إسلام آباد: مقتل 7 من قوات الأمن في هجومين قرب الحدود الأفغانية

ترحيل أكثر من 200 أسرة أفغانية من إيران وباكستان في يوم واحد

الشرطة الباكستانية تحمل دراجة نارية خلال اشتباكها مع المتظاهرين في احتجاج على اعتقال قادة اللجان والناشطين بمداهمات ليلية في مظفر آباد الأربعاء (إ.ب.أ)
الشرطة الباكستانية تحمل دراجة نارية خلال اشتباكها مع المتظاهرين في احتجاج على اعتقال قادة اللجان والناشطين بمداهمات ليلية في مظفر آباد الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

إسلام آباد: مقتل 7 من قوات الأمن في هجومين قرب الحدود الأفغانية

الشرطة الباكستانية تحمل دراجة نارية خلال اشتباكها مع المتظاهرين في احتجاج على اعتقال قادة اللجان والناشطين بمداهمات ليلية في مظفر آباد الأربعاء (إ.ب.أ)
الشرطة الباكستانية تحمل دراجة نارية خلال اشتباكها مع المتظاهرين في احتجاج على اعتقال قادة اللجان والناشطين بمداهمات ليلية في مظفر آباد الأربعاء (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الباكستاني (الأحد) مقتل 7 على الأقل من أفراد قوات الأمن الباكستانية، في هجومين منفصلين وقعا بالقرب من الحدود مع أفغانستان.

وأفاد الجيش بأن الهجوم الأول الذي وقع السبت، شهد استهداف عبوة ناسفة محلية الصنع لمركبة تابعة لفريق تفكيك القنابل، في منطقة داتا خيل، بإقليم شمال وزيرستان. وبعد وقوع الانفجار، فتح المسلحون نيران أسلحتهم، ما أسفر عن مقتل 5 من أفراد قوات الأمن وإصابة اثنين.

اشتباكات بين الشرطة الباكستانية ومتظاهرين خلال احتجاج على اعتقال قادة اللجان والناشطين بمداهمات ليلية في مظفر آباد الأربعاء (إ.ب.أ)

وفي الهجوم الثاني، اقتحم مسلحون نقطة تفتيش في منطقة مير علي، وقتلوا جنديين.

وشهدت باكستان زيادة في أعداد الهجمات التي تشنها حركة «طالبان الباكستانية»، منذ سيطرة حركة «طالبان الأفغانية» على السلطة في أفغانستان عام 2021.

أم ترتدي البرقع وأطفالها يتسولون الصدقات على جانب الطريق قبل يوم واحد من عيد الأم في بيشاور (إ.ب.أ)

في غضون ذلك، ذكر مسؤولون في المفوضية العليا لشؤون المهاجرين، أن أكثر من مائتي أسرة مهاجرة أفغانية عادت إلى البلاد، بعد ترحيلها من إيران وباكستان. وقال التقرير الذي صدر أمس (السبت)، أن العائدين من إيران وباكستان قد وصلوا الجمعة، حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء، أمس (السبت). وذكرت المفوضية العليا لشؤون المهاجرين أن العائدين إلى البلاد، عادوا عبر معابر: تورخام، وسبين بولداك، وبول-أبريشام، وإسلام قلعة.

عامل أفغاني يعمل بأجر يومي ينتظر الحصول على وظيفة بجانب الطريق في كابل (إ.ب.أ)

يأتي ذلك بينما ازداد ترحيل المهاجرين الأفغان من إيران وباكستان وتركيا، في الأشهر الأخيرة. وكانت باكستان قد بدأت عملية ترحيل المواطنين الأفغان غير المسجلين، في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي.

وفي أعقاب بدء عملية ترحيل المهاجرين الأفغان، من مختلف ولايات باكستان، تم ترحيل مئات الآلاف من المهاجرين، قسراً وطوعاً، إلى أفغانستان، في الأشهر الأخيرة. وجاءت عملية طرد الأفغان من جانب باكستان لتكثيف الضغط على حكام «طالبان» في أفغانستان الذين تتهمهم إسلام آباد بالتساهل مع المسلحين الذين يتردد أنهم وراء هجمات مميتة عبر الحدود.

وفي مارس (آذار) الماضي، شنت باكستان غارات جوية على مناطق داخل أفغانستان، استهدفت عناصر حركة «طالبان» الباكستانية، الأمر الذي عدَّته كابل تعدياً على سيادتها. وردت أفغانستان بقصف مواقع للجيش الباكستاني. وانتقدت الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان العالمية عمليات ترحيل الأفغان.

إلى ذلك، في كويتا (باكستان) أعلنت الشرطة الباكستانية، الخميس، أن 6 عمال من إقليم البنجاب قُتلوا في محافظة بلوشستان التي تقع في جنوب غربي باكستان، وتشهد أعمال عنف انفصالية. وقال محمد محسن، المسؤول الكبير في الشرطة المحلية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «ستة حلاقين قُتلوا وأصيب آخر» في هذا الهجوم الذي استهدف المنزل الذي كانوا يقيمون فيه على بعد نحو 25 كيلومتراً من مدينة جوادار الساحلية. وأضاف: «نحن نُجري تحقيقاً؛ لكن يبدو أنهم تعرضوا للهجوم لأنهم من إثنية البنجاب»، وهي المجموعة العرقية التي تشكل الغالبية في باكستان، والتي يُعد إقليمها الأغنى بين الأقاليم.

ومنذ عقود تشهد بلوشستان -وهي كبرى محافظات البلاد لكنها فقيرة مع عدد سكان قليل- أعمال عنف عرقية وطائفية وانفصالية. ومع أنها غنية بالطاقة والمعادن، فإن سكانها يشكُون من التهميش وسرقة مواردها الطبيعية. ويهاجم المتمردون بانتظام أبناء البنجاب والسند المجاورة، بالإضافة إلى موظفي الشركات الأجنبية؛ خصوصاً الصينية العاملة في قطاع الطاقة.

وفي منتصف أبريل (نيسان)، قتل 6 مسلحين 11 شخصاً بالقرب من بلدة ناوشكي، من بينهم 9 عمال من البنجاب، بعد إيقاف الحافلة التي كانت تقلهم. ويستهدف الانفصاليون البلوش الذين يعدون مجتمعهم ضحية عمليات إعدام خارج نطاق القانون والاختطاف، أيضاً، قوات الأمن الباكستانية.


مقالات ذات صلة

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

أفريقيا معتقلون في عملية مكافحة الإرهاب في النيجر (صور نشرها جيش النيجر من عمليته العسكرية ضد الإرهابيين)

«الإرهاب» يضربُ النيجر... والجيش يتعقبه في معاقله

وجّه جيش النيجر ضربة موجعة لمجموعة إرهابية يعتقدُ أنها تابعة لتنظيم «القاعدة»، سبق أن نفذت هجوماً مسلحاً، استهدف كتيبة من الجيش وقُتل فيه 20 جندياً.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا كانت الخطة هي استئجار شاحنة وقيادتها عبر سوق عيد الميلاد أوبلادين قرب كولون (د.ب.أ)

ألمانيا: السجن 4 سنوات لمراهق خطط لهجوم على سوق للكريسماس قرب كولونيا

قضت محكمة ألمانية بالسجن 4 سنوات في مؤسسة إصلاحية بحق فتى يبلغ من العمر 15 عاماً، الجمعة، لإدانته بالتخطيط لتنفيذ هجوم إرهابي في إحدى أسواق الكريسماس.

«الشرق الأوسط» (كولونيا)
أوروبا تم تنظيم مؤتمر صحافي في بروكسل للإعلان عن إغلاق التحقيق القضائي بشأن عصابة مسلحة أرهبت البلاد في ثمانينات القرن الماضي (د.ب.أ)

بلجيكا تغلق تحقيقاً استمر 40 عاماً بشأن عمليات قتل أرهبت البلاد

أعلن الادعاء العام البلجيكي، الجمعة، أنه أنهى تحقيقاً استمر 40 عاماً، بشأن عصابة مسلحة، أرهبت البلاد في ثمانينات القرن الماضي، وقتلت 28 شخصاً.

«الشرق الأوسط» (بروكسل )
رياضة عالمية نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما (أ.ف.ب)

ويمبانياما ينضم إلى مبابي وتورام في مواجهة «المتطرفين»

انضم نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما، مع سان أنتونيو سبيرز، إلى نجوم آخرين في عالم الرياضة في بلاده، بالدعوة إلى عدم انتخاب «المتطرفين».

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)

الأمم المتحدة: سنناقش حقوق المرأة الأفغانية في اجتماع يضم 25 دولة بحضور «طالبان»

قالت مسؤولة أممية رفيعة المستوى ستترأس أول اجتماع بين حكام «طالبان» في أفغانستان ومبعوثين من نحو 25 دولة، إن حقوق المرأة سيجري طرحها في كل جلسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هل تكذب كوريا الشمالية بشأن تجربتها الصاروخية الأخيرة؟

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
TT

هل تكذب كوريا الشمالية بشأن تجربتها الصاروخية الأخيرة؟

كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)
كيم جونغ أون زعيم كوريا الشمالية خلال وداع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في مطار بيونغ يانغ (رويترز - سبوتنيك)

تحول الاختبار الصاروخي الأخير لكوريا الشمالية إلى نقطة خلاف جديدة مع جارتها الجنوبية، فبينما تقول بيونغ يانغ إنها اختبرت صاروخاً متطوراً متعدد الرؤوس الحربية، فإن سيول تتهمها بالكذب.

وبعدما وصفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية التجربة بـ«الناجحة»، ونشرت صورة منها، قالت كوريا الجنوبية إن التجربة «خادعة ومبالغ فيها»، ونشرت أدلتها على فشل التجربة.

وما زال المحللون غير متيقنين من صحة ادعاءات كوريا الشمالية، وهو ما يشير إلى صعوبة التأكد من تطور أسلحتها. وإذا صحت الأخبار الكورية الشمالية عن التجربة الأخيرة فإنها ستمثل تطوراً كبيراً في برنامجها الصاروخي.

امتلاك تكنولوجيا تصنيع صاروخ متعدد الرؤوس الحربية يمثل تحدياً، وهي صواريخ يصعب التصدي لها. وإلى جانب الولايات المتحدة - أول من ابتكر هذا النوع من الصواريخ في ستينات القرن الماضي - لا تمتلكها إلا بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين.

طرح الخبراء منذ فترة احتمال أن كوريا الشمالية ستتوصل في النهاية لتكنولوجيا تصنيع قدرات «ميرف»، وهذا التعبير يعني صاروخاً يحمل رؤوساً حربية متعددة يمكنها إصابة أهداف مختلفة بعد الانفصال عن الصاروخ. هذه الرؤوس تمتلك محركاتها الصاروخية الخاصة، ويمكنها أن تطير في اتجاهات متعددة وبسرعات مختلفة لإصابة أهداف تبعد عن بعضها مئات الكيلومترات، وهو ما يجعل هذا النوع من الصواريخ فعالاً للغاية.

وتقول كوريا الشمالية إنها أجرت بنجاح تجربة انفصال الرؤوس الحربية عن الصاروخ، وتوجيه كل رأس على حدة، وأضافت أن الصاروخ كان متوسط المدى، ويعمل بالوقود الصلب، واستطاع توصيل 3 رؤوس حربية بالإضافة إلى رأس خادع.

وأشارت إلى أن الصاروخ انطلق إلى مدى 170 – 200 كيلومتر لضمان مدى آمن لطيران الرؤوس الحربية، وأكدت وصول الرؤوس الحربية الثلاثة لأهدافها، وكذلك الرأس الخادع المصمم لتضليل الرادارات.

من جانبه، أصدر جيش كوريا الجنوبية مقطع فيديو لإطلاق الصاروخ موضحاً أنه أظهر عدم استقرار في مرحلة الإطلاق ما أدى لانفجاره في الهواء. وأضاف مسؤولون عسكريون أنهم رصدوا كماً كبيراً من الشظايا لا يتفق مع القول إن التجربة نجحت.

ويقول يانغ أوك الباحث في معهد «أسان» للدراسات السياسية في كوريا الجنوبية لـ«بي بي سي»: «أعتقد أن بعض مراحل الاختبارات نجحت مثل إطلاق الصاروخ وانفصال الرؤوس الحربية عنه، لكن (كوريا الشمالية) لم تقدم دليلاً على وصول الرؤوس الحربية لأهدافها، فلا يمكن أن نقول إن هذا الجزء من التجربة قد نجح».

وقالت وزارة الدفاع في اليابان إن الصاروخ وصل إلى ارتفاع 100 كيلومتر فقط، ما يعني أنه لم يغادر إلى الفضاء الخارجي، وبقي داخل الغلاف الجوي للأرض. ورأى يانغ أن هذا يعني أيضاً أن الرؤوس الحربية لم تختبر ضد الحرارة العالية والضغط الناتجين عن دخول الغلاف الجوي للأرض، لذلك لا يمكن معرفة قدراتها.

ونشرت وسائل إعلام في كوريا الجنوبية مقطع فيديو صوَّره مدنيون، ويظهر ذيلاً من العادم في السماء. وعلق فان ديبن الخبير في أسلحة كوريا الشمالية والموظف السابق في «الخارجية الأميركية» أن «الفيديو لا يشير لانفجار كبير أو كارثي، ويبدو متوافقاً مع الصور التي نشرتها كوريا الشمالية، لكن هذا لا يعني استبعاد فشل أجزاء أخرى من الاختبار».

ويعتقد مراقبون أن بيونغ يانغ قد حصلت على بيانات تقنية مهمة من عملية الاختبار، ستقربها خطوة أخرى من هدف تصنيع صاروخ برؤوس حربية متعددة، كما أعلنت في عام 2021.

وفي رأي فان ديبن فإن التجربة الأخيرة حتى لو كانت ناجحة فهي ليست كافية لتطوير سلاح من هذا النوع، وسيكون أمام كوريا الشمالية سنوات أخرى عدة قبل الوصول لهدفها.