«داعش» يخلي ريف كوباني الغربي إثر معارك مع الأكراد ويفرج عن المخطوفين الآشوريين

الائتلاف يطالب الأمم المتحدة بالتدخل لفك الحصار عن المدنيين في أحياء دير الزور

مقاتلو لواء أنصار الشام التابع للجيش السوري الحر يستقلون شاحنة صغيرة  في ريف اللاذقية أمس (رويترز)
مقاتلو لواء أنصار الشام التابع للجيش السوري الحر يستقلون شاحنة صغيرة في ريف اللاذقية أمس (رويترز)
TT

«داعش» يخلي ريف كوباني الغربي إثر معارك مع الأكراد ويفرج عن المخطوفين الآشوريين

مقاتلو لواء أنصار الشام التابع للجيش السوري الحر يستقلون شاحنة صغيرة  في ريف اللاذقية أمس (رويترز)
مقاتلو لواء أنصار الشام التابع للجيش السوري الحر يستقلون شاحنة صغيرة في ريف اللاذقية أمس (رويترز)

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن تنظيم داعش أفرج عن المختطفين الآشوريين في الحسكة في شمال شرقي سوريا «لكنهم لم يصلوا إلى مناطق خارجة عن سيطرته»، بالتزامن مع انحسار نفوذه من كامل الريف الغربي لمدينة كوباني (شمال شرقي حلب) الحدودية مع تركيا، إثر معارك شنها مقاتلون أكراد، ومنعهم من العبور إلى معقله في جرابلس المحاذية لكوباني، بعد تفجير جسر المدينة.
وقال ناشطون إن وحدات حماية الشعب الكردي، مدعومة بالكتائب المقاتلة من الجيش السوري الحر، تمكنت من طرد تنظيم داعش من كامل ريف عين العرب (كوباني) الغربي، وصولا إلى بلدتي الشيوخ فوقاني والشيوخ تحتاني اللتين سيطر عليهما مقاتلو الوحدات الكردية والكتائب المقاتلة عقب طردهم لعناصر التنظيم نحو مدينة جرابلس.
واتخذ التنظيم المتشدد تدابير احترازية، منعا لملاحقته إلى موقع نفوذه في مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا، الواقعة غرب كوباني، إذ قال المرصد السوري إن عناصر من التنظيم فجروا الجسر الواقع على نهر الفرات والذي يربط بين بلدة الشيوخ فوقاني وطريق جرابلس - منبج في الضفة الغربية لنهر الفرات، تحسبا لمطاردتهم من قبل وحدات الحماية والكتائب المساندة لها، مشيرا إلى أن الاشتباكات على ضفتي نهر الفرات تحولت إلى تبادل لإطلاق النار بواسطة القناصة والرشاشات الثقيلة.
وإلى الجنوب الشرقي من كوباني، تواصلت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الطرفين في منطقة الجلبية داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وأسفرت عن مقتل 8 مقاتلين من «داعش».
وبهذه التطورات، استعادت الوحدات الكردية والكتائب المقاتلة السيطرة على القرى الواقعة بين نهر الفرات ومدينة كوباني، وليرتفع إلى 296 على الأقل عدد القرى التي خسرها «داعش» منذ 26 من يناير (كانون الثاني) الفائت، وبات نهر الفرات يفصل مقاتلي وحدات الحماية والكتائب عن مدينة جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم داعش، والواقعة على الضفة الغربية للنهر.
في ظل انحسار نفوذ التنظيم من مناطق شمال سوريا، والمعارك التي يخوضها في الحسكة، نقل المرصد السوري عن قيادي عسكري آشوري أن تنظيم داعش أفرج أمس عند صلاة الجمعة عن المختطفين الآشوريين، مشيرا إلى أن شقيق شرعي في تنظيم داعش أبلغه بعملية الإفراج عن المختطفين. وأكد القيادي العسكري الآشوري للمرصد أن المختطفين «لم يصلوا حتى اللحظة إلى مناطق خارجة عن سيطرة التنظيم في الحسكة». وكان «داعش» اختطف 220 مدنيا آشوريا عقب محاصرته 10 قرى جنوب نهر الخابور في ريف الحسكة (شمال شرقي سوريا) الأسبوع الماضي، قبل أن يفرج في 4 مارس (آذار) الحالي عن 24 مواطنا من قرى بريف تل تمر، وذلك بعد إصدار محكمة شرعية تابعة للتنظيم أمرا بالإفراج عنهم في الـ28 فبراير (شباط) الفائت.
وفي شرق سوريا، نفّذ طيران التحالف الدولي ضد تنظيم داعش 5 غارات على مدينة البوكمال في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، الخاضع لسيطرة التنظيم. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن طائرة حربية وطائرتين من دون طيار، نفّذت 5 غارات على المدينة، مستهدفة مبنى فرع أمن الدولة سابقا، ومدرسة النسوي ومبنى حزب البعث سابقا، وسط المدينة، التي يتخذها التنظيم مقرّا له، وتوجهت على أثرها سيارات الإسعاف إلى المناطق المستهدفة، مرجحا وقوع إصابات في صفوف التنظيم.
ويعد حي الصناعة منطقة أمنية خاصة بالتنظيم، إذ نقل معظم مقراته إليها مع بدء غارات التحالف، وتحوي سجنا ومقرات، كما تقيم فيها عوائل لمقاتليه.
ويسيطر «داعش» على كامل أرياف دير الزور، باستثناء المدينة مطارها العسكري، وقريتين ملاصقتين للمطار، وتخضع لسيطرة النظام السوري. وفرض التنظيم عليها حصارا منع بموجبه إدخال المواد الإغاثية إليه.
وطالب الائتلاف الوطني السوري، أمس، الأمم المتحدة، ببذل جهد لفك الحصار عن أحياء مدينة دير الزور المحاصرة من قبل تنظيم «داعش» منذ نحو شهرين، وذلك في برقية أرسلها الأمين العام للائتلاف محمد يحيى مكتبي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وحثّ مكتبي، الأمم المتحدة، على تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2139 القاضي برفع الحصار عن المناطق المأهولة بالسكان بشكل فوري، والسماح للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وشركائها التنفيذيين بإيصال المساعدات الإنسانية على نحو سريع وآمن ودون وعوائق.
وأوضح مكتبي في الرسالة أن «المدنيين بين طرفين يمارسان الإرهاب ولا يقيمان وزنا للقوانين الدولية أو الإنسانية، وهما نظام الأسد وتنظيم داعش، ويعمل الطرفان بشكل متناغم حيث لا يعمل النظام على فك الحصار الممارس من قبل تنظيم داعش، ولا يقوم التنظيم بدوره باستهداف قوات النظام هناك».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».