيليين المتطرفين، وعلى الرغم ما يربطها بتاريخ مؤلم بالعنصرية ضد السود حتى داخل البيت الأميركي، لم يسلم منها كولن باول نفسه، حيث كانت الصحافة الأميركية تقول عنه إنه يحب حياة العبودية ويجب طرده من البيت البيضاوي، ولعل البعض لا يعلم أن العنصرية والتفرقة بين الأبيض والأسود في القوانين العلانية كانت إلى فترة قريبة جدا في الستينات، حيث كانت تسيطر نظرية العرق السيد على الفكر البراغماتي الأميركي التي تنظر للإنسان من خلال لونه لا عمله وأدميته ورغم النهج الأميركي في التفريق وكره الأسود، وهذا ما واجه أوباما عند ترشحه، مما دفع الكثيرين من أنصار حزبه الديمقراطية للتخلي عن حزبهم لمجرد أن أسود رشح نفسه لانتخابات البيت الأبيض.
نانسي بيلوسي هي أول امرأة تتولى رئاسة مجلس النواب في الكونغرس الأميركي وهي الشخصية الثالثة في البلاد بعد الرئيس ونائب الرئيس، وُلدت بيلوسي لعائلة كبيرة إيطالية تنتمي إلى الكنيسة الكاثوليكية، بيلوسي تضع يدها على قلبها وتغني لإسرائيل في مؤتمر «لجنة العلاقات العامة الأميركية الإسرائيلية» الإيباك AIPAC وتقول: «إسرائيل تأتي أولا».
والسناتور هيلاري ديان رودهام كلينتون، التي عملت مع أوباما وزيرة لخارجيته رغم أنها في حملة منافسته قالت عنه كلاما غير لائق.
هيلاري التي دعمت ما اصطلح على تسميته «ثورات الربيع العربي» وأيدت التدخل العسكري في ليبيا، بل وتوقعت مقتل القذافي في يومين وهذا ما حدث، وهيلاري هي المسؤولية عن الثغرات الأمنية في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي عام 2012 الذي أسفر عن مقتل السفير وأفراد من القنصلية الأميركية كما أنها تحوم حولها شبهات ذكرها موقع «ويكيليكس» ضمن وثائقه، أنها قدمت الدعم العسكري والمالي لـ«داعش» من خلال الكشف عن مراسلات بريدها الخاص.
فهؤلاء بعض ممن حكمن أميركا، جمعهن حب إسرائيل ودعمها.